الجمعة، 9 ديسمبر 2016

مصرع السادات ونهاية السيسي. فيديو



بالأمس مديرا للمخابرات 
واليوم وزيراً للدفاع ثم حاكماً للبلاد ومتحكمـاً فيها 
 بعد خيانـــة الأمــــانة !!


في الوقت الذي وصل فيه غرور السادات إلي قمته .. في الوقت الذي صعد فيه الكِبر من أخمص قدميه إلي حلقومه...في الوقت الذي صارت فيه كلماته تتحدي القدر .. حرب أكتوبر هي آخر الحروب .. ثم صعد إلي أعالي جبال الفخر والزهو لينادي .. أنا آخر الفراعنة !! في الوقت الذي كان يرتدي فيه رداء الكبر قطعة قطعة .. كانت تنطلق صوبه رصاصات القدر التي ستصرعه .. رصاصة رصاصة ، كل رصاصة تعرف مستقرها ومستودعها في جسده قبل أن تصل إلي أيادي خالد الاسلامبولي وعبد السلام وعطا طايل!!
 ... حكمة مصرع السادات ... 
 ربما لم نتأمل بالقدر الكافي الحكمة الإلهية في واقعة اغتيال السادات واختيار توقيتها بقدر الله ، وكان من الممكن بقدر الله سبحانه أيضاً ألا يحضر السادات للعرض العسكري كأن يمرض أو يسافر مُضطراً ، لكن حكمة القدر تأتي وكأنها تقول لنا : انظروا.. هاهو الفرعون هاهو المغرور هاهو الذي اعتقد أنه ملك البلاد والعباد فيُلقي من يشاء في السجون ويسب من يشاء، ويعقد سلاماً منفرداً مع الأعداء كأن مصر هذه مما ملكت يمينه ، هاهو في يوم انتصاره وزهوه.. في نفس يوم الحرب التي جعله الانتصار فيها منتفخا كسكير حتى الثمالة ، لم يعُض علي النصر الذي أتانا من عند الله بالنواجذ ولكنه عض بالنواجذ علي زهوه وفخاره بالنصر لا علي النصر ذاته ورضي بعدها بأي شيء تُمليه عليه إسرائيل حتى أنك لا تدري في اتفاقية كامب ديفيد من المنتصر في الحرب بالضبط؟! فالاتفاقية لا يمكن أن تكون بين طرف منتصر هو مصر وطرف مهزوم هو إسرائيل ، لأن مصر لم تكن حاضرة في تلك الاتفاقية و لكن الذي كان حاضراً هو غرور السادات الذي عاش معه حتي مصرعه ! هاهو العريس في يوم عرسه .. وفي أحلي لباس غروره وزهوه .. اليوم فقط يموت !!! وأظن أن السادات لم يستيقظ من غفوته التي طالت إلا لحظة إصابته بأول رصاصة ! أقول ذلك رغم أن السادات عندي أفضل ألف مرة من عبد الناصر ومبارك معاً ، وأنا لا أحكي كراهية فيه ولكني أتأمل القدر وحكمه البالغة في تصوري البسيط ونمر عليها حتي نصل لما نحن فيه بخلفية الماضي ذا الدروس البليغة.
* كيف مات الفراعنة والطُغاة والجبابرة ؟! 
 يذكر القرآن الكريم في قصصه المستمرة و حكاياته الحاضرة وخبره اليقين أنه ما من فرعون متجبر مغرور حكي القرآن عنه إلا وستجد أنه لم يمت ميتة طبيعية أبداً !! جميعهم كانوا علي موعد مع الهلاك بطرق مختلفة ، سواء كانت بالغرق أو بالريح أو بحجارة من السماء الرصاصات أمامها لا شيء! كما يحفل التاريخ المصري القديم والحديث والحاضر بنفس النهايات الغير طبيعية للطغاة والجبابرة !! الملك فاروق مات مسموماً في الخارج ، عبد الحكيم عامر مات بالسم ، جمال عبد الناصر قتل بالسم أيضاً ..والسادات قتل بالرصاص .. ومبارك تلقي ما هو أسوأ من القتل أو الموت ونُزع منه ملكه حتى خرج المتكبر المتجبر هارباً إلي بعيد يخشي من تتبع الناس له .. خشي أن يقبض مظاليمه روحه بأياديهم وهاهو يعيش ويحظى بعمر طويل لحكمة يعلمها سبحانه وربما يبحث عن موت فلا يجد !!
... الفرعــــون الجــــديد .. وجاء السيسي .. 
 خرج السيسي من رحم الكبر والغرور مولوداً صغيراً يتلمس خطاه بانحناءة الظهر وطأطأة الرأس ، كان الكِبر يسكن في حناياه وبين الضلوع لا يبرحها ، كان الكبر يهمس له أن يستكين حتى يخرج في الوقت المناسب !! وجاء الوقت بأسرع مما تصور أو توقع هو نفسه .. وكأن القدر والله يُسرع به إلي حتفه ، خطاه سريعة كأنما تدفعه رياح القدر دفعاً ! بالأمس مديرا للمخابرات واليوم وزيراً للدفاع ثم حاكماً للبلاد ومتحكماً فيها بعد خيانة الأمانة !! ينطلق صاحب الخطي المسرعة بمنتهي الزهو والغرور الذي خرج أخيراً ليُنّفس عن سنوات الكتمان والحرمان من الظهور الحقيقي كطاغية وفرعون جديد وهو يجلس فوق كرسي الحكم فعلاً وليس في حاجة إلي تصريح من قاض ، فهو بنفسه الذي ألقي صناديق القاضي في مزبلة الخيانة وداسها بدباباته ومدرعاته !! وجلس منذ اللحظة الأولي لبيان انقلابه علي الحاكم الشرعي مكانه علي الكرسي وهو الآن يتحدث من موقع الحكم الذي قتل في سبيله الآلاف واعتقل آلافاً أخري وأقام محرقة بشرية لم يشهد التاريخ المصري بمثلها في رابعة العدوية، تسبب في تيتم أطفال وترمل نساء وعجز آلاف من المصابين ! آه من الجبابرة .. بلغ الزهو مبلغه .. وخرج الكبر من تحت عباءة المسكنة والتواضع المُصطنع ، وهاهو يسير علي نفس خطي مبارك فرعونه القدوة بحذافيرها ، لا يحيد عنها قيد أُنملة حتي في كلماته هي هي .. أنظر :
مبارك : أجيب لكم منين .. (كأن المسكين يرزق العباد) ! السيسي : أجيب منين أنا مشكلتي الفلوس !
مبارك : لا تأكل البطيخ في غير أوانه ووفر من الميزانية !
السيسي: كل واحد يوفر رغيف بينما الأول والثاني مبارك والسيسي بحاشيتهما يعيشون في نعيم أسطوري لا يبلغه أي حاكم عربي بل ولا أي حاكم في الأرض .. كأنما مصر لهم أنهار من عسل ولبقية الشعب حنضل وعذاب !! السيسي : ماتسمعوش كلام حد إلا أنا بس .. أنا بس اللي تسمعوا كلامي ...فرعون ولكن في نسخته العامية السطحية الساذجة .. وما من فرعون إلا وهو قليل عقل ..!
 قال كبيرهم لهامان : ابن لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى ..وهل سيبني له صرحا يجاوز مدى نظرة عينيه إلى السماء ؟؟!!!
 هم يتخيلون أنهم فوق الشعب .. بل فوق البشر ، والشعب هو مجرد شيء يتملكونه مع كرسي الحكم فيتصرفوا فيه كما يشاءون .. يُهان .. يُعذب .. يُقتل .. يُلقي في السجون .. لا ضير .... لا ضير !! ولا أحد يتعظ !!
 بالأمس القريب خرج جبار مثليهما مذعوراً وفارّاً من قصره لا تريد البلاد التي استعملته كما تستعمل السيسي الآن أن يطأ بقدمه أراضيها بعدما خلعته الثورة التونسية التي قامت بسبب .. ماذا ؟! بسبب بائع خضروات !!!!!! بائع خضروات في الاسواق .. شاب بسيط لا يًلقي أحد له بالاً تسبب في ثورة .. بل إن هذا الضعيف المسكين كان نقطة الانطلاق لجميع الثورات العربية ، وخرج جبار تونس متخفياً إلي السعودية لتكون له موطنا يعيش فيه في الخفاء ، كما تبعه جبار مصر خائفاً مذعوراً إلي شرم الشيخ الإقطاعية التي لا يستطيع المصريون دخولها إلا بعد إجراءات مشددة وكأنهم في بلد آخر ثم يدعي الفرعون أنه لم يهرب ولم يسافر !!
الجنازة رصاصات القدر قد انطلقت منذ زمن لتصيب الفرعون أحدث المتكبرين والمتجبرين في الأرض ، رصاصات كثيرة تهرول وراء بعضها البعض ، رصاصة الخيانة .. رصاصة الحرس الجمهوري .. رصاصة المنصة .. رصاصة النهضة .. ولا أدر ماهي شكل الرصاصة التي انطلقت لتقتص لأصحاب الأخدود في رابعة العدوية!!
 الآن ينتفخ المتكبر المغرور حتي تصل إليه رصاصات القصاص فيتفخخ الجسد ويفرقع كالبالونة ولم يبق فيه إلا قطعة جسد بالية يجمع أشلاءها للذهاب بها حيث يواري في التراب ! الجنازة خالية من غير العسكريين .. لا أحد من الذين مّجدوه وعّظموه يتبعها ، الكل يخشي علي نفسه أن يقال عنه تبع جنازة القاتل ، أين سعد الدين الهلالي لماذا لا يحضر جنازة رسوله ؟!
 أين علي جمعة لماذا لا يسير في جنازة من حّضه علي القتل وأمره به ؟!
 أين مئات الاعلاميين وأساتذة الجامعات والقضاة الذين ألّهوه ؟!
 أين المغنيين الذين غنوا له لماذا لا يشّيعونه ؟! أين وأين وأين ؟!
 لماذا لم يتبع الجنازة من بعيد سوي أمهات وآباء وأبناء الشهداء ، تصل صيحاتهم إليه في نعشه ، يرفعون أياديهم إلي الله أن يقتص لهم من هذا الذي هو آتيه ، لم يقدروا عليه في الدنيا .. حرسته الدبابات وآوته المدرعات حتى أتاه قدر الله في الدنيا وصرعه !
 كم عاشوا أياماً وليالي محزونين ..تسهر أعينهم وتبكي قلوبهم.. وقاتلهم فرح ضاحك لاهٍ !!
 بداية النهاية دخل الفرعون إلي قبره .. فوجد عمله حاضراً بين يديه .. فانتبه من غفوته التي طااااااااااالت .. بينما سائلان يسألانه :
 من ربك ؟ من ربك ؟ من ربك ؟!..
قصـــة مصر ... وكيف تفهـــم أوضاعهــا؟



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





ليست هناك تعليقات: