الجمعة، 2 أغسطس 2019

أمشي في خير أوعي تتردد، كله مكتوب ومقدر


مفيش خير بيروح ولا شر بيتنسي
 ... كله هيترد ...
 اللهم من أراد بنا خيراً فاجعل الخير بين يديه
 ومن أراد بنا شراً فاجعل كيده في نحره


من كام شهر نزلت أتغدي في مطعم في أحد المولات الشهيرة في ٦ أكتوبر، طلبت أكل وقعدت لوحدي كالعادة في الفوود كورت بعد شوية جه شاب وبنت عرفت من الحوار انهم متجوزين وبيتطلقوا، كانوا بيتكلموا علي مين هياخد إيه والعفش والقايمة وإنه مش معاه يدفع المؤخر الكبير اللي ابوها كتبه عليه، وبما إنه كان جايب لها شبكة غالية جداً فكان بيطلب منها تخفض له مبلغ المؤخر وينفصلوا بالمعروف، لأنه مش عارف هيجيبه منين وده كان نقطة الخلاف اللي هو "لا ده انت تنسي" .. "بابا مستحيل يوافق علي حاجة كده وخد بالك انا لو رفعت عليك قضية هاخد منك كل ده واكتر وهتتبهدل في المحاكم" انا قاعد بسمع الحوار وحقيقي احتارت ما بين "وأنا مالي يكش يولعوا أنا اللي فيا مكفيني" وما بين "إني أتدخل ودي مش عارف ممكن أعملها ازاي ورد الفعل هيكون إيه" هما كانوا قاعدين بيتخانقوا بس وما طلبوش أكل بس حسيت لوهلة بما إنهم نزلوا وقعدوا مع بعض إن لسة في حاجة مخلياهم باقيين علي بعض، بعد شوية قال لها أنا هقوم أجيب أكل أطلبلك ايه ؟ "شكراً مش عايزة حاجة" ده كان ردها المتكرر باقتضاب بعد ما ألح عليها كذا مرة وفي الآخر سابها وقام يطلب أكل وهي قعدت تعيط، لوهلة عينيها جت في عنيا فكرت بسرعة في دخلة ولقيتني بقولها " علي فكرة شكله بيحبك، انا آسف إني بتدخل" لقيتها ردت عليا "بيتهئ لك ده مبهدلني"، سألتها "ممكن أعرف إيه سبب الطلاق طيب ؟" قالت "مشاكل كتير ده بخيل وبِصباص وحاجة تقرف زهقت"، وبعدين وضحت تفسير الجملة اكتر وقالت "ده بيوديني أصيف في شرم المعفن وأنا أصحابي كلهم بيروحوا الساحل، وما بيسيبش واحدة معدية ما بيبصش عليها" قولت لها "يا ستي والله في ناس مش طايلين يروحوا راس البر مش شرم وبعدين ما الرجالة كلها بتبُص دي غريزة عند البشر" قالت لي "لأ ده كذا مرة بنات اصحابي يشوفوه واقف مع بنات ويجوا يحكولي" قولت لها "هما غالباً اصحابك اللي بيشوفوه ويحكولك دول هما هما اللي بيروحوا الساحل وشايفين شرم مكان بيئة، هما نفسهم سبب مشاكلك، الوقت ما كانش كافي نتكلم أكتر من كده.
سيبت الأكل وقومت لجوزها قدام المطعم ودخلت عليه بنفس الطريقة، "مساء الخير" قال لي "مساء النور"، قولت له "أنا كنت قاعد في الترابيزة اللي جنبكم وسمعت الحوار، الحقيقة في حاجة حصلت بعد ما انت قومت كان لازم اقولك عليها"، رد بتحفز "حاجة ايه ؟" قولت له "هي فضلت تعيط وتقول أنا بحبه يارب ومش عايزاه يسيبني" لقيت الراجل وشه نور وفرح وقال لي "بجد قالت كده ؟" ولقيت عنيه دمعت في اللحظة دي كان الأوردر اللي طلبه جِهز، سألته "جيبت لها أكل ؟" قال لي باندهاش "لأ هي قالت مش عايزة" قولت له "يا رااااجل حد يعمل كده اطلب لها أكل بتحبه يلا بسرعة الست باقية عليك" قال لي وهو فرحان "حاضر صح صح" وطلب لها أكل، فضلت واقف معاه نتكلم وعرفت انهم متجوزين بقي لهم سنة وربنا ما رزقهمش بأطفال لسة، وإنها عصبية جداً وغلاطة ولسانها طويل وبتغير بشكل اوفر دي لو مرات البواب سلمت عليا بتتخانق معايا وتقول لي هي مالها مهتمية بيك كده ليه، سمعته واحتويته كان الأكل جِهز، قال لي "هروح احط لها الأكل قدامها بقي واقولها طلبت لك أكل" قولت له يا عم الله ينجيك ما تضيعش اللي انت عملته" قال لي "أمال أعمل إيه ؟!" قولت له "تروح تسيب الأكل علي الترابيزة وتبوس دماغها وتقول لها أنا بحبك وباقي عليكي" سيبته ومشيت ورجعت مكاني وهو رجعلها بعد لحظات وعمل كده باس دماغها وقال لها "أنا بحبك وباقي عليكي" البنت انهارت من العياط واترمت في حضنه وفضلت تعيط بس حوالي خمس دقايق وبعدها بدأ وشها ينور وبدأت تكلمه وقال له "طبعاً جيبت أكل لنفسك بس كالعادة" قال لها "لأ طبعاً جيبت لك الأكل اللي بتحبيه"، البنت انبهرت وقالت له "لأ ده احنا بنتغير بجد بقي" سيبتهم وقومت وانا بدعي لهم "ربنا يهدِّي سِركم" وهما بيشكروني بِشِدة ومشيت وكلمة الشاب بترن في وداني "انت طلعت لنا منين انت ربنا بعتك لينا من السما روح ربنا يبارك لك ويوقف لك ولاد الحلال" الحقيقة كنت ماشي وانا حاسس بسعادة غريبة اني قدرت أغير واقع مؤسف كان هيحصل، يمكن كدبت بس الكدب للإصلاح بين زوجين ده كدب مشروع، قولت لهم إني احتمال اطلع عمرة كمان شهر لو ربنا كتبهالي هدعيلكم يرزقكم الذرية الصالحة وسيبتهم ومشيت.
إمبارح بالليل نزلت اتغدي في نفس المكان وانا قاعد لوحدي مهموم وسرحان وبدعي ربنا يطبب علي قلبي لقيت حد بيخبط علي كتفي، بصيت لقيتهم هما الشاب ده ومراته ملامحهم كانت غير ووشهم كان منور، قال لي بارك لنا المدام حامل الحمد لله، قولت له دعيت لكم كتير ويمكن الدعا ده كان سبب، الدعاء بيغير القدر وبيرفع البلاء، الحقيقة اني مودي ونفسيتي اتغيرت بسببهم ١٨٠ درجة وكنت حاسس بفرحة غريبة، البنت دي كان كل مشكلتها ان اصحابهم اللي بتحكي لهم بيكبوا بنزين علي الحوار علشان يولعوا الدنيا، في ناس كده هتعمل نفسها اصحابك بس مش هتتمني لك الخير او هتحاول تنتقم من حد أذاها عن طريقك أو باستخدامك، لو ربنا إداك الفُرصة أو جعلك سبب انك تمنع شر أو تمشي في خير أوعي تتردد، كله مقدر ومكتوب وهيترد في أوانه مفيش خير بيروح ولا شر بيتنسي كله هيترد، اللهم من أراد بنا خيراً فاجعل الخير بين يديه ومن أراد بنا شراً فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره، حقيقي انا مندهش ومبسوط باللي حصل ده، مبسوط جداً جداً، اللهم بارك ❤️



ليست هناك تعليقات: