الخميس، 20 فبراير 2020

تشويه قبلة المسلمين ,لماذا تتحول مكة للاس فيغاس؟ فيديو


تشويه قبلـة المسلمين .. لمـاذا تتحول مكـة للاس فيغاس؟
.. هدمـوا بيت أبي بكر لإقامـة فندق هيلتـون .. 
.. حولوا بيت السيدة خديجة إلى مراحيض عامة ..
.. وأزالوا الرواق العثماني ..
لماذا حولت السعودية مكة
 إلى مدينة رأسمالية خالية من الروحانية 
ولماذا حرصــوا على ترميم آثار ملوكهــم فقـط
 وهدمـــوا آثار الصحـــابة؟


“إن أحدث معلم في مكة المكرمة هو ساعة "بيج بن الإسلامية"، وهي ساعة تزين مع الهلال الذهبيه، وشعار المملكة السعودية في المركز، وعبارة "الله أكبر" بالخط العربي على الحافة العليا، بالإضافة إلى أبراج البيت وفندق فيرمونت العملاق.
وهذا مثال شاهد لجميع مشاريع التنمية الفانتازية التي سوف تساهم في حالة الاختناق العمراني ومن ثم الروحاني للمسجد الحرام والكعبة الشريفة. فهذه الساعة التي كلفت 800 مليون دولار، هي رمز الرأسمالية البترولية بامتياز. فإلى جانب أهمية أن تكون بيئة الحج آمنة ومريحة فهي بالمقام الأول يجب أن تكون تجربة روحانية ومقدسة. ولكن الشواهد المرصودة توضح أن مكة المكرمة التي كانت يوماً من الأيام واديا قاحلا يستقطب الحجاج في رحلة روحانية تطهيرية، قد تحولت إلى نطاق تجاري استثماري استهلاكي محوط بالفنادق الفاخرة وناطحات السحاب الشاهقة ومراكز التسوق العالمية.”


في مكة أيضاً انشغلنا بالمزيف والأسطوري، فساعة أبراج البيت يجب أن تحطم أسطورة ساعة بيج بن الشهيرة بالعاصمة الإنجليزية لندن، لتكون خمسة أو ستة أضعاف حجم الأخيرة. 
وحجم المبنى يجب أن يكون الأضخم في العالم وارتفاعه يجب أن يكون الأعلى في العالم. المثير أننا في خضم نشوتنا بهذه الانجازات الأسطورية العملاقة الضخمة حول الكعبة لم نسأل أنفسنا السؤال الأكثر صدقاً: ما معنى كل هذا وأنا في بيت الله؟ ما معنى كل هذا وأنا في أقصى لحظات ضعفي وقلة حيلتي لا يسترني من العراء إلا قطعة قماش بيضاء يلبسها الغني والفقير على السواء.
لقد توارت المآذن في خجل بعدما أصبحت الفنادق الفاخرة شاهقة الارتفاع هي الأكثر تأثيراً في تشكيل صورة المدينة المقدسة، وهو ما خلق تناقضا جوهرياً مع الطبيعة الروحانية للمدينة.” إن ما يثير الدهشة هو لماذا اختيرت مكةالمكرمة أن تكون مدينة متعولمة المظهر أكثر من أن تكون مدينة مقدسة الشكل والمضمون؟!
إن المدينة العالمية أو المتعولمة تظهر بها الفواصل بين الطبقات جلية وواضحة، وهو ملمحُ منطقىُ فى مدن تتدافع فيها رؤوس الأموال وتتسابق على استغلالها الشركات العملاقة متعددة الجنسيات.
ومكة المكرمة فى ثوبها الجديد أصبحت مدينة مليئة بالفواصل والحواجز النفسية والمعنوية بسبب الفوارق المادية التى تحفزها وتشجع عليها المشروعات الضخمة العملاقة المحيطة بالحرم والتى تقزم الإنسان ماديا ومعنويا.
المثير للتأمل فى هذا السياق أن مكة المكرمة لا تحتاج مظهر نيويورك أو ناطحات سحاب مدينة شيكاغو لتأخذ موقعا على مسرح المدن العالمية. فمكة المكرمة بالفعل هى مدينة عالمية تبعا للتصنيف الأشمل للمدن العالمية والذى يتضمن التأثير الثقافى والحضارى والعقدى للمدينة. واستنادا على هذا التصنيف فإن مدينة بقيمة مكة المكرمة يجب ألا تتطلع إلى تقليد نماذج لمدن تعتمد على القيمة الإقتصادية الرأسمالية فى صياغة دورها العالمى.”..


ليست هناك تعليقات: