.. الكلاب في الحطابة ..
كيف يتعايش الإنسان والحيوان
في حـــواري القـــاهرة الشـعبيـة؟
كيف يتعايش الإنسان والحيوان
في حـــواري القـــاهرة الشـعبيـة؟
في هذا التقرير نصحبكم في في جولة طويلة
بين حارات منطقة الحطابة
نَعِدُك أيها القارئ أنك ستندهش من بعض هذه الحكايات،
.. أبطالها الكلاب والبشر، ولا توجد إلّا في الحطابة ..
منطقة الحطابة تلك المنطقه التى كنت اعتقد وانا صغير انها آخر حدود العالم لانها كانت آخر حدود الدرب الأحمر وعندها تنتهي الدنيا بقلعة صلاح الدين او مدافن باب الوزير ولكن كانت دائما تثيرنى بغموضها فتلك المنطقة الواقعة أسفل القلعة مباشرة من الناحية الشمالية ، حيث تشغل بقية التبة العالية الذى أقيمت عليها القلعة ، ويحدها من ناحية الجنوب سور القلعة ، ومن ناحية الشمال قرافة باب الوزير .
أما عن سبب تسميتها بالحطابة فهو نسبة إلى تركز تجار الحطب فى العصر العثمانى فى تلك المنطقة ، لقد كانت تلك المنطقة تمثل أحد أهم مركزين لتجارة الحطب اللازم للوقود فى القاهرة ، كان أولهما فى بولاق حيث دكك الحطب ، والآخر فى هذا الحى القريب من القلعة ، لقد كان يتم جلب معظم الحطب من مناطق تقع خارج القاهرة ، وكان لابد من وجود أماكن شاغرة تستوعب هذه الكميات الضخمة من الحطب مما استلزم وضعها فى أماكن ذات كثافة سكانية منخفضة كى يمكن تخزينها بسهولة ، كما أنها كانت تؤدى إلى انتشار القاذورات ، وتعرض السكان إلى مخاطر عديدة ،
كان يوجد فى تلك المنطقة سوق الحطب الرئيسى بالقاهرة ، وقد احتل هذا السوق أهمية كبيرة أدت إلى إطلاق اسم " حارة الحطابة " على هذا الحى ، ووجد هذا السوق موقعا على خريطة القاهرة التى أعدها علماء الحملة الفرنسية ، وفى منطقة لا تبعد كثيرا عن سوق الحطب كان يوجد فى زمن الحملة الفرنسية مكان يعرف باسم " الكسارة " ويقيم به الحرفيون الذين يعملون فى تكسير الحطب .
ويعتبر هذا الحى امتدادا للمبانى فى منطقة باب الوزير والمحجر تلك المنطقة التى بدأ تعميرها فى عصر المماليك البحرية ، وساعد على الامتداد العمرانى لتلك المنطقة تلك المنشآت التى أقامها سلاطين وأمراء المماليك ومن أهمها مجموعة الأمير منجك اليوسفى(750هـ /1349م )التى تضم خانقاة وجامعا ومدفنا وصهريجا كان يمد المنطقة كلها بالمياه ، وسبيل الأمير شيخو العمرى ( 755هـ /1354م ) ، وخانقاة نظام الدين الأصفهانى( 757هـ /1356م ) وخانقاة وقبة يونس الدوادار ( 783هـ /1382م ) ، وتواصل تعمير المنطقة فى العصر العثمانى فأنشأ الأمير عبد الرحمن كتخدا سبيلا وحوضا للدواب قبل سنة 1174هـ /1761م .
ومنطقة الحطابة اليوم عبارة عن قسمين يفصل بينهما شارع رئيسى يمتد من أمام دار المحفوظات وقبة رجب الشيرازى حتى يصل إلى طريق صلاح سالم ، ويطلق على الجزء الأول منه اسم " شارع باب الوداع " ،أما القسم الثانى فيطلق عليه اسم " شارع قرافة باب الوزير "..
وشارع باب الوداع كان يطلق عليه قديما اسم " شارع الصوة " و" شارع الثغرة " وفى زمن على مبارك كان يطلق عليه اسم " شارع الدحديرة " وطوله 330 مترا ، وأوله من شارع المحجر تجاه حارة المارستان وأخره بوابة القرافة بجوار جامع الأنسى .
- " شارع باب الوداع "
وكان لهذا الشارع أهمية كبيرة فى العصر المملوكى فقد استخدم طريقا لسير الجنازات ، فعند وفاة أحد السلاطين أو الأمراء كان يصلى عليهم فى القلعة أو فى مصلى المؤمنى بالقرب من ميدان القلعة ثم يسلكون هذا الشارع متجهين إلى المدافن التى أعدوها لأنفسهم فى الصحراء ، كما كان هذا الطريق يستخدم فى خروج السلطان بموكبه الرسمى فى الحج ، حيث يبدأ الموكب من عند باب المدرج وينثنى شمالا عبر الحطابة ويدخل من باب الوداع مخترقا القرافة الشرقية ، ومن هناك يصل إلى العادلية حيث قبة السلطان طومانباى .
ويتفرع من شارع باب الوداع عدد من الحارات والعطف ، وطبقا لما يذكره على مبارك فبهذا الشارع من جهة اليسار ثلاث عطف ودروب هى :
1- عطفة النبلة غير نافذة .
2- عطفة الحرافيش غير نافذة أيضا ، وكان بداخلها زاوية تعرف بزاوية الجوكانى ، وضريحان أحدهما لسيدى جعفر والأخر يقال له ضريح الشرفا وهما غير موجودين الآن .،
3- عطفة التكية ، بها زاوية صغيرة تعرف بالشيخ رجب لأن بها ضريحه ،
4 - درب النخلة غير نافذ .، وهناك عطفة ودرب لم يذكرهما على مبارك موجودتان حاليا وهما عطفة المناخ وهى عطفة غير نافذة ودرب المنشكية ويفضى إلى مجموعة منجك اليوسفى.
2- عطفة الحرافيش غير نافذة أيضا ، وكان بداخلها زاوية تعرف بزاوية الجوكانى ، وضريحان أحدهما لسيدى جعفر والأخر يقال له ضريح الشرفا وهما غير موجودين الآن .،
3- عطفة التكية ، بها زاوية صغيرة تعرف بالشيخ رجب لأن بها ضريحه ،
4 - درب النخلة غير نافذ .، وهناك عطفة ودرب لم يذكرهما على مبارك موجودتان حاليا وهما عطفة المناخ وهى عطفة غير نافذة ودرب المنشكية ويفضى إلى مجموعة منجك اليوسفى.
وأما من جهة اليمين فيشتمل الشارع على ست عطف غير نافذة وهى :
5- عطفة محمد ، بها زاوية تعرف بزاوية القدرى " غير موجودة حاليا " .
6 - عطفة طرطور ، بها زاويتان إحداهما بأولها تعرف بزاوية سيف اليزن والأخرى بوسطها تعرف بزاوية الدنوشرى ، وبها ضريح يعرف بضريح سيدى العرابى .،
- عطفة الأوسطى " غير موجودة حاليا " .
- العطفة الصغيرة " غير موجودة حاليا " .
- عطفة سعفان الصغير " غير موجودة حاليا ".
- عطفة سعفان الكبير " غير موجودة حاليا " .
6 - عطفة طرطور ، بها زاويتان إحداهما بأولها تعرف بزاوية سيف اليزن والأخرى بوسطها تعرف بزاوية الدنوشرى ، وبها ضريح يعرف بضريح سيدى العرابى .،
- عطفة الأوسطى " غير موجودة حاليا " .
- العطفة الصغيرة " غير موجودة حاليا " .
- عطفة سعفان الصغير " غير موجودة حاليا ".
- عطفة سعفان الكبير " غير موجودة حاليا " .
- " شارع قرافة باب الوزير "
تقع جبانة باب الوزير إلى الشمال من منطقة الحطابة ، وتبدأ من المنطقة المنخفضة خلف مجموعة منجك وتكية الميرغنى ، ويحدها من الجنوب منطقة الحطابة ومن الشمال حديقة الأزهر ، ومن الشرق شارع صلاح سالم ، ومن الغرب سور صلاح الدين .
ويفصل تلك القرافة حاليا عن قرافة صحراء المماليك شارع صلاح سالم الذى فتح فى العصر الحديث ، أما فى الأصل فكانت قرافة باب الوزير جزء لا يتجزأ من صحراء المماليك التى كانت تمتد إلى الشمال حتى الريدانية " العباسية حاليا " حيث قبة العادل طومان باى ، وجنوبا حتى القلعة من الموضع الذى كان يبدأ عنده ميدان القبق وهو الثغرة التى كان ينزل من قلعة الجبل إليها ، فكانت جبانة باب الوزير إذن تمثل الجزء الجنوبى من قرافة صحراء المماليك ، ويؤكد ذلك خريطة وصف مصر ، كما يؤكدها تلك الصور القديمة التى التقطت لتلك المنطقة قبل أن يخترقها شارع صلاح سالم .
وكان موضع قرافة باب الوزير جزءً من ميدان القبق الذى كان يشغل جزءً كبيرا من صحراء المماليك ويمتد فيما بين الثغرة التى ينزل من قلعة الجبل إليها وبين قبة النصر تحت الجبل الأحمر ، وفى عهد الناصر محمد منع النزول إلى هذا الميدان خشية على قبور المسلمين أن توط، وقام الناصر محمد وأمراؤه من بعده بالتعمير فى ميدان القبق هذا حتى امتلأ موضع هذا الميدان بالعمائر .
أما عن تاريخ تسمية هذا الجزء من صحراء المماليك باسم " قرافة باب الوزير " فيذكر بعض الباحثين أن هذا كان فى بداية القرن 11هـ /17م فقد ذكر المحبى أن الشيخ إبراهيم القزاز المتوفى سنة 1026هـ /1617م دفن عند أولاده بقرافة باب الوزير ، وإن كنا نعتقد أن هذه التسمية أقدم من ذلك التاريخ .
أما عن سبب تسمية هذه القرافة بقرافة أو جبانة باب الوزير فإن ذلك بسبب ملاصقتها لباب فى السور الشرقى للقاهرة الذى أنشأه صلاح الدين ، وهذا الباب يوجد فى المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل ، وفى العصر المملوكى أطلق على هذا الباب اسم باب الوزير ، نسبة للوزير نجم الدين محمود بن على بن شروين المعروف بوزير بغداد الذى فتح االباب المذكور بعد أن كان مغلقا تسهيلا لمرور الناس منه بين المدينة والجبانة الواقعة خارج السور ، وذلك حينما كان وزيرا للملك الأشرف كجك بن السلطان محمد بن قلاوون سنة 742هـ /1341م ، وإليه ينسب باب الوزير وقرافة باب الوزير.
بعض آثار الحطابه :
- ضريح سيدى مرزوق " مملوكى جركسى " .- بقايا سور من عصر محمد على .
- قبة وسبيل الأمير جرباش العمرى
- قبة السحيمى .
- قبة الصاوى .
- مدفن وسبيل الملاطيلى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق