مــاذا يحــدث بعد الإقــلاع عن التدخــين؟
إذا كنت مدخناً وتفكر في الإقلاع عن التدخين، فقد يدور في ذهنك أن التخلص من آثاره يستغرق وقتاً طويلاً، ولكن الحقيقة أنه تحدث تغييرات حتى بعد ساعات.
لا أحد يختلف بشأن ضرورة الإقلاع عن التدخين للتخلص من آثاره الصحية المدمرة، إذ يعد التدخين والعواقب الصحية الناجمة عنه من المسببات الرئيسية للوفيات حول العالم، وذلك برغم إمكانية منع حدوثها، ويعتقد العديد من المدخنين أن الإقلاع عن التدخين أمر صعب للغاية، وأن التخلص من آثاره الصحية يستغرق وقتا طويلا جدا، لكن في حقيقة الأمر الإقلاع عن التدخين ليس بهذه الصعوبة، كما أن المنافع الصحية للإقلاع عن التدخين تبدأ مباشرة بمجرد التوقف؛ لذا تستعرض هذه المقالة خريطة زمنية لما يحدث للجسم وكيف يتعافى الإنسان وتتحسن صحته بعد الإقلاع عن التدخين؟
* بعد ساعة واحدة
في خلال الساعة الأولى من التوقف عن التدخين، ينخفض معدل ضربات القلب إلى مستواه الطبيعي، كما يبدأ ضغط الدم في العودة لمستوياته الطبيعية أيضاً.. الأمر الذي يبدأ في تحسين الدورة الدموية وصحة الجهاز القلبي الوعائي.
* بعد 12 ساعة
يحتوى دخان السجائر على غاز أول أكسيد الكربون، والذي يعد واحدا من الغازات الضارة بالنسبة لجسم الإنسان، حيث إن هذا الغاز يعوق وصول الأكسجين الضروري للتنفس إلى الرئتين والدم، وهو ما قد يجعل استنشاقه بكميات كبيرة في وقت قصير قاتلا، إذ قد يتسبب في حدوث اختناق نتيجة لنقص الأكسجين.
بعد 12 ساعة من الامتناع عن التدخين، يبدأ الجسم في التخلص من الكميات الزائدة من أول أكسيد الكربون الناجم عن التدخين، لتبدأ مستويات ذلك الغاز الضار بالانخفاض، وهو ما يزيد من مستويات الأكسجين بالجسم.
للتدخين أضرار عديدة على على الصحة، فهو سبب في زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى أنه سبب في رفع احتمالية الإصابة بالجلطات الدماغية بمقدار مرتين إلى أربع مرات، وهو سبب محتمل أيضاً لضعف العظام وزيادة هشاشتها لا سيما عند النساء، كما أنّه يُنقص من مناعة الجسم بل ويتسبب في بعض أمراض المناعة الذاتية، ويزيد من فرصة حدوث التهاب المفاصل، ولا يمكن إغفال دوره في تدمير الشعب الهوائية في الرئتين، بالإضافة إلى تسببه بالعديد من الأمراض الذي يُعتبر مرض انتفاخ الرئة الخطير واحداً منها، أمّا ما يتعلّق برائحة النفس المنفّرة التي يتسبب بها التدخين بالإضافة إلى أمراض اللثة وفقدان الأسنان فهي بحث آخر،
ويتعدى ضرر التدخين المدخن نفسه ليصيب غيره ممن يحيطون به، حيث تتسبب المواد السامة لهم بأمراض تصيب الجهاز التنفسي لا سيما الأطفال، كما تتسبب هذه المواد بتفاقم أعراض الربو ونزلات البرد لديهم، وتصيب الأذن الوسطى بالالتهابات، وتعرّض الأطفال للإصابة بسرطان الدماغ على مدى طويل.
ويؤثر النيكوتين على عدة مناطق في الجسم:
الدماغ: يفعّل النيكوتين منظومة الأحاسيس التي تولـّد لدى المدخن إحساسا بالمتعة والهدوء.
الغدة الكـُظـَرِيّة: يحفّز النيكوتين إفراز الأدرينالين الذي يولـّد إحساسا باليقظة وينشّط إفراز الغلوكوز، مما يولد الشعور بالشّبَع.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجسم حين يعتاد على كمية معينة من النيكوتين، يستمر في طلبها.
منذ سنوات الخمسين من القرن الماضي، بدأت تتراكم الأدلة على أضرار التدخين والتي قادت إلى سن قوانين وفرض القيود على التدخين للحدّ منه، في العديد من الدول..
أضرار التدخين الرئيسية المثبتة، حتى الآن، هي:
أمراض في الجهاز التنفسي: النـُّفاخ الرئوي (انتفاخ الرئتين – Emphysema)، التهاب القصبات المزمن (Chronic bronchitis)، ضيق التنفس وازدياد خطر التهاب الرئتين.
أضرار التدخين ومرض السرطان: ازدياد خطر الإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الرئة، ازدياد خطر الإصابة بسرطان الفم، الحنجرة، المريء والمثانة.
كما أنه من الثابت وجود علاقة بين التدخين وبين سرطان البنكرياس، سرطان عنق الرحم وسرطان الدم (لوكيميا).
أضرار التدخين في الأوعية الدموية: تضيّق الأوعية الدموية قد يؤدي إلى: نوبات قلبية، سكتة دماغية، قرحة المعدة، هبوط في القدرة على تحمل البَرْد، شعور بالتنميل في الأصابع، والعنة (العجز الجنسي) عند الرجال وانخفاض معدل الخصوبة لدى النساء.
أضرار التدخين على جمال الانسان: تغيرات تحدث في لون الجلد، الأسنان والأظافر.
علاج الاقلاع عن التدخين
الإقلاع عن التدخين ليس عملية سهلة، لكن ثمار هذه العملية واضحة وتستحق الجهد: زيادة متوسط العمر المتوقع وتحسين نوعية الحياة وجودتها.
طريقة الإقلاع عن التدخين بـ “الحل السريع دفعة واحدة”:
طريقة الإقلاع عن التدخين هذه تعني التوقف الفوري والتام عن التدخين، التوقف دفعة واحدة.
هذه الطريقة مناسبة، بشكل خاص، للأشخاص الذين يدخنون كمية قليلة أو الذين دخنوا لفترة زمنية قصيرة، نسبيا.
طريقة الإقلاع عن التدخين بالخطوات التدريجية:
هذه الطريقة تعني الإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي، وتتمثل في خفض عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا، أو تقليل كمية النيكوتين في السجائر (السجائر الخفيفة).
طريقة الإقلاع عن التدخين هذه مناسبة، بشكل خاص، للمدخنين الشرهين الذين يدخنون كميات كبيرة من السجائر يوميا، أو الذين دخنوا لفترة زمنية طويلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق