(الحاجـــة أم الاختـــراع)
حكمــة تعـــبر عن حـــــال الطفــــل "كريم محمد مصطفى" وأسرتة

"كريم" يبلغ من العمر 10 سنوات يعيش بوسط محافظة الأقصر، وهو الشقيق الأكبر لــ 3 أخوات، أو كما يطلق عليه "الرجل المسن" الذي أُدخل مبكرًا ورغمًا عنه إلى معترك الحياة وصراعاتها للحصول على لقمة العيش. يعمل كريم سائق "حنطور" خلفًا لوالده الذي أصابه العجز بإحدى ساقيه فأصبح لا يقوي على قيادة الحنطور.
وبينما يذهب أقرانه صباحًا إلى مدارسهم يتجه هو إلى حظيرته أو ( حوش البهايم ) ليهيئ حصانه للخروج للعمل، والحصول على لقمة العيش له ولأفراد أسرته التي تعهد بالإنفاق عليها، بعد أن أصاب العجز والده ليصبح قعيدًا بالمنزل لا يقوى على العمل، ولا يستطيع أن يسد رمق أطفاله فدفع بأكبر أبنائه البالغ من العمر 10 سنوات ليجعل منه رجلاً قبل أن يكمل عقده الأول.
يستيقظ "كريم" أو كما يطلقون عليه (الرجل العجوز) كل يوم مستعيدًا نشاطه، ومتهيئًا ليس للذهاب للمدرسة والتي لم يستطع استكمال دراسته بها نظرًا لظروفه المادية، فاستبدلها بعربة الحنطور.
وحال استيقاظه من نومه يتجه نحو عربته فيقوم بتنظيفها ثم الخروج للانتظار ساعات طويلة بجوار المناطق السياحة، أو الشوارع الرئيسية بمدينة الأقصر التاريخية متتبعًا الزبائن وأحيانًا أخرى يستدعي شفقتهم لإجبارهم على عمل جولة بالحنطور لا تكلف أكثر من 10 جنيهات.
لم يسعف القدر (كريم) لاستكمال دراسته ما جعله يجهل أبسط قواعد العلم، وأصبح أميًا بالقراءة والكتابة ولا يستطع حتى كتابة أسمه كاملاً، إلا أن القدر لم يكن بخيلاً معه، بل أعطاه هبة أكبر جعلته رغم صغر سنه قادرًا على التحدث بطلاقة باللغات الأجنبية التي وجب عليه تعلمها للحصول على لقمة عيشه؛ فالجوع قد يدفع الإنسان إلى عمل ما يفوق قدراته.
بدأ كريم عمله للحنطور منذ عامه الثامن مصاحبًا عمه الذي يعمل بالمجال نفسه، فتعلم منه ألا يقع فريسة لكبار سائقي الحنطور للسيطرة عليه، ومحاربته في عمله فحدد له مكان يستطيع الانتظار به، ولقّنه بعض الكلمات التي يستطع من خلالها دعوة السياح إلى ركوب حنطوره.
بعد ذلك تعود "كريم" أن يصبح وحيدًا إلا في عمله، ثم بات كريم يردد تلك الكلمات الملقنة حتى أصبحت جملاً تحولت في النهاية إلى لغات أجنبية تقترب من السبع لغات، نجح في تعلمها حديثًا وليس كتابة إلى أن نجح في تلك المهنة التي ورثها عند أبيه وعمه.
كل تلك الجهود لم تضع هباءً منثورًا (فالطفل كريم) أصبح سائقًا للحنطور معترف به بين زملائه، والذين يتعدى أعمار بعضهم الخمسين عامًا وأصبح قادرًا على جمع 50 يورو كإيراد يومي للحنطور، وكان ذلك منذ أكثر من عامين. أما الآن فبالكاد يستطيع "كريم" كسب 15 جنيهًا وبالكاد يستطيع من خلالها توفير الخبز لأفراد عائلته، حتى مساعدات وزارة السياحة الخاصة بالعاملين بالحنطور، حُرم منها لأنه لا يملك رخصة عمل ما سيجعل ساعات انتظراه تمتد أكثر فأكثر في انتظار زبون جدي يتحدث 7 لغات أجنبية
وبينما يذهب أقرانه صباحًا إلى مدارسهم يتجه هو إلى حظيرته أو ( حوش البهايم ) ليهيئ حصانه للخروج للعمل، والحصول على لقمة العيش له ولأفراد أسرته التي تعهد بالإنفاق عليها، بعد أن أصاب العجز والده ليصبح قعيدًا بالمنزل لا يقوى على العمل، ولا يستطيع أن يسد رمق أطفاله فدفع بأكبر أبنائه البالغ من العمر 10 سنوات ليجعل منه رجلاً قبل أن يكمل عقده الأول.
يستيقظ "كريم" أو كما يطلقون عليه (الرجل العجوز) كل يوم مستعيدًا نشاطه، ومتهيئًا ليس للذهاب للمدرسة والتي لم يستطع استكمال دراسته بها نظرًا لظروفه المادية، فاستبدلها بعربة الحنطور.
وحال استيقاظه من نومه يتجه نحو عربته فيقوم بتنظيفها ثم الخروج للانتظار ساعات طويلة بجوار المناطق السياحة، أو الشوارع الرئيسية بمدينة الأقصر التاريخية متتبعًا الزبائن وأحيانًا أخرى يستدعي شفقتهم لإجبارهم على عمل جولة بالحنطور لا تكلف أكثر من 10 جنيهات.
لم يسعف القدر (كريم) لاستكمال دراسته ما جعله يجهل أبسط قواعد العلم، وأصبح أميًا بالقراءة والكتابة ولا يستطع حتى كتابة أسمه كاملاً، إلا أن القدر لم يكن بخيلاً معه، بل أعطاه هبة أكبر جعلته رغم صغر سنه قادرًا على التحدث بطلاقة باللغات الأجنبية التي وجب عليه تعلمها للحصول على لقمة عيشه؛ فالجوع قد يدفع الإنسان إلى عمل ما يفوق قدراته.
بدأ كريم عمله للحنطور منذ عامه الثامن مصاحبًا عمه الذي يعمل بالمجال نفسه، فتعلم منه ألا يقع فريسة لكبار سائقي الحنطور للسيطرة عليه، ومحاربته في عمله فحدد له مكان يستطيع الانتظار به، ولقّنه بعض الكلمات التي يستطع من خلالها دعوة السياح إلى ركوب حنطوره.
بعد ذلك تعود "كريم" أن يصبح وحيدًا إلا في عمله، ثم بات كريم يردد تلك الكلمات الملقنة حتى أصبحت جملاً تحولت في النهاية إلى لغات أجنبية تقترب من السبع لغات، نجح في تعلمها حديثًا وليس كتابة إلى أن نجح في تلك المهنة التي ورثها عند أبيه وعمه.
كل تلك الجهود لم تضع هباءً منثورًا (فالطفل كريم) أصبح سائقًا للحنطور معترف به بين زملائه، والذين يتعدى أعمار بعضهم الخمسين عامًا وأصبح قادرًا على جمع 50 يورو كإيراد يومي للحنطور، وكان ذلك منذ أكثر من عامين. أما الآن فبالكاد يستطيع "كريم" كسب 15 جنيهًا وبالكاد يستطيع من خلالها توفير الخبز لأفراد عائلته، حتى مساعدات وزارة السياحة الخاصة بالعاملين بالحنطور، حُرم منها لأنه لا يملك رخصة عمل ما سيجعل ساعات انتظراه تمتد أكثر فأكثر في انتظار زبون جدي يتحدث 7 لغات أجنبية