الأربعاء، 20 يوليو 2011

لو كنتَ زوجي لوضعتُ لك السُّم .. ولو كنتِ زوجتي لشربتُ السُّم.


عندما صاحت نائبة بريطانية في وجه رئيس الوزراء:
 لـو كـنـت زوجـي لـوضعت لك الســم !



في إحدى المرات وكانت الفتاة الريفية مارجريت لم تكن تعرف إن كان ذلك الشاب الوسيم الأشقر لويد جورج – الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء بريطانيا - يصلح زوجا أم لا. 
 قالت له: يقولون إنك ذئب. 
قال: نعم لأني لا أحب أن أكون كلبا! 
قالت: لا أفهم. 
قال: الذئب هو الذي يطارد الجميلات في كل مكان ولا يخاف. 
أما الكلب فهو الذي يمشي وراء صاحبه ويلعق حذاءك. 
الذئب يخيف وقادر على حماية أنثاه وصغاره، أما الكلب فهو مربوط بذيل فستانك وبفستان أمك وجزمة أبيك. وهذا ما لا أحب.. ما رأيك! يجب أن تقرري وأن تختاري الآن فورا. 
في أحد الأيام كتبت السيدة مارجريت تصف الشاب لويد جورج الذي أصبح زوجها فيما بعد فقالت: 
رأيته يتمشى على شاطئ البحيرة. إنه يحمل كتبه على ظهره ويرتدي قميصا أحمر، وفي كل مرة يراني يغمز بعينه. وإذا نظرت ورائي وجدته ينظر ويغمز بعينه، فإذا عدت إلى البيت وفتحت الباب وجدته ينظر ويغمز بعينه..! 
 كان والد مارجريت رجل غني ومتشدد وأمها امرأة جاهلة ترى أن التعليم يفسد البنت فيشغلها عن أن تكون ست بيت وزوجة وأما لعدد كبير من الأولاد.. لذا كانت أمها تشغلها بالعمل في البيت تطهو وتغسل وتكنس وفي الحديقة تزرع وتقلع. 
وأهم من ذلك كانت تجعلها تشهد الخناقات مع والدها وتطلب منها ألا تتأثر أو تبكي على ما أصاب هذه الحياة الزوجية. 
 جورج لويد في شبابه كانت مارجريت تشهد والدها يصرخ ويضرب ويكسر ثم ينهار ويبكي وتظل أمها كتلة حديدية فينهال الأب يقبل يدي زوجته ويقول لابنته: 
أمك عظيمة يا ابنتي إنها تتحمل هذه العواصف دون أن تهتز.. ثم ينكفئ على الفراش، فتبتسم الأم وتقول لابنتها: هكذا يجب أن تتعاملي مع هذه الحيوانات المغرورة..! 
لذلك نقرأ في مذكرات جورج لويد بعد أن تزوجها: 
رأيتها. تحدثت إليها. لم يظهر على وجهها ما يدل على أنني أتكلم إليها أو أنني موجود إلى جوارها أو أنني تعبت حتى أقنعت خادمتها بأن تقوم بتهريبها إلى أطراف إحدى الغابات.. لقد كانت شجرة جامدة أضيفت إلى أشجار الغابة مع الأسف. عندما تقدم لويد لخطبة مارجريت رفضه أبويها فورا فقد كان محامي فقير رباه خاله السمكري، فحاول أن ينشغل عنها بفتيات أخريات ولكنه لم يستطع، فقد وجد هذا الرفض هزيمة مبكرة في حياته السياسية فازداد إصرارا عليها. 
في عام 1888 استطاع لويد ومارجريت أن يتزوجا وكان هو في الخامسة والعشرين وهي في العشرين من عمرها.. كان يقول لها: إنني رجل غير عادي، موهبة عظيمة, عبقرية، اغفري لي نزواتي وأخطائي.. وكانت ترد: عبقرية؟ نعم. موهبة؟ نعم. أخطاء نزوات هفوات؟ لا .
 لويد وزوجته فكانت تراه يثور على الخادمات ولكنها كانت تفهم لماذا هو يثور، فهو غير قادر على أن يثور عليها، فيتجه إلى الخادمات على مسمع منها.. ثم إنه يتدرب على الخطابة والزعيق قبل أن يفعل ذلك في مجلس العموم كان على لويد ان يعمل في المحاماة فذهب إلى لندن، وحاول إقناعها بأن تذهب إلى الحياة هناك فكتب إليها يقول: الفندق جميل نظيف. الغرف واسعة. حياتي أصبحت مثل رغيف ناشف لا أستطيع أن أقطعه بالسكين وإذا قطعته فلا أستطيع أن أمضغه.. ارحميني.. تعالي. كان لديها أربعة أولاد وترى أن يعيشوا في الريف فلا شيء يضايقها إلا أن يدخل أولادها المدارس الإنجليزية ويتكلمون اللغة الإنجليزية. 
إنها تريدهم أن يتعلموا لغة ويلز وألا يبرحوا القرية. 
وانتشرت الشائعات عن خلافات بينهما، وأنها قررت أن تعيش في الريف وأن يعيش هو في العاصمة، وأشيع أن له عشيقة، وأعلنت هذه العشيقة أنه أبو الطفل الذي سوف يولد، وحاول خصومه أن يسحقوه وهو في بداية طريقه. فوقفت إلى جواره تنفي كل الشائعات، وكانت تقول له على مسمع من الناس: اجعل الخلافات بيننا هنا في البيت. لا تهدم حياتك وتهدد مستقبلك الباهر. 
 جورج لويد وكان يرد عليها: أنت السبب. أنت أهملت حياتي كزوج. أنت أحسن أم وأسوأ زوجة. إنني لا أجدك. إنك تعيشين لأولادك بهم ومن أجلهم. وإذا لم تجدي طعاما، فلا أستبعد أن تذبحيني وتقدميني طعاما لأولادك وكلاب أولادك.. مشكلتك أن أولادك في سن لن تمكنهم من الامتنان لك. وأنا في سن تجعلني أكفر بك وأبحث عن غيرك. 
أنت أخذت العقوق ورفضت الامتنان، إنها غلطتك فادفعي الثمن. لم يكن الموقف مجرد زعيق لذلك سارعت بحمل متاعها وأولادها لكي تعيش معه في لندن، لكنها حملت معها كل عادات وتقاليد ولغة ويلز.. كانت شديدة التمسك بكل ما هو ريفي من الملابس والحفلات والأطعمة. فهي لم تقدم في بيتها إلا عصير الليمون، أما الخمور فكان زوجها يبعث بها سرا للضيوف. 
عندما أصبح لويد رئيسا للوزراء اندهش الناس كيف أن حياته بسيطة وأن زوجته تعيش كما لو كانت عمدة في أقاصي الريف. وانتشرت الشائعات بأنه على علاقة بامراة أخرى، وهي التي تزوجها بعد وفاة زوجته وكانت تصغره بعشرين عاما، وقد ظلت ثلاثين عاما تعيش قانعة في الظل، حتى ابنتها التي أجبتها منه لم تكن على يقين أنها ابنته فلم تحمل اسمه. 
وكان لويد يصف زوجته مارجريت بأنها: أحسن من عايشت. أما فرانسيس هذه فيقول: أجمل من رأيت. وكان عنيفا مع عشيقته يرغمها أن تعترف بأنها خانته لكي يضربها وكانت تحتمل هذا الهوان، ويرغمها على أن تكذب كثيرا، فإذا كذبت عاقبها وإذا بكت صالحها وإذا رضيت بالصلح عاد ليضربها مرة أخرى..! 
وفي يوم سأله أولاده: كيف تفسر هذا الخلاف بينك وبين ماما، ومع ذلك طالت حياتكما معا، وأنت تعترف بأنك كنت سعيدا. 
 قال لويد: لقد أخفت حبها العميق لي ولم تكشف إلا عن الصلابة والعناد، كأنها أمي وأنا طفلها. لقد كانت على حق في كل المشاكل الاجتماعية، وكنت على خطأ .. أما السياسة فهي تحتقرها أعظم الاحتقار، وأنا الآن أشاركها هذا الرأي.
هي كانت على حق قبل الآوان، وأنا بعد فوات الآوان. هي أحبت أولادها أكثر مني، فكانت نعم الأم وكنت بئس الزوج. 
كان "لويد جورج" يخطب في البرلمان عن حرية المرأة، والقوانين الخاصة بالنساء، فحمل على المرأة حملةً شعواء.. فصاحت إحدى الحاضرات: لو كنتَ زوجي لوضعتُ لك السُّم. فأجابها فو رًا: ولو كنتِ زوجتي لشربتُ السُّم..*





ليست هناك تعليقات: