الخميس، 20 فبراير 2020

فهمت الآن يا ولدي لماذا قلت لا تكبر ؟!


.. صغيري إنني أرجوك لا تكبر ..
 فأُمتنا مٌمزّقةٌ ومقسّمةٌ وكل دقيقةً تخسر


فهمت الآن يا ولدي لماذا قلت لا تكبر ؟!
فمصرٌ لم تعٌد مصرا
وتونس لم تعد خضرا
وبغدادٌ هي الأٌخرى تذوق خيانة العسكر.
وإن تسأل عن الأقصى فإن جراحهم أقسى
بني صهيون تقتلهم ومصرٌ تغلق المعبر .
وحتى الشام يا ولدي تموت بحسرةٍ أكبر
هنالك لو ترى حلبا فحق الطفل قد سٌلِبا
وعرِض فتاةُ يٌغتصبا ونصف الشعب في المهجر .
صغيري إنني أرجوك لا تكبر
فأُمتنا مٌمزّقةٌ وأٌمتنا مقسّمةٌ وكل دقيقةً تخسر
وحول الجيد مشنقةٌ وفي أحشائها خنجر هنا اسد هنا سيسي هنا سبسي هنا حوثي هنا حفتر .
هنا ايران وأمريكا وإسرائيل واين عمر
هنا عربي يخذلنا ومسلم جاء ينحرنا وإرهابي يفجّرنا ولا ندري لِم فجّر ؟
أ تدري الان ياولدي لماذا قلت لا تكبر 
أتذكٌر أنني قد قلتها في مهدك الأصغر؟
يتيمٌ أنت يا ولدي وهذا اليٌتم يحزنني وأشعر أنني أكثر فقيرٌ أنت يا ولدي وحالي لم يزل أفقر وحيد أنت يا ولدي كأنك هكذا تشعُر.
ألم تذكُر بأن قصيدتي العصماء قبل سنين في الدفتر
تخاطبك القصيدة أنت يا ولدي تريدك دائماً طفلاً فلا تشقى ولا تكبر
كبرت الان ياولدي وهذا الحزن مثل الظل يكبر كلما تكبُر.
وهذا السوء يا ولدي يرافقنا يراقبنا يعاقبنا ولا يضجر
تسوء حياة أُمتِنا ونحن بحُزنِها نظفر
تجرعنا مآسينا فلا خلٌ يواسينا كأنّ الحظ ناسينا وكان بغيرنا أجدر
وقادتنا ازال الله قادتنا بريحٍ صرصرٍ اغبر 
نثور بوجه طاغيةٍ حقيرَ تافهٍ ازعر
.. فيأتي حاكمٌ احقر نثور ليسقُط الغجري ويأتي ساقطٌ اغجر ...



تكبّر .. تكبرّ! 
فمهما يكن من جفاك ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك , 
وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك ,
 نسيمك عنبر وأرضك سكر وإني أحبك أكثر. 
- محمود درويش


الحياة لا تعطي دروساً مجانية لأحد ،
 فحين أقول الحياة علّمتني تأكّد أنني دفعت الثمن.
 لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى ,
 فلولا وجود العسر لما كان لليسر معنى , 
ولولا وجود التعب لما كان للراحة معنى ,
 ولولا وجود الحزن لما كان للفرح معنى ,
ولولا وجود الظلام لما كان للنور معنى. 

ليست هناك تعليقات: