الجمعة، 15 أبريل 2016

الناصريون في مأزق ,ناصرهم الجديد ينزل بكرامتهم إلى قعر الفضيحة



البحث عن ناصريين


.. الناصــريون في مــأزق ..
 ناصرهم الجديد ينزل بكرامتهم يوميا إلى قعر الفضيحة،
 بينما هم أدمنوا السكوت، 
بعدما كشفوا لنا أن شعاراتهم هي أكبر مقلب شربه العرب!!

في مرحلة الصبا كنت شغوفا كل أربعاء باقتناء صحيفة أسبوعية تسمى «صوت العرب»، وشهريا مجلة «الموقف العربي».
هاتان المطبوعتان زرعتا في عقلي الذي كان في طور التكوين السياسي، عبارات مبهرة وتعبيرات مدهشة عن مفهوم «الناصرية»، بداية من الاستقلال الوطني وانتهاء بنظافة اليد والزهد، ومرورا بالعدالة الاجتماعية، ورفع الرأس عاليا، وفتح الكليات العسكرية والقضاء للفقراء، وإنشاء المصانع، ورفع مكانة العامل، والسد العالي، وتأميم قناة السويس، وإعطاء الشباب مناصب عليا بالدولة، ومشروع عربي تحرري، ونهضة أدبية وفنية، وقيام خالد عبدالناصر وأبطال تنظيم «ثورة مصر» خلال الثمانينيات بمطاردة واستهداف الإسرائيليين في مصر.


(2) ... كبرنا ونضجنا، وعرفنا أن الناصرية لو كانت بعضا مما سبق، فإنها أيضا مقبرة للديمقراطية، وبداية تحكم العسكر في مصير الأمة العربية واستبدال الاستعمار الخارجي باستعمار داخلي، وانتهاك للحريات، وتعذيب في المعتقلات، والإعدام على الفكر، ووضع الجيش في يد قادة لا يستطيعون التحكم في أنفسهم ويرمون أجسادهم في أحضان الراقصات، وكارثة يونيو 67، وعبدالحكيم عامر، وصلاح نصر، وشمس بدران، وتأييد هدى عبدالناصر لأحمد شفيق، ووقوف عبدالحكيم عبدالناصر مهللا للسفاحين الجدد.
(3) .. جمال عبدالناصر بين يدي ربه.
أدى دوره ومضى والتاريخ يحكم عليه بما له من إيجابيات وما عليه من مآخذ.
أيام السادات قال حملة قميص عبدالناصر إنه سار على خط الزعيم بـ «أستيكة».
 المفارقة أنهم أنفسهم لم يمشوا أساسا على خطا زعيمهم وباعوه في أقرب سوق نخاسة.
نظرة إلى الغالبية الساحقة من الناصريين ستجدهم بلا أي ميزة من المزايا التي أكدوا أن كبيرهم «خالد الذكر» -كما يصفونه- يتمتع بها. 
هم أبداً ليسوا نظيفي اليد أو زاهدين في مغانم الدنيا، أو معتزين بكرامتهم، بل إنهم نصابون، كذابون، فهلوية، يلعبون الثلاث ورقات، ويمكن أن تشتريهم وتفردهم وتكويهم بورقة بنكنوت.
هل رأيتم الكاتب الناصري الذي قال إن مصر على محك السقوط بسبب سياسات من يحكمها، ثم بمجرد أن دعاه الأخير للقائه مع نفر ممن يسمونهم النخبة، حتى خرج يشيد به وبأنه يسير في الطريق الصحيح؟!
(4) .. السادة الناصريون منتشون. وجدوا ضالتهم في الديكتاتور الذي أزاح من يفوزون بالانتخابات من طريقهم. 
إنه ناصرهم الجديد كما يقولون. 
لكنه بين وقت وآخر يلطشهم قلما على قفاهم، بأفكاره التي تؤكد أن مقارنة عبدالناصر به تساوي مقارنة السد العالي الذي حما مصر من الجفاف بـ «سد النهضة» الذي سيأتي بالجفاف إلى مصر بمباركة الزعيم.
ناصر نصير الفقراء، كما يقولون، بينما أفكار ناصر الجديد كلها معادية للبسطاء وتعمل على زيادة فقرهم.
الناصريون يتغنون بمقولة «إلقاء إسرائيل في البحر»، بينما ناصرهم يؤكد علنا أن مهمته حماية أمن إسرائيل.
الناصريون يفخرون بأن الفلسطينيين وخصوصا أهالي غزة أشقاء ورفاق نضال، لكن ناصرهم الجديد يعادي الفلسطينيين باعتبار أن نصفهم إرهابيون مؤكدون، والنصف الآخر إرهابيون محتملون!
الناصريون يؤكدون أن سيناء هي خط الدفاع الأول عن مصر، بينما ناصر العصر يهدم مدينة كاملة ويهجّر أهلها، ثم يعلن الحرب على باقي سكان أرض الفيروز.
الناصريون في مأزق. ناصرهم الجديد ينزل بكرامتهم يوميا إلى قعر الفضيحة، بينما هم أدمنوا السكوت، بعدما كشفوا لنا أن شعاراتهم هي أكبر مقلب شربه العرب!!

أم كلثوم فى أمل حياتى ... بحضور جمال عبد الناصر





ليست هناك تعليقات: