الأربعاء، 9 يناير 2019

لماذا أهان “بن سلمان” مدينة الرسول بحفلات الرقص والغناء؟فيديو



رقــص وخـــلاعة في مديــنة الرســــول!


لم يتسبب أحد في تشويه صورة الإسلام مثلما يفعل فريقان: الأول هم الحكام المستبدون الذين يقدمون نماذج شديد التشوه لبلادنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية، ويصادرون حق الشعوب في صناعة القرار الوطني وحمايته واستقلاله، ويقومون بأحط أدوار الخيانة لأعداء الأمة والمتربصين بها، والثاني هم الدواعش الذين يكرهون الناس على خلافتهم المزعومة بقوة السلاح ويمارسون أبشع الانتهاكات بحق مخالفيهم.
كلا الفريقين يتجاهل سنن الله في الخلق والمجتمعات بأن الإكراه يخلق منافقين لا مؤمنين، ويحوّل الناس إلى نسخ مشوهة غير قادرة على حماية بلادها وحضارتها ومقدساتها.



وخلال السنوات والشهور الأخيرة ارتكب ولي العهد السعودي
... عدة ممارسات مشينة منها:
1)     شن الحرب الدموية على بلاد اليمن السعيد، والتي أفضت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف يمني، وزيادة معدلات المرضى والأرامل والأيتام، وكذلك أدت هذه الحرب إلى مجاعة تلاحق ملايين اليمنيين.
2)     كما قام ولي العهد السعودي بشن حصار عدواني على قطر الشقيقة، في منتصف سنة 2017م، وقطع الأواصر، ومنع الطعام عن المسلمين الصائمين في دولة مجاورة، متجاهلًا حث الإسلام على حسن الجوار.
3)     قام بتوجيه بعض عناصر عصابته بقتل الصحفي المخضرم جمال خاشقجي بوحشية مفرطة، بعد أن استأمنه في مقر القنصلية بإسطنبول التركية، وهو سلوك وحشي كان يتأفف العرب في الجاهلية من القيام بمثله، فلا يسفكون دم من أعطوه الأمان، لكن ابن سلمان فعلها بكل جرأة وحقارة.
4)     مارس الكذب وتستر على القتلة بعد الجريمة، حتى أجبرته تركيا عبر تسريباتها على الاعتراف بالجريمة، لكنه لا يزال يتهرب من مسئوليته عنها، رغم أن العالم كله يعلم أنه من أمر بالجريمة.


رقص وخلاعــة في مدينــة الرســول!
كان آخر جرائم ولي العهد السعودي، اختيار تركي آل الشيخ حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ليكون على رأس ما تسمى بهيئة الترفيه، وهو القرار الذي مثّل ضربة لأركان هوية الدولة السعودية التي يعمل “ابن سلمان”  بمنهجيّة واضحةٍ وآليّاتٍ حثيثةٍ لمحو الهويّة السّابقة للدّولة بطريقةٍ فيها الكثيرُ من العنفِ المنسجم مع طباعه البّاطشة.
وبحسب العالم الفلسطيني محمد خير موسى، فإن تعيين حفيد الشّيخ محمد بن عبد الوهاب رئيسًا لهيئة التّرفيه يراد منه أمران:
الأوّل: هدمُ الصّورة الدّينيّة للمملكة بأيدي أبناء الشّيخ نفسه الذي بنى هذه الصّورة وأسّس للمرجعيّة بالأمس.
الثّاني: ترسيخُ صورة التّحالف الجديد الذي يريده ابن سلمان مع آل الشّيخ، تمهيدًا لإعلان الموعد الرسميّ لجنازة تحالف الأجداد المودَع في ثلاجة الموتى منذ أنشبَ ابن سلمان أظفارَه في الحكم.
وبحسب «خير موسى»، فإن أوّل أعمال حفيد الشّيخ محمّد عبد الوهاب كان الإعلان عن موسم من الحفلات الفنيّة بمناسبة رأس السّنة الميلاديّة وإقامتها في منطقة المدينة المنوّرة في مدائن صالح على وجه التّحديد. وعند تفكيك هذه العبارة سنجد أننّا أمام مجموعةٍ مركّبةٍ من المفاهيم التي يعدّها المجتمع السّعوديّ بشقيّه الشّعبي والرّسمي من الفظائع والجرائم حتّى وقتٍ قريب.
فقبلَ بضع سنواتٍ فقط كانت عبارة “حفل فنيّ” كافيةً لإشعال حرب ضروس بين المؤسّسة الدّينيّة وغيرها، واستنفار العلماء والدّعاة الذين يتلفّع غالبهم بالصّمت المؤدّب الآن.
وعبارة “حفل رأس السّنة الميلاديّة” كانت كافية لحشد خطاب الولاء والبراء، واتّهام كلّ من يقوم بها في عقيدته وأصول دينه، ورفع العقيرة بضرورة التبرّؤ من الكفّار وعاداتِهم.
واليوم يُختارُ للإشراف على هذه الحفلات حفيد مؤسّس المرجعيّة الشّرعيّة، وليسَ هذا فحسب بل يتمّ اختيار المكان بعنايةٍ يرادُ منها تحقيق أهداف عديدة لا براءةَ فيها ولا قيم.
فالحفلاتُ الرّاقصة بمناسبة رأس السّنة الميلاديّة؛ تُقامُ في منطقة المدينة المنوّرة، ويختارُ لها موضعٌ معيّنٌ في منطقة المدينة المنوّرة هو مدائن صالح.
فاختيار منطقة المدينة المنوّرة التي هي ثاني أعظم المدن قداسةً ومكانةً عند أكثر من مليار ونصف من المسلمين، وإقامة حفلات الرّقص والتّهتك في المنطقة التي يدفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو اعتداء سافرٌ على الإسلام كلّه، وانتهاكُ لحرمة ومكانة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطريقةٍ لم يسبق لها مثيل، وهي جريمةٌ لا تقلّ في بشاعتها عن قتل جمال خاشقجي وتقطيعه بالمناشير.
 بسبب انتقادهم هيئة الترفيه
... موجـــة اعتقــــالات في الســـــعودية ...




ولمـــاذا “مدائن صـــالح”؟
كما أن اختيار مدائن صالح التي لها حضورها في الخطاب الشّرعي الإسلاميّ بوصفها موضع تعذيب الله تعالى لقوم ثمود، وفيها أمرٌ نبويّ بعدم المكوث فيها، والإسراع في الخروج منها واستحضار البكاء فيها استذكارًا لعذاب الله تعالى للظالمين؛ فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لمّا مرّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالحِجر قال: “لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم، إلّا أن تكونوا باكين؛ ثمّ قنع رأسه، وأسرع السّير حتّى أجاز الوادي.
هذا الاختيار كذلك ليس وليد مصادفة، بل هو اختيارٌ ممنهج لضربِ قداسة كلّ ما له علاقة بالخطاب الشّرعي والموروث الدّيني. هو اختيارٌ يرادُ منه إسقاط هيبةِ الحديث النّبويّ في مجتمع يقومُ في وعيه الجمعيّ على تعظيم السّنّة النّبويّة وإعلاء هيبة السَّلف الصّالح. كما يرادُ كذلك ترسيخ اللّامبالاة بعد اليوم بما يصدر عن العلماء من خطاب يستند إلى الوحي.


... ملامــح الســعودية الجــديدة! ...
إذا استضافة ماجدة الرّومي ونجوى كرم ووليد توفيق وراغب علامة في منطقة المدينة المنورة في الوقت الذي يزَجّ فيه العلماء المعتدلون والمصلحون الرّاشدون في غياهب السّجون يهدف إلى تشكيل الصّورة الذّهنيّة للسعوديّة الجديدة.
السعودية الجديدة التي يريدها محمد بن سلمان لا ترتبط بسلمان العودة، ولا علي العمري، ومحمّد موسى الشّريف، وعوض القرني، وغيرهم من الدّعاة والعلماء، بل ينبغي أن ترتبط بالرّقص والتّهتّك في أقدس الأمكنة والبقاع، والفرح والسّرور حيث يأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالبكاء خشيةً من نزول العذاب.
فلا قداسةَ لمكانٍ في عرف ابن سلمان، ولا مكانةَ لوحي ولا هيبةَ لموروث، ولا احترام لعالِم، ولا وجود لإرادة غير الإرادة التي يهواها ابن سلمان في السّعوديّة الجديدة.
هكذا يجتثّ محمّد بن سلمان السّعوديّة القديمة اجتثاثًا من قعرها، لتحلّ محلّها سعوديّة الترفيه والطّرب بهياجٍ تقتضيه إمارةُ الصّبيان وتأباه أدنى قواعد الرّشد والحكمة. هياجٍ متسارعٍ لا يبشّرُ بخيرٍ في بلاد مكّةَ والمدينة التي لا يريدُ لها أحدٌ مخلصٌ أو عاقلٌ أن تصبحَ مرقصًا على أنغام ماجدة ونجوى!.
ربما لهذه الأسباب يمكن تفسير الدفاع المستميت من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو عن ولي العهد وحرصهم على بقائه حتى صعوده وريثا للعرش السعودي!.

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: