الحشود تعلن فشل المؤامرة
وكأنه مطلوب من الرئيس ليس فقط الإذعان لقراراتهم
ويقمع من يعارضون ابتزازهم وعجرفتهم
ويطالبونه بسحق معارضيهم ومنعهم من التظاهر أو إبداء الغضب،
فالشوارع والميادين والغضب والاحتجاج والمعارضة هي ـ حصريًا ـ لأنصار البرادعي وصباحي وفلول نظام مبارك.
وكأنه مطلوب من الرئيس ليس فقط الإذعان لقراراتهم
ويقمع من يعارضون ابتزازهم وعجرفتهم
ويطالبونه بسحق معارضيهم ومنعهم من التظاهر أو إبداء الغضب،
فالشوارع والميادين والغضب والاحتجاج والمعارضة هي ـ حصريًا ـ لأنصار البرادعي وصباحي وفلول نظام مبارك.
الحشود التي ذهبت أمس لحماية القصر الجمهوري من المؤامرة أصابت "رؤوس" المؤامرة بالصدمة والذهول ثم التوتر والعصبية الشديدة، ثم تورطوا في العنف علنًا، والشباب الذي قتل أو أصيب أمس أمام قصر الاتحادية يتحمل دمه في المقام الأول الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى وممدوح حمزة الذين حرضوا على محاصرة القصر الجمهوري وأطلقوا رسائل التحية والتمجيد في الشباب الذين حاصروا "الديكتاتور" في قصره وسبوه بأقذع العبارات وبالوا على أسوار القصر وكتبوا أحط عبارات السباب لرئيس منتخب يختلفون معه أو يعارضون سياساته، الحشود التي حمت القصر الجمهوري أمس أعلنت فشل "اللعبة" التي حاولوا بها وضع الرئيس "رهينة" إرادتهم وقرارهم، وأنذروه بأن يرضخ لقراراتهم أو يطردوه يوم الجمعة من القصر، وبدأ إعلامهم وقادتهم في نشر معالم رئاسة مصر والحكومة الجديدة التي سيشكلونها وأول القرارات التي سيتخذها المجلس الرئاسي بعد إطاحة رئيس الجمهورية، اللعبة انتهت أمس، وهذا سبب الهياج الشديد والعصبية والاندفاع للعنف، كان مؤسفًا أن ينتهي بعض رموز المعارضة إلى التحالف مع فلول النظام السابق من أجل تصفية حساب مع شركاء الثورة، ومن أجل اختطاف الشرعية والتآمر على إرادة الشعب المصري التي شهد لها وبها العالم كله، كان مؤسفًا أن يستعين يساريون وليبراليون وناصريون بالبلطجية أو يتخذون أقباطًا دروعًا من أجل التورط في دماء المصريين، وقطع الطريق على الشعب المصري من أن يصل إلى حقه الراسخ في تقرير مصيره والاستفتاء على دستور وطنه الجديد.
لو كان الستة من الشباب الإسلامي الذين استشهدوا أمس، نحسبهم كذلك، أمام القصر الجمهوري من رعايا البرادعي أو صباحي لاستمعت إلى مناحة لا تنقطع في فضائيات الفلول وإعلام الفلول، ولكنهم تجاهلوهم، لأنهم يعرفون الآن أن الجريمة أصبحت مفضوحة، والجاني والمجني عليه واضحان وضوح الشمس، والمعتدي والمعتدى عليه أيضًا واضحان، وبالتالي لعنة الدم معروف الآن برقبة من تتعلق، والذين يتحدثون الآن عن مسؤولية الرئيس محمد مرسي ولماذا لم يتدخل، تذكروا ذلك فقط بعد أن فشلت اللعبة، أول أمس كانت لغة الخطاب أمر ونهي وإذلال وشتائم، اليوم بعد أن فشلت اللعبة يقولون: لماذا لا يتدخل؟ أول أمس نزعوا عنه الشرعية خمسين مرة في الليلة، حتى أصبحت تصريحات نزع الشرعية عن الرئيس التي يعلنها إعلاميون ونشطاء وأفاقون مدعاة لسخرية الناس ونكاتهم، ثم هم اليوم يقولون: أين دوره كرئيس للجمهورية؟ وكأنه مطلوب من الرئيس محمد مرسي ليس فقط الإذعان لقراراتهم بل أيضًا مطلوب منه أن يقمع من يعارضون ابتزازهم وعجرفتهم ويطالبونه بسحق معارضيهم ومنعهم من التظاهر أو إبداء الغضب، فالشوارع والميادين والغضب والاحتجاج والمعارضة هي ـ حصريًا ـ لأنصار البرادعي وصباحي وفلول نظام مبارك.
قلنا لهم، وقال لهم العالم كله، إن مرسي ليس مبارك، والقاصي والداني يعرف أن مرسي فاز برئاسة الجمهورية قبل عدة أشهر بقرار الشعب المصري وغالبيته وملايينه، وأن مرسي لا يرحل إلا بقرار الشعب المصري عبر انتخابات حرة نزيهة وليس عبر جعجعة وابتزاز نخبة من المعارضة تحتقر الشعب وتخاف من الاحتكام إليه، وتتآمر على الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب، وقلنا لهم إن الشعب المصري لن يسمح لأقلية صاخبة أن تبتزه أو تزور خريطة مصر السياسية، لذلك كان ضروريًا للغاية أن يحتشد مئات الآلاف أمس أمام القصر لكي يوصلوا لهم الرسالة بوضوح أكثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق