الخميس، 18 أغسطس 2016

حين اختنقت مصر واحترقت في عربة الترحيلات . فيديو


مات الكلام ، مات مخنوقا محترقا 
 كما مات ٣٧ شابا من خيرة شباب مصر 
 كيف مات ٣٧ رجلا في سيارة الترحيلات؟؟
 نجل أحد شهداء سيارة الترحيلات :
 لا أنتظر حق والدي من القضاء . أنا من سيأتي به



<b>مات الكلام ، مات مخنوقا محترقا، كما مات 37 شابا من خيرة شباب مصر، تم شحنهم كعلب سردين في سيارة للترحيلات، صندوق صفيح مغلق، أشبه بقبر حديدي، 45 من شرفاء هذا البلد العفن، حشروا فيها جميعا ،وهي التي لا تسع سوى بضع وعشرون فردا، في أحد أيام أغسطس شديدة السخونة، الحرارة بالخارج تخطت الأربعين، بينما الوعاء المعدني ؛يغلي على نار هادئة. بالصور وبشهادات- فيلما استقصائيا عن مجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل التي قتل فيها عشرات المعتقلين المصريين المعارضين للانقلاب خلال نقلهم إلى سجن أبو زعبل .


في الخارج .. تقف ذئاب الشرطة الجائعة، تنتظر طعامها لينضج على مهل، سبع ساعات من الصباح وحتى العصر، تحت أشعة الشمس الحارقة، لا ماء، لا هواء، فقط أنفاس ملتهبة، وأنات جريحة، وزفرات موجعة، وعرق بشري، البعض قد اعتصر ملابسه الغارقة في عرقه ؛كي يبلل جوفه المحترق .. ببضع قطرات من الماء. 
فلما زاد الوجع ،وأحسوا بلحظات الإحتضار، صرخ من بقي منهم في وعيه ،بكل ما تبقى له من أنفاس، فانزعجت بالخارج وحوش البرية، أرادوا إسكاتهم إلى الأبد، كيف يتجرأ هؤلاء على إزعاج حيوانات الغابة؟!!
ألقوا عليهم قنبلة من غاز، مسيل للدموع ، ملهب للعيون، حارق للجلود ،يحبس الأنفاس، الأنفاس التي لم يتبقى منها شئ أساسا؛ انتهت ..انتهت بلا رجعة، الجلد الذي احترق من حرارة الشمس سبع ساعات ،وصل لمرحلة الشواء، العيون التي تعبت من البكاء ،التصقت أجفانها ببعض للنهاية، الجلود اصطبغت بالسواد، والوجوه تفحمت بالكامل ،والبطون تبدو منتفخة مهترئة، تلك كانت حالة جثامينهم الطاهرة،في مشهد هو الأبشع على الإطلاق في تاريخ مصر المعاصر.
نعم ..هم هؤلاء "الكام والتلاتين واحد دول"... الدجاج... الذي تحدث عنه اللواء "عباس كامل" مع اللواء "ممدوح شاهين" .. ويرجو منه أن يرأف بالذئب الجائع الذي قتلهم وحرق جثثهم، كي لا يقضي من حياته بضع سنين ..بعيدا عن فراشه الدافئ وبيته الأنيق، كيف -بالله عليكم- يسجن ذئب ؛قتل وحرق فقط "كام وتلاتين واحد"؟!! أيعقل هذا؟!! طمأنه الأخير : "ماتقلقش ، هكلم لك القاضي" نعم ...هكذا ببساطة ،ولم لا ؟! -أنا وأنت في عزبة تسمى "مصر" نحن معشر "قادة المجلس العسكري": أسياد عليها، نملك ونحكم، وذئاب الشرطة وكلابها البوليسية ،يدافعون عنا، ومهمتهم: نهش أجساد المعارضين، ومنعهم من الإقتراب.
بينما "القضاة" في العزبة؛ خدم لدينا، وطوع أمرنا، يتلاعبون بالعدالة ويفصلون الأحكام على قدر مقاساتنا ،فلم القلق!! "النائب العام" رهن إشارتنا، بتكييف منه تتحول القضية لقتل خطأ، وبمكالمة للقاضي يصير الحكم عام مع إيقاف التنفيذ ،ثم يتم إلغاء الحكم لاحقا، فيعود الذئب الجائع لينام في حضن أبيه، لكن العبيد في العزبة... ماذا عساهم سيفعلون؟؟ يصرخون؟! يهتفون؟! يتظاهرون؟!
وبعد قليل سيخرصون... وتبقى لنا العزبة وخيرات العزبة لا ينازعنا فيها أحد - 
•هي عزبة الفسدة،وحكومة الفسدة،وأعوان المستبد ،هم دوما، كما كانوا على مر العصور، لتعرفهم أكثر، وتفهم كيف وصلوا لهذه الدرجة من التسفل والإنحطاط ، وما العلاقة الجهنمية التي تجمعهم ببعض، يجب أن تستمع لما كتبه المفكر العربي "عبد الرحمن الكواكبي "في كتابه المبدع "طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد" والذي صدر في مطلع القرن الماضي عام 1902م ،أي منذ ما يزيد عن مئة عام من الآن ... حيث قال :
●"الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها ،من المستبد الأعظم إلى الشرطي، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه، فيشاركهم ويشاركونه، وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته، فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه، واحتاج إلى مزيد من الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين ،الذين لا أثر عندهم لذمة أو دين، واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة، وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً، ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة" صدقت يا كواكبي ، هل هناك أعظم من هؤلاء لؤما؟!!
شاهد بالصور ضحايا المجزرة : شاهد بالفيديو .. عباس كامل يطلب من ممدوح شاهين أن يكلم القاضي بخصوص ابن الضابط أحمد حلمي المتهم بقتل 37 داخل سيارة الترحيلات شاهد قتلة ضحايا مجزرة الترحيلات والذين حكم عليهم بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ..فلم يسجنوا نشر هذا المقال أول مرة مع نهاية عام 2014 في أعقاب نشر تسريب مكتب السيسي "هكلملك القاضي"


نجل أحد شهداء سيارة الترحيلات :
 لا أنتظر حق والدي من القضاء
 .. أنا من سيأتي به ..










ليست هناك تعليقات: