ذو القـرنين .. هـل هـو نبي أم ملك صــالح
ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن كملك عادل وعبد صالح لله، قد بنى ردماً يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام
يذكر القرآن أن ذا القرنين هو ملك مكن الله له في الأرض وآتاه الأسباب، وكان يفتح البلدان، حتى إذا اتجه إلى الغرب، وصل إلى مكان تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، وكان أهل هذه المنطقة كفارًا؛ فخيره الله بين أن يعذبهم وبين أن يتركهم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة.
أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.
ولما وصل إلى مغرب الشمس كر راجعًا، قاصدًا مطلعها، متبعا للأسباب، فوصل إلى مطلع الشمس فوجدها تطلع على أناس ليس لهم ستر من الشمس، إما لعدم استعدادهم في المساكن، وذلك لزيادة همجيتهم وتوحشهم، وعدم تمدنهم، وإما لكون الشمس دائمة عندهم، لا تغرب عنهم غروبًا يذكر.
ثم ذهب متوجها من المشرق، قاصدا للشمال، فوصل إلى ما بين السدين، وهما سدان، كانا سلاسل جبال معروفين في ذلك الزمان، وجد من دون السدين قوما، لا يكادون يفقهون قولا لعجمة ألسنتهم، واستعجام أذهانهم وقلوبهم، فاشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج، وهما أمتان عظيمتان من بني آدم. فلم يأخذ منهم أجرة، ولكن طلب منهم أن يعينونه بقوتهم، وطلب منهم أن يأتوه بالحديد والنحاس، وأمرهم أن ينفخوا في الحديد، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد، فلم يستطع يأجوج ومأجوج أن يثقبوه.
يرد روايات في كتب التفسير في سبب نزول قصة ذي القرنين، أن مشركي قريش أرسلوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود في يثرب وقالوا لهم: "سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ"، فقالت أحبار اليهود: "سَلُوهُ عَنْ ثَلَاثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِنَّ فَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالرَّجُلُ مُتَقَوِّلٌ، فَرَوْا فِيهِ رَأْيَكُمْ، سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّل، ِ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجِيبٌ، وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ قَدْ بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَمَا كَانَ نبأه، وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ مَا هُوَ.
فلما سألت قريش النبي الأسئلة الثلاثة، قال لهم: "أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ غَدًا"، لكن ظل النبي 15 ليلة لا يأتيه الوحي حتى أحزن النبي، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكةَ، ثم جاءه جبريل من الله بسورة الكهف. ضعَّف هذا الحديث ابن حجر العسقلاني وغيره.
أقوال العلماء المسلمين
اختلف أهل التفسير في ذي القرنين فقيل: كان نبيًا، وقيل: كان ملكًا. قال ابن كثير: "والصحيح أنه كان ملكًا من الملوك العادلين"، قال ابن عباس: "كان ذو القرنين ملكًا صالحًا، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه"، وسئل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين؟..فقال: "لم يكن نبيًا ولا رسولاً ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا"..
وقال وهب بن منبه: "كان له قرنان من نحاس في رأسه"، قال ابن كثير: "وهذا ضعيف". وقيل: سمي بذي القرنين؛ لأنه ملك فارس والروم، فلقب بهذا.
وقيل: لأنه بلغ قرني الشمس شرقًا وغربًا، وملك ما بينهما من الأرض، وقيل: إنه ملك الأرض أربعة: اثنان مسلمان: سليمان، وذو القرنين، واثنان كافران: النمرود، وبختنصر. ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، وقيل غير ذلك، وسبب التسمية غير متفق عليه، وفيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير.
ذُكِر ابن كثير أن ذا القرنينِ أسلَم على يدَي إبراهيمَ، وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل، وذكر الطبري أنه كان في زمن الخضر، وأن الخضر كان على مُقدَّمِة جيشه، وكان عنده بمنزلة المُشاوِر، الذي هو مِن المَلِك بمنزلة الوزيرِ، وعلق ابن كثير على ذلك فقال: والصحيح أنه -أي الخضر- كان في زمن أفريدون،
واستمرَّ حيًّا إلى أن أدركه موسى..
العلماء يحددون شخصية ذو القرنين هل هو نبي أم ملك صالح
... تعــرف على قصـــة ذو القرنين ... كاملة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق