الأربعاء، 20 يوليو 2011

ردا على قرصنة "الكرامة" أردوجان يزور غزة ضربة موجعة لأوباما ونتنياهو -



الجيش الصهيوني يستولى على سفينة الكرامة
أردوجان يرد على قرصنة "الكرامة"
بضربة موجعة لأوباما ونتنياهو


لم تكد تمر ساعات على عملية القرصنة البحرية الجديدة التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي واستولى خلالها على سفينة الكرامة الفرنسية التي تحمل ناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية ، إلا وتلقى نتنياهو ضربة موجعة عندما خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ليؤكد على الملأ صحة الأنباء التي ترددت في الأيام الأخيرة حول اعتزامه زيارة قطاع غزة .
ولم يكتف أردوجان بما سبق ، بل إنه كشف أيضا أن مسئولين أتراكا يدرسون حاليا كيفية تنظيم مثل هذه الزيارة ، قائلا في مؤتمر صحفي بأنقرة في 19 يوليو :" وزارة الخارجية تعمل على ذلك ، أرغب في القيام بهذه الزيارة بحسب نتيجة الاتصالات التي تجريها الوزارة في هذا الصدد ".
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكرت في 17 يوليو أن أردوجان ينوي زيارة قطاع غزة خلال الأسبوعين القادمين ، موضحة أنه طلب من السلطات المصرية السماح له بالوصول إلى غزة في إطار زيارته لمصر في أواخر يوليو .



وتابعت الصحيفة أن هذه الزيارة لرئيس الحكومة التركية ستكون هي الأولى التي سيصل فيها مسئول كبير لقطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه ، موضحة أن الزيارة ستشكل دعما كبيرا لسلطة حماس وقيادتها.
وكشفت "معاريف" أيضا أن تل أبيب حاولت منع هذه الزيارة من خلال رسالة بعثت بها للسلطات المصرية التي لم تستجب للطلب الإسرائيلي.
وانتهت الصحيفة الإسرائيلية إلى القول إن تل أبيب حذرت من تداعيات هذه الزيارة على تحسين العلاقات المتوترة بينها وبين أنقرة منذ هجوم البحرية الإسرائيلية على سفينة مرمرة التركية التي كانت ضمن قافلة "أسطول الحرية 1 " في أواخر مايو/أيار من العام الماضي.
وبالنظر إلى أن أردوجان أكد بنفسه صحة ما ذكرته "معاريف" حول اعتزامه زيارة غزة ، فقد ذهبت تحليلات كثيرة إلى أنه لا أفق في المستقبل القريب لتحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب .
ويبدو أن التطورات التي سبقت وتزامنت مع إعلان أردوجان عن الزيارة ترجح صحة ما سبق ، ففي 18 يوليو ، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية المختصة تؤيد فكرة تقديم اعتذار إلى تركيا عن أحداث السفينة مرمرة من أجل إنهاء أزمة العلاقات مع أنقرة وتجنبا لتقديم دعاوى قضائية من جانب منظمات تركية ضد ضباط في الجيش الإسرائيلي.
ضغوط أوباما
وفي 19 يوليو ، كشف مسئول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طالب تركيا بإنهاء الأزمة في العلاقات بينها وبين إسرائيل والتي تصاعدت في أعقاب الأحداث الدامية التي رافقت أسطول الحرية.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن هذا المسئول القول إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حملت خلال زيارتها إلى تركيا بداية يوليو رسالة من أوباما إلى الرئيس التركي عبد الله جول بشأن الأزمة في العلاقات التركية الإسرائيلية.
وأضاف المسئول الإسرائيلي أن كلينتون أبلغت جول أن أوباما يولي أهمية كبيرة لترميم العلاقات بين تركيا وإسرائيل وسيكون سعيدا برؤية أن العلاقات بين حليفتي الولايات المتحدة تعود إلى سابق عهدها ، إلا أن رد جول لم ينحرف عن الموقف التركي الرسمي ، قائلا :" إذا اعتذرت إسرائيل عن قتل المواطنين الأتراك في سفينة مافي مرمرة التي كانت ضمن سفن أسطول الحرية ودفعت تعويضات فإننا سنرحب بالتقدم نحو حل الأزمة".
وكشف المسئول الإسرائيلي أيضا أن التدخل الأمريكي في الاتصالات لإنهاء الأزمة بين تركيا وإسرائيل مكثف للغاية وأن القرار بإرجاء نشر لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول أحداث أسطول الحرية جاء نتيجة لضغوط كبيرة مارستها كلينتون والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس على أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ، وانتهى إلى القول إن الإدارة الأمريكية قلقة جدا من استمرار الأزمة بين تركيا وإسرائيل ومن احتمال تدهورها أكثر.
وبالنظر إلى أن أردوجان كان جدد في خطاب له أمام البرلمان التركي في الثامن من يوليو مطالبته إسرائيل بتعويضات عن قيام جنودها بقتل ناشطين كانوا على سفينة مرمرة والعمل على رفع الحصار عن غزة ، فإن الضغوط الأمريكية السابقة يبدو أنها لن تجدي نفعا خاصة بعد إعلان أردوجان صراحة عن اعتزامه زيارة غزة .
ولعل قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي في 19 يوليو بالاستيلاء على سفينة الكرامة الفرنسية وهي في عرض البحر قبالة سواحل قطاع غزة والقيام بسحبها إلى ميناء أسدود قد يزيد من تصميمه في هذا الصدد خاصة وأن عملية القرصنة الجديدة ضد الناشطين المؤيدين للفلسطينيين أعادت للأتراك الذكريات الأليمة لمجزرة أسطول الحرية .
وبصفة عامة ، فإن إعلان أردوجان عن اعتزامه زيارة غزة يعتبر صفعة قوية جدا لنتنياهو وأوباما لأنه بمثابة خطوة متقدمة جدا على الطريق الصحيح لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على أهل القطاع منذ أكثر من 5 سنوات ، بل ويعتبر أيضا رسالة مشجعة لحكام ورؤساء آخرين للقيام بخطوة مماثلة.

ليست هناك تعليقات: