الخميس، 28 فبراير 2019

من هو العدو الحقيقي للشعب المصري.؟



 نحن الدولة الوحيدة الذي يتنازل حكامها
عن ارضهم واملاك دولتهم للعدو
السلمية لاتصــلح أبــدا مع لصــوص وقتـلـــة


جيش مصر تامر من بداية عبد الناصر وعصابتة ( ماسمي بالاحرار كذبا ) مع الانجليز لسرقة حكم البلاد في يوليو 52 .
 لخدمة وحماية (اسرائيل) من مسلمي مصر .. العالم كان يتقدم وينموا باقتصادة لرفاهية شعوبة ونحن اصبحنا نشحت من الجميع ونتسول والشعب ياكل من الزبالة و العسكر واتباعهم اللصوص تزداد ثراء وشركات وقصور في الخارج والداخل خلاف حسابات البنوك والطائرات الخاصة وشوفوا مليارات ابناء عبد الناصر والسادات ومبارك وباقي لصوص قيادات الجيش والشرطة .. لذلك .قام الشعب بثورتة الوحيدة الحقيقية خلال تاريخة في 25 يناير 2011 التي اكدت ان مارد الشعب المصري اذا فاق سيقضي علي هذة العصابة ...لكن الخيانة والتامر من قوي الشر في الداخل والخارج علي هذا الشعب الذي يراد لة ان يبقي ذليلا فقيرا مريضا جاهلا ..حتي لايحارب اسرائيل الا بخونة جيشة كي يهزم كما حدث في كل حروبة .
المهم اعادوة ثانيا بالغش والتامر في 30 سونيا لحكم عصابة لصوص العسكر ولكن بقيادة يهودية مباشرة (كما ذكرت cnn عن ابن مليكة تيتاني ) لجيش مصر الخائن بغرض التنكيل بالشباب لانة فكر ان يتحررمنهم ويفقدهم كل السلطة والثروة والدولارات المحولة من الانجليزمن 52 والامريكان من 79تمن الخيانة.خلاف الاسلحة رغم علمهم التام بانها لن توجة ابدا ابدا لاسرائيل واذا اخطا احد ك البطل ( سليمان خاطر) لابد ان يقتل حتي بداخل السجن لتاكيد مدي ولائهم لليهود وخيانتهم للمصرين .والان اليس حكامنا لصوص خونة عملاء والا .... لماذا ؟
 1ـــ اجبرت بريطانيا العظمي الملك فاروق علي التنازل للعسكر عن الحكم رغم قدرتة علي تدميرهم وقتها لقلة عددهم
 2 ــ اسرائيل متقدمة وغنية بعدد بشراقل وموراد مادية اقل ...رغم انها حاربت 3دول (مصر سوريا اردن ) منذ نشاتها.اربع حروب وانتصرت فيها جميعا
 3ـــــ كنا قبل 52 من اغني الدول .والجنية المصري بجنية دهب اي ب4 دولار وكسور .وكانت القاهرة تنافس باريس في النظافة والموضة ...وكان الطليان واليونانين ( الجريج) يتمنوا العمل في مصر ...وكنا نتبرع لدول اوربا ك بلجيكا .. ونقرض بريطانيا العظمي حينها ..وحتي الان لم تسدد ديونها ــــــ واصبحنا بعد احتلال عصابة اللصوص بزي العسكر في 52 من افقر دول العالم ..والجنية المصري لايساوي قيمة مصاصة لطفل يعني الدولار ب 18 جنية .... والقاهرة وكل محافظات مصر مقالب زبالة وطفح مجاري ..واصبحنا نتسول تاشيرة من ايطاليا واليونان وجميع دول العالم وابتلينا بيهودي يفرض التبرع من الفقراء ب جنية او حتي رغيف عيش للة يا محسنين ..
 4ــــ نحن الدولة الوحيدة الذي يتنازل حكامهاعن ارضهم واملاك دولتهم للعدو دون مقابل مثلا عبد الناصر ام الرشراش (ايلات) لاسرائيل و السادات عن سيادة مصر علي سيناء باتفاقية العار ومبارك جمد تنميتها بل واستورد منهم كل البذور الفاسدة لتدمير الزراعة بمصرك القطن وغيرة والان الجزروابار الغاز والدور علي سيناء
 5ــــــ لم نسمع ان هتلر او موسوليني او اليهود فعلوا هذا بشعوبهم ؟ ـــــ الكل الان عرف من هو العدو الحقيقي لمصر بل والمخرب الفعلي لها والطرف التالت الذي كان يخطط لاعادة الاستلاء علي السلطة والثروة وكان يكذب ويقول ليس لنا غرض.. ولعبوا في عقولكم تنفيذا لمبدا فرق تسد ...بان الفصيل الاكبر المنظم وهو الاخوان سبب المصائب كي يجدوا حجة لتدميرهم كما حدث حتي يتفرغوا للفريق التالي بعد ان فرقوكم جماعات حتي بتفضيل فريق رياضي علي اخر للانتقام منكم فرادي حتي يسهل القضاء عليكم جميعا .
 ـــ ومايؤكد انهم فعلا خونة فقد سخرت الدولة بكل مالديها من اسلحة للقتل وايضا بالشئون المعنوية في الجيش( حرب الاشاعات) او المخابرات .عامة وحربية او الاعلام وكل اجهزة الدولة مجتمعة للحرب بل وقتل الشعب .. خلافا لما يحدث في كل العالم ان تسخر اجهزة الدولة لخدمة شعوبها وليس العكس . ..لقد تفننوا في اذلالنا ورايتم كيف : ـ
ـــ بالكذب علي الناس بفجرواحتقار باعتبار انة شعب ابلة ..والكلام كتير ببلاش عملنا صواريخ قاهر وظافر ..دخلنا تل ابيب ..انشانا مصانع .مزارع .الوادي الجديد .الخطارة ...الصالحية .توشكي .قناة سويس جديدة ... مليون ونص فدان ... مليون ونص شقة ... ملناش غرض في الحكم وانتم نور .. ـ
ـــ بالهاء الناس بنشر كل الاوبئة المرضية من فيروس سي وفشل وسرطان واوبئة اجتماعية ك التستر علي المخدرات والدعارة وعدم مقاومتها بل ونشر الرذيلة في المجتمع بنشر افلام العهر ومسلسلات الكذب ك الهجان والحلمية وووووو
 ــــ بخلق اشتغالات للناس مثلا العاهرة فلانة مرة اتمسكت . مرة حجت . اتجوزت . 
اتطلقت ..لاعب الكرة ....الفيلم ال....مين مات .. واعلامهم يهيص بالتطبيل والنخع ايام في اهيف خبر وهكذا حتي يظل كل منهم في الحكم طوال عمرة
 ــــ وبعد ذلك من يصر علي كرامتة ومعارضة اللصوص يجد الوجة الاخر في التعذيب والسجن والخطف وحتي القتل خارج او داخل قانون سكسونيا بالقضاء الشاخخ بتاعهم اعتقد اننا عرفنا الان من هو العدو الحقيقي للشعب المصري وكيف نشا واشهر اسلحتة في تعمد افقارنا وتجهلينا وامراضنا وتجويعنا بسرقاتة وسجننا وقتلنا وبيع ارضنا .. يجب ان يستيقظ هذا الشعب ويتجمع ويثور لحريتة وكرامتة واولادة واحفادة علي هذة الارض التي اجتمعت كل قوي الشر في العالم علي سلبها منكم ..هل من يلبي دعوة الله في الانتقام من سارق قوتك وارضك وعرضك وحياتك واذا لم تستطيع افعل ك رجال غزة لان السلمية لاتصلح ابدا مع لصوص قتلة.ارحل يا سيسي يا عرص..
مــدد مــدد شــدى حيلك يا بلـــد





؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



السيسي رحّب بعودة اليهود ووعد ببناء معابدهم ورعاية مصالحهم



.. وعد ببناء معابد ورعاية مصالحهم ..
 موقع عبري: السيسي رحّب بعودة اليهود وحذّر من “الإخوان”



كشف موقع جريدة “جيروزاليم بوست” العبرية، عن أن “السيسي لدى مقابلته الأسبوع الماضي قادة من اليهود الأمريكيين، رحّب بعودة اليهود إلى مصر ووعد ببناء معابد لهم”.
وقال المحرر الصهيوني “هيرب كينون”: إن “السيسي تكلم باعتزاز ليس فقط عن المجتمع اليهودي الذي عاش سابقا في مصر، لكنه قال أيضا إنه ينبغي أن يكون هناك عودة للجالية اليهودية في مصر”.
وأضاف نقلا عن السيسي محدثا الأمريكيين: “إذا كان اليهود مهتمين بتأسيس جماعة يهودية في مصر، فإن الحكومة ستبني معابد يهودية وغيرها من المؤسسات المجتمعية”، حسب تصريح السيسي لوفد أمريكي خلال اجتماع استمر ساعتين الأسبوع الماضي.
ونقل المتحدث اليهودي عزرا فريدلاندر، عن السيسي قوله: إنه إذا لم يحصل على دعم أمريكي، فإن جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تستعيد السلطة في البلاد. وقال: “من الواضح أنه يبحث عن الدعم في الولايات المتحدة ، وأعتقد أنه من واجبنا الأخلاقي دعمه إلى أقصى حد ممكن”.
... وفـــد صهيوني ...
وقد تألف الوفد من “لجنة الميدالية الذهبية للكونجرس” التي منحت تلك “الميدالية” للرئيس الراحل أنور السادات، الذي أقام السلام مع “إسرائيل” بعد وفاته. وأضاف أن اللجنة اليهودية سافر أعضاؤها إلى مصر بناء على دعوة السيسي إلى الاحتفال في الخريف.
والتقى السيسي خلال الوفد “شفيق جبر” رجل الصناعة المصري، و”إسحق دباح” الرئيس التنفيذي لشركة دلتا الجليل للصناعات التي تدير أربعة مصانع في مصر، و”تيلي تشارني” أرملة ليون تشارني الذي كان مستشارًا لبعض المفاوضين خلال محادثات كامب ديفيد التي أدت إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.


وقال موقع الصحيفة، إن الوفد ترأسه مؤسس اللجنة “عزرا فريدلاندر”، ومستشار أرثوذكسي متشدد من نيويورك قاد جهودًا لإعطاء الجائزة للسادات. وقد تطلب ذلك تمرير مشروع قانون يلزم برعاية ثلثي الكونغرس ووقع عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر.
وتحدث “عزرا” عن تصريحات السيسي، فقال “لقد تحدث باعتزاز ليس فقط عن الجالية اليهودية القديمة في مصر، ولكنه قال أيضًا إنه في حالة عودة الجالية اليهودية إلى مصر، ستقدم الحكومة كل الضرورات الدينية المطلوبة.. كان ذلك احتضانًا حارًا للغاية”. وأكد أن السيسي قال: “في حالة عودة المجتمع اليهودي من جديد، ستقوم الحكومة ببناء معابد وغيرها من الخدمات ذات الصلة”.
وقال “عزرا”، مؤسس اللجنة: إن السيسي وعد أيضا بتنظيف مقبرة البساتين القديمة في القاهرة، وهي مقبرة تعود إلى القرن التاسع، ويعتقد أنها أقدم مقبرة يهودية في العالم. وكان السيسي قد أعلن في ديسمبر أيضا عن مشروع بملايين الدولارات لاستعادة مواقع التراث اليهودي في مصر.
وقال فريدلاندر: إن هدف اللجنة التي دفعت للحصول على ميدالية السادات كان “تذكير العالم بأن رجال دولة عظماء موجودون”.
وقال إن الاجتماع مع السيسي كان يعني “تأكيد الأهمية الكبرى التي نضعها نحن أعضاء الجالية اليهودية الأمريكية على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.. السيسي هو زعيم في العالم العربي يفهم أهمية الاعتدال والشمول، وربما هو الغراء الذي يحافظ على استقرار الشرق الأوسط”.
وأضاف أن اهتمامه الشخصي بالسادات نشأ عن مشاهدة الرئيس المصري أرض “إسرائيل” في عام 1977، وقال: “هذه الصورة الرمزية كانت محفورة في ذاكرتي”. وقال فريدلاندر: “أعتقد بحماس أن دور اليهود الأمريكيين هو أن يتحالفوا علانية مع السيسي”.
... الإخــوان المسلمون ...
ونفى “فريدلاندر” أن يكون هو أو أي أحد من وفده قد أثار مخاوف بين يدي السيسي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
وقال: “في هذا الجزء من العالم، يسيء الناس استخدام مصطلح “حقوق الإنسان”، ويستخدمونه كطريقة للإطاحة بحكومة واحدة واستبدالها بواحدة أخرى دون أي مظهر من مظاهر حقوق الإنسان”، على حد قوله، مشيرًا إلى ثورة عام 1979 في إيران التي أدت إلى سقوط الشاه وبداية الثورة الإسلامية في ظل آية الله روح الله الخميني.
وأضاف “لن يقنعني أحد بأن الذين ينادون بحقوق الإنسان في مصر يقدمون للعالم خدمة، أعتقد أنه ينبغي احتضان السيسي في الغرب من قبل الإدارة وكل عضو في الكونغرس كحليف استراتيجي للولايات المتحدة”.
... بعــد الإمـــارات ...
وفي تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية حول الجالية اليهودية في دبي وبرنامج التسامح الذي أطلقته الإمارات العربية. يشير التقرير إلى أن الإمارات اعترفت ضمن البرنامج رسميًا بالجاليات الدينية لديها وبينها اليهود.
وفي 6 فبراير، التقى الحاخام اليهودي “مارك شناير” أفراد الجالية اليهودية في دبي، وقال إن الاعتراف الرسمي من قبل حكومة الإمارات بالجالية اليهودية لديها سيفتح المجال أمام الجالية اليهودية لإقامة كنيس ومطعم يحرص على تقديم الأكل الحلال، متوقعا أن الجالية ستشهد ازدهارا في إطار عام التسامح في البلاد.
ونشرت وسائل الإعلام العبرية تقارير عن كنيس يهودي أقيم في أحد الأحياء السكنية في إمارة دبي. 
ووفقا للتقارير، يصل عدد أبناء الجالية اليهودية في الإمارات إلى 150 شخصا يقيمون الصلوات في أيام السبت والأعياد، تتضمن صلاة يوم السبت أيضًا الدعاء لله لسلامة رئيس دولة الإمارات.
وتأتي خطوة اعتراف دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا بالجالية اليهودية الصغيرة، كمحاولة لتقديم نفسها للغرب كدولة متسامحة مع الأديان الأخرى. بينما لم يكن هناك مجتمع يهودي تاريخي في دولة الإمارات- على الرغم من وجود كنيس صغير في دبي- إلا أن الجالية اليهودية في مصر تعود إلى العصور القديمة. قبل تأسيس إسرائيل في عام 1948، كان هناك ما يقدر بنحو 75000 يهودي يعيشون في البلاد. تم طردهم في الخمسينات، ويعتقد أن حفنة من اليهود فقط يعيشون في مصر اليوم.





السبت، 23 فبراير 2019

الدور الأمريكي في الانقلاب..الاتصالات السرية بين السيسي وتشاك هيجل..فيديو


إنقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي ..خفايا الدور الأمريكي في الانقلاب


لا تزال الأسرار والخفايا تظهر شيئًا فشيئًا حول تفاصيل المؤامرة الكبرى على مصر وثورة 25 يناير 2011م، وكيف تكاملت خيوط المؤامرة برعاية أمريكية وتحريض إسرائيلي وتمويل خليجي وتنفيذ عسكري عبر استعمال القوى العلمانية كواجهة مدنية لأبشع انقلاب عسكري شهدته مصر في تاريخها الحديث والمعاصر.
وكان آخر هذه الخفايا ما كشفت عنه السفيرة الأمريكية السابقة “آن باترسون” الخميس الماضي حول علم الإدارة الأمريكية بتحركات الجيش ودول الخلج للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.
وفي ظل إصرار النظام على تمرير ترقيعات الدستور قالت باترسون: إن الجيش هو من أطاح بالرئيس محمد مرسي، وإنه يمكن أن ينقلب مستقبلاً على زعيم الجنرال عبدالفتاح السيسي، وهو ما اعتبره البعض تحذيرًا للسيسي، وقلل البعض من هذه التصريحات باعتبارها صادرة من مسئولة سابقة وليس حالية بالإدارة الأمريكية.


ومن المفارقات أن السيسي (الذي قاد انقلابا دمويا على المسار الديمقراطي في مصر) عاش في الولايات المتحدة سابقا؛ حيث تلقى السيسي تدريبا في معسكر فورت بينيت في ولاية جورجيا الأمريكية عام 1981 كما قضى عاما دراسيا في 2006 في كلية الحرب في بنسيلفينيا، ولغته الإنجليزية جيدة تمكنه من الحديث مع المسئولين الأمريكيين بدون مترجم.
ويمكن اعتبار الغداء الذي جمع بين عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقته والجنرال تشاك هيغل وزير الدفاع الأمريكي في 24 أبريل 2013م خلال زيارة الأخير لمصر هي بداية تولي البنتاجون الأمريكي تنفيذ مؤامرة الانقلاب على الأرض، بعد أن فشل وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته للقاهرة في مارس 2013 في تطويع الرئيس مرسي وتجاوله مع الوصاية الأمريكية على الحكم في مصر.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد وثقت بعض تفاصيل وخفايا هذا الغداء والاتصالات السرية التي جرت بين السيسي وهيغل في تقرير لها في 11 يوليو 2013م في أعقاب الانقلاب مباشرة.
التقرير سلط الضوء على أن العلاقة بين السيسي وهيغل أصبحت أساس الاتصالات بين الولايات المتحدة ومصر في الفترة التي سبقت وأعقبت انقلاب 03 يوليو.
وحول تقرير “وول ستريت جورنال” والتحليل الذي نشره الباحث “شادي حميد” في مجلة “بوليتيكو” الأمريكية في يناير 2014م يمكن رصد الحقائق الآتية حول خفايا الدور الأمريكي في الانقلاب العسكري على الديمقراطية في مصر:
أولا: نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسئول أمريكي بارز أن “صناع السياسات الأمريكيين يعتبرون أن (السيسي) بمثابة (نقطة الارتكاز) في مصر، ما يجعل قناة الاتصال بينه وبين (هيغل) الأكثر أهمية”، وأن «علاقة (السيسي) و(هيجل) تعود لأكثر من 30 عامًا، حينما كانا يشتركان في دورة تدريبية في المشاة الأمريكية، في جورجيا، عام 1981، وعلاقتهما بدت (واعدة) في 24 أبريل الماضي(2013)، حينما تناولا الغداء سويًا لمدة ساعتين في القاهرة، أثناء زيارة هاجل الأخيرة”.
وقالت الصحيفة إن “وزير الدفاع الأمريكي أكد لمساعديه، بعد عودته للولايات المتحدة، أنه يجب على واشنطن العمل مع (السيسي) بشكل وثيق”، وقال مسئول أمريكي آخر: إن “السيسي، مثل هاجل، مباشر جدًا، وهو أمر مألوف بالنسبة للأمريكيين، ويسهل من التعامل معه».
إنقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي




ثانيا: ووفقًا لأحد المسؤولين الأمريكيين، فإن «المكالمات التى تمت بين الجنرالين، في الأيام التي سبقت الانقلاب على مرسي، أظهرت حدود نفوذ الولايات المتحدة على الجيش المصري، ورغم أن إدارة أوباما قامت بنشر 15 مكالمة بين السيسي وهيغل تتضمن اعتراضا مخففا من جانب واشنطن على الانقلاب إلا أنها أخفت 15 مكالمة أخرى بكل تأكيد تتضمن معلومات على الأرجح تكشف خفايا الدور الأمريكي في الانقلاب.
وفي مقال بمجلة “بوليتيكو” الأمريكية في يناير 2014 ينتقد الباحث شادي حميد سلوك الإدارة الأمريكية تجاه الوضع في مصر، ويصف الباحث السياسة الأمريكية تجاه مصر بـ”الانفصال التام عن الواقع على الأرض”، حيث يتساءل عن مدى تأثير هذه المكالمات الهاتفية على سلوك النظام المصري بعد الانقلاب، فقد وقعت أربع مجازر وتم اعتقال ما يقرب من عشرة آلاف مواطن، وتم تجريم المظاهرات المناهضة للنظام. وقد امتد التصعيد ليشمل النشطاء العلمانيين أيضاـ حيث تم الحكم على ثلاثة منهم بالسجن لمدة ثلاثة أعوام. ويضيف الكاتب”فما الفائدة إذا من تلك المكالمات؟”مؤكدا أن التعاون الأمنى بين مصر والولايات المتحدة له أهمية كبيرة، ولكن ذلك لا يستوجب 30 مكالمة هاتفية؛ منها 10 تمت في الأسبوع الذي أعقب الانقلاب. “فماذا يحدث بالضبط؟!” يتساءل الباحث.
ثالثا: ووفقًا لأحد المسئولين الأمريكيين البارزين، فإن «المكالمات الهاتفية الثلاث الأولى، في أعقاب الانقلاب بين الوزيرين، كانت مكالمتين، دامت إحداهما لأكثر من ساعتين، ركزت على الحكومة الانتقالية، وعلى ضرورة الإفراج عن بعض قادة الإخوان المسلمين الذين تم اعتقالهم، حيث كانت الرسالة التي وجهها لـ(السيسي): (عليك أن تكون شاملاً سياسياً)»، بحسب الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن «السيسي استخدم مكالماته لجس نبض الأمريكيين حول اختيارات حكومته»، مشيرة إلى أن «الأخير حثه على اختيار مدنيين، لكنه لم يدفعه لتحديد اسم بعينه».


وباتت الاتصالات في أعقاب الانقلاب طويلة ومفصلة، كما تجاوزت قضايا العلاقة العسكرية بين البلدين، وقبل كل مكالمة، تنسق مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، ومساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، ديريك شوليت، ومستشارين آخرين، جولات في الإدارة، ومن ثم إطلاع هيجل، الذي يتحدث يومياً مع سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر، آن باترسون، على ما تريده الولايات المتحدة». وأنه «خلال الأسابيع الأول بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي، تولى (هاجل) مهمة حث الجيش المصري على استعادة النظام والديمقراطية بطرق ترضي معايير واشنطن، والرسائل الخاصة والمكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة بين (هاجل) و(السيسي)، تم وضع نقاطها من قبل صانعي السياسات من مختلف أرجاء الإدارة، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية»، بحسب “و.س.جورنال”؛ وهو ما يعني أن اعتراض “هيغل” على الانقلاب كان شكليا وانتقل مباشرة إلى الحديث عن تشكيل الحكومة الجديدة وهو من نصح السيسي بوضع علمانيين كواجهة مدنية درءا لتوصيف ما جرى على أنه انقلاب.

شيخ الازهر في أجرأ وأقوي هجوم علي السيسي وأعوانه من بعد الانقلاب العسكري .. أبريء ذمتي أمام الله

رابعا: يفسر الباحث شادي حميد في مجلة “بوليتيكو” موقف هاجل قائلا أنه ينتمي إلى المدرسة الواقعية في السياسة التي تقلل من التأكيد على السياسات الداخلية للدول الحليفة، وهو ما يظهر في النبره الناعمة لنص محادثاته مع السيسي. فبالنسبة للمنتمين للمدرسة الواقعية؛ من الجيد أن تكون مصر دولة ديمقراطية، لكنه ليس أمرا ضروريا. 
فالأهم بالنسبة للواقعيين هو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتأثيره على المنطقة. وهاجل في النهاية يعمل لصالح مديره باراك أوباما. وخلافا لما يعتقده الكثيرون في معسكر الإخوان وحلفائهم، فالولايات المتحدة لم تؤيد الانقلاب وقت حدوثه. 
وكما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال فقد حذر هاجل السيسي يوم 1 يوليو من خطورة القيام بانقلاب عسكري، ولكن ما أثار الالتباس هو ما صرح به وزير الخارجية جون كيري بعد ذلك بأسابيع قليلة قائلا إن الجيش “يستعيد الديمقراطية” في مصر، فكيف يستجيب السيسي لطلب هاجل إذا كان كيري يلمح له بالموافقة الضمنية على سياساته؟!
كما يرى حميد أن رسائل هاجل متناقضة، ففي الوقت الذي يدعو فيه السيسي إلى احتواء المعارضة، قام بمعارضة وقف المساعدات العسكرية إلى مصر (1.3 مليار دولار سنويا)، مما يدل أن افعاله تناقض كلامه. وصحيح أن الادارة الأمريكية بالفعل قد قامت بقطع جزء من المساعدات في شهر أكتوبر، ولكن بالرغم من رمزية هذا القرار الا أن بعض الساسة الأمريكيين قللوا من أهميته من خلال تصريحاتهم؛ فعلى سبيل المثال صرح كيري أثناء زيارته لمصر في شهر نوفمبر 2013 أن “مسألة المعونة الأمريكية هي مسألة قليلة الأهمية”، وفي خضم القمع الحكومي للمعارضة في مصر وتجريم التظاهر قال كيري أن “خريطة الطريق تمضي قدما في الاتجاه الذي يسعى اليه الجميع”، وفي اليوم التالي لتلك التصريحات بدأت محاكمة الرئيس محمد مرسي وقادة من الاخوان بتهم ملفقة.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

“السيسي” يسجل رقما قياسيا في إساءته المتكررة للإسلام..فيديو



“السيسي” يسجـل رقمــا قياسيــا
... فـي إســاءته المتكــررة للإســــلام ...




اعتاد “السيسي” منذ ظهوره على الساحة السياسية في مصر،  خلال أكثر من مناسبة دينية على الإدلاء بتصريحات اعتبرها الكثيرون إساءة لجموع المسلمين في العالم واتهامهم بأنهم “إرهابيون ورجعيون ، كان أخرها مطالبته أمس الأول للغرب بمراقبة المساجد ، ليسجّل بذلك رقمًا قياسيًّا في الحرب على بيوت الله والإساءة على المسلمين".
حيث يتعمّد “السيسي” إهانة المسلمين في خطاباته وتحويلهم من ضحايا إلى مجرمين.
وكان قد طالب “السيسي” خلال مؤتمر “ميونيخ” للأمن: إنه دأب في لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين أو من أي دولة أخرى على حثّهم على الانتباه لما يُنشر في دور العبادة ،، داعيا القادة الأوروبيين إلى مراقبة المساجد ودور العبادة ، وتضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات.،،
ولم يترك السيسي مناسبه او خطاب الا وجدد نداءه بضرورة تجديد الخطاب الديني “كأحد أهم المطالب التي تحتاجها المنطقة والعالم الإسلامي على الإطلاق”.
وكان تحدُّث “السيسي” عن تجديد الخطاب الديني للمرة الأولى، قبل نحو 3 سنوات، زاعماً أن الإسلام مرتبط بالإرهاب في أذهان العالم، وعاد ليطالب بمطالب تخالف الدين تحت اسم “ تـجديد الخطــاب الديــني ”.
وقال “السيسي” خلال كلمة له بالجلسة الرئيسية بمؤتمر “ميونيخ” للأمن: “طالبنا بالتعامل بشكل دولي مع استخدام أنظمة الاتصال الحديثة في نشر الفكر المتطرف .
كما طالب خلال احتفالية الحكومة بالمولد النبوي العام الماضي ”: إنه “ليس معقولاً أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها”، مضيفاً أنه “لا يمكن أن يَقتل 1.6 مليار إنسان – في إشارة إلى المسلمين – الدنيا كلَّها التي يعيش فيها سبعة مليارات حتى يتمكّنوا هم من العيش”.
وفي خطاب آخر بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، طالب المصريين بإعادة التفكير في اعتناقهم الإسلام، قائلاً: “لقد مكثت 5 سنوات أقرأ وأبحث للتأكد من حسن اختياري لديني وأجدد اختياري للإسلام”!، 
وفي عام 2015؛ قال: إن الملحدين اتجهوا إلى هذا الطريق لأنهم لم يتحمّلوا الإساءة والظلم الذي تعَّرضوا له في الإسلام، مؤكداً أنهم ما زالوا مسلمين وأنه ليس قلقاً من تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب المصري.
ودأب السيسي على استهداف المساجد ، حيث تأتي في مقدمة أولوياته ، وسعيه إلي حصر الإرهاب في الإسلاميين دون غيرهم، على عكس الحقيقة.
وقد تجرأ النظام على مدار السنوات الماضية على هدم خمسة مساجد بدعاوى مختلفة، كان آخرها مسجد “نور الإسلام”  في منطقة “باكوس" بالإسكندرية، بعدما قام بهدم مساجد أخرى بالإضافة إلي عدة مساجد في محافظة شمال سيناء، في الوقت الذي لا يستطيع فيه هدم معبداً أو كنيسة، بل قام بوضع ميزانية تجازوت المليار جنيه لترميم معابد اليهود والكنائس.
فقد هدم خلال عام 39 مسجدًا بينها مساجد أثرية وأخرى مضى عشرات السنين على بنائها ، بعد أن أمر قضاء “السيسي” ، في 2015،  بغلق المساجد الصغيرة الأقل من 80 متراً.
ومنذ إغلاق مسجد “رابعة العدوية” في أعقاب مذبحة فض اعتصام “رابعة”، والتي أسفرت عن مصرع وإصابة آلاف الضحايا، لا يزال مسجد “رابعة العدوية” في القاهرة خارج الخدمة، فيما تبدو محاولة لنسيان أحد شهود المذبحة.



قرر محافظ القاهرة، عاطف عبد الحميد، تغيير اسم شارع "سليم الأول" في حي الزيتون، "تماشيا مع الخط العام للدولة المصرية الذي يقوم على إطلاق أسماء شهداء الوطن على المدارس والشوارع".فإن السلطان "سليم الأول" يمثل "نموذجا صارخا لصورة الاحتلال العثماني لمصر.ووفقا لصحيفة "بوابة الأهرام"، فإن هذا التوجه يأتي أيضا اعترافا من الدولة بتضحيات الشهداء من أجل الوطن، مؤكدة أن ذلك بدأ بإطلاق الدولة اسم "الشهيد النائب العام المستشار هشام بركات" على ميدان رابعة العدوية. 
.. بعد الميدان.. مصر تغير اسم مسجد "رابعة العدوية" إلى "هشام بركات".. 
وزارة الأوقاف المصرية، أنه تقرر تغيير اسم مسجد "رابعة العدوية" الذي شهد فض الاعتصام الشهير لمعارضي انقلاب الثالث من تموز/ يوليو عام 2013، إلى اسم النائب العام السابق "هشام بركات".
مراقبين مصريين، فإن تغيير اسم ميدان ومسجد "رابعة العدوية" ما هو إلا رسالة من الحكومة إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، لاسيما أن النائب العام هشام بركات كان مسؤولا عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق المئات منهم.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

السبق القرآني في علم القلب



مارأى أطباء القلب
 ارجو القراءة بتدبر وعناية
 ((القلب ليس مضخه دم فقط كما أكتشف ألأ طباء سابقاً))
السبق القرآني في علم القلب


يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به،
قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46].
وقال تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأنعام: 179].
أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.
وقال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74].
فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].
كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع،قال تعالى : (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
للقلب دور مهم في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى:(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16].
الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
صاحب القلب الصناعي لا يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].
وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].
الإعجاز في السنة النبوية
لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه].
أفضل علاج للقلب
يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].




الاثنين، 18 فبراير 2019

تصريحات “باترسون” وخفايا الدور الأمريكي في انقلاب السيسى..فيديو



.. بين تصريحات “باترسون” وكتاب “كير كيباتريك”..
 خـــفايــا الدور الأمريكي في انقــلاب 3 يوليـــو



تصريحات السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة (2011 حتى 2013) “آن باترسون”، يوم الخميس الماضي 14 فبراير 2013م، خلال حلقة نقاشية بعنوان “الانتفاضات العربية بعد 8 سنوات.. الدروس المستفادة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، والتي نظمها مركز التقدم الأمريكي في واشنطن”، سلطت الضوء على انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي، وهو اعتراف واضح لأول مرة من مسئولة أمريكية سابقة عاينت الأحداث عن قرب؛ إضافة إلى أنها تجاهلت تمامًا ما تسمى بجبهة الإنقاذ وقتها؛ لأن هذه المظاهرات وحدها لم تكن كفيلة بالإطاحة بمرسي لولا تدخل الجيش الذي حسم الموقف؛ والذي اكتشف نشطاء يناير من الليبراليين واليساريين فيما بعد أن الجيش غرر بهم وببعض رموز جبهة الإنقاذ من أجل استخدامهم كغطاء مدني لانقلاب فاشي.
لكن ما يحتاج إلى رصدٍ هو ما يتعلق بالموقف الأمريكي من الانقلاب في تصريحات “باترسون”، وربط ذلك بما وثقه الصحفي المخضرم كير كيباتريك، مدير مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في كتابه “بين أيدي العسكر”، والذي أصدره في منتصف سنة 2018م، باعتباره شاهد عيان على الأحداث، كما أنه قدم رواية عميقة وثقها بمئات المقابلات المباشرة مع قيادات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
أولا: كانت الإدارة الأمريكية تنظر إلى الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، باعتبارهم القوة الشعبية الأكبر والأكثر تنظيما وقدرة على الحشد في البلاد، ما يعني أنهم كانوا الفصيل الأكبر في فعاليات ثورة يناير، وأن واشنطن كانت على يقين بأن الإخوان سيفوزون في الانتخابات البرلمانية بعد الثورة، بينما مثّل السلفيون مفاجأة للإدارة الأمريكية، ولذلك “التقت خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، ورئيس البرلمان سعد الكتاتني، وغيرهما من أعضاء جماعة الإخوان، فجزء من عملنا كان هو التواصل مع من يديرون شئون البلاد”. 
لكن ذلك بالطبع ولّد مخاوف لدى واشنطن من اتجاه مصر نحو الإسلاميين بصورة كبيرة، كشفت عنها نتائج استفتاء الدستور مارس 2011 من جهة، وانتخابات البرلمان من جهة ثانية.
بل تؤكد “باترسون” ضعف ما تسمى بالقوى المدنية، بأنه «لم يكن هناك أي حزب قادر على منافسة جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية، لذا لا أعتقد أنه كان هناك مجال للعمل مع أحد سوى هذين التنظيمين والمنظومة العسكرية». ما يعني بوضوح أنه إما أن تكون تحت حكم عسكري استبدادي، أو البديل في حالة الديمقراطية هم “الإسلاميون”، لذلك من الواضح أن واشنطن فضلت الديكتاتورية العسكرية على الديمقراطية التي ستأتي بالإسلاميين.


ثانيا: كانت الإدارة الأمريكية غير راضية عن أداء الرئيس محمد مرسي واعتبرته غير مؤهل؛ لأنه لم يكن أداة طيعة في أيدي واشنطن وأركان الدولة العميقة، لذلك أكدت أن السياسة الأمريكية تجاه مصر كانت ثابتة لعقود، وكانت معنية في الأساس بالمحافظة على السلام بين مصر وإسرائيل، وفي ذلك إشارة إلى أن الموقف الشجاع والجريء للرئيس مرسي من الحرب على غزة أواخر 2012 كانت تمثل اختبارا له؛ وأمام موقفه المساند لغزة والشعب الفلسطيني؛ حيث أرسل رئيسَ الحكومة الدكتور هشام قنديل وعددًا من الوزراء لغزة تعبيرا عن التضامن، كما هدد “إسرائيل” بغضبة شعب وجيش. 
وعندما أصدر السيسي الإنذار الذي قدمه إلى الرئيس مرسي، في 1 يوليو، ظهر الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية، عندما أبلغت مستشارة الأمن القومي “سوزان رايس” عصام الحداد، مستشار مرسي للشئون الخارجية، أن اللعبة قد انتهت: إما أن يتقدم مرسي باستقالته أو سيتم الانقلاب عليه، ونصحته بالاستقالة، وهو ما رفضه مرسي قطعيا، وفي هذه الأثناء، تحدث وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” مع قائد الانقلاب خمس مرات على الأقل فى خلال الأزمة، ونصحه بالإعلان عن أن الانتخابات ستعقد في أقرب وقت ممكن. وبالإضافة إلى ذلك أكد للسيسي أن الإدارة الأمريكية سوف تحافظ على مساعداتها العسكرية لمصر. 
وفي خلال أيام التقى نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز فى مصر، قادة الانقلاب وبعض المدنيين المتعاونين معهم. 
وأثناء وجوده في القاهرة تجاهل تماما كل الحقائق المحيطة بالإطاحة برئيس منتخب. 
وكانت رسالته فى الأساس هي دعم الانقلاب، كما ذكر في حديثه، “وتلتزم الولايات المتحدة التزاما راسخا بمساعدة مصر في نجاحها في هذه الفرصة الثانية لتحقيق وعود الثورة”!


ثالثا: الإشارة إلى أن «الرئيس مرسي حمل عبئًا أكبر مما يحتمل، وخصوصا عندما قام بتعيين السيسي وزيرا للدفاع». 
وهي كلمات غامضة تحمل كثيرا من الدلالات، بأن تصعيد السيسي على رأس الجيش كان مخططًا له كجزء من مخططات الانقلاب على الرئيس مرسي ومسار الثورة عمومًا؛ وذلك أضافت أن «المؤسسة العسكرية لم تكن تعترض على تنحية المشير طنطاوي من منصبه كرئيس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، فهناك من كان يشعر أنه يجب أن يتنحى جانبًا ويتيح المجال لضباط آخرين ليتولوا القيادة»؛ فمن هم هؤلاء القادة الذين وصفتهم “باترسون” بالمؤسسة العسكرية، والذين لم يعترضوا على تنحية طنطاوي وعنان؟! وهل هناك داخل الجيش من هم أعلى سلطة من وزير الدفاع ورئيس الأركان؟! وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام كثير من الشكوك حول مدى اختراق واشنطن للجيش وتجنيد كبار قادته لخدمة مسار كامب ديفيد لضمان أمن الكيان الصهيوني، وربط وظيفة أي نظام في مصر بمدى قدرته على ضمان أمن واستقرار “إسرائيل”.


رابعا: أكدت أن الجيش هو من أطاح بالرئيس وليست مظاهرات 30 يونيو، وفي ذات الوقت أشارت إلى أنها التقت السيسي 32 مرة خلال هذه الفترة وتعرفه حق المعرفة. بينما يشير كير كيباتريك في كتابه إلى أن السيسي، بعد توليه وزارة الدفاع، كان حريصا على التودد للسفيرة الأمريكية في القاهرة في حينه، آن باترسون، مؤكّدا لها سعادته بالعمل مع الرئيس مرسي، صاحب التوجه الإسلامي من ناحية، وعلى صداقته مع الإسرائيليين من ناحية أخرى، وأن السفيرة التي سبق لها العمل في باكستان حذّرت الإدارة الأمريكية منه، بسبب طموحه الشديد وشراسته. 
لكن باترسون أشارت أيضا في تصريحاتها الأخيرة، إلى المساعدات الأمريكية (العسكرية والمدنية) التي تقدمها واشنطن لمصر، منها 1.3 مليار دولار سنويا للجيش، وهو ما يؤكد حجم النفوذ الأمريكي داخل المؤسسة العسكرية المصرية، وكيف تمكنت من خلال اتفاقية “كامب ديفيد” في تحقيق اختراق واسع داخل الجيش بما يضمن ولاء كبار قادته وجنرالاته للمصالح الأمريكية والإسرائيلية. 
لكن “باترسون” في ذات الوقت وصفت الجيش بأنه أيضا غير مؤهل للقيام بمهمته الرئيسية، وهي حماية الحدود واستقرار المناطق الحدودية، مستشهدة بأنه عندما بدأت الاضطرابات لم يتمكن من هزيمة ألف متمرد في سيناء؛ فالجيش إذًا يجيد الانقلابات ويستأسد على المدنيين المسالمين، بينما يفشل في مواجهة عدة مئات من المسلحين في سيناء، ما يعكس تراجع الكفاءة القتالية وعدم القدرة على مواجهة أساليب حروب العصابات. 
وفي الوقت ذاته ألقت بعبارة شديدة الدلالة والأهمية بأن الجيش الذي أطاح بمرسي يمكن أن يطيح بالسيسي في المستقبل، وأنها لا تدري إلى أي مدى يبقى الجيش داعما للسيسي!. خامسًا: أقرت بالدور الإقليمي في تدبير وتمويل الانقلاب، حيث تؤكد تصريحات “باترسون” أن واشنطن كانت لديها معلومات كافية فيما يتعلق بتورط دول الخليج ودورها في الإطاحة بالرئيس مرسي، وكذلك دورهم في الانقلاب. 
وعلى هامش الحلقة النقاشية أيضا قال وليام تايلور، المنسق الخاص بالتحولات في الشرق الأوسط والانتقال الديمقراطي في دول الربيع العربي بالخارجية الأمريكية سابقا: كان هناك دعم سعودي إماراتي للمعارضة ضد مرسي، وأن واشنطن تفادت القول إن انقلابا حدث في مصر لأنها أرادت استمرار الدعم للعسكريين. 
 ومن جانبه يوثق ديفيد كير كيباتريك، في كتابه “بين أيدي العسكر”، أن ضابطا في مطار القاهرة أبلغ مساعدي مرسي في فبراير 2013 بأن طائرة وصلت من الإمارات مليئة بالنقود وأقراص الترامادول، وأن ضابطًا في الجيش استلمها، وهو ما أثار قلق مساعدي الرئيس مرسي.

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

كلمة وطن فيلم عن المخابرات العامة المصرية



بث مباشر .. إذاعة القران الكريم من القاهرة




مصر ليست دوله تاريخيه، مصر جائت ثم جاء التاريخ


... إحنــا مصــر وكفــى ...


دلت الدراسات الأثرية على أن الإنسان سكن مصر منذ بداية العصور الحجرية القديمة، وتبين الدراسة المقارنة لجماجم يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الأسرات (4000ق.م) والعصور التاريخية؛ أن مصر سكنت بعنصرين رئيسين:
 الأول إفريقي وكانت له جماجم متطاولة، والآخر جاء من شرق مصر وله جماجم مستديرة، وقد طغى الأخير على العنصر الأقدم (الزنجي)، وأكد الباحثون رأيهم هذا من خلال الآثار الرافدية والشامية التي عُثر عليها في مصر، فضلاً عن الخصائص اللغوية العربية الموجودة في اللغة المصرية القديمة، سواء من حيث المفردات أم النحو، وكذلك عبادة الآلهة التي أدخلها المهاجرون العرب الشرقيون إلى مصر، وكان من أعظم الآلهة «الإله حورس» (إله عربي شرقي وصفه الدميري في كتابه «الحيوان» وصفاً ينطبق على الصقر الحر العربي تسمية وشكلاً). 
 أما فيما يتعلق باللغة والكتابة المصريتين، فقد تأثرت اللغة المصرية بالمهاجرين الذين قدموا إلى مصر منذ نهايات العصور الحجرية، نتيجة للجفاف الذي ألمَّ بمنطقة الصحراء الكبرى الإفريقية، كما وصلت إلى مصر هجرات قدمت من بلاد الشام عن طريق سيناء وطريق باب المندب والبحر الأحمر عموماً، وهكذا طُبعت اللغة المصرية القديمة بطابع عربي سواء بنحوها أم مفرداتها، وقد أطلق اليونان على الكتابة المصرية اسم (الكتابة الهيروغليفية) التي اشتقت منها كل الكتابات اللاحقة في مصر (الهيراطيقية، الديموطيقيه)، وفي العصر البطلمي استخدم المصريون الكتابة القبطية، وقد سادت هذه الكتابة حتى بداية العصر الإسلامي بمصر.


فعلا مصر مليانة رقاصات و شحاتين ، و أزيدك من الشعر بيتا ، و آلاف العاهرات والقوادين و اللصوص ، إحنا أمة ، عندنا العاهرات ممكن تكون بعدد دول كامله . لكن عندنا كمان أضعافهم مضاعفة مئات المرات علماء و عمال و فلاحين و أدباء و فنانون و مفكرون ، عندنا مصطفى مشرفة و مصطفى حسين و مصطفى السيد و زويل و مجدي يعقوب و أم كلثوم و عبدالوهاب و عدوية و منير و عمر الشريف و الخطيب و شلتوت و طنطاوي و الحصري و محمد رفعت و النقشبندي و الشعراوى .
إحنا شعب محتك بالحضارة أخذا و عطاء.
مصر في أسوأ قرونها و أزماتها حازت نوبل ثلاث مرات ، تاريخنا عند الدنيا علم يدرسونه لاولادهم اسمه ( علم المصريات ) ، إحنا العالم ترجم رواياتنا و قراها جزءا من تراث الإنسانية ، عرضنا أفلامنا في كان و فينيسيا ، عندنا عاهرات في المهندسين اكتر من شعب بعض الدول كامله و عندنا كمان طبيبات و معلمات و مهندسات و عالمات وملكات ، عندنا فريق كورة و فنانين و أدباء و فلاسفة و عمال و فلاحين و بدل الجيش تلاتة .
مصر بلد في ملعب الحياة بنلعب بلاعبينا ، نحتل العالم مرة ، يدخلنا الهكسوس ،نطردهم ، نعمل إمبراطورية ، يحتلنا الرومان ، نبلعهم و نهضمهم نطلعهم مصريين ،يدخلنا العرب ، نقودهم ، ننهزم و ننتكس ، ننتصر و نحرر الأرض ، يوم ما نقول اشتراكية تبقى موضة المنطقة ، نرجع نقول سوق حر تتقلب الموضة ، الإرهاب يضربنا نقوي و لا نضعف ، عندنا اسود تطلع بالدبابة كأنها طالعة مطب صناعي ، بيموت لنا ألف شهيد نجددهم مليون بطل هو مشروع شهيد ، إحنا المصريين قيمتنا في نفسنا من آلاف السنين .
عندما كان شكسبير ﻓﻰ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﯾﻜﺘﺐ ﻣﺴﺮﺣﯿﺎﺗﻪ ﺷﻌﺮا لم ﺗﻜﻦ أﻣﺮﯾﻜﺎ .. ﻗﺪ وﻟﺪت ﺑﻌد ﻣﻊ أن ﺷﻜﺴﺒﯿﺮ ﯾﻌﺪوﻧﻪ ﻓﻰ "ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب ﺷﺎﻋﺮاً ﻣﻦ ..اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻰ "أوﻓﯿﻨﺪ" ﯾﻜﺘﺐ ﺷﻌﺮﻩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﯿﺌﺎً إﺳﻤﻪ.. "إﻧﺠﻠﺘﺮا"
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﻰ ﻫﻮﻣﯿﺮوس ﯾﻨﻈﻢ ﻣﻠﺤﻤﺘﻪ اﻹﻟﯿﺎذة ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﯿﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻓﻰ ﺟﻮف اﻟﻌﺪم
فحين ﻛﺎن ﻫﻮﻣﯿﺮوس ذاك ﯾﻨﻈﻢ ﻣﻠﺤﻤﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ أﻣﻀﺖ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﻬﺎ أرﺑﻌﯿﻦ ﻗﺮﻧﺎً ﺗُﻨﺸﻰء.. أدﺑﺎً وﺷﻌﺮاً ودﯾﺎﻧﺔ
عندما كان العالم و الخلق اجمع يسكن الجحور و ينامون فى العراء كان اجدادى يسكنون القصور و القلاع و المعابد التى بنيت من الذهب و الفضه.
فالارض الوحيده التي تجلي الله عليها و تكلم فيها ... هي مصر
و الدوله الوحيده التي ذكرت في القرآن صراحة هي مصر
و الدوله التي قرن اسمها في القرآن بالامن و الامان هي مصر
و الدوله التي اقترن اسمها بخزائن الارض في القرآن هي مصر
و الدوله التي اقترن اسمها و شعبها بمباركة الله في الانجيل هي مصر
و الدوله التي علمت العالم الكتابه و نشأ من اهلها سيدنا ادريس اول من خط بالقلم في التاريخ هي مصر
و الدوله التي لجأ اليها سيدنا ابراهيم من ظلم اهله هي مصر
و الدوله التي لجأ اليها سيدنا يعقوب و اخوات يوسف من المجاعه هي مصر
و الدوله التي لجأ اليها السيده العذراء و سيدنا المسيح عليه السلام هي مصر
و الدوله التي لجأ اليها آل بيت سيدنا محمد بعد ما تم مطاردتهم و تقتيلهم و نكل
بهم في العراق و الشام ... هي مصر ... حتي ان السيده زينب دعت لمصر و شعبها
الدعاء الشهير " يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"
و السيده هاجر المصريه ... هي من خرج من رحمها سيدنا اسماعيل ابو العرب جميعا
و الدوله التي اوصي بها و بأهلها خيرا النبي محمد هي مصر
فاعلم وانتبه ان حين انحنت مصر وظنوا انها انكسرت كانت فقط تربط بيادتها استعداداً للحرب.
إبراهيم الخليل عليه من الله أفضل الصلوات والتسليمات.. تزوج من السيده سارة
ولم تنجب.. ثم تزوج هاجر المصرية العظيمه.. فأنجبت له إسماعيل عليه السلام 
.خيرأبناء الدنيا طاعة لأبيه.. ومن ذريته جاء العرب.
.. فلما تملكت الغيرة من السيده سارة..
.. أمر الله نبيه إبراهيم بـ عزل السيده هاجر عنها واسكانها بواد غير ذي زرع ..
... ثم أنجبت السيده سارة ب أمر الله على كبر ولدها إسحاق ... 
ومن ذريته جاء بنو إسرائيل مما سبق ... 
.. فمصر موجوده قبل العرب وقبل بنو إسرائيل ..
العرب الحاليين أبناء إسماعيل وبنو إسرائيل أبناء إسحاق ومن بعده يعقوب 
.. وهاجر كانت موجوده قبل إسماعيل وقبل إسحاق ..
ولكن … لماذا المصرية هاجر ..!!؟؟
انه درس التاريخ … انها تعاليم الله …!!
المصرية صابره .. المصرية قوية .. المصرية ذات عزيمة وجلد.. المصرية رحمها خصب ياتي ب اعظم الرجال( اسماعيل عليه السلام ) … المصرية رمز للحياه … تجعل الصحراء الجدباء التي لا زرع فيها ولا ماء .. تجعلها ام القرى ومقصد العبيد والامراء ..!!!
‎المصرية مؤمنه بربها راضية بقضاءه واثقه في علمه وحكمته … صدق ايمانها جعل رب البيت يجعل لها منسكا خاصا من مناسك الحج ( الصفا والمروه ) … ويشرب العالمين ماءا عذبا من تحت قدم ولدها …!!!
‎ المصريات تراهن مرفوعات الهامه .. رؤسهن تناطح السحاب .. تجلس على عرش مصر بجوار ملكها … واحيانا تجلس بعظمتها وحيده على العرش .. محركة جيوشاً باكملها …ومتحكمة بعقلها الفذ في مصائر البلاد والعباد بمنتهى الحكمه والقدرة …!!!
‎عندما خرجت المصرية من بلدها خرجت مرتين … مرة تزوجت خليل الرحمن وانجبت إسماعيل عليه السلام .. وكونت امه وشرعت منسكا من مناسك الحج …!!!
‎والمرة الثانيه خرجت مارية القبطية رضي الله عنها لتتزوج خير خلق الله ..سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وبارك .. فانجبت له ولده الوحيد ابراهيم … ووضعت قدما للمصريين في بيت النبوة .. وانه شرف لو تعلمون عظيم …!!!
‎وعندما جلست المصرية على عرش مصر .. حكمت حتشبسوت الدولة المصرية 21 عام … جعلت مصر خلالها اعظم قوة عسكرية في العالم .. ووصل الاقتصاد المصري الى مستوى غير مسبوق … ويشهد على ذلك معبدها الذي يعتبر قبلة الباحثين عن عظمة مصر وعظيماتها …!!!
حتى عندما غنت المصرية … اصبحت كوكب الشرق .. اقوى حبال صوتيه لامراءه في العالم .. انها السيده أم كلثوم … غنت للعاشقين .. غنت للنبي العدنان … غنت لمصر المحروسة … جابت كل دول العالم لتجمع بصوتها الاموال للمجهود الحربي … فاستحقت الاحترام والتقدير ..!!!
مصر جاءت ثم جاء التاريخ ثم جاء العرب ثم جاء بنو إسرائيل.
تحدث الله تعالى عن بلاد العرب فقال " تلك القرى"... وتحدث عن مصر فقال " فأرسل في المدائن حاشرين
أي أنه عندما كان العرب يسكنون الخيم والعراء ويطلق على بلادهم قرى كانت مصر مدن عظيمه بكل ما تحمل كلمه مدينه من معنى في الرقي والتحضر والعلم والمعرفه والنظافة والقوة العسكرية والاقتصاد
عندما كان العرب همج يقطعون الطرق ويغير بعضهم على بعض ويقتلون ويسلبون وينهبون بعضهم البعض ويعيشون عيشة الغاب قال الله عن مصر "رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه".. ( لم و لن اتطرق الى ظلم يوسف عليه السلام .. ولكنى اعلق عن هيكل دوله ) ..
كانت مصر دولة بمعنى الكلمه شرطه وقضاء وسجون عقابيه لمن يعتدي ولمن يظلم أو يقتل
نحن لسنا عربا نحن أحفاد الملوك و الملكات عرفنا الإله الواحد من قبل إبراهيم عليه السلام نحن أول الموحدين أول من كتب بالقلم علي يد النبي إدريس نحن موجودون من عصر اول الرسل نوح فعندما رأي نوح عليه السلام صلاح وعزة ونعم مصر دعى لها وقال عنها: "أم البلاد وغوث العباد".
منا من رأي اليهودية هي دين الحق فاعتنقها مع رسالة موسى العظيم عليه السلام و منا من رأي المسيحية هي الدين الحق فاعتنقها عند زيارة الطاهرة المصطفاه مريم العذراء وابنها المسيح عليه السلام ومنا من رأي الإسلام هو الدين الحق فاعتنقه عند تحرير عمرو ابن العاص مصر من طغيان الرومان ..
عشت و عاش وطنى و شعبى و اجدادى و احفادنا مرابطين مناضلين مضحيين من اجل ارضها و جعل
رايتها خفاقه أبيه فبتاريخها وعظمتها و شموخها هى مصــر
وتذكروا جيداً مقولة بطل الحرب والسلام الزعيم الراحل أنور السادات "
وربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكّر، وندرس، ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
.نعم! سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدّى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأُمّة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أُمّتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس و الرجاء".
و اتحدث الى مصر الى وطنى الحبيب واقول لها احبك يا مصر حملتك بين الحنايا و بين الضلوع و رسمتك فوق الجبين وطن شامخ، عشقتك صدراً بدفء وإن طال فينا زمن الحنين فلا تحزنى على زمان جحود حقود فتنته أشد من حقيقته، من زمان ازقناك فيه هموم السنين، سنعود و سنبنى الامجاد سوياً يا وطنى أحبك يا مصر.
مصر ليست دوله تاريخيه، مصر جائت ثم جاء التاريخ
.. احنا مصر وكفى ..



“ باترسون” تنسف الأكذوبة ..انقلاب 30 يونيو تأسس على الأكاذيب


عندمــا تنسـف تصريحــات “آن باترســـون”
 أكــذوبة الـ33 مليــونًا في سهـــرة “30 يونيـــــو”



«لغـــة الأرقـــام لا تكــــذب»!.. 
هكذا يتذرع المتجادلون عندما يريدون توظيف لغة الأرقام والإحصائيات للتدليل على صحة مواقفهم؛ لكن في مصر الانقلاب فإن الأرقام لا تكذب فقط بل كثيرا ما تصل إلى حد التخريف، ويتم توظيفها للتدليس على الناس في سياق حملات إعلامية مكثفة وموجهة، تقلب الحقائق وتزيف الوعي وتبرر الجرائم والخطايا، ولعل أشهر ما يدلل على ذلك أن انقلاب 30 يونيو تأسس على هذه الأكاذيب، عندما قيل أولا إن عدد الاستمارات التي وقعتها حركة “تمرد” التي صنعتها مخابرات الجيش لتكون جزءًا من الواجهة المدنية للانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، بلغت 22 مليون استمارة!، واحتفى إعلام العسكر بالرقم دون إخضاعه لأي تدقيق أو مراجعة، فقد كان المطلوب وقتها هو التضخيم والمبالغة في حجم المطالبين بالانقلاب على مرسي بأي شكل، وهو ما وجد صداه بعد ذلك عندما تم ترويج أكذوبة أخرى تزعم أن المشاركين في مظاهرات 30 يونيو 2013 بلغ عددهم 33 مليون شخص ... وهي الأكذوبة التي لا تزال أبواق العسكر ترددها حتى اليوم لتبرير جريمة الانقلاب.
وإذا كانت أعداد 30 يونيو تصل إلى ملايين كانوا يدعمون الانقلاب العسكري وقتها، فإن ملايين أخرى مماثلة كانت تدعم الرئيس المنتخب؛ لكن إعلام العسكر وتحالف الثورات المضادة كثف الضوء على الفريق الأول وبالغ في أعدادهم، بينما تجاهل عمدا الآخرين واحتقر شأنهم كأنهم ليسوا مصريين، بعيدا عن التصنيفات التي تعتمد على العنصرية والتقليل من شأن الإسلاميين لحساب أي انتماء آخر.
“باترسون” تنســف الأكــذوبة
بالطبع أكذوبة الـ33 مليونًا في سهرة 30 يونيو دحضها كثيرون في تحليلات رصينة، لكن الجديد أن السفيرة الأمريكية السابقة وقت الانقلاب، “آن باترسون”، أدلت بتصريحات يوم الخميس الماضي 14 فبراير 2019م، خلال مشاركتها في حلقة نقاشية بعنوان “الانتفاضات العربية بعد 8 سنوات.. الدروس المستفادة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، والتي نظمها مركز التقدم الأمريكي في واشنطن؛ حيث أكدت أن الجيش المصري هو من أطاح بالرئيس محمد مرسي، وربما هو من سيطيح بعبد الفتاح السيسي في المستقبل. واعترفت أن بلادها كانت تملك معلومات كافية حول تورط دول الخليج في الإطاحة بالرئيس مرسي، وكذلك دورهم في الانقلاب، مشيرة إلى عدم رضا الإدارة الأمريكية على مرسي؛ لأن السياسة الأمريكية تجاه مصر كانت ثابتة لعقود ومعنية بالأساس بالمحافظة على السلام بين مصر وإسرائيل، ما يشير إلى أن الانقلاب تم خوفا من تهديد استمرار الثورة وتكريس الديمقراطية في مصر، إضافة إلى الإسلاميين في الحكم، وكلها مخاطر اعترف بها قادة الكيان الصهيوني حتى تم الانقلاب الذي اعتبره بعضهم معجزة!.
تصريحات باترسون تنسف أكذوبة “30” يونيو وما تسمى بجبهة الإنقاذ؛ فلا ذكر للأعداد المفتعلة والمبالغ فيها، لكنه الجيش الذي دبر الانقلاب مدعوما بقوى إقليمية وضوء أخضر أمريكي، حيث أكدت باترسون أيضا أن القوى الحقيقية في مصر هي الجيش والإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان، وقالت نصا «الإخوان المسلمون كانوا القوة الوحيدة التي كان بإمكانها حشد الناس، كنا نشاهد حافلات مملوءة بالنساء المنتقبات اللاتي كن يشاركن في الانتخابات والفعاليات»، وتضيف «لم يكن هناك أي حزب قادر على منافسة جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية، لذا لا أعتقد أنه كان هناك مجال للعمل مع أحد سوى هذين التنظيمين والمنظومة العسكرية» كاشفة عن لقائها السيسي 32 مرة خلال مرحلة الانقلاب!.
ويعترف الدكتور محمد محيي الدين، القيادي الليبرالي الذي أيد الانقلاب على الرئيس مرسي لكنه ينتقد الوضع الحالي بشدة، أن كلام السفيرة الأمريكية السابقة صحيح؛ لأن الضغط الشعبي الذي كانت تقوده (جبهة الإنقاذ) لم يكن ليطيح بالرئيس محمد مرسي، لوجود قوة شعبية مقابلة أكثر تنظيما، ولا تقل عددا عمن تظاهروا في الثلاثين من يونيو بعيدا عن الأرقام الخزعبلية التي يتم تداولها لهذه الأعداد”. مضيفا في تصريحات صحفية أن “القوات المسلحة بانحيازها إلي إحدى الكتلتين قد حسمت الأمر بقوة الأمر الواقع، وهو ما عبر عنه بيان الثالث من يوليو 2013”.
لغــة الأرقــام بين التدليس والحقيقـــة
. بحلــول يوم 30 يونيـــو، كـــان كل ممثــل
 قد حفـظ دوره تمامـا في المسرحية . 
وبحلول الظهر أعلنت تمرد 
عن أن العدد في الشوارع تجاوز 10 ملايين مواطن، 
وبسرعة أصبح هذا الرقم 14 مليونا ثم 17 مليونا ثم 22 مليونا. 
وفي نهــاية المطـــاف
 ادعت وسائل الإعلام أن المظاهرات فى جميع أنحاء مصر 
وصلت إلى 33 مليون مواطن في الشـوارع
 ،، وأنها تعــد أكبر مظــاهرات في التاريخ الإنساني ؟،،
وقد قامت الطائرات العسكرية بالتحليق في سماء ميدان التحرير، والقيام بتشكيلات مسلية للحشود تحتها، كما قامت بإلقاء الأعلام المصرية وزجاجات مياه إليهم، ورسم قلوب فى الجو كعرض للحب والمودة تجاه المتظاهرين. 
حتى إن الجيش قدم طائرة هليكوبتر عسكرية لنقل خالد يوسف، مخرج الأفلام المعروف بتأييده للمعارضة وعدائه للإخوان. 
سجل خالد يوسف الحشد في الحال وأنتج فيلمًا تم بثه على الفور ليس فقط في كل الشبكات التلفزيونية المناهضة لمرسي في جميع أنحاء مصر، بل وأيضا في التلفزيون الرسمي.
وفي خلال ساعات ادعت كل وسائل الإعلام أن أعداد المتظاهرين تقدر بعشرات الملايين، وفي ميدان التحرير وحده يصل العدد ما بين 5 و8 ملايين. وفي يوم الانقلاب، ظهرت الألعاب النارية، وعروض الليزر، وأقيمت احتفالات كاملة.
من جانبه فند أمجد المنذر، مهندس اتصالات والخبير في جوجل إرث، هذه الأكذوبة، واعتمد على لغة الأرقام التي لا تكذب، مؤكدا أن منطقة ميدان التحرير لا تزيد مساحتها على 12.3 فدان. 
وأنه حتى لو تم إدراج جميع الشوارع الجانبية لميدان التحرير، فلن تتجاوز مساحة المنطقة 25 فدانا. وحتى لو تم إحصاء أربعة أشخاص لكل متر مربع، وتمت إزالة العشرات من المباني المحيطة، فلا يمكن أن يزيد الحشد عن 400 ألف شخص. 
وإذا كان العدد كما ادعى أنصار الانقلاب العسكري ما بين 5 إلى 6 ملايين، فهذا يتطلب أن يحتشد ما بين 50 إلى60 شخصا في المتر المربع الواحد (5 إلى-6 لكل قدم مربع)، وهذا يستحيل من الناحية الفعلية. 
وحتى لو كان المتواجدون مليون شخص يغطون كل شبر في ميدان التحرير وجميع الشوارع المحيطة له، سيتطلب ذلك تواجد 10 أشخاص فى المتر المربع، وهو من المستحيل إيضا.
حتى إن البي بي سي شككت في هذه الأرقام المبالغ فيها، وفي أفضل التقديرات فلن يتجاوز عدد الأشخاص المتواجدين في ميدان التحرير، في ذروة المظاهرة، النصف مليون متظاهر، ويضاف إليهم ربما عدد مثله يتظاهر في جميع أنحاء مصر، ونتيجة لكل هذا فقد تمت التضحية بإرادة الناخبين المصريين بناءً على تظاهر مليون أو مليوني شخص.


الثلاثاء، 12 فبراير 2019

جفاف النيل.. حينما أكل المصريون لحوم البشر..السـد القـاتل..فيديو



يؤكــد التــاريخ لنـــا 
أنه لا يمكن للعقل البشري أن يصدق
 أن تحيــا بلــد مثل مصــــر دون النيــــل





تواجه مصر منذ سبع سنوات وحتى اليوم إحدى أخطر التحديات الكبرى التي قد تتسبب في خسائر فادحة على مستوى البشر والعمران والزراعة في مصر، تلك الخسائر التي تذكرنا بكوارث التاريخ الكبرى مثل المجاعات والطواعين والأوبئة التي كان لها أثرها الفادح على مسيرة الحضارة، بل إن مصر مرت ببعض هذه الخسائر حين جف النيل وتوقف عن الجريان في حوادث عدة، لعل أشهرها تلك التي وقعت في زمن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي عُرفت سنوات محنته بـالشدة المستنصرية ولا يزال العقل الجمعي في مصر مستحضرا تلك المحنة بعد ألف سنة من حدوثها نتيجة بشاعتها وقسوتها.
يؤكد التاريخ لنا أنه لا يمكن للعقل البشري أن يصدق أن تحيا بلد مثل مصر دون النيل، وقد ورد أنه لما فتح عمرو بن العاص مصر "عرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يلقي أهلُها من الغلاء عند وقوف النيل عن حدّه في مقياسٍ لهم فضلا عن تقاصره، وإن فرط الاستشعار يدعوهم إلى الاحتكار، وأن الاحتكار يدعو إلى تصاعد الأسعار بغير قحط، فكتب عمر إلى عمرو يسأله عن شرح الحال، فأجابه: إني وجدتُ ما تُروى به مصر حتى لا يُقحط أهلها أربعة عشر ذراعا، والحدّ الذي يُروى منه سائرها حتى يفضلَ عن حاجتهم، ويبقى عندهم قوت سنة أخرى ستة عشر ذراعا، والنهايتان المخوّفتان في الزيادة والنقصان وهما الظمأ والاستئجار اثنا عشر ذراعا في النقصان وثمانية عشر ذراعا في الزيادة" .
واستمر الوضع على ذلك في مصر مع النيل، أربعة عشر ذراعا الحد الأدنى الذي إن نقص كانت المجاعة وغلاء الأسعار، وإن زاد أغرق مصر وأنتج أيضا المجاعة وغلاء الأسعار لغرق المحاصيل، من أجل ذلك ارتبطت الحياة في مصر بالنيل، فلا حياة دون نيل.
والأمثلة على ذلك من التاريخ لا تُحصى لعل أشهرها تلك الحادثة الشنيعة التي وقعت سنة 597هـ/1201م  والتي ذكرها المقريزي وابن تغري بردي والبغدادي في تواريخهم، حين انخفض النيل عن الجريان لثلاث سنوات كاملة، وعم مصر القحط والغلاء الشديد في تلك المحنة اضطر أهل مصر لفعل أشياء ما كان يمكن أن يصدقها العقل البشري لولا تواترها في التواريخ بتفاصيل دقيقة من مؤرخين على درجة كبيرة من الموضوعية لا سيما المقريزي وابن تغري بردي.


ومن المهم أن نأتي بنص المقريزي كاملا لنرى أثر النيل في حياة المصريين وهو سبب سعادتهم ورغدهم واطمئنانهم وأيضا السبب الرئيسي في تكوين سيكولوجيا الإنسان المصري ونفسيته عبر التاريخ، وكيف تتغير أخلاق المصريين بانخفاض النيل وقلة المياه.
يقول المقريزي في تلك المأساة التي استمرت منذ سنة 596 - 598هـ/1200- 1202م: "وفيها تعذَّرَت الأقوات بديار مصر وتزايدت الأسعار وعظم الغلاء حَتَّى أكل النَّاس الميتات وأكل بَعضهم بعضًا وَتبع ذلك فنَاء عظيم وابتدأ الغلاء من أول العام وتمَادى الحال ثلاث سنِين مُتَوَالِيَة لا يمد النيل فيها إلا مدا يسيرا حَتَّى عدمت الأقوات وخرج من مصر عالم كبير بأهليهم وأولَادهم إِلَى الشَّام فماتوا في الطرقات جوعا.
 وشنع الموت في الأغنياء والفقراء فَبلغ من كفنه السلطان العادل (الأيوبي) من الْأموات - في مدة يسيرة - نَحوا من مائتي ألف إِنسان وعشرين ألف إنسان، وأكلت الكلاب بأسرها، وأُكل من الأطفال خلق كثير فكانَ الصغير يشويه أبوَاهُ ويأكلانه بعد موته، وصار هذا الفعل لكثرته بحيث لا يُنكر ثمَّ صار النَّاس يحتال بعضهم على بعض ويُؤخَذ من قدر عليه فيؤكل، وإِذا غلب القوي ضعيفا ذبحه وأكله، وفُقد كثير من الأطباء لكثرة من كان يستدعيهم إِلى المرضى فإِذا صار الطبيب إلى داره ذبحه وأكله.
ويسوق المقريزي قصة مفجعة لطبيب تمكن من النجاة بأعجوبة في تلك الكارثة بقوله: "واتفق أن شخصا استدعى طبيبًا فخافه الطبيب وسار معه على تخوف فصار ذلك الشَّخص يكثر فى طريقه من ذكر الله تعالى ولا يكاد يمر بفقير إلا ويتصدق عليه حتى وصلا إلى الدار فإذا هي خربة. فارتاب الطبيب مما رأى وبينا هوَ يُريد الدُّخُول إليها إِذ خرج رجل من الخربة وقال للشَّخص الذي قد أحضر الطبيب: مع هذا البطء جئتَ لنا بصيد واحدة. فارتاع الطَّبِيب وفر على وجهه هاربا. 
فلولا عناية الله به وسرعة عدْوِه لقُبض عليه".
 ويكمل المقريزي سرده لمشاهد الخراب التي حلت في القاهرة الكبرى، حتى صار الناس يأكلون أولادهم فعليا دون مبالغة، بقوله: "خلت مدينة القاهرة ومصر (الفسطاط) أكثر أهلهَا، وصار من يموت لا يجدُ من يواريه فيصير عدَّة أشهر حَتَّى يُؤْكَل أَو يبلى، وقدم إلى القاهرة ومصر من أهل القرى (الريف) خلق كثير، وكثر الجوع، وعدم القوت حتى أكلت صغار بنى آدم، فكان الأَب يأكُل ابنه مشوياً ومطبوخاً، وكذلك الأم، وظفر الحاكم منهم بجماعة فعاقبوهم حتَّى أعياهم ذلك وفشا الأمر: فكانت المرأة توجد وقد خبأت فِي عبها كتف الصغير أو فخذه، وكذلك الرجل وكان بعضهم يدخل بيت جاره فيجد القِدر على النَّار فينتظرها حتَّى تنزل ليأكل منها فإذا فيها لحم الأطفال، وأكثر ما كان يوجد ذلك فى أكابر البيوت ويوجد النّساء والرّجال فِي الأسوَاق والطرقات ومعهم لحوم الأطفال، وأحرق في أقل من شهرين ثلاثون امرأة وجد معهن لحوم الأطفال، لما فشا ذلك حتى اتخذه النَّاس غذَاء وعشاء وألفوه، وقل منعهم منهُ؛ فإنهم لم يجدوا شيئا من القوت لا الحبوب ولا الخضروات".


كان لهذا البلاء العظيم أثره على التعداد السكاني للمصريين حيث قل بصورة كبيرة للغاية، فضلا عن تأثيره الاقتصادي على حياة من تبقى من الناس، فقد "كان الناس قد فنوا بحيث بقي من أهل القرية الذين كانوا خمسمائة نفر إما نفران أو ثلاثَة فلم تجد الجسور من يقوم بها ولا القرى من يعمل مصالحها، وعدمت وجافت الطرقات بمصر والقاهرة وقراهما، ثمَّ أكلت الدودة ما زُرع، فلم يوجد من التقاوى، ودخلت سنة سبع وتسعين وخمسمائة، والنَّاس تأكُل الأطفال، وقد صار أكلهم طبعا وعادة، وضجر الحكَّام من تأديبهم، وأبيع القمح - إِن وجد - بثمانية دنانير ذهبية الأردب، والشعِير والفول بستة دنانير ذهبية، وعدم الدَّجاج من أرض مصر فجلبه رجل من الشَّام وباع كل فروج بمائة درهم وكل بيضتين بدرهم. 
هذا وجميع الأفران تُقد بأخشاب المساكن حتى دخلت سنة ثمان وتسعين وكان كثير من المساتير يخرجون ليلا ويأخذون أخشاب الدّور الخالية ويبيعونها نهَارا، وكانت أزقة القاهرة ومصر لا يوجد بها إلا مساكن قليلة ولم يبق بمصر عامر إلا شط النيل وكانت أهل القرى تخرج للحرث فيموت الرجل وهو ماسك المحراث" .
هذه بعض من المشاهد المروّعة التي ساقها مؤرخ ثقة كالعلامة تقي الدين المقريزي تبين مقدار الكارثة التي حلت بمصر في نهاية القرن السادس الهجري جراء توقف النيل عن الجريان لثلاث سنوات متوالية، وهي حقيقة تاريخية تؤكد انعدام الحياة في مصر بمجرد انخفاض النيل عن جريانه الطبيعي.
... علاقــات مصر وأثيوبيــا ...
في عام 1941م أعلن استقلال الحبشة، واستعادت أثيوبيا السيادة الكاملة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو إثيوبي في ديسمبر 1944، وارتقى هيلا سيلاسي الحكم (1941 - 1974م).
كانت العلاقات الأثيوبية المصرية على درجة من القوة والمتانة في عصر عبد الناصر- سيلاسي، ولعل هذه المتانة تعود إلى ارتباط الكنيسة الحبشية حتى عام 1959م بالكنيسة المصرية قبل أن ينفصلا، لكن بدأ الصدام مبكرًا في الخمسينيات حين علم المصريون أن أثيوبيا ستشرع في بناء سد "تيس أباي"، فأرسل عبد الناصر وزير خارجيته محمود فوزي إلى أثيوبيا محذرًا إياها من المساس بحصة مصر من مياه النيل، الأمر الذي قبلته أثيوبيا لضعف مواردها ولقوة العلاقات مع مصر حينذاك .
على أن هذه العلاقات بدأت في التغير في عهد أنور السادات حين انضمت مصر إلى تحالف سفاري المضاد سنة 1975، والذى اعتبره منجستو مريام الزعيم الجديد المنقلب على سيلاسي آنذاك مؤامرة مصرية ضد أثيوبيا، وحين رأى السادات بعض المحاولات الأثيوبية المضادة لبناء عدد من السدود، خرج بتصريحه الشهير: "إننا لن ننتظر حتى نموت من العطش بل سنذهب لنموت هناك في اثيوبيا"[4]. واستمرت بعد ذلك العلاقات المصرية الأثيوبية شكلية فقط حتى حدوث بعض التوترات في عهد حسنى مبارك .
... قصــة بناء الســدود الأثيوبيـــة ...
كانت المحاولة الأولى والحقيقية لإنشاء خزان يحول دون تدفق مياه النيل إلى مصر والسودان قد بدأت مع القرن العشرين، فقد شغل مشروع بناء خزان بحيرة تسانا الحكومة المصرية والرأي العام المصري فترة طويلة بلغت أقصاها سنة 1933 عندما عُقد مؤتمر في أديس أبابا ضم مصر وأثيوبيا والسودان والشركة الهندسية الأمريكية التي أُسند اليها بناء مشروع هذا الخزان. وكانت بريطانيا وراء هذا المشروع التي اهتمت به كثيرا لأمور سياسية بحتة هي الحفاظ على نفوذها ومصالحها في أثيوبيا وحماية منابع النيل الأثيوبية من أطماع الدول فيها .
ظلت بريطانيا تحرص دائما على أن تظل منابع النيل الأثيوبية في مأمن من وقوعها في أيدي أجنبية قد تكون معادية لها وبالتالي يضر بمركزها في مصر والسودان كما تضر الزراعة وسكان هاتين البلدين، على أن اعتراض مصر والسودان على هذا المشروع لاقى آذانا مصغية لدى الجانب البريطاني الذي كان يحتل هاتين الدولتين، ومن ثم وئد المشروع في حينه، لا سيما مع تكلفته الباهظة للغاية.


منذ عام 1981م سعت أثيوبيا لاستصلاح 227 ألف فدان في حوض النيل الأزرق بدعوى "عدم وجود اتفاقيات بينها وبين الدول النيلية"، وقامت بالفعل بتنفيذ عدد من المشروعات مثل مشروع سد "فيشا" - أحد روافد النيل الأزرق - والذي يؤثّر على حصة مصر من مياه النيل بحوالي 0.5 مليار متر مكعب سنويًا، ومشروع "سنيت" على أحد روافد نهر عطبرة، ومشروع "خور الفاشن" الذي يقع أقصى شرق أثيوبيا، ويُؤثّر في المياه التي تصل إلى مصر بمقدار 4.5 مليارات متر مكعب، ومشروع "الليبرو" على نهر السوباط، وأخيرًا قامت باستكمال إنشاء أعلى سدّ في القارة الأفريقية على منابع النيل، وهو سد تيكيزي الذي يبلغ ارتفاعه 188 مترًا وذلك في شهر فبراير 2009م، والذي يقوم بحجز 9 مليارات متر مكعب من المياه .
على أن أخطر تلك الأزمات التي وقعت بين دول المنبع ودول المصب بدأت في الظهور تدريحيا على السطح في مايو 2009م بعد المؤتمر الذي عقده وزراء مياه دول حوض النيل في "كينشاسا" عاصمة الكونغو الديمقراطية، عندما طالبت مصر بالالتزام بمبدأ التشاور والإخطار المسبق في حالة إقامة أية مشروعات مائية علي ضفاف النيل، وذلك بالاتفاق مع ما ينص علية القانون الدولي من ضرورة التزام دول المنبع بعدم إحداث أي ضرر لدول المصب، و بما يتفق مع حقوق مصر التاريخية في حصة مياه النيل، لكن تلك الدول لم تهتم بالاعتراض المصري، وكانت ولا تزال حجتها في ذلك أن مصر لم ترجع إلى هذه الدول حين بنت السد العالي وخزان أسوان وقناة توشكي.


... الســـد القــــاتل! ...
كان اجتماع كينشاسا بين دول حوض النيل ما عدا مصر والسودان بداية الصعوبات والتحديات الكبرى التي انفجرت في وجه السياسة المصرية في العقد الأخير والتي سيكون لها تأثيرها المباشر على الحياة في مصر في العقود القادمة، ففي أثناء الثورة المصرية في 2011م، وانشغال المصريين بأنفسهم، بدأت أثيوبيا في بناء أكبر سد على النيل الأزرق، والذي سمي أولا سد الحدود ثم سد الألفية العظيم وأخيرًا سد النهضة.
تعود فكرة إنشاء السد حين وافقت الحكومة الأمريكية على الطلب الأثيوبي في إمكانية التعاون معها للقيام بدراسة شاملة لحوض النيل الأزرق خاصة بعد عزم مصر على إنشاء السد العالي في ذلك الوقت، وجرى التوقيع على اتفاق رسمي بين الحكومتين في أغسطس 1957م، ثم كُلِّف مكتب الاستصلاح التابع لوزارة الداخلية الأمريكية للمشاركة في المشروع المشترك بعنوان "البرنامج التعاوني للولايات المتحدة الأمريكية وإثيوبيا لدراسة حوض النيل الأزرق"، واستمرت تلك الدراسة المكثّفة للمشروع لمدة خمس سنوات (1958- 1964م)، وكان ذلك إبّان بناء السد العالي في مصر (1960- 1970م)، وانتهت تلك الدراسة بتقديم تقرير شامل عن الهيدرولوجيا ونوعية المياه، وشكل سطح الأرض، والجيولوجيا، والموارد المعدنية، والمياه الجوفية، واستخدام الأرض، وأخيرًا الحالة الاجتماعية والاقتصادية .
 قام المكتب الأمريكي بتحديد 26 موقعًا لإنشاء السدود أهمها أربعة سدود على النيل الأزرق الرئيسي: كرادوبي ومابيل وماندايا وسد الحدود النهضة بإجمالي قدرة تخزين 81 مليار متر مكعب .
استفادت أثيوبيا من تلك الدراسات الأمريكية السابقة، وبدأت بالفعل في بناء السد على بعد عشرين كيلو متر من الحدود السودانية الأثيوبية، واضطرت مصر منذ العام 2011م إلى الدخول في مفاوضات مضنية ولا تزال مع الجانب الأثيوبي تشترك فيها السودان باعتبارها دولة مصب، وفي مارس 2015م تم الإعلان عن اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث والتي كان مضمونها عدم إيقاع أية أضرار تمس أيا من الدول الثلاث.
وبحسب بعض الخبراء فإن "اتفاق المبادئ" المبرم بشأن سد النهضة لا يرقى إلى مستوى التعاقد القانوني بين مصر وإثيوبيا، نظرًا إلى وجود اتفاق سابق للتفاهم بين البلدين عُقد عام 1993م ولم يتم العمل به، وكانت إثيوبيا قد تعهّدت فيه بعدم المساس بحصة مصر المائية أو بناء سدود من دون إخطار مسبق ولم يتم التزام هذا الاتفاق .


إن واقع الحال يؤكد أن سد النهضة سيكون قادرًا على تخزين ما مقداره 74 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق الأمر الذي سيؤثر بصورة مباشرة على حصة المياه القادمة إلى مصر ومقدارها السنوي 55 مليار متر مكعب، والتي لم تعد تلبي كافة التحديات والمتطلبات المصرية وعلى رأسها الزيادة المطردة في السكان والبالغة 92 مليون نسمة في إحصاء هذا العام.
في حوار له على قناة "سكاي نيوز عربية" في فبراير/شباط 2014م عدّد وزير الري المصري الأسبق محمد علام خطورة سد النهضة على مصر، يأتي على رأسها تبوير مساحات هائلة من الأرض الزراعية تزيد على 2 مليون فدان في السنوات الثلاث الأولى من ملء سد النهضة وترتفع إلى4 مليون فدان في السنة الرابعة والخامسة، كما سيؤدي بناء سد النهضة إلى تفريغ المياه من بحيرة السد العالي ووقف توربينات توليد الكهرباء في جسم السد العالي وخزان أسوان، فضلاً عن التدهور الكبير في المزارع السمكية حيث من المتوقع القضاء على ما نسبته 50 إلى 75% من المزارع السمكية في مصر، وفي غضون السنة الثالثة من ملء سد النهضة سينتهي مخزون مياه السد العالي الذي ستلجئ إليه مصر لتعويض النقص من حصتها السنوية التي ستتناقص من 55 مليار متر مكعب إلى 30 مليار متر مكعب سنويا.


والأخطر من هذا - بحسب علام - فإن سنوات الجفاف ستؤثر بشدة على مصر وسترتفع نسبة بوار الأرض الزراعية إلى 3 مليون فدان أخرى، وستعاني مصر في أثناء التخزين أو التشغيل طويل المدى لسد النهضة من عجز دائم في الحصة المائية، وسيقل منسوب المياه الجوفية في صعيد مصر من 2 إلى 3 متر، وبالنسبة لدلتا مصر في الشمال ستعاني من ملوحة شديدة تدمر نسبة كبيرة من رقعة الأرض الزراعية في شمال مصر نتيجة انخفاض منسوب مياه النيل ودخول مياه البحر المتوسط إلى فرعي دمياط ورشيد .
ومن المخاطر التي تناولتها بعض الدراسات، وعلى رأسها "لجنة العشرة" الدولية المكونة من خبراء من البلدان الثلاثة إضافة إلى خبراء دوليين، والتي قدمت تقريرها في منتصف عام 2013م، أن مُعامل أمان هذا السد غير معروف على وجه الدقة حتى اللحظة الراهنة، فضلاً عن التهديد المحتمل للأمن الإنساني في دولتي المصب، فتذهب التقديرات إلى إمكانية غرق العاصمة السودانية ليكون مستوى المياه 9 أمتار، وربما اكتساح السد العالي في جنوب مصر، وخطورة ذلك على السد واحتمالات تصدعه، خاصة أن سد النهضة يقع في منطقة الأخدود الإفريقي العظيم وهي المنطقة التي ترتفع معها احتمالية حدوث الزلازل والتصدعات .
يعتبر النيل الأزرق القادم من منابع النيل في أثيوبيا أهم رافد لنهر النيل، حيث يمثل ما نسبته 85% من حصة النيل القادمة إلى مصر، وقد أخبرنا التاريخ والواقع أن مجرد انخفاض مياه النيل أو زيادتها تؤثر بصورة مباشرة على كافة مظاهر الحياة في مصر، ولعل بناء السد العالي في فترة ستينيات القرن العشرين كان الهدف من ورائها الاستفادة من الفيضانات القادمة، وتعويض النقص في سنوات الجفاف، على أن بناء سد النهضة وسعي أثيوبيا إلى تنفيذ مخططاتها بملء وتخزين بحيرة السد في فترة زمنية قصيرة سيؤدي لا محالة إلى نتائج كارثية على مصر، فهل ستشهد مصر "شدة العصر الحديث" التي قد تكون أطول مدة، وأشد قسوة وقتامة من "الشدة المستنصرية" التي وقعت قبل ألف عام!





؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


كيف ساهمت سياسات ناصر الاستعلائية في انفصال مصر والسودان؟



نجيب .. إستقالتي تعني انفصال السودان عن مصر 
عبد الناصر وباقي مجلس الثورة لم يفهموا أهل السودان
  ،، وأهميته بالنسبة لمصر ،،

فتصـرّفوا وكأنهم سيّاح وليسـوا أبنـاء وادٍ واحـد



كيف ساهمت سياسات ناصر الاستعلائية
.. في انفصال مصر والسودان؟ ..
 

إن مشكلة جمال عبد الناصر وصلاح سالم وباقي مجلس الثورة
... مــع الســودان ... 
، هي أنهــم لم يعــرفوا ولم يفهمــوا أهـــله،
 ولم يتصوّروا أهميته بالنسبة لمصر،
 فتصرّفوا وكأنهم سيّاح وليسوا أبناء وادٍ واحد"
.. محمد نجيب في مذكراته "كنتُ رئيسا لمصر" ..
لا تبدو العلاقة بين مصر والسودان علاقة عابرة، سواء على مستوى التاريخ المشترك، أو التداخل الجغرافي، بل يمتزج في تفاصيلها التاريخية علاقة ممتدة من الثبات والرسوخ ووحدة المصير، وعلاقة البحث عن الشريك والأخ والاتحاد معه، والأمان بوجوده، وطالما انتبه قادة أفذاذ عبر التاريخ إلى أهمية هذه العلاقة، فإذا كانت الحضارة المصرية القديمة لا تزال تشهد بهذه العظمة فإن السودان لم يغب عن هذه الحضارة، ولا تزال آثار مناطق شمال السودان وتشابهها الكبير مع حضارة مصر شاهدة على هذا التمازج والتأثر والتلاقح منذ آلاف السنين.
 الظاهر بيبرس، أدرك في القرن الثالث عشر الميلادي الأهمية الإستراتيجية والجيوسياسية للسودان واستطاع بعد سلسلة طويلة من الحروب أن يضم مملكة النوبة إلى مصر والتوغل في عمق السودان، وأدرك مثله محمد علي باشا في القرن التاسع عشر أن تأمين منابع النيل، والسيطرة على الذهب، لن يكون إلا بضم السودان، لكن ما بدأ بغرض استغلالي نفعي بحت في أول الأمر سرعان ما جعلته الأيام وحدة أبرزت ملامح الشخصية القومية المصرية والسودانية المتشابهة، فظل مليك مصر يُطلق عليه "ملك مصر والسودان" حتى في سنوات الاحتلال البريطاني.
خُبث الإنجليز حين دخل البريطانيون محتلين مصر سنة 1882م وبعدما قاموا بإنفاذ قرار إلغاء الجيش المصري بمرسوم الخديو الضعيف والمتواطئ توفيق، عُين السير إيفلين دود قائدا عاما للجيش المصري في 16 يناير/كانون الثاني سنة 1883، وكانت السياسة البريطانية منذ اللحظة الأولى تدرك خطورة وحدة مصر والسودان على أهدافها الرامية إلى استغلال البلدين، ونشر التنصير في أفريقيا انطلاقا من السودان، لذا، فقد أمرت السلطات البريطانية الخديو توفيق بسحب آخر قائد مصري من السودان عبد القادر باشا حلمي واستبداله بالبريطاني هيكس الذي عُين رئيسا لأركان الجيش السوداني .
    المهـــدي زعيم الثورة المهــــدية 
ضــــد الاحتـلال البريطــــاني في الســــودان


لاقت مساعي الإنجليز تلك مقاومة شرسة من السودانيين بدأت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1883م، ثم حين عُين غوردن باشا حكمدارا عاما للسودان وحوصر في الخرطوم التي سقطت في يد المهدي وثورته في 26 يناير/كانون الثاني 1885، وظل الصدام البريطاني السوداني قائما حتى نجح اللورد كيتشنر قائد الجيش المصري في دخول أم درمان في 2 سبتمبر/أيلول 1898م، وبعدها بأشهر قليلة في يناير/كانون الثاني 1899م وُقعت الاتفاقية التي عُرفت بالاتفاقية المشؤومة، والتي كان ممثلها عن الجانب المصري بطرس غالي باشا وزير الخارجية وبين اللورد كرومر بترسيم الحدود بين القُطرين، وبتوسيع نفوذ الإنجليز وتهميش الدور المصري في السودان، وبسبب خيانة بطرس غالي بحسب وجهة نظر المصريين، فقد اغتيل الرجل على يد شاب مصري سنة 1910م.
أراد الاستعمار البريطاني بترسيم الحدود أن يُكسب السودان صفة الدولة بهدف إبعاد وقطع صلات السودان بمصر، وسعيا لتمزيق العلاقات الشعبية والتاريخية بين القطرين تزامنا مع التمزيق الحدودي. وبسبب الزحف الفرنسي على أفريقيا، أعادت القوات البريطانية استخدام الجيش المصري للدخول إلى السودان مرة أخرى، مستندة إلى حجة عودة القوات المصرية للسودان، ومستخدمة صيغة "الاحتلال المشترك".
في سنة 1919 قامت الثورة ضد الاحتلال البريطاني في مصر، وضد نفي سعد زغلول ورفاقه، وكان صدى هذه الثورة قد وصل إلى السودان فاشتعلت فيها روح المواجهة ضد البريطانيين، وظلت شرارة الثورة متقدة في وادي النيل مصر والسوادان، حتى أعيد سعد زغلول من منفاه، وتم عقد اتفاقية 1923م وأعلن استقلال مصر، وتولى سعد زغلول رئاسة الوزراء، لكن الناس فوجئوا سنة 1924م باغتيال شاب مصري للسير "لي ستاك" المندوب السامي في مصر، الحدث الذي اعتبرته بريطانيا سببا ومسوغا وفرصة لمطالبة حكومة سعد زغلول بانسحاب الجيش المصري الرابض في السودان، لكن سعد زغلول رفض هذا الشرط، وقدم استقالته، ليترتب على ذلك حصار القوات البريطانية للقوات المصرية في الخرطوم، وحين رأت القوات السودانية هجوم البريطانيين ضد المصريين قرروا الدخول في مقاومة مسلحة ضد الإنجليز، لكن الضعف التسليحي للسودانيين وأعدادهم القليلة تسببت في نجاح الإنجليز من هزيمة الجيشين المصري والسوداني، واستطاعوا بسط السيطرة الكاملة على السودان .
على الرغم من ذلك، ظلّت الحكومات المصرية المتعاقبة طوال الحكم الملكي تعتبر السودان جزءا لا يتجزأ من مصر، وأن المحاولات البريطانية التي كانت تهدف إلى إرغام هذه الحكومات للقبول بمبدأ استفتاء السودانيين لتقرير مصيرهم كانت مرفوضة من جانب النخبة السياسية المصرية، يقول أحد أهم رجالات الوفد ووزير الداخلية في الأربعينيات فؤاد سراج الدين: "إن فكرة استفتاء السودانيين كانت مستبعدة تماما، ومرفوضة لأنه لا يمكن إقرار استفتاء أسيوط مثلا" . 
هكذا كانت السودان في نظر المصريين قطرا أصيلا، وجزءا لا يتجزأ من التراب الوطني، لكن انقلاب يوليو/تموز 1952م حرّك المياه الراكدة، وغيّر موازين القوى.


... اتفــاقية 1953 وتوحيــد السودانيين ...
كان هدف عبد الناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة جلاء الإنجليز عن مصر والسودان، وكان الإنجليز من ناحيتهم مُصرِّين على إعطاء السودانيين حق تقرير مصيرهم بأنفسهم، رغبة منهم في الحول دون الوحدة مع مصر، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1952م وافق عبد الناصر ورجاله، وأرسل مجلس قيادة الثورة إلى الإنجليز مذكرة تقترح "تمكين السودانيين من ممارسة الحكم الذاتي، وتهيئة الجو الحر المحايد الذي لا بد من توافره لتقرير المصير"، وبدأت المفاوضات بقيادة محمد نجيب ومعاونة الصاغ أركان حرب صلاح سالم ومحمود فوزي وحسين ذو الفقار صبري أخو علي صبري مدير مكتب عبد الناصر ممثلين عن الجانب المصري وبين سير ستيفنسون ومستر باروز ممثلين عن الجانب البريطاني.
في المقابل كان رئيس مجلس قيادة الثورة اللواء محمد نجيب قد شرع باللقاء مع ممثلي الأحزاب السودانية المشتتة واستطاع توحيدهم بزعامة إسماعيل الأزهري أحد أكبر المتحمسين آنذاك للوحدة مع مصر، وتكلل الأمر في النهاية باتفاقية 1953م التي نصّت على فترة انتقال مدتها ثلاث سنوات تمهيدا لإنهاء الإدارة الثنائية المصرية - البريطانية وتصفيتها، ويحتفظ في فترة الانتقال بسيادة السودان للسودانيين حتى يتم لهم تقرير المصير بالاستقلال أو الوحدة مع مصر.
يقول محمد نجيب في مذكراته: "كان علينا أن نجمع السودانيين بمختلف أحزابهم على موقف واحد يتعاونون فيه مع مصر، ودعوناهم فعلا من أجل ذلك، ورحبت الأحزاب السودانية بالمبادرة المصرية، بما في ذلك الأحزاب التي تدعو إلى الاستقلال وتغالي في هذه الدعوة".


وعلى الرغم من اضطراب الموقف المصري فيما يتعلق بالسودان، خاصة بين السنهوري وحسين صبري وصلاح سالم أهم رجال هذا الملف، فإن نجيب أصر على استقبال وفود الأحزاب السودانية وتقريب وجهات النظر بينها، يقول: "وإذا كنتُ قد فشلت في توحيد وجهات النظر المصرية بالنسبة للسودان، فقد نجحت مع السودانيين واستطعت توحيد الأحزاب السودانية لتتفق على رأي واحد... وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني (1952) وُضع ميثاق إعلان الحزب الموحد، ووقع كل هؤلاء في بيتي على قيام الحزب الوطني الاتحادي الذي ضمّ كافة الأحزاب الاتحادية قبل بدء المباحثات المصرية الإنجليزية".
وهكذا نجح محمد نجيب في توحيد السودانيين، وجعلهم يتحمسون للوحدة مع مصر تزامنا مع بداية الفترة الانتقالية المقدرة بثلاث سنوات (1953- 1956)، وهي الفترة التي شهدت فيها مصر صراعا على الحكم بين نجيب وعبد الناصر.
صلاح سالم واستلام ملف السودان.. لمـــاذا؟
كان ملف السودان في هذه المرحلة قد أُعطي للصاغ صلاح سالم، أحد الضباط الأحرار بهدف الحفاظ على تقريب السودانيين من مصر، والتوحيد معها في نهاية الفترة الانتقالية المقررة بنهاية سنة 1955م، والغريب أن هذا الملف الحسّاس والمصيري قد أُعطي لصلاح سالم بناء على أمرين:
الأول: أن صلاح سالم قد وُلد في السودان حين كان والده يعمل هنالك ضمن قوات الجيش المصري المرابط على البحر الأحمر، ظنا من أعضاء مجلس قيادة الثورة أن صلاح سالم مؤهل بسبب هذه النشأة والميلاد لحمل هذا الملف الحساس والمصيري بين البلدين.

والسبب الثاني الذي يمثل مثار الاستغراب، هو ما يذكره اللواء جمال حماد كاتب بيان انقلاب يوليو/تموز الذي تلاه أنور السادات في شهادته على العصر مع أحمد منصور حين سأله:
 "هل كان صلاح سالم مؤهلا لحمل ملف السودان؟"
 ليرد: "صلاح سالم تولى ملف السودان بطريق المصادفة، فقد كان صلاح سالم ضمن سكرتارية الرئيس محمد نجيب، فاتصل به المقدم حسين ذو الفقار صبري المتولي رئاسة القوات المصرية في السودان بشأن مشكلة عساكر الحدود العائدين إلى السودان والمطالبين بحقوقهم المالية، فأرسلها بدوره صلاح سالم إلى أعضاء مجلس قيادة الثورة، ومن هنا كلما جاءت مشكلة من السودان فوّضه أعضاء مجلس قيادة الثورة لحلها". ليقاطعه المذيع: "دون أي خبرة أو معرفة أو أي شيء؟!" فيجيبه اللواء حماد: "ولا أي حاجة أبدا، هو اتولد هناك صحيح، لكن لا علاقة له بالسودان ولا يعرف شيء عن السودان خالص، وبعدين هو بالذات رجل غير دبلوماسي، يعني رجل عصبي رغم مزاياه الكثيرة مثل الذكاء والفهم، لكنه شديد الانفعال".
كان صلاح سالم يجمع بين النقيضين فعلا، شخص ذكي لكن عصبي شديد الانفعال، وشخص بمثل هذه الصفات، مع جهله بطبيعة السودان وشعبه وثقافته ومراكز القوى فيه أضاف إليه بعض المكاسب أمام أطنان من الخسائر الفادحة! 
كانت بريطانيا بدورها طوال الفترة الانتقالية تعمل على تقزيم وتقسيم السودان بين شماله وجنوبه، كما عملت على التفرقة وبث الشحناء بين مصر والسودان طوال سنوات الاحتلال، وكان هذا الأمر تحديا لصلاح سالم الذي قرر السفر إلى جنوب السودان، كما تقرب من الأميركان الذين كان من مصلحتهم طرد الإنجليز من مصر والسودان ليحلوا محلهم في الهيمنة على الشرق الأوسط. 
يقول اليوزباشي محمد أبو نار مساعد صلاح سالم لشؤون السودان إن الأميركان "ساعدوا صلاح سالم في دخول جنوب السودان عن طريق اتصالات مستر كافري السفير الأميركي في القاهرة، ومستر سويني ضابط اتصال السفارة".
وبالفعل دخل صلاح سالم إلى جنوب السودان، ذلك المكان الذي بثّت فيه السياسة البريطانية سمومها لإحداث القلاقل مع شماله بغية الانفصال، بيد أن صلاح سالم كسبها برقصاته العارية مع قبائل جنوب السودان، وبسبّه للبريطانيين الذين طالما عاملوا هذه القبائل بشيء من الاحتقار والصلف، حتى إن الصحافة البريطانية تناولت ذلك الحدث وأبرزت تلك الرقصة التي لا تزال شاهدة على محاولات صلاح سالم لرأب الصدع ولو كان بالرقص عاريا! على أية حال استطاع صلاح سالم بالفعل رأب ذلك الصدع، وطبقا لمعاهدة التفاهم البريطانية المصرية بشأن السودان، فقد أُجريت الانتخابات في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1953م وتحقّق ما كان يأمله الوطنيون في مصر والسودان على السواء، فقد سقط حزب الأمة أكبر الأحزاب التي عارضت قضية الوحدة بين البلدين، وفاز الحزب الوطني الاتحادي الذي خاض الانتخابات حول مبدأ الاتحاد مع مصر بنتيجة كبيرة، وكانت هذه النتيجة الكبيرة دليلا دامغا على رسوخ قضية "وحدة وادي النيل" لدى السودانيين قبل المصريين.
طوال عام 1954م كانت الضربات تتوالى من القاهرة على الخرطوم من "الضباط الأحرار"، رأى السودانيون ما جرى من المعاملة المهينة للنحّاس باشا زعيم الوفد الذي اعتبره الكثيرون منهم رمزا وطنيا وقف على الدوام ضد التآمر البريطاني الذي عمل على فصل السودان عن مصر، كما رأى الإخوان المسلمون في السودان ما جرى لإخوانهم في مصر من التعليق على المشانق، والتعذيب المروّع في السجون المصرية، بل رأى الشيوعيون السودانيون رفاقهم الروّاد يلعقون بلاط السجون، بينما على الجانب الآخر يتودد لهم النظام المصري، ولم يكن من العسير أن يستنتجوا ماذا سيحلّ بهم إذا ما امتدّ نظام الحكم الناصري إلى هناك.
على أن الطامة الكبرى التي نزلت بالسودانيين كانت الغدر بمحمد نجيب الرئيس الأول لجمهورية مصر، والمدافع الأكبر عن الوحدة مع السودان، والحق أن نجيب روى بمرارة وحسرة ما تعرّض له من غدر في مذكراته الشهيرة "كنت رئيسا لمصر"، والسياسة الفاشلة التي اتخذها عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة في تعاملهم مع السودان والسودانيين، وكان أولها إزاحته عن حكم مصر، وقد اعتبر السودانيون على الدوام محمد نجيب الرجل الذي كان نصفه مصريا ونصفه سودانيا هو الضامن الحقيقي لمسألة الوحدة.
كان نجيب بالفعل حجر الزاوية في توحيد الأحزاب السودانية كبداية في مسيرة الوحدة مع مصر، وقد استقبلهم في القاهرة، ونجح مسعاه في حين أُنشئ الحزب الوطني الاتحادي برئاسة إسماعيل الأزهري على يديه، وكان نجيب هو الذي سعى مع بريطانيا لعقد اتفاقية فبراير/شباط 1953م القاضية بانسحاب مصر وبريطانيا من السودان في مقابل الاستفتاء السوداني على تقرير مصيره، إما الاستقلال وإما الوحدة، وكان نجيب قد تأكّد من الوحدة فعلا.
كان نجيب أيضا هو الرجل الوحيد الذي زاره زعيم حزب الأمة السوداني عبد الرحمن المهدي والد الصادق المهدي حين زار القاهرة سنة 1937م وهو الرجل الذي كره على الدوام الوحدة مع مصر، وفوق ذلك كانت سنوات خدمة نجيب في السودان كضابط مصري، ووالدته التي ينحدر أصلها إلى السودان قد ساعده على معرفة طبيعة هذا البلد، بل والاندماج فيه بروحه وكيانه وعشقه له، للدرجة التي كان يستشيره فيها النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في الأربعينيات فيما يتعلق بالسودان وشؤونه وكيفية تعاطي السياسة المصرية مع هذا القطر.
إن نجيب الذي كتب سنة 1943م كتابا عن السودان سماه "رسالة عن السودان" كان تجسيدا حقيقيا لرؤية هذا الرجل للسودان وثقافته وشعبه وتراثه وأرضه واعتباره جزءا لا يتجزء من مصر، كان محمد نجيب صادقا في مسعاه، وقد أدرك السودانيون حقيقة هذه المشاعر جيدا فلبوا نداءه حين دعاهم للقاهرة للوحدة، ولبوا نداءه أيضا حين زار السودان في أوائل سنة 1954م على الرغم من المؤامرة البريطانية التي راح ضحيتها العشرات في استقباله.
ولذلك حين حاول جمال عبد الناصر فيما بعد إعادة العلاقات وكانت قد تدهورت بسبب عزل نجيب وبسبب السياسة الفاشلة التي اتبعها صلاح سالم مع السودانيين بالسب والرشوة والاحتقار، فقد سأل عبد الناصر السودانيين عن سبب التعنت وكأنه لم يكن يعرف، فأجابوه: "نجيب! ولما قال لهم جمال عبد الناصر: إن نجيب فرد، والفرد زائل، والعلاقة المتينة بين البلدين خالدة، كرروا: نجيب، وفقد عبد الناصر أعصابه وقال: ليس معقولا أن نضع فردا في كفّة وعلاقة بين شعبين في كفة أخرى. قالوا له: إننا جعلنا من نجيب رمزا لوحدة الوادي شماله وجنوبه وأنتم حطمتم هذا الرمز".


 حتى لحظة عزل نجيب لم يقبل أن يعلن الاستقالة بسبب السودان، يقول: "عندما دخل عبد الحكيم عامر وحسن إبراهيم ليُبلغاني يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1954م بقرار إعفائي من رئاسة الجمهورية قلت لهما في وضوح: بصراحة أنا لن أستقيل.
فسأل عبد الحكيم عامر: لماذا؟
قلتُ: حتى لا يُنسب إليّ يوما أنني كنت السبب في انفصال مصر عن السودان، وفي الحقيقة أنا تحمّلت كل ما جرى لي بعد تمكّن عبد الناصر من السلطة بعد أزمة مارس/آذار 54 حتى لا تؤثّر استقالتي على نتيجة الاستفتاء حول الوحدة مع مصر في السودان، خاصة أن الحزب الوطني الاتحادي الذي كان يؤيد الاتحاد والوحدة مع مصر قد فاز في الانتخابات، لكن عبد الناصر ورجاله في مجلس الثورة لم يكن يشغلهم في ذلك الوقت موضوع السودان، كان كل ما يهمهم هو كيف يمكن إزاحتي والتخلّص مني"
لم يكن نجيب مبالغا حين قال: "إن استقالتي كانت تعني انفصال السودان عن مصر"، فقد هبت صحف السودان وسياسيّوها مؤيدهم ومعارضهم في وجه الموقف المخزي لعزل نجيب، وإلقائه في الإقامة الجبرية بصورة مهينة، وراحت الصحف السودانية تصف كلا من صلاح سالم ومجلس قيادة الثورة بأنهم "فاشيون"، بل قالوا: "نفرض أن وحدة تمّت بشكل ما بين وادي النيل، فما الضمانات التي تكون لدى زعمائنا وأي فرص لهم مع هؤلاء المتنمرين المتعطشين للسلطة" .
ليست شهادة نجيب في حق نفسه هي الإنصاف التاريخي لنفسه، وإنما أكد اللواء جمال حماد أحد الضباط الأحرار هذه الحقيقة في شهادته على العصر مع أحمد منصور حين ألقى باللائمة على انفصال السودان عن مصر إلى جمال عبد الناصر وصلاح سالم ومجلس قيادة الثورة، فهو يؤكد أن نجيب كان قد نُزعت صلاحياته منذ مارس/آذار 1954م، وأنه كان في قصر عابدين بلا أي قوة، فلماذا عزلوه بهذه الطريقة الفجة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لماذا لم ينتظروا حتى تنتهي مسألة الوحدة مع السودان، بل ويؤكد أن السودان كان مسألة فرعية لا تهم عبد الناصر، فقد كانت عينه فقط على إزاحة مراكز القوى من أمامه، نجيب ثم صلاح سالم وأخيه جمال سالم بحجة الفشل في الملفات التي تقلّدوها  .
صــلاح ســالم يدمّر الوحــدة
كان صلاح سالم مع تقلده لملف السودان يتولى زمام وزارة الإرشاد القومي، أي وزارة الإعلام في وقتنا هذا، وكانت إستراتيجيته أمام اشمئزاز السودانيين من سياسة عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة تقوم على شراء الذمم بالمال، وعلى التهديد والشتم من خلال الإذاعات والإعلام المصري الذي كان يديرهم، وكلتا السياستين ساهمت في تعميق الأزمة، وزادت الشروخ، للدرجة التي اضطر فيها إسماعيل الأزهري الرجل الذي طالما تحمس للوحدة، وجاء به السودانيون رئيسا للوزراء، اضطر ألا يتكلم عن ملف الوحدة من جديد خوفا من أن يشهر به، أو يظن به أنه يُشترى بأموال صلاح سالم.


إسماعيل الأزهــري يرفــع علـم الســودان 
وكان الخطأ الفادح الأخير لصلاح سالم سعيه لعقد جمعية عمومية للحزب الوطني الاتحادي لفصل إسماعيل الأزهري ولكي يُرقّي مساعده محمد نور الدين، لكن في هذه أيضا فشل صلاح سالم، وما جاء صيف 1955م حتى كانت صورة مصر في أعين السودانيين بائسة ملطخة بالكذب والدماء التي سفكها أعضاء مجلس قيادة الثورة.
في مذكرات عبد اللطيف البغدادي أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة نراه يروي تفاصيل اللحظات الكارثية التي مرت على مجلس القيادة، ودور صلاح سالم حين جاء في أغسطس/آب 1955م يخبر عبد الناصر أن "السودان ضايع.. ضايع"، واتهام صلاح سالم بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة بالتلاعب من وراء ظهره خصوصا أنور السادات وعلي صبري وأنهما ينفّذان المخطط البريطاني الأميركي الرامي لفصل السودان عن مصر، وأنه إزاء هذا الفشل قدم استقالته من مجلس قيادة الثورة ومن السلطة التنفيذية حتى يُخلي مسؤوليته عن انفصال السودان عن مصر بعد ثلاثة أشهر عقب هذا الحادث، وبالفعل قبل الأعضاء استقالته في النهاية ليس لفشله في هذا الملف، وإنما لأنه اتهم أعضاء في المجلس بالخيانة والعمالة!
يروي بغدادي أن مجلس قيادة الثورة استدعى عددا من الخبراء المصريين من أعضاء اللجنة المسؤولة عن ملف السودان ومن خارجها مثل اللواء صالح حرب وعبد الفتاح حسن نائب وزير الدولة لشؤون السودان وحسين ذو الفقار صبري عضو لجنة الحاكم العام بالسودان حينها، والصحفي في جريدة الجمهورية قاسم جودة أحد المهتمين بالشأن السوداني وقد زار السودان ووقف على الأوضاع الكارثية التي تسبب فيها صلاح سالم، يقول عبد اللطيف بغدادي على لسان قاسم جودة:
"إن سمعة مصر (في السودان
) كانت سيئة للغاية بسبب الرشوة التي تُعطى وتبذل لكل إنسان حتى في الشارع مما دعا الناس إلى الشك في كل من يتكلم أو يدعو إلى الاتحاد مع مصر على أن وراء دعوته رشوة قد دُفعت إليه، وذكر أن المسؤولين هناك يُهاجمون مصر بأقسى الكلمات في الحفلات الرسمية وحتى في البرلمان السوداني نفسه، وأن كل المسؤولين في السودان قد أساءهم مهاجمة مصر لإسماعيل الأزهري (رئيس الوزراء السوداني) في الصحافة والإذاعة المصرية، وقد أضر ذلك بالعلاقة بين البلدين، وأن الكل في السودان أصبح يدعو إلى الاستقلال، وأوضح أن الصورة التي تُعطيها الصحافة المصرية عن الموقف في السودان تختلف تمام الاختلاف عن الحقيقة هناك" ..


الأمـر أكبـر من صـلاح سـالم!
وفقا لتحليل محمد جلال كشك فإن انفصال مصر عن السودان كان إملاء أميركيا بضغط بريطاني على الدوائر العليا في مصر لاستمرار الدعم لانقلاب يوليو/تموز، ومجلس قيادة الثورة، وأن صلاح سالم كان ضحية هذه الألاعيب التي أشار إليها بالفعل ووجه بسببها أصابع الاتهام إلى أنور السادات وعلي صبري، يقول:
"أيقنت الولايات المتحدة أن رفض بريطانيا لاتحاد مصر والسودان هو رفض نهائي لا سبيل لتذليله، لا بالمساومة ولا بالضغط؛ لأنه يمثّل إستراتيجية بريطانية أساسية وسياسية تاريخية في إضعاف مصر، ومنع امتدادها في أفريقيا السوداء، وقضية حيوية لحماية المصالح البريطانية الاستعمارية والصليبيبة في أفريقيا السوداء، ولو كانت وحدة وادي النيل قائمة لتذكّر الأوغانديون أنهم كانوا جزءا من السودان ومن مصر، وكان حاكمهم يُعيّن من القاهرة"
بل يرجع جلال كشك ويؤكد أن النتائج التي ترتبت على انفصال السودان وقبوله حق تقرير مصيره بعيدا عن مصر وعن الإرادة الشعبية فيها، كانت كارثة تكررت مرة أخرى حين فعل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الأمر نفسه حين دخل في مفاوضات كامب ديفيد مع الإسرائيليين، ويؤكد أن المصريين تقبّلوا الأمرين، ولكن "كان السودان أعزّ وأكثر رسوخا في الضمير الوطني المصري وقتها".
وهكذا، ضاعت السودان بفعل جهل صلاح سالم بالتعامل مع السودانيين، حتى اضطر المتحمسون للوحدة وكانوا أغلبية إلى أن يتواروا إلى الظل خجلا من هذه الأفعال المشينة، وانفصلت السودان في النهاية، وكان من الغرائب بعد ذلك أن تسعى مصر عبد الناصر وعبد الحكيم عامر إلى الوحدة مع سورية القطر الأبعد جغرافيا، وفي هذا الملف فقد فشلت فشلا ذريعا!


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛