الجمعة، 4 ديسمبر 2015

مشايخ الانقلاب يرفضون تكفير "داعش" ويكفرون "الإخوان" سياسيا


الفتاوى الشاذة تفضح الانقلاب ومستوى مؤيديه 
شيوخ السلطة لا يصلحون أن يكونوا من العلماء
 أنهم لم يكتفوا بوقوفهم في صف الباطل في وجه الحق
.. بل دخلوا دائرة العقيدة ..


جاء رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب وكبير مشايخ الانقلاب تكفير تنظيم الدولة الإسلامية، مبررًا ذلك بالقول إنه "لكي تكفر شخصا يجب أن يخرج من الإيمان، وينكر الإيمان بالملائكة والكتب السماوية". وكان نظام السيسى قد استخدام مشايخ الانقلاب في تبرير جرائمه ودعم مواقفه، حيث أفتى سعد الدين الهلالي -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- بتكفير جماعة الإخوان سياسيا ووطنيا، بالافتاء بجواز تطليق الزوجة الإخوانية، إذا نظرنا إلى كلام الهلالي نجد أنه تطور طبيعي لفتاوى علماء السلطة؛ ففي البداية كانوا يقومون بالتكفير ثم وصل الأمر إلى ادّعاء النبوة ولا نستبعد أن تصدر فتوى بأن السيسي إله يعبده عَبَدَة العسكر.
 وكان شيخ الأزهر قد قال -خلال لقاء مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة مؤخرا-:
لا أستطيع أن أكفر تنظيم الدولة، ولكن أحكم عليهم أنهم من المفسدين في الأرض، فتنظيم الدولة يؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون حلال دمه، فأنا إن كفرتهم أقع فيما ألوم عليه الآن". واعتبر الطيب - حسب المصري اليوم - أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو مؤمن عاص، فلو أنه مات وهو مصر على كبيرته لا تستطيع أن تحكم عليه أنه من أهل النار، فأمره مفوض لربه، لاختلاف المذاهب. واستشهد بالآية الكريمة، {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}. وشدد أحمد الطيب، على أن الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص، طالما يؤمن بالله وباليوم الآخر، حتى ولو ارتكب تنظيم الدولة كل الفظائع.
 ● التطور الطبيعي لفتاوى الانقلاب "
علق الدكتور منير جمعة - عضو حركة علماء ضد الانقلاب وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - أن فتاوى التكفير السياسى للإخوان، هي حال علماء السلطة وفقهاء الشرطة الذين جعلوا أنفسهم لغير الله؛ لذا نتوقع منهم ما لا يُرضي الله وهذا شيء متوقع وليس بعجيب، فالمقدمات تُفضي بالنتائج. ويؤكد جمعة أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن المواطن البسيط حينما يسمع هؤلاء الشيوخ الذين يمثلون الأزهر فإن صور المشايخ والعلماء تسقط من أعينهم، لافتا إلى أن العلم منهم براء إذ يضرون الدين أيُما ضرر، مؤكدا أن العلماء الذين لديهم عقل يعلمون جيدا أن هناك انفصالا كاملا بين شيوخ السلطة هؤلاء وبين العلم. وينوه إلى أنه بعد هذه الفتاوى الغريبة -التكفير السياسي، وتطليق الرجل زوجته الإخوانية، وجعل السيسي وإبراهيم رسولين. . وغيرها- اتضح لكل ذي عينين أن كل الذين كانوا يدّعون أن الإخوان يكفرون المخالفين لهم هم الآن الذين يكفرون بالجملة والوصف بالخوارج لا يصدر إلا منهم، قائلا: "أرى أن تلك الفتاوى الشاذة تفضح الانقلاب ومستوى مؤيديه ممن يُطلق عليهم علماء مكسب". 
 ومن جانبه يقول الشيخ هاشم إسلام -عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف- أن شيوخ السلطة هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا من العلماء، لافتا إلى أنهم لم يكتفوا بوقوفهم في صف الباطل في وجه الحق بل دخلوا دائرة العقيدة.


ليست هناك تعليقات: