الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

أسرار إسم اللة " الجبار" جابر الخواطــر ..فيديو



 يا رب عجبت لمـن يعرفــك
 كيف يخــاف من عبــادك وأنت الجبـــار



حتى تحب الله كثيراً.. لابد أن تعرف صفاته جيداً..
وحين تعرفه ستعبده حق العبادة..
وهذه المعرفة تتم من خلال مواقف كثيرة يعرّضك الله لها طوال حياتك والتي تكون بمثابة رسائل يبعث بها إليك لكي تتعرف عليه..
وأسماء الله الحسنى التي تحمل صفاته عز وجل إحدى وسائل هذه المعرفة.. كما يؤكد الداعية الذي أجرينا الحوار معه .. وهو يبحر هذا الأسبوع من أسرار اسم "الجبار" الذي لا يعرف الكثيرون أنه أرق أسماء الله الحسنى .. وهو يعني جبر خاطرالمظلومين وإنصافهم وانتزاع حقوقهم من الظالمين.
ويحذر ضيفنا المتحدث كلمن ينكسر أو يشعر بالظلم دون أن يتوجه إلى الله.. والأخطر أن يفعل ذلك دون أن يصدق ويطمئن تماماً أن الله سيجبره.
نصيرالمنكسرين اسأله: ولله الأسماءالحسنى، الكاملة العظيمة، ما معنى صفة الجبار؟
الجبار هو أرق اسم في أسماء الله الحسنى، وأحن اسم، فالجبار هو الذي يجبر عباده المنكسرين والمحرومين.. المرأة التي ظلمها زوجها وطلقها وأخذ منها أطفالها، من لها إلاالجبار.
الجبار الذي لا يترك أحداً موجوعاً، إذا ذهبت إلى الجبار تطلب عدلهوحمايته فلابد أن يجبرك.
إذن فهذا الاسم من أسمائه الحسنى هو للمنكسرين الذين أتعبتهم الدنيا، من النساء الضعيفات، والشباب الذي لا يجد ظهراً يحميه.. وهذاالاسم أيضاً للأمة المكسورة أمة محمد.
... جــابرالمظلـــومين ...
وإذا كان انكسار الأذرع أو الأرجل سهل مداواته عند الطبيب، فإن انكسار القلوب لا يداويه إلا الجبار.
اليتيم الذي أكلوا ماله من يجبره إلا الجبار...؟؟؟ 
البنت التي افتروا على شرفها وهي عفيفة شريفة من يجبرها إلا الجبار ......؟؟؟؟؟؟ 
الشريك الذي سرقه شريكه، وضاع ماله وأصبح لاحول له ولا قوة، والمحروم والطريد الخائف من لهم إلا الجبار....؟؟؟
ولذلك من دعاء النبي "صلى الله عليه وسلم": "يا جابر كل كسير أجبرنا يا رب".ومن حديث النبي "صلى الله عليه وسلم": "الضعفاء والخائفون في كنف الله عز وجل".. من يلم شملك إلا الجبار.. من يمسح دمعك إلا الجبار، من يربت على قلبك إلا الجبار.. ومن يخفف مواجعك إلاالجبار،هل عرفت الله بهذا الاسم؟
 ... جبـر الخواطــر على الله ... 
كيف يجبر الجبار كسراً ولا يوجد منكسرون؟
من حكمته سبحانه وتعالى أن جعل في كل أمه منكسريها ومظلوميها ليتجلى اسم الجبار.
هناك مثل عامي مصري يقول "جبر الخواطر على الله".
إذا داهمتك مصيبة ونمت ودموعك تسيل على خدك ودعوت الله أن يجبر خاطرك،فإنه تعالى لن يتخلى عنك.
لماذا لم يطلق على نفسه اسم الجابر بدلا من الجبار؟
أن الجابر يجبرك مرة، لكن الجباركثير الجبر، ولذلك لا نستطيع أن نطلق اسم الجبار على أحد منا، إنها صفة من صفاتالله، لكننا نسمى: جابر فهل يتعلق الغريق بالغريق؟ أو هل يتسول الفقير من الفقير؟ كان من حكمته سبحانه وتعالى لكي يظل اسم "الجبار" يعمل في حياتنا، أن يخلق المنكسرين والضعفاء والأذلاء لكي يلجأوا إليه فيجبر بخاطرهم، فيعرفوه فيحبوه،فيتحقق مرام الله من الكون.
لذلك فإن الكارثة الحقيقية هي أن تنكسر ولاتتوجه إليه.. والأسوأ من ذلك أن تنكسر وتتوجه إليه وأنت غير مصدق أنه سيجبرك.
فالأب الذي انتحر لأنه لا يستطيع توفير مصروفات أبنائه المدرسية، لواتجه إلى الجبار، لما تخلى عنه.
أسماء الله الحسنى معناها صفاته، وصفاته لابد أن تشتغل في الكون، فلأنه أطلق على نفسه اسم التواب كان لابد أن يقع الناس فيالخطيئة لكي يتوب عليهم إذا تابوا.
فإذا تابوا وهم غير مصدقين أن الله سيقبلتوبتهم فكأنما يعطلون اسماًَ من أسماء الله وصفة من صفات الله، ولذلك فإن الحديث يقول:
"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم".
ذلك لأن اسمه الغفوروالتواب.
ولذلك لكي تعمل صفة الجبار، لابد أن يكون هناك ظالم ومظلوم، فيهرولالمظلوم ليشكو الظالم، فيجبره الجبار.


ادعوني أستجب لكم
هل تروي لنا أمثلة عن جبر الجبار للخواطر؟
لي صديق مر بظروف قاسية فكان يهيم على وجهه دون أن يرى ضوءاً في نهاية النفق المظلم،لا يدري أين ذهب ولمن يذهب، وكان يطوف بالكعبة أثناء تلك الأزمة وهو يردد عبارة واحدة "يا رب أجبر بخاطري" كانت دموعه تسيل ساخنة بينما الألم في صدره موجع، فجأة وجد شخصاً يوقفه وكان يرتدي ملابس الإحرام، تأمل وجهه فعرف أنه صديق قديم فرّقت بينهما الأيام والسنين، قال له: أنا لا أصدق أنني أراك الآن، عندي لك رسالة منذ يومين ولم أكن أعرف وسيلة للاتصال بك.
 لم يخطر ببالي أن ألتقي بك وسط هذا الزحام بالكعبة الساعة 3 صباحاً.
قال له: ما هذه الرسالة؟ 
قال: لقد رأيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في رؤيا منذ يومين، قال لي: قل لفلان أنت على حق ستتعب سنة ثم يبارك الله لك بعد ذلك.
معرضون للرحمة، والله يحب كل قلب حزين ).
ويقول صاحبي: أدركت أن الله سيجبر بخاطري كما جبر بخاطرأم موسى عليه السلام حين ألقت به في اليم كان قلبها موجوعاً على ابنها.
و" أوحينا إلى أُمّ موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليهفألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه منالمرسلين".
ثم يقول تعالى: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلمأن وعد الله حق".انظر كيف جبر خاطر أم موسى ثم بعد ذلك جبر خاطرموسى أيضاً بعد أن خرج من مصر خائفاً ووصل إلى مدين بلا مأوى ولا طعام ولا شراب، لايدري أين ذهب، ثم يسعى للفتاتين ويقف إلى جوار شجرة غريب فقيروحيد.
يقول: "رب إني بما أنزلت إلى من خيرفقير".
"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيتلنا".ثم تتفتح أبواب الدنيا من جديد في لحظة انكسارللجبار.
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة" لهذا فإن أمة محمد "صلى الله عليهوسلم" تحتاج إلى التوجه إلى الجبار لجبر انكسارها وضعفها.
حديث آخر للنبي "صلى الله عليه وسلم": "الحزانى في كنف الله"... لأن الحزين منكسر، ولابد أن يجبر بخاطره، ليس حتماً أن يحقق لك ما تريده دفعة واحدة، ربما يمر وقت، لكنه سيبعث إليك برسائل تطمئنك وتربت على قلبك.
دعــاء الرســول للجبار!
حتى الأنبياء لم يسلموا من الظلـم.. لماذا؟
النبي "صلى الله عليه وسلم" الذي ظل 40 عاما يصفونه بالصادق الأمين، قالوا عنه بعد ذلكالكذّاب الساحر المجنون، وألقوا عليه القاذورات وأهالوا عليهالتراب،فكان "صلى الله عليه وسلم" يقول: داعياًالجبار: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس.. أنت ربالعالمين.. أنت رب المستضعفين.. أنت ربي .. إلي من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلىعدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي".
كانت ساقاه تنزفان دماً وهو عائد من الطائف، فيأتي الطفل الصغير عدّاس ليقبل قدمي النبي،وهذه أشهر حالة من الحالات النادرة التي تم فيها تقبيل قدمي النبي، تلك الأقدام التي ضُربت بالحجارة، أرسل الله له من يقبلها، وكافأه على إيذاء أهل الأرض له برحلة الإسراء والمعراج كان يجبر بخاطره مرة بعد أخرى.
"والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى، ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى".. ويقول له "صلى الله عليه وسلم": "ورفعنا لك ذكرك"..أقول هذا للشباب المنكسر، الذي يبكي ليل نهار على حال أمة محمد "صلى الله عليه وسلم" أقول هذا لكبار السن الذين يؤلمهم ما صار عليه حال الأمة.
أقول لليتامى والحزانى الذين يجب أن يتعلقوا باسم الجبار.
مع المظلوم.. وعلى الظالم هل جبر الخاطر مسألة ذات مسارواحد، تخص الضحية والمظلوم.. أم أن هناك شأنا آخر مع الظالم والجاني؟ الجبار جبار للمظلومين وجبار على الظالمين فلكي يعود الحق إليك، لابد أن ينتزع هذا الحق من المغتصب، والظالم لابد أنيقصم.
والمثل يقول: يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم.
فأنت حين تبيت ظالماً فقد استعديت عليك الجبار.
وهناك فرق بين اسم المنتقم واسم الجبار، فالمنتقم ينتقم من الظالمين، العلاقة هنا بين الله والظالمين، لكن الجبار علاقته مع المظلومين وهو جبار على الظالمين، فحذار أن تبيت ظالماً لعامل يعمل لديك أو شغالة تعمل في بيتك حذار أن تهين ساعياً يعمل في عملك لأن الجبار سينصره ويجبر خاطرهوسيأخذ حقه منك.
وحذار أن تهين فقيراً لأن الجبار سيأخذ منك ويعطيه ويرد اعتباره ولهذا فإن اسم الجبار يتعلق به كل مظلوم ويخاف منه كل ظالم.
ويقول أحد العلماء:
"يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يخاف من عبادك وأنت الجبار، يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يخيف عبادك وأنت الجبار".
ويوم القيامة سينادي علينا فرداً فرداً: "هلم للعرض على الجبار".








؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: