السبت، 15 أكتوبر 2016

الإعلام السعودي ليس مؤهلاً لحروب الردح و «فرش الملاية».



... السيسي وحبيب « سـميرة سـعيد » ...
« ولمــا إتعلــم بص لغيرنــا » 
مبــارك يتســامح مع من ينتقــــده 
لكنه لا يتســـامح أبـــداً 
 مع من يقتــرب من رحــاب الســعودية 


كاتب سلمان يفجر مفاجآت قوية .. ويكشف الكارثة التى جاءت على لسان سامح شكرى وأدركها الملك ونجله ... ويؤكد: حالنا فى السعودية كحال كل من أيّد 30 يونيو وانصدم بالواقع المرير ...؟!!!! 
 كشف الكاتب السعودى، جمال خاشقجى، المعروف بقربه من دوائر الحكم بالمملكة العربية السعودية، عن مفاجآت قوية، لعل ابرزها تآمر العسكر على العرب والسنه بشكل خاص فى المنطقة وليس فى مصر فقط، بجانب حديثه الذى أشار فيه إلى أن الملك سلمان ونجله ولى ولى العهد، قد أدركا خطر "السيسى"، وأكتشفا أن الأمر لن يكون إلا بالضغط والأحداث التى نراها حاليًا، كما أشار أيضًا، إلى أن بعد كل ذلك السعودية لا تملك فى الوقت الحالى إلا محاولات إعادة التعامل مع نظام العسكر، دون أن يوضح لماذا هذا التناقض. 
.. كارثة سامح شكرى ومحاربة السنة .. 
وفى البداية علق علق الكاتب على تصريحات منسوبة لـ"سامح شكري" وزير خارجية مصر طالب فيها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري باحترام سيادة العراق . 
وكان نص الخبر الذى علق عليه كالتالى: "في اتصال مع جون كيري وزير الخارجية المصري سامح شكري يؤكد على ضرورة احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه باعتباره أحد ركائز الأمن القومي العربي".
وقال "خاشقجي": "هنا موقف آخر منحاز لبغداد وضد توجه التدخل لحماية سنة الموصل ووجود القوات التركية هناك ". 
 كانت مأساة سميرة سعيد، أكبر من مأساة الحلاج، وجاءت مأساة العربية السعودية في علاقتها بعبد الفتاح السيسي، وثيقة الشبه بمأساة المطربة المذكورة! .. 
خالدة الذكر سميرة سعيد، وقفت تنعى في أغنيتها الشهيرة حبيبها، وهي تنطبق على الحالة التي نحن بصددها، عندما لم يتوقف أداء السيسي على عدم التصويت على القرار السعودي في مجلس الأمن، وإنما أغرى بالقوم صبيانه، الذين يمثلون أذرعه الإعلامية! .. 
 - قالت: سميرة سعيد: علمناه الحب على أيدينا ولما تعلم بص لغيرنا/ حب علينا يا سلام سلم.  علمناه لكن يا خسارة مش من طبعه الوفاء في هواه/ قلنا الحب يغير طبعه إنما طبعه فضل هو!  لا يوجد مقطع واحد في هذه الأغنية لا ينطبق على حالة الأشقاء ومن وثقوا فيه، بما في ذلك مقطع: علمناه واحنا بنهواه بس يا ريتنا ما علمناه/ كان زماننا لا بنتندم ولا بنتألم!  
 مؤلف الأغنية هو الشاعر عبد الوهاب محمد، والذي يمتلك القدرة على التعبير عن «المجروحين عاطفيا»، وهو جرح يشعر بمثله الذين وثقوا في عبد الفتاح السيسي، وصدقوا حديثه عن «مسافة السكة»، وكيف أن الجيش المصري جاهز لحماية الأمن القومي لدول الخليج، وعندما دقت طبول الحرب، ولى الأدبار، وكأنه ليس هو من تحدث عن هذه المسافة، فقد كان يتوقع أنه بهذا التصريح سوف يستولي على المزيد من «رز الخليج»، وكان يستبعد الحرب، لكنها كانت على الأبواب!
 - شاهدت السفير السعودي في القاهرة، على إحدى الشاشات المصرية، في دهشة من قيام الإعلام المصري بالهجوم على المملكة، ويبدو غير مستوعب لما يجري، فهل صحيح أنه لا يعرف أن السعودية بالذات لا يمكن الهجوم عليها في هذا الإعلام إلا بتعليمات واضحة وصريحة من أعلى سلطة في البلاد؟! 
 السفير السعودي، يعرف كيف تدار الأمور في مصر، فليس سفيراً جديداً، فقد عاصر أربعة أنظمة: نظام مبارك، والمجلس العسكري، ومحمد مرسي، فعبد الفتاح السيسي، وأظن أن عهد الأخير هو العهد، الذي شهد هجوماً متكرراً، وحملات إعلامية ضد المملكة لم تحدث في ظل الأنظمة السابقة، وحتى عندما حاصرت المظاهرات السفارة السعودية في القاهرة احتجاجاً على سجن أحد المصريين في السعودية، عقب الثورة، كان الإعلام بعيداً عن الهجوم على المملكة، فالإعلاميون يعرفون أن السعودية خط أحمر، وكان مبارك يتسامح مع من ينتقده، لكنه لا يتسامح أبداً مع من يقترب من رحاب السعودية ولو بشطر كلمة!  
 ... العشمــــاوي وعمــــارة ...
منذ عشرين عاماً، كانت إحدى الصحف السعودية تنشر عرضاً لكتاب قيد الطبع في سلسلة يومية، للدكتور محمد عمارة، ينتقد فيه الإنتاج الفكري للمستشار سعيد العشماوي، وحسب ما طالعت من العناوين أن النقد كان قاسياً، واتصل الأخير بمبارك يستأذنه في الرد على هذا الهجوم، ووعد مبارك بحل الموضوع، وفي اليوم التالي توقفت الصحيفة عن النشر، وزار ناشرها العشماوي في منزله للاعتذار، وإذ زرته في اليوم التالي، وكان المصعد معطلاً، فقد أخبرني أن الناشر صعد الطوابق الست على قدميه كما فعلت أنا. 
وسألته عن السبب الذي يدفع مبارك للتدخل بهذا الشكل ويحرص على ألا يرد العشماوي؟ 
وكان رد المستشار العشماوي أنه سأل مبارك عن فلسفة علاقته بالسعوديين، فقال له إنهم لا يتأخرون علينا في شيء، فإذا طلبنا مئة دولار من الأمريكان، فإنهم يفضحوننا ويعرضون الأمر على الكونغرس وبعد الفضيحة قد لا يوافق الكونغرس، لكن الأمر مختلف مع حكام المملكة. 
- معارك كثيرة خاضها نظام مبارك بالنيابة أو بالوكالة لصالح السعودية، ومن بينها المعركة مع قناة «الجزيرة»، التي لم تكن قد «داست له على طرف» عندما حشد إعلامه للهجوم عليها. 
وعندما كان إصرار السلطة على الإبقاء على نصين للحبس في قضايا النشر، الأول الخاص باهانة رئيس الجمهورية، والثاني باهانة دولة أجنبية، لم يكن سراً أن هذا النص الأخير صدر لصالح السعودية، ولهذا قال نقيب الصحافيين السابق مكرم محمد أحمد إن على النظام أن يلغي هذا النص ويطلب من الصحافيين عدم الاقتراب من السعوديين. كل من مارس مهنة الصحافة في عهد مبارك يعرف هذه الحصانة، ومن هنا فإن هجوم الأذرع الإعلامية التي يديرها عباس كامل سكرتير السيسي، لا يمكن أن تكون إلا بأوامر عليا، ولا داعي لاستدعاء السفير السعودي الدهشة، لا سيما وأننا أمام حملة، شارك فيها الجميع، وكل حسب ثقافته، ومن إبراهيم عيسى، إلى أحمد موسى، مروراً بوائل الابرشي، وحتى لميس الحديدي شاركت في الحفلة وإن كانت بشكل لا يعرض علاقات العائلة للمخاطر المستقبلية، ومعلوم عن آل أديب أنهم خيار سعودي قديماً. 
 ... العتـــاب والعقــــاب ... 
«لميس» قالت: إن مصر لا تعاقب، وأظن أن السعودية لا يمكن أن تفعلها. ولا يوجد سبب معين يؤكد سبب هذه الحملة، التي تبدو أنها رداً على العتاب السعودي على تصويت مندوب القاهرة ضد القرار السعودي بشأن حلب، وقيل إن العقاب كان بتوقف الجانب السعودي عن الالتزام باتفاق تجاري يقضي بضخ الوقود للقاهرة، لكن قيل أيضاً أن توقف الضخ كان سابقاً على جلسة مجلس الأمن، التي صوت فيها الانقلاب العسكري مع القرارين: الروسي والفرنسي.  
 وقيل إن حملة الإبادة الإعلامية ضد المملكة كانت بسبب عدم إرسال السعوديين لمساعدات مالية تم الاتفاق عليها في وقت سابق! 
ومهما كانت الدوافع، فأي صريخ ابن يومين، لا بد وأن يستقر في وجدانه أنها حملة موجهة، والإعلام السيساوي مسير لا مخير، في أي أمر خاص بالعربية السعودية، وهذا الصريخ ابن يومين، وإن لم يعرف دوافع الحملة فهو وبحكم السوابق على دراية بأنها حملة ابتزاز!  ولأول مرة تهزم السعودية إعلامياً، وهي الدولة التي لها باع طويل في مجال السيطرة الإعلامية، وانتبهت مبكراً إلى ضرورة أن تكون لها منابرها الإعلامية القادرة على الردع والانتصار، وإن كان ما جرى أكد أن الأمور لم تعد بالضبط القديم، وقد تطورت عملية السيطرة، وكان الخطأ هو الإيمان بالحكمة المصرية، شراء العبد ولا تربيته، فاتهم أن العبد المشترى هناك آخرون يدفعون له. 
وفي البدء كانوا يشترون الصحافي، ثم انتهى بهم الحال إلى إغلاق الصحيفة وتشريد الصحافي. سياسة شراء العبد، تكمن خطورتها في عدم ضمان الولاء، وبعض الذين جرى شراؤهم مؤخراً في الحالة المصرية، هم خدم سابقون لأنظمة معادية، ومن نظام القذافي في ليبيا، إلى نظام صدام حسين في العراق، فلما سقط النظامان، كنا أمام أكبر عملية تسريح للجنود المرتزقة، وبعضهم ذهب إلى خصوم صدام، سواء في طهران، أو في لبنان. هناك نقطة ضعف في سياسة الاحتواء السعودية، تتمثل في توقفهم عن التعامل مع تفاصيل المشهد الإعلامي المصري، وترك الأمر للدول الصديقة، لكن في المعارك الكبرى، لا تتدخل هذه الدول الصديقة للطلب من أذرعها الإعلامية في القاهرة، التوقف عن الهجوم على السعوديين، لأنها في الأصل لا تريد لها أن تتوقف! الأمر المهم هنا، أن أعضاء الحزب السعودي – المصري، لا يدينون بالولاء للسلطة الحالية، وقد كانوا يبشرون في زمن الملك عبد الله، بانقلاب قصر، يرتب إبعاد ولي العهد الأمير سلمان، وإن خسروا رهانهم، فقد كسبوا استمرار السفير أحمد القطان، الذي مثل بقاؤه استمراراً للسلطة القديمة في حدها الأدنى، وهو يظهر مندهشاً بحجة أنه لا يعرف سبب هجوم الإعلام المصري على المملكة؟ّ .... 
فيُضحك بدهشته الثكالى!  من أسباب الهزيمة السعودية، أن الإعلام السعودي وإن كان ليس مؤهلاً لحروب الردح و «فرش الملاية»، فإنه وقف على الحياد، ولم يشتبك سوى نفر من السعوديين على الـ «سوشيال ميديا»، وعندما عُرف من مصادر غير رسمية، بإنهاء وجود قناة «العربية» في مصر، وإغلاق مكتبها، ظل الخبر يتردد من قبل هذه المصادر، دون بيان رسمي من إدارة القناة، وإن كانت تسريبات من الإدارة أكدت بأن الإغلاق تم بقرار من القناة ضمن خطتها لترشيد النفقات، فأي ترشيد هذا الذي يدفع لإغلاق مكتب دولة بحجم مصر؟ 
وهو قرار يمكن أن يتخذ بعد إغلاق كل المكاتب الخارجية للقناة، ليكون إغلاق مكتب القاهرة هو الخطوة قبل الأخيرة يتبعها إغلاق القناة نفسها!  مهما يكن فهي حملة ابتزاز، تستهدف الحصول على «الرز» ومشتقاته، وقد نجحت الحملة؛ ففي ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء الماضي نشر أكثر من موقع صحافي خبرا منسوبا لمصادر بالبنك المركزي بتلقي وديعة بملياري دولار من السعودية، وهو ما أكده رئيس الحكومة في اليوم التالي في تصريحات صحافية، ومع ذلك قيل إن الوديعة وصلت قبل الحملة الإعلامية، لأنه بها تم ارتفاع الاحتياطي الأجنبي إلى نحو 19 مليار دولار في نهاية سبتمبر/أيلول، لكن المنشور حين الإعلان عن ارتفاع الاحتياطي لم يذكر البتة أن الوديعة السعودية كانت ضمن الموارد! فلما أرخى الليل سدوله، انتصب السيسي خطيباً، وانتقد الإعلام في ملفات أخرى ليؤكد أن الإعلام حر، ولا يعمل في الملف السعودي بتعليمات، فالرز وصل، ووصوله هو لسد الذرائع بعد أن «بص السيسي لغيرهم»، ومن روسيا إلى فرنسا ولوح إعلامه بإقامة علاقة مكتملة مع إيران!  
 لقد نجح القوم في ما فشلت فيه سميرة سعيد،
... ومضــى ليــل المحــنة!...




ليست هناك تعليقات: