ولكنه فرح بفشل مخطط رؤوس الإنقلاب
إذاعة ماسبيرو لمباراة غانا
بلطجــة إعلامية .. أم حق للشعب؟
الجدل بشأن حقوق الجماهير في مشاهدة المباريات الرياضية، وتطلعات الاتحادات الرياضية في الحصول على أموال تمكنها من تطوير عملية تنظيم البطولات من خلال بيع حقوق بث المباريات، جدل قديم لم يحسم بعد، ويبدو أنه لن يحسم قريبا.
هذا الجدل عاد إلى الواجهة مع إصرار التلفزيون المصري (ماسبيرو) على أن من حق المصريين أن يشاهدوا مباراة منتخب بلادهم "المصيرية" مع غانا أمس في تصفيات كأس العالم، فقرر أن يذيعها على قنواته رغم امتلاك شبكة الجزيرة الفضائية، لحق البث الحصري للمباراة . جاء ذلك بعد يوم واحد من قيام التلفزيون الجزائري بنفس الخرق خلال مباراة منتخب بلاده في نفس التصفيات مع بوركينا فاسو. المصري اعتبر أن إذاعته للمبارة جاء ردا على ما وصفه باستخدام قناة الجزيرة شارات البث الخاصة به لفعاليات اعتصام ميدان رابعة العدوية قبل فض الاعتصام .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طالب ماسبيرو الجزيرة، بدفع 200 مليون جنيه إضافية، في حال أرادت الشبكة القطرية قيمة بثه لمباراة مصر وغانا .
لكن بعيدا عن الحقوق القانونية، فإنه من الناحية الإعلامية يمكن أن نصف تغطية شعار "لوجو" الجزيرة ، ووضع شعار التلفزيون المصري فوقه بالـ "الفضيحة المهنية"، لكن الأدهى هو إصرار التلفزيون المصري على بث المباراة رغم شريط التنويهات الذي وضعته الجزيرة لتؤكد فيه أن التلفزيون المصري ليس من حقه بث المباراة، بمعنى أنه يبث دليل إدانته على شاشته !!
ما حدث يأتي بلا شك في إطار ما يشبه الحرب الإعلامية بين الجزيرة والتلفزيون المصري، كما يأتي في إطار المشادات السياسية التي ترتبط بشكل مباشر بالرياضة، وهو ما أكده وزير الرياضة المصري طاهر أبو زيد، الذي أشار - قبل المباراة- إلى احتمال استغلال فوز مصر على المستوى السياسي، - في إشارة لتعزيز موقف الانقلابيين- وهو ما لم يحدث بسبب الهزيمة
رد الفعل السياسي الذي توقعه النظام المصري الحالي جاء مختلفا إلى حد كبير، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا لنجم غانا سولي مونتارى يطالب المصريين بدعم الإخوان في تصريحات تلفزيونية أدلى بها في وقت سابق ، فيما تداول نشطاء صورة لمدرب الفريق الغاني كواسي أبياه يرفع فيها شعار رابعة العدوية.
إطار السياسية أيضا شبه معارضو وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي – على مواقع التواصل الاجتماعي - أسلوب إدارة أزمة المباراة، بعملية الإطاحة بالرئيس المنتخب شرعيا محمد مرسي من خلال تظاهرات خرجت بدوافع مختلفة روجت لها حركة تمرد .
كما اعتبروا أن غلق القنوات الفضائية وحالة تراجع دولة القانون التي ظهرت على السطح في مصر بعد "3 يوليو" تمثل منهج حكم ملخصه أن الدولة تدار بقانون "هو كده"، وهو منطق يشبه تماما أفكار "البلطجة" التي تقدمها "أفلام السبكي" وآخرون مثل (عبده موته وإبراهيم الأبيض وقلب الأسد)، فبدلا من السعي لشراء المباريات يصبح السطو عليها هو الحل الأسهل، وبدلا من تهدئة الأجواء وإعادة الدوري لتحسين أداء اللاعبين تصبح إقالة المدرب الحل الأفضل، وبدلا من البحث عن أسباب المشكلة، يخرج المتحدث باسم لجنة الحريات في نقابة المحامين ليقول إن الهزيمة مؤامرة على مصر من قبل جهات معادية للثورة .
الأزمة الآن تكمن في العقوبة التي من المرجح أنها ستوقع على التلفزيون المصري بسبب الواقعة، والتي تقدر بـ 500 ألف دولار (3.5 مليون جنيه) الأمر الذي يمثل أزمة جديدة من أزمات سوء الإدارة لهذا القطاع المهم والحساس في مصر .
كما أن أزمة أخرى يمكن أن تحدث إذا ما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا قبول طلب غانا بنقل مباراة الإياب إلى خارج مصر بسبب الظروف الأمنية، أو حتى توسيع دائرة العقوبات لتشمل المنع من المشاركة في فعاليات رياضية مهمة .
الأزمة الآن تكمن في العقوبة التي من المرجح أنها ستوقع على التلفزيون المصري بسبب الواقعة، والتي تقدر بـ 500 ألف دولار (3.5 مليون جنيه) الأمر الذي يمثل أزمة جديدة من أزمات سوء الإدارة لهذا القطاع المهم والحساس في مصر .
كما أن أزمة أخرى يمكن أن تحدث إذا ما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا قبول طلب غانا بنقل مباراة الإياب إلى خارج مصر بسبب الظروف الأمنية، أو حتى توسيع دائرة العقوبات لتشمل المنع من المشاركة في فعاليات رياضية مهمة .
كتب المستشار وليد شربينى عبر الفيس بوك:
م يفرح المصريون بخسارة مبارة الأمس من غانا ولكنه فرح بفشل مخطط رؤوس الإنقلاب من خلال هذه لمباراة ، وقد فضح الوزير الإنقلابى طاهر أبوزيد نواياهم حين قال ( سيكون فوزا بطعم السياسة ) ولكن الله أراد ( خسارة ذليلة بطعم السياسة ) ، فكما فعل نظام مبارك وهو يترنح فى أخر خطواته أراد أن يجمل نفسه عن طريق كرة القدم ، فكان مع كل مباراة هامة يحشد الرأى العام ولا حديث فى كل وسائل الإعلام سوى عن المباراة ، ولا صوت يعلوا فوق صوت الكرة ، حتى ما إذا فاز منتخبنا تحركت الأجهزه الأمنية بكل طاقاتها فى الشوارع لخلق حالة من الفرح ( الوهمى ) بين الناس ... مسيرات بالسيارات ... شاشات عرض ... الأولاد والبنات يرقصون فى الشوارع ... لا تجلس فى مكان الا والأهداف يعاد عرضها ... ألعاب نارية فى كل مكان ، ثم ينفض المولد ، ويبقى للمواطن الحسرة على إقتصاد منهار و سياحة هاربه وأمن غائب و إرتفاع أسعار ....إلخ ، فعندما جاءت مباراة الأمس كان ساسة الإنقلاب يسيرون على المنهج القديم فأعدوا العده للأفراح ( الوهميه ) عسى أن ينسى المصريون رئيسهم الشرعى المختطف ودستورهم المعطل وشهداء مجازر الانقلاب وصدمة المصريين فى جيشهم وشرطتهم وفشل حكومة الانقلاب التى يصعب أن نحصى كوارثها فإذا بهذه المباراة تضيف نقطة أخرى فى بحر سيئات الانقلاب ، وانقلب السحر على الساحر ... علم المصريون أن حب الوطن لا يعنى كرة جلد وشورت وفانلة ولكن يعنى أن يمتلك هذا الشعب ارادته ، وحقه فى أن يسترد سيادته ... ولكن أجمل ما فى الأمر أننا رأينا أن نظام الانقلاب المفلس أراد أن يبدأ من حيث انتهى نظام مبارك المخلوع ولكنه فشل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق