الثلاثاء، 28 يوليو 2020

ناجية من جحيم الصين تكشف الفظائع التي تتعرض لها مسلمات الإيجور.. فيديو



الصين تحاول نزع إسلام وطمس هوية مسلمي الإيجور 
ناجية من جحيم الصين 
تكشف الفظائع التي تتعرض لها مسلمات الإيجور


اهتمت مجلة «نيولاينز» بمعاناة مسلمي الإيجور بوصفها أقلية تعاني الاضطهاد في الصين، وركزت على محاولات الحكومة هناك إذابتهم وطمس هويتهم.
وقالت معدة التقرير، الأستاذة المساعدة في دراسات تاريخ شرق آسيا بجامعة أركانساس، إنه خلال الأعوام الماضية قامت الصين بحملة منظمة باحتجاز مسلمي الإيجور في «معسكرات إعادة التعليم»، ضمن واحدة من أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في العالم.
.. حقيقة مايحدث في الصين مع مسلمي "الايجور ".. كشفت ناجية من مسلمي الإيجور الفظائع التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في الصين من إجهاض وتعقيم وسجن الأزواج و حرمان من الأبناء، قبل أن تتمكن من الفرار لإنقاذ جنينها.
وفي شهادة نقلتها صحيفة «ذا ديلي ميل» البريطانية، تروي أمينة مامتيمين، وهي مواطنة صينية من مسلمي الإيجور، قساوة المعاناة والتعذيب التي فرضت عليها الهرب من الصين في اتجاه ملجأ آمن تقضيه مع بعض من أبنائها، بعد أن تعذر عليها مرافقة كل صغارها.
ووفق التقرير الذي تم نشره الأحد، فإنه عندما أصبحت أمينة مامتيمين حاملا منذ أربع سنوات، علمت أنها يجب أن تغادر البلاد وإلا سيُقتل طفلها، إذ صرحت للصحيفة قائلة «كنت سعيدة للغاية لأنني سأرزق بطفل، لكن كنت أيضا خائفة جدا».
وقالت أمينة إن السلطات الصينية «تجبر المسلمات على الإجهاض، ثم تحرمهن من إنجاب المزيد من الأطفال، وهو الأمر الذي يحدث للجميع تقريبا في الحي الذي تقطن فيه».
واضطرت أمينة (30 سنة) إلى الاختباء مع أولادها في منزلهم بالقرب من مدينة هوتان في منطقة شينجيانغ، حيث كان لديها بالفعل أربعة أطفال، وهو أكثر من الحد المسموح بطفلين.
وكانت العائلة قد سجلت طفليها الثالث والرابع باسم أخت أمينة، لكنها علمت أنها لن تستطيع خداع مسؤولي الحزب الشيوعي مجددا.
لكن، عندما تقدَموا بطلب للحصول على وثائق السفر، لم تنجح سوى أمينة وابنتها الصغرى في الحصول على الأوراق المطلوبة. 
اتفقت مع زوجها قربانجان، أنها يجب أن ترحل أولا حتى تنقذ الجنين الذي تحمله، ثم تتبعها بقية العائلة.
قالت أمينة: «كنت حزينة للغاية لترك بلدي وأطفالي الثلاثة الآخرين. 
لقد بكيت كثيراً... لكنهم لم ينجحوا مطلقا في مغادرة البلاد».


سُجن زوج أمينة لمدة 15 عاما، ليختفي بين معسكرات الاعتقال الصينية المشؤومة، ومراكز إعادة التأهيل، والسجون، فيما لا تمتلك أمينة أية فكرة عن مكان أطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاما.
وتقول الصحيفة إن قصة أمينة مفجعة، لكنها ليست استثناءً، حيث كانت أمينة واحدة من بين 25 سيدة من طائفة الإيجور، قابلتهن في مقهى في إسطنبول، وفرت العديد منهن لإنقاذ أجنتهن أيضا، ولديهن جميعا قصص مأساوية عن سجن أقاربهن في معسكرات اعتقال.
وقالت العديد من النساء في إسطنبول (التي أصبحت موطنا لحوالي 50 ألف شخص منفي من طائفة الإيجور بسبب العلاقات اللصيقة مع تركيا عبر الدين) إنهن أُجبرن على توقيع أوراق للموافقة على تعقيمهن قبل أن يسمح للأطباء بتوليدهن بأمان في المستشفى.
وقدَّمَت زمرة عبدالله رؤيةً فريدة لاستراتيجية الدولة التي حوَّلَت المستشفيات إلى أماكن مرعبة للقتل، حيث أنها قامت بدراسة التمريض والعمل بمستشفى الجامعة لمدة 3 سنوات.
وتقول زمرة إن عدد عمليات الإجهاض الإجباري التي شاهدتها في المستشفى في السنوات الثلاث تلك بحوالي 90 حالة.
وكانت النساء الحوامل يُجبرن على تناول حبوب لإجهاض الأجنة أو إذا كان عمر الجنين أكثر من خمسة شهور، كان يتوجب حقنه في الرأس. حيث تقول زمرة: لقد شاهدت العديد من الفظائع هناك.
ويعود النظام السام للتحكم في المواليد إلى سياسة الطفل الواحد المفروضة على جميع السكان في الصين. وبينما جرى تخفيف هذه القيود في بقية أنحاء البلاد، تزايدت وتيرة استخدام هذه الأساليب لاستهداف الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانغ.


تشتمل هذه الأقلية المسلمة بترتيب تنازلي من حيث الحجم على المجموعات التالية: مجموعة «هوي» التي ينتمي إليها نصف مسلمي الصين تقريباً، ويأتي بعدهم الإيجور ثم القازاك، ثم القرغيز، ثم السالار ثم الطاجيك ثم الأوزبيك ثم البونان ثم التتار الذين يقدر عددهم حالياً بما يقرب من خمسة آلاف نسمة.
أدت السياسات القمعية للنظام في الصين إلى مقاومة من قبل المجتمعات المحلية التي تستاء من تدخلات الذراع الطويلة للدولة في شؤونها الدينية الخاصة. يذكر أن احتجاجاً واحداً على الأقل نجح في هذا الصدد وهو الذي نظم ضد هدم مسجد «واجو» الكبير. 
ولكن إذا كان ذلك من العلامات النادرة على تنازل يقدم نيابة عن الدولة الصينية فيبدو من المحتمل أن يفضي إلى نهاية مباغتة.
دخل الإسلام إلى الصين عبر مبعوثين من الشرق الأوسط سافروا إلى هناك للقاء إمبراطور غاوزونغ من سلالاة «تانج» في القرن السابع الميلادي. 
بعد تلك الزيارة بوقت قصير أقيم أول مسجد في ميناء غوانزو التجاري جنوبي البلاد ليصلي فيه العرب والفرس الذين كانوا يجوبون المحيط الهندي وبحار جنوب الصين ضمن عملهم كتجار.
خلال تلك الفترة ترسخت أقدام التجار المسلمين في الموانئ الصينية والمواقع التجارية على امتداد ما نطلق عليه الآن «طريق الحرير». كان المسلمون في ذلك الوقت يعيشون منفصلين عن السكان الصينيين من عرقية «هان» وظلوا على ذلك لما يقرب من خمسة قرون.
ثم في القرن الثالث عشر، في عهد سلالة «يوان» المنغولية، وفد المسلمون على الصين بأعداد غير مسبوقة ليقوموا بتقديم خدمات إدارية للحكام الجدد الذين كانوا ينحدرون من ذرية جنكيز خان، مؤسسة الإمبراطورية المنغولية.
لم يكن لدى المنغوليين خبرة كافية في إدارة دولة كبرى بحجم الصين، فتوجهوا إلى من تتوفر لديهم الخبرة والمهارة من داخل المدن التي تقع على طرق الحرير مثل بخارى وسمرقند في آسيا الوسطى. فجندوا، ورحلوا بالقوة، مئات الآلاف من سكان آسيا الوسطى ومن الفرس إلى ديوان «يوان» لمساعدتهم في حكم الإمبراطورية الآخذة في التمدد.
خلال تلك الفترة، استمر المسؤولون الأثرياء في جلب زوجاتهم ليعشوا معهم، بينما عمد المسؤولون من أصحاب الرتب الدنيا إلى اتخاذ زوجات صينيات ما لبثن أن تحولن إلى الإسلام.
ثم على مدى الثلاثمائة سنة التالية – طوال حكم سلالة «مينغ» – ظل المسلمون يتمتعون بالنفوذ داخل سياسات ديوان الحكم. 
خذ على سبيل المثال الأميرال البحري «جينغ هي»، الذي قاد الأساطيل الصينية في رحلات استكشافية ودبلوماسية عبر جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي. لقد كان طواشياً مسلماً، وبفضل إجادته للغة العربية -اللغة الرسمية لحوض المحيط الهندي- ومعرفته بالأعراف الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالإسلام فقد كان الخيار المثالي لتولي مهمة ترؤس مثل هذه الرحلات الاستكشافية الضخمة.
طوال ذلك الوقت تكيفت الممارسات الإسلامية، وكذلك المسلمون، مع الصين، وكان كثير من المسلمين يستطيعون القراءة بالعربية أو الفارسية رغم أنهم لا ينطقون بأي من اللغتين. كما كتبوا الكثير عن الإسلام باللغة الصينية. 
وكان ذلك، جزئيا، جهدا استهدف تيسير فهم الإسلام على الأغلبية غير المسلمة التي كانت تعيش من حولهم. 
إلا أن الجزء الأكبر من تلك الكتابة التي طورها المفكرون الصينيون المسلمون – وعرفت باسم «هان كتاب» «هان هي العرقية الصينية والكتاب هي الكلمة العربية لما يدون فيه» – كان يتعلق بقضايا تخص المسلمين الذين يعيشون في الفلك الصيني، مثل كيف تتصالح الكونفوشية مع الإسلام.

;

إلا أن العلاقة بين المسلمين والدولة في الصين بدأت تتغير في القرن الثامن عشر. كانت سلالة «مانشو قينغ»، التي استمرت من 1644 إلى 1911، هي آخر السلالات الحاكمة في الصين. وهم أيضا لم يكونوا من عرقية «هان» الصينية. 
كانت لدى المانشو طموحات توسعية كبيرة، وكانوا يرغبون في إخضاع أراض بعيدة، مثل التبت وأجزاء من منغوليا، وما يسمى الآن منطقة زينجانغ إيغور المستقلة ذاتياً، وإدخالها ضمن نطاق نفوذهم الإمبراطوري.
هذا التوسع الإمبراطوري أدى إلى صدامات مع السكان المسلمين، وشهد القرن التاسع عشر عددا من التمردات التي قادها المسلمون ضد حكم قينغ. وكانت تلك الثورات تنظم بهدف معارضة سعي بيجينغ لفرض مزيد من السيطرة المباشرة على المناطق التي كان أصحاب النفوذ المسلمون فيها يحكمونها باستقلال ذاتي نسبي. إلا أن الدولة أخمدت بعنف تلك الثورات، وأنهت بذلك عهدا طويلا كان المسلمون خلاله موضع ترحيب في الصين.
وفي نهاية القرن التاسع عشر، بدأت بيجينغ ترسل الموظفين الصينيين من عرقية «هان» ليتولوا إدارة شؤون الحكم في غرب الصين. وتم رسميا تحويل منطقة زينجانغ، التي تعني حرفيا «المناطق الجديدة»، إلى إقليم تابع لإمبراطورية «قينغ» في عام 1884.
وخلال سنوات الاضطراب ما بعد سقوط آخر سلالة حاكمة، تمكن المسلمون، تارة أخرى، من حكم أنفسهم باستقلال ذاتي نسبي عن بيجينغ. وراحوا يتطلعون إلى قوى أخرى، مثل اليابانيين والسوفييت، ليساعدوهم في مساندة خطط الإصلاح.


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

ليست هناك تعليقات: