الخميس، 26 ديسمبر 2019

ماذا حدث بالشارع المصري؟..فيديو


.. حصــاد المجتمع 2019 .. 
مــاذا حدث بالشــارع المصــري؟



على مدار عامٍ طويل، ممتلئ بالأحداث، مزدحم بالظواهر التي طفت على سطح الشارع المصري، راقبنا ونقلنا وعشنا معكم أيام العام ساعةً بساعة، إلى أن وصلنا معا إلى نهايته، من دون أن يفوتنا تجميعه لكم في تقرير «حصاد المجتمع 2019».
وكانت أهم القضايا التي تفاعلتم معها: التنمر، التحرش، البلطجة، انتشار المهرجانات الشعبية، الانتحار، العنف الأسري، الفقر.

التنـمر:
طفت على السطح بمصر مؤخرا قضية «التنمر»، وبدا الاسم دخيلا على المجتمع المصري، لكنه في الأصل متجذر به تحت مسميات أخرى، مثل «التريقة، السفّ، السخرية».
و«التنمر» حسب تعريف منظمة الأمم المتحدة للطفولة: «أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو أكثر ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزله بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ».
وكانت مديرة قسم الإعلام بالمنظمة في القاهرة، قد صرحت نهاية 2018 بأن 70% من الأطفال بمصر يتعرضون للتنمر، وبدأت حملة في منتصف 2019 للتوعية بخطر التنمر وتفادي عواقبه التي تضر بالمجتمع.
من جهتها، قالت النائبة «مارجريت عازر»، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن «ظاهرة التنمر ناتجة عن ثقافة المجتمع، وهي موجودة منذ الأزل دون معرفة نتائجها وأضرارها على الشخص ومن دون الشعور بالآخرين».
وأدى التنمر منتصف العام الجاري إلى انتحار الطفل «إسلام» بشنق نفسه في شجرة بعد سخرية متواصلة تعرض لها من قبل أصدقائه بسبب لعثمة لسانه.

وهنـا كانت الإعـلاميـة «ريهــام سعيد»
 بمشاركتها في قضية التنمر


وتعددت الحوادث على مدار العام بهذا الشأن كان آخرها التنمر الذي تعرض له طفل جنوب سوداني، يقيم بالقاهرة مع عائلته، وذلك أثناء ذهابه إلى المدرسة مع التقاط المتنمرين مقطعا مصورا له وهم يسخرون منه، فيما أعلنت السلطات فيما بعد القبض على المتنمرين.
وأجرت عدة وسائل إعلامية لقاءات مع الطفل فأوضح أنه يتعرض باستمرار للتمييز بسبب لونه، وينادى بألقاب ذات طابع عنصري، ولم تكن الحادثة المصورة هي الأولى من نوعها، لكنها ألقت الضوء على ما يشهده المجتمع المصري من ظاهرة متفشية تدق ناقوس الخطر وتعلن حالة الطوارئ، بأهم ما يملكه المجتمع، بالصحة النفسية لأطفاله أولا، ثم بالصحة النفسية لبقية أفراده.

لا يوجد قانون مصري يعاقب على التنمر، أو يعتبره تهمة 
.. التحــرش ..
ومن التنمر إلى التحرش، وبالعودة من 2019 إلى 2017، إذ أظهر تقرير لمؤسسة «تومسون رويترز» العالمية أن القاهرة هي أخطر مدينة على النساء في العالم، بسبب التحرش الجنسي، كما احتلت المركز الثالث في مؤشر العنف الجنسي، وهو احتمال تعرض النساء إلى الاعتداء البدني كالاغتصاب وغيره.
وتتأصل جذور المشكلة في مجتمعنا لأسباب يرجع معظمها إلى غياب الرقابة عن المحتوى التلفزيوني والسينمائي، الذي رسخ على مدار عقود طويلة، وعلى يد فنانين كبار، مفهوم التحرش اللفظي على أنه نوع من أنواع الدعابة، وتضمنت الأفلام مشاهد وأغنيات يسخر فيها نجوم الشاشة من امرأة بسبب شكلها، أو يعرض جسدها للمشاهد بشكل فج، وفي خلفية المشهد عبارات سرعان ما تحولت إلى مفردات للتحرش بالسيدات في الشوارع.
ورصدت عدسات الفتيات على مدار العام وقائع تعرضن لها، مثل فتاة الدقهلية التي تعرضت للتحرش داخل ميكروباص، ووثقت ذلك بجوالها، وهو ما اتخذته الداخلية كدليل للوصول إلى المتحرش والقبض عليه ومواجهته بالتهمة.
وفي ما لم ترصده الكاميرات، كان حادث «فتاة العياط» هو الأبرز على مدار العام، إذ أودت مقاومة الفتاة لمن حاول الاعتداء عليها جنسيا، بحياته، بعدما طعنته بسكين، وأُلقي القبض على الفتاة بعد الحادث وظلت خمسة أشهر قيد الحبس إلى أن أفرجت عنها النيابة لعدم وجود سند قانوني لاحتجازها، وأسقطت القضية لأن الفتاة كانت في موضع دفاع عن شرفها.


وصارت الفتاة أيقونة نسوية 
تهدد المتحرشين قبل إقدامهم على الفعل الذي يعد جريمة
، يعاقب عليها القانون ،
 وظاهرة تهدد أمن النساء في كل مكان حول العالم.
وفي بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها القاهرة يونيو 2019، لم تبرز البطولة بقدر ما برزت قضية التحرش فيها، في الشوارع حيث أظهرت مقاطع فيديو تحرش شبان مصريين بمشجعات مغربيات بمحيط ستاد السلام، ما دفع مغردين مصريين إلى حملة اعتذار للشعب المغربي، وفي الملعب حيث أُقصي لاعب المنتخب الوطني «عمرو وردة» من البطولة إثر اتهامه بالتحرش الجنسي بفتاة مصرية، توالت بعدها مقاطع مصورة له في أوضاع غير أخلاقية.
ومن المغربيات إلى الأميركيات حيث تلقت شرطة مطار القاهرة شكوى من مسافرة أميركية تفيد بتحسس أحد العمال بالمطار لجسدها أثناء خروجها من دورة المياه، حسب صحيفة «ديلي ميل»، وهو ما اعتذرت عنه سلطات المطار بتوقيف العامل وفتح تحقيق معه.
وضحيةً للدفاع عن فتاة، ضد المتحرشين، لقي الطفل «محمود البنا» مصرعه على يد المتحرش «راجح»، حسبما يبرز فيديو مسرب من إحدى كاميرات المراقبة أثناء وقوع الحادث.
وفي السجون المصرية ومراكز الاحتجاز، لم تسلم النساء من التحرش على يد ضباط ومخبرين، بشكل ممنهج، يهدف إلى إجبارهن على الاعتراف بجرائم لم يرتكبنها، أو لإجبار ذويهن على تسليم أنفسهم، بحسب مدافعين عن حقوق الإنسان.
وتشير الاستطلاعات إلى إرجاع الشباب أسباب التحرش إلى ملابس المرأة غير اللائقة أحيانا، وهو ما ترد عليه منظمات نسوية بأن التحرش مرض لدى الجاني لا يمكن لوم الضحية عليه، وتدلل بذلك على حالات تحرش ضد فتيات صغيرات.

البلطجـــة:
وكان أبرز معالم العام 2019، قضية «البلطجة»، التي يروح ضحيتها العشرات سنويا، لكنها بدت متزايدة أكثر من الأعوام السابقة بشكل ملحوظ، تزامنا مع ترميز شخصيات في الساحة الفنية، تعتمد في أفلامها على تقديم «البلطجة» كصفة طبيعية للشباب، مثل الممثل «محمد رمضان»، الذي وُجهت له أصابع الاتهام في انتشار الظاهرة.
وكانت قضية «مقتل محمود البنا» هي الأبرز بهذا الشأن، إذ أقدم «راجح» على التخطيط والإعداد لقتل الشاب المدافع عن إحدى الفتيات جراء تعرضها للمضايقة، بالاتفاق مع زملاء له، مع محاولة «البنا» الهروب أكثر من مرة، لكن إصرار راجح على القتل حال دون نجاته، وهو ما تناوله المجتمع بحملة كبيرة تطالب بإعدام الجاني.
ومع غياب أي إحصاءات دقيقة عن نسبة البلطجة أو حالات الموت بسببها والتي تقدر بالآلاف سنويا، فإن النسبة في تزايد مستمر، والخطر في ازدياد دون تحرك حقيقي من الدولة.
ويرجع انتشار البلطجة إلى أسباب منها غياب الخطاب الديني المناسب، والتوعية المجتمعية، ودور التربية والتعليم في التنشئة بالمدارس، وعدم كفاية القوانين العقابية، وغياب الرقابة عن المحتويات الرائجة، وتمرير مشاهد العنف في المسلسلات والأفلام.


.. المهرجـانات ..
من «ياما الحب نده على قلبي» بصوت درة الشرق، أم كلثوم، إلى حنجرة المغني الشعبي «مجدي شطة»، تبرز بوضوح ما وصلت إليه حالة الفن الغنائي والطرب بمصر، حيث قطعت المهرجانات شوطا طويلا وسريعا في الانتشار بأوساط الطبقات المختلفة من المصريين، والتي لم تخص الطبقة البسيطة أو أهالي المناطق الشعبية فقط، وإنما وصلت إلى الطبقات العليا التي استعانوا بها في إحياء أفراحهم أو مناسباتهم، ومرورا بحفلات الشركات والمصانع، ووصولا إلى حفلات تخرج الطلاب من كلياتهم، بما فيها الطب والهندسة.
وتبنَّى عدد من الممثلين والفنانين المهرجانات الشعبية، على رأسهم «محمد رمضان» الذي اعتمدها كأسلوب له في الدعاية لنفسه، في أغنيات مثل «مافيا» و«نامبر وان»، وغيرهما، كما اعتمد على الأسلوب ذاته في إحياء حفلاته بمصر وخارجها.
وتواجه نقابة المهن الموسيقية المهرجانات بحزم شديد، ونقدٍ واسع، على رأسهم «هاني شاكر»، نقيب الموسيقيين، الذي قال إن كلمات وألحان أغاني المهرجانات تساهم في انحطاط الذوق العام، مطالباً بضرورة تقديم فن مضاد يواجه «عشوائية» المهرجانات الشعبية، كما توجه عدد من المطربين القدامى المقيدين بالنقابة، إلى الجهات المعنية ببلاغات لإلغاء حفلات «حمو بيكا» و«مجدي شطة» وغيرهم.
من جهتهم، قدم أعضاء بالبرلمان مشاريع قوانين، مبنية على شكاوى ودراسات، تطالب بمنع موجة المهرجانات من الانتشار، لما تحمله من إخلال للذوق العام، حسب وصفهم.
وتناول الإعلام القضية باستضافة الطرفين، وترك المشاهد يختار بين الفن الأصيل والفن المعاصر، فيما تحولت تلك اللقاءات فيما بعد إلى مادة للسخرية من الحالة التي وصل إليها الذوق المصري.
ويضمن الدستور حرية التعبير والإبداع الفني، إذ يحظر «رفع أو تحريك دعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها، إلا عن طريق النيابة العامة».



... الانتحـــار ...
وتصدرت مصر 22 دولة عربية في معدلات الانتحار، إذ احتلت المركز الأول - تبعا لتقرير منظمة الصحة العالمية - في قارتي آسيا وأفريقيا، مسجلة 3799 حالة في عام 2016 فقط.
وفي العام الجاري، لم تتخلَّ مصر عن الصدارة، بل نوّعت في أساليب تصدرها، وفي أعمار المنتحرين وفئاتهم، فنجد بينهم ربات منازل، وأطفالا، وشبابا جامعيين من ذوي المؤهلات العليا.
وفي أول أسبوعٍ من ديسمبر وحده، سجلت 13 حالة انتحار، كان أبرزها الشاب الجامعي «نادر» الذي انتحر من أعلى برج القاهرة، الذي يبغ ارتفاعه 187 مترا، تلاه في الليلة نفسها انتحار طالبٍ تحت عجلات المترو بأرض المعارض، وغيره منتحرا بالغرق في ترعة الإبراهيمية.
ولأن المجال لا يسع للحالات كلها، ولا نشجع بأي حالٍ على ذكرها، وإنما نكتفي برصد الظاهرة فقط، فإننا نكتفي بأن نقول إن الأمم المتحدة أصدرت تقريرا هذا العام تقول فيه إن شخصا ينتحر في العالم كل 40 ثانية فقط.
وبين فئة الشباب عالميا في المرحلة العمرية بين 15 و29 عاما، يأتي الانتحار بالمركز الثاني لأسباب الوفاة بعد حوادث الطرق، وتقول الإحصائيات إن نصف المنتحرين في العالم لا تتجاوز أعمارهم الخامسة وأربعين.
من جهته، عقب رئيس البرلمان «علي عبدالعال»، في طلب إحاطة من أحد النواب بخصوص تزايد حالات الانتحار، بقوله إن مصر تشهد عددا قليلا من حالات الانتحار مقابل بلادٍ أخرى تتميز بالرفاهية.
وأطلقت دار الإفتاء ومؤسسة الأزهر الشريف وغيرهما من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، حملات منظمة للتوعية بأهمية الصحة النفسية وخطوة الانتحار وجدية مرض الاكتئاب وضرورة معالجته.
ويعد انتشار الظاهرة مؤشرا خطيرا على دور الأهل في الاهتمام بأبنائهم وبصحتهم النفسية، وضرورة تغيير النمط المأخوذ عن المريض النفسي على أنه يعاني من مرضٍ أقل درجة وأهمية عن المرض العضوي، وتغيير الفكرة المنتشرة بأن الطبيب النفسي لا يراجع إلا في حالات الجنون.


العنف الأســري:
ولا تكاد تخلو الأخبار اليومية في مصر ولا صفحات الحوادث من أخبار العنف الأسري، التي نجد فيها زوجا يقتل زوجته، أو شخصا يحبس شقيقته حتى الموت، أو أبا يعذب أولاده، أو رجلا يتسبب في انتحار ابنته، أو سيدة تقتل زوجها، كل هذه الأخبار وأكثر، صارت معتادة على مسامع المصريين لكثرتها.
فيقول المجلس القومي للمرأة إن العنف الأسري المرتكب ضد النساء 70% منه من نصيب الأزواج، و20% للأشقاء، و7% للآباء، و3% للأبناء، ويأتي عدد غير قليل من الجرائم تحت عنوان «جرائم الشرف».
وأشهر الحالات عام 2019 كان من نصيب الطفلة جنى التي لقيت مصرعها على يد جدتها التي عذبتها قبل أن يؤدي تعذيب الفتاة إلى مقتلها، حتى كشفت التحريات فيما بعد تعرض أخت جنى كذلك إلى التعذيب على يد خالها وجدتها.

الفقــــر:
وسجل الفقر نسبة قياسية هي الأعلى في عشرين عاما، إذ انتهى العام 2018 بـ32.5% من المصريين تحت خط الفقر، وتصدر الصعيد توزيع الفقراء بنحو 67% من سكانه، وتبنت مصر منذ سنوات برنامجا قاسيا للإصلاح الاقتصادي، ضمن خطة للحصول على قرض قيمته 12 مليار دولار من البنك الدولي، شهد العام 2019 آخر دفعة منه، وكانت أبرز معالم ذلك البرنامج تحرير كامل ومفاجئ لسعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، أو ما يعرف بـ«التعويم».
كما تضمن البرنامج زيادات متتالية لأسعار الوقود والكهرباء والمياه، وتبع ذلك زيادات في أسعار كافة السلع والخدمات.
وفي 20 سبتمبر من العام الحالي أثار زيت الجوع والفقر بشرارةٍ من الفنان ورجل الأعمال «محمد علي»، نارا في الشوارع والميادين، دفعت الجهات السيادية مقابلا حقيقيا هذه المرة لإطفائها، تضمن خفضا في أسعار بعض السلع والخدمات.

.. أين الحقيقـــة؟.. 
هل تخلت مصر عن حقوقها
 في الـ 40 مليــــار متر من نهـــر النيـــل؟ 
ما حجم الخطر الذي يهدد مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي ؟
السيسي يعلنهــا صريحـــة
الجيش مش هيسيب الحكـــم لحـــد
 وسمير يعلق: أخيرا عرفنا الدستور اتعـدل ليه


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: