الجمعة، 15 أبريل 2016

هذا هو الابن الشرعي للغباء القومي.. فيديو




 "الانتحار القومى ... الإبن الشرعى للغباء القومى"
استمرار مظاهرات تيران وصنافير
 والسيسي يحذر من "الانتحار القومي"!



 "منذ نحو عامين، حين سألت الإعلامية نائلة عمارة المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى عن معنى الوطن، أجاب سيادته أن الوطن هو "الحضن" ... مضت الأيام وصار المرشح الرئاسى رئيساً مسؤولاً عن هذا "الوطن" وعن الحفاظ عليه والدفاع عن مصالحه، وهى مهمة يصعب إنجازها قبل امتلاك قدرة التعرف على الوطن الذى أخبرنا الرئيس فى حديثه الأخير أنه مهدد بالانتحار القومى بسبب أهل الشر الذين يتحدثون عن أن جزيرتى تيران وصنافير مصريتان على عكس ما يرى السيسى ونظامه اللذين يفهمان ما لا نفهم، ويعرفان ما لا نعرف، ويحرصان على كل ذرة رمل من تراب الوطن كما لا نحرص!! ـ
عن هذا اللقاء حدثنا الأستاذ ياسر رزق فى مقاله بجريدة "الأخبار" أمس، وكتب بالنص يقول: "تناول اللواء محسن حمدى مدير المساحة العسكرية الأسبق، وأحد المفاوضين المصريين فى معاهدة السلام و[...] لجنة طابا [...] قائلاً إن تيران تبعد عن الساحل المصرى 4 أميال، وتقترب 3 أميال من الساحل السعودى، وأن صنافير أمام الساحل السعودى تكاد تلاصقه" ... [بالمناسبة، فإن الحدود الشرقية المصرية تلاصق بالفعل الحدود الإسرائيلية، للعلم لا أكثر] ... هكذا، عدنا لنظرية "الحضن" فى التعرف على الوطن، فقد ضبط السيد اللواء جزيرة صنافير وهى فى حضن الساحل السعودى، فقرر أن يتستر على الفضيحة بتزويج الجزيرة للمملكة السعودية زواجاً شرعياً بعد قبض كامل المهر!! ـ
لن أناقش السيد اللواء فى حديث المسافات التى بهر بها مستمعيه، لكننى سأناقشه فقط فى منطق الاستدلال الذى استند إليه ... تجدون أدناه خريطتين، كلتاهما لشرق بحر إيجة حيث يطل (باللون الرمادى) الشاطئ الغربى للأناضول (تركيا): ـ
فى الخريطة اليسرى تظهر باللون الأحمر جزيرة "لسبوس"، ثالث أكبر الجزر اليونانية، حيث يتدفق اللاجئون القادمون من تركيا للاتحاد الأوروبى، وواضح تماماً  أنها تقع فى "حضن" الساحل الغربى لتركيا الذى يحيط بها فيما يشبه الكماشة، لكنها - رغم هذا الحضن - تبقى جزيرة يونانية بتاريخها القديم قبل أن تكون يونانية وفقاً لما هو مستقر عليه فى الجغرافيا السياسية ! ـ
فى الخريطة اليمنى تظهر باللون الأحمر جزيرة ساموس اليونانية التى تبعد عن الساحل التركى بأقل من ميل بحرى واحد بينما تبعد عن ميناء بيريه اليونانى بنحو 340 ميل بحرى ... إذا كنتم تجيدون السباحة فإنه يمكنكم الوصول من هذه الجزيرة للساحل التركى سباحة، فى حين قد تحتاج ليوم كامل بالمعدية للوصول منها للساحل القارى لليونان، ومع ذلك فالجزيرة يونانية بكل معنى الكلمة، تاريخياً وجغرافياً وسياسياً وقانونياً، ومن هذه الجزيرة "التى تكاد تلاصق الساحل التركى" كان قد خرج الفيلسوف اليونانى الشهير فيثاغورس ! ـ
نظرية "الحضن" إذن التى اعتمدها السيد اللواء مدير المساحة العسكرية الأسبق، واعتمدها معه - بل قبله - النظام لتقرير سعودية الجزيرتين، هى فى الحقيقة تعبير عن غيبوبة قومية، وعن غفلة عن فهم أصول التاريخ والجغرافيا السياسية، وعن قواعد إدارة الدول وحماية مصالحها، وهو ما لن تكون له نتيجة منطقية إلا هذا "الانتحار القومى" الذى نبهنا من خطره السيد الرئيس وإن كان قد عرضه لنا فى صورته النيجاتيف كى لا نرى الصورة الحقيقية للانتحار القومى الذى نحن بصدد "احتضان" معطياته !"


الدكتور "حازم حسني" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: