الأربعاء، 9 يناير 2019

من يحمي الديكتاتورية في إفريقيا؟



.. لعبــة الانقـــلابات بيــد الأمريكـــان ..
من يحــمي الديكتـاتوريـة في إفريقيـــا؟



“90% من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط (الصراع العربي الإسرائيلي) في يد الأمريكان”، كانت تلك الجملة للرئيس الراحل أنور السادات، ومن يومها لم تنخفض النسبة، بل ربما زادت عن ذلك. وفي الجابون (غرب القارة الإفريقية) كانت أوراق الانقلاب “الفاشل” بين يدي أمريكا؛ حتى وإن شوهدت لقطات عبر الإنترنت لدبابات ومركبات مدرعة في شوارع العاصمة، أو حتى إن كان الرئيس “علي بونجو” غائبًا عن بلاده يتعافى من جلطة ألمّت به لدى زيارته للسعودية، أشيع حينها اختطافه وتقطيعه، كما فعل محمد بن سلمان مع الصحفي جمال خاشقجي.
بقاء الرئيس ابن الرئيس في الجابون حاكمًا لا يمكن أن يزاح أو بالمقابل يمرر انقلاب دون اطّلاع من أمريكا على القائمين بل وإذن منها، وهي التي نشرت قبل 24 ساعة قوة عسكرية صغيرة (80 جنديا) في الجابون، خشية أعمال عنف في الكونغو!.
ونقلت “رويترز” عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة نشرت قوة عسكرية في الجابون خشية أعمال عنف محتملة في جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة للجابون في أعقاب انتخابات الرئاسة!.
وقال “ترامب”، في رسالة لقادة الكونجرس: إن القوات الأمريكية “ستظل في المنطقة إلى أن يسمح الوضع الأمني في جمهورية الكونغو الديمقراطية بألا تكون هناك حاجة لوجودهم”.
وأقيمت الانتخابات العامة في الكونغو في مناخ سلمي بشكل عام، رغم وقوع حوادث عنف، وفقا لتقرير أولي من مراقبي الانتخابات الأفارقة.


انقــلابيون يدينــون الانقــلاب!
وفي ضوء فهمهم للسياق الأمريكي، وتحركات المارينز، لم يجد أتباع أمريكا إلا إدانة “الانقلاب”، رغم أن من يشرفون عليه 5 عسكريين يرتدون كما كان يرتدي السيسي في انقلابه في 3 يوليو 2013، فتخرج دول الثورة المضادة لتدين الانقلاب الفاشل، وتدين خارجية السيسي بشكل يدعو للسخرية بقولها: “بأشد العبارات” تدين مصر محاولة الانقلاب في دولة الجابون، بل وتضيف في بيان لها صدر أخيرا، “وقوفها إلى جانب السلطة الشرعية، اتساقًا مع المبادئ الحاكمة للاتحاد الإفريقي”!.
أما “مركز الإمارات للدراسات”، المعروف بدوره المخابراتي إقليميا، فيعتبر الانقلابيين متمردين، ويكون أول المتابعين لفشل الانقلاب؛ فيكتب عبر نافذته الإخبارية على “تويتر” أن “الحكومة الجابونية تعلن فشل المحاولة الانقلابية في تصريحات للصحفيين. حيث أكد المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام جوي بيرتران مابانجو “توقيف الضباط المتمردين الذين احتلوا مبنى الإذاعة” في وقت سابق الإثنين من قبل قوات التدخل السريع التابعة للدرك”.
يقول نائل الشافعي، الباحث والمحلل المصري المقيم بالولايات المتحدة: إن “إحباط محاولة انقلاب في الجابون والرئيس يعالـَج بالمغرب من جلطة أصابته من 4 أشهر بالرياض، تحتاج لاختيار العبرة المناسبة:
1-إذا كانت أم الرئيس هي المطربة الأولى، فلن يستطيع انقلاب السيطرة على مبنى الإذاعة.
2-زعماء العالم الثالث طراطير. بوتفليقة فقد النطق من 7 سنوات وما زال رئيسا.. إنْ الحكم إلا لواشنطن.


مدى تأثير هذه الدولة، الجابون، وهي إحدى دول المؤتمر الإسلامي التي تزيد على خمسين دولة يبرزها خبر نُشر، في ديسمبر 2017، يظهر أن حمية المقدسات الإسلامية لا تتوقف على فلسطين والدول العربية، بل تمتد وإن اختلفت مع الطريقة التي استخدمت، عندما تعرض صحفيان من الدنمارك يعملان في قناة (ناشيونال جيوجرافيك)، كانا يسيران في سوق في (الجابون)، فهاجمهما مسلح من نيجيريا شمال الجابون ضربهما بسكين؛ ردًا على قرار ترامب رئيس أمريكا اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وفجر أمس الإثنين، تلا الملازم كيلي أوندو أوبيانج، بيانا باسم جماعة أطلقت على نفسها “الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الجابون”، قال فيه: إن الكلمة التي ألقاها الرئيس علي بونجو، في رأس السنة، تعزز الشكوك في مدى قدرته على مواصلة أداء مهام منصبه”.
ومطلع يناير الجاري، قال الرئيس بونجو”: إنه يستعد للعودة إلى بلاده قريبا بعد تحسن حالته الصحية، وذلك في مقطع فيديو مصور تم بثه من الرباط، وتناقلته وسائل إعلام جابونية ومنصات التواصل الاجتماعي، بمناسبة العام الجديد، في أول خطاب متلفز منذ وعكته الصحية.
ووصل بونجو إلى الحكم، عبر انتخابات، عقب وفاة والده عمر بونجو، في عام 2009، الذي حكم هذا البلد الإفريقي لمدة 41 عامًا.
وشهدت الجابون أعمال عنف، وقتل فيها العديد، بعد إعلان نتائج تلك الانتخابات، التي شككت المعارضة في مصداقيتها.


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: