الأحد، 30 نوفمبر 2014

إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل .. فيديو


... الجـدال مُـولد للـخصومه ...
( مما يَذم من الألفاظ المِراء , والجدال , والخصومة )



إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل! 
للفاروق عمر بن الخطاب  
معنى الجـــدل والمراء لغـــةً واصطلاحًا 
معنــى الجــدل لغـــةً:

الجدل: اللدد في الخصومة والقدرة عليها، وجادله أي: خاصمه، مجادلة وجدالًا. والجدل: مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والجدالُ: الخصومة؛ سمي بذلك لشدته معنى الجدل اصطلاحًا: قال الراغب: (الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة) ). وقال الجرجاني: (الجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه) وقال أيضًا: (الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها) معنى المراء لغةً: 
المــــراء: الجـــــــدال. 
والتمــــــاري والممــــــــاراة: 
المجادلة على مذهب الشكِّ والريبة، ويقال للمناظرة: مماراة، وماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته معنى المراء اصطلاحًا: المراء: هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع وقال الجرجاني: (المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير) . 
وقال الهروي عن المراء: هو  (أن يستخرج الرجل من مناظره كلامًا ومعاني الخصومة وغيرها) 

  بسم الله الرحمن الرحيم يـا أيـها الأحبـاب والأخوان ،، في وجود الجدل تكثر السبل و تتيه الرؤية و يفسد العمل و ينمو الخلل قد أبتليت هذه الأمه بـكثير من الـفتن ، ومن هـذه الـفتن ، فـتنة الـجدال . نـعم يـا طالـب الـعلم ويـا طالـبة العلم ، أن كثير من المجالس تجد فيها من يـجادل ، وكثير من الذين يـجادلونكم ، لأ يجادلونكم بحقً ، ولأ من أجل مصـلحةً ولأ من أجل شـئ ، أنــما من أجل الـحقد والـبغضاء ، وحبً للــشهره.   ولـهذا تـجد الـمجادل ، لأ تـرتح نـفسة إلا بـالمجادل ، فـيقمع صـاحب الحق بأكاذيبه ، وأفتراءاته ، حتـي يـقال أنهُ علي حق ، وصـاحبة علي بـاطل ، فـكـانه يـقول للـناس ، هـا أنا علي حق.. أن مثل هذا الذي يجادل ويمتري بغير حق ، مصـيرهُ لأ يدوم كثـيراً .. فقـد قـال الإمام النووي – رحمه الله - :
  ( مما يذم من الألفاظ المراء , والجدال , والخصومة ).   
وعلي ذالـك ، فـصحاب الجدال جدالـهُ مذموم أن كان بغير حق .. ولـذلك قال الإمام النووي : ( واعلم أن الجدال قد يكون بحق , وقد يكون بباطل ) قال الله تعالى :  ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)   وقال تعالى : ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا )   فإن كان الجدالُ الوقوفَ على الحق وتقريره كان محموداً , وإن كان في مدافعة الحق , أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً .
  وعلى هذا التفصيل تنزيل النصوص الواردة في إباحته وذمه ) ثم قال – رحمه الله- :  ( قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة , ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة . 
نـعم يا أخواني ، أن الجـدال مـولد للـخصومه ، بـل لأ تجد شخص يجادل بغير حق إلا وكـره الذي يجادله بـحق .. فـالله الله أخواني وأخواتي ، من الجدال بغير حق ، والله الله في البعد عن تلك المجالس التي بـها جدال ، فـأن جـادلك شـخصً عنيد لأ يُريد الحق ، ففــر منهُ ، فهذا فـيه مـرض ، قـد يـُعديك مـرضهُ .   
وأعلمُ ، قـول الأوزاعي : (( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل )) وأخرج أن عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل ) وقال عبدالله بن حسين بن علي – رضي الله عنهم - :  ( المراء رائد الغضب ، فأخزى الله عقلاً يأتيك بالغضب ) وقال محمد بن علي بن حسين – رضي الله عنهم - : ( الخصومة تمحق الدين ، وتنبت الشحناء في صدور الرجال )   وقيل لعبدالله بن حسن بن حسين : ( ما تقول في المراء ؟   
قال : يفسد الصداقة القديمة ، ويحل العقدة الوثيقة .   
وأقل ما فيه أن يكون دريئة للمغالبة ، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة ) وقال جعفر بن محمد – رحمه الله - : ( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال ) وقيل للحكم بن عتيبة الكوفي – رحمه الله - : ( ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء ؟ قال : الخصومات ) ولـذالك قـال الأمام الشافعي – رحمه الله – :  
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ *** وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ ..









ليست هناك تعليقات: