السبت، 19 ديسمبر 2015

حرب العطش ..نهر النيل بين الخصخصة والتدويل.


«حروب مصادر الثروة» 
 حرب "العطش" 
خطايا.. وخفايا الدور الخفي لإسرائيل وراء تحريض دول حوض النيل الأفريقية «أثيوبيا - كينيا - أوغندا - روندا»
 لانتهاك الاتفاقية الدولية الخاصة بدول حوض النيل


يصل الرئيس «محمد مرسى» اليوم إلى جمهورية السودان لأول مرة للبلد الشقيق وهى الزيارة التى تأخرت كثيرا وكان من الأولى أن تكون الأهم فى جولاته الخارجية عقب توليه الحكم، لقرب السودان جغرافياً وسياسياً وشعبياً لمصر،
بالإضافة إلى أنها نافذة العرب والمسلمين الكبرى على أفريقيا التى أصبحت ساحة للحرب الباردة بين دول العالم للسيطرة على موارد القارة السمراء خاصة المياه.
ويبدو أن «مرسى» يكرر نفس أخطاء الرئيس السابق «حسنى مبارك» بأن يضع القارة السمراء فى الاهتمام الأخير لأجندته الخارجية، فقد كانت جولات «مبارك» أوروبية أو أمريكية ولم تكن أفريقيا فى سياق اهتماماته. وهذا ما جعل لغة العتاب من دول القارة تتطور لتصل إلى حد التحالفات مع دول خارجية مما أضر بمصالح القاهرة خاصة فى ملف المياه.
وعلى الرغم من أن الرئيس مرسى «الإخوانى» الذى يقترب من إكماله عاما منذ توليه المسئولية فإنه لم يقدم رؤية فعلية لحل القضية كما لم يبادر بتقديم أى إشارات تطمينية لأفريقيا التى تدين معظم دولها بالمسيحية ولا تعدو أفريقيا إلا سطراً عابراً فى خطاباته الإنشائية!!
وتطفو التصريحات النارية من وقت لآخر من دول حوض النيل بشأن اتفاقية عنتيبى المعدلة عام 2012 لإعادة تقسيم مياه النهر، ودخلت مؤخرا على الخط دولة جنوب السودان الوليدة التى رغم نفيها على اعتراضها على اتفاقية تقاسم مياه النيل التاريخية بين مصر والسودان عام 1959 إلا أن جوبا تدخل كرقم جديد فى معادلة دول الحوض رغم تأكيدها عدم توقيعها على الاتفاقية بدون القاهرة والخرطوم. خاصة فى ظل انشغال القاهرة بساحتها الداخلية.
وكان من المهم أن يزور «مرسى» جنوب السودان ليصحح أخطاء رئيس وزرائه هشام قنديل الذى اكتفى بتوقيع عدة اتفاقيات فى مجال التعليم وباقى الخدمات ولم يطرح ملف النيل الذى كان مسئولا عنه خلال توليه وزارة الرى؟!
لقد أصبح جنوب السودان الدولة رقم 11 في دول حوض النيل، ومن ثم سيصبح قاعدة عسكرية إسرائيلية-أمريكية فى ظل الحديث عن التغلغل الصهيونى لأفريقيا وهو ما يمثل خطورة علي مصر والسودان.
... هذا الملف يلقى الضوء على الحرب الباردة بين مصر وإسرائيل فى دول المنبع فى القارة الأفريقية.. ومصر وما لها وما عليها والتغلغل الصهيونى، وسيناريوهات الخروج من الغرق!!
نهر النيل بين الخصخصة والتدويل
يبدو أن موقع مصر الجغرافى سيظل مغريا لكل القوى الاستعمارية القديمة والجديدة فعلى مر التاريخ تتعرض مصر لمؤامرات تستهدف محاصرتها ومحاولات لخنقها عبر طرق مختلفة.
ولقد ظهر اهتمام القوى العظمى بمصر، خاصة بعد حفر قناة السويس - كانت هناك مخاوف مصرية بخصوص التحكم في مياه النيل، ولم تكن هذه المخاوف بلا أساس فقد كانتْ هناك دائما «أفكار» وتصريحات أوروبية تثير الشك بهذا الشأن.
فقد حث السير «صمويل باكر» بريطانيا على احتلال السودان؛ لأنه في حالة إجبارها على الجلاء عن مصر، فإنها يمكن أن تظل تحكمها من السودان بالتحكم في مياه النيل، كما أن أحد المهندسين الفَرنسيين في القاهرة، ويدعى «فكتور برومبي» كَتَب عام 1893 «أنَّ أيّة قوة تسيطر على أعالي النيل يُمكن أن تبني سدودا وقناطر تحرم مصر من أية مياه، وقد اقترح إقامةَ مثل هذه السدود على مخارج بحيرات فيكتوريا وألبرت، أو على السوباط والنيل الأبيض.
ومنذ الأزل سعت بعض الدول غير المشاركة بحوض النيل بالتَّنسيق مع إحدى أو بعض دول الحوض؛ لإقامة مشاريع على النهر من باب استثمار النهر، وعلى سبيل المثال ما حدث عام 1964 حينما استخدمت الولايات المتحدة مشروعاتِ استصلاح أراضي أثيوبيا؛ كورقة ضغط سياسي تجاه مصر في الوقت الذي كانتِ العلاقة بين أمريكا ومصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سيئة للغاية، وفي محاولة منها للرد على مشروع السد العالي اقترحت أمريكا في الدراسة إنشاء 26 سَدًّا وخزانا لتوفير مياه الري لأثيوبيا، وبالتالي خفض تصريف النيل الأزرق بنحو 5.4 مليار متر مكعب، مِما يعني أنها ستخلق مشكلة لمصر والسودان، وقد نفذت أثيوبيا مشروعًا واحدًا منها فقط (مشروع سَد فينشا)؛ مِما لم يُفْضِ إلى أيِّ نوع منَ الكوارث، أو العجز المائي لمصر.
وعندما بدأت الازمة بين مصر مع دول حوض النيل، واندلعت الخلافات حول الحصة المخصصة من مياه النيل لكل من مصر والسودان ظهرت ملامح الدور الخفي لإسرائيل وراء تحريض دول حوض النيل الأفريقية «أثيوبيا - كينيا - أوغندا - روندا» لانتهاك الاتفاقية الدولية الخاصة بدول حوض النيل، وقد كشفت أزمة حوض النيل عن توسع الأطماع الصهيونية داخل القارة الأفريقية، خاصة في دول القرن الأفريقي وحوض النيل التي تعتبر دولاً استراتيجية بالنسبة للتوسع الصهيوني في القارة السمراء.
ولم تكن زيارة وزير الخارجية الصهيوني المتطرف «أفيجدور ليبرمان» الذى هدد بضرب السد العالى الى عدة دول افريقية فى سبتمبر 2012 بينها على الأقل 3 من دول حوض النيل من قبيل الصدفة بل تأكيداً على مخططات الأطماع الصهيونية لمحاصرة مصر وخنقها عبر شريان حياتها فى منابع النيل.
وليست الزيارة من قبيل الصدفة، أو من أجل دعم العلاقات الثنائية بين تل أبيب وتلك الدول، بل كانت بمثابة شارة البدء لتمرد دول حوض النيل ضد مصر والسودان، لاستكمال المخطط الصهيوني طويل الأمد ضدهما وتزامنت مع وصول وفود مصرية لدول المنبع للتفاوض حول ما يتعلق بموضوع تعديل اتفاقية تقاسم المياه.
ويروج الصهاينة عبر مسئوليهم أو حلفائهم بالوكالة فى أفريقيا لفكرة مشروع إسرائيلي – أمريكي يجري بحث عرضه علي الأمم المتحدة ل «تدويل» الأنهار المشتركة أو مشروع «خصخصة» المياه الذي يدرسه البنك الدولي، بدعوي منع قيام حروب مياه، وهو ما حذر منه خبراء مياه مصريون من تدويل نهر النيل والضغط علي مصر، ومنهم وزير الموارد المائية السابق محمود أبو زيد.
إذن فإن انقلاب دول حوض النيل على مصر والسودان وتوقيعها لاتفاقيات جديدة لتوزيع مياه النيل لم يكن بشكل مستقل نابع منها بل من تحريض وتوجيه صهيوني.
كما كشف المحلل السياسي الأمريكي «مايكل كيلو»، مؤلف كتاب «حروب مصادر الثروة» عن الدور الذى لعبته «إسرائيل» مع دول حوض النيل لنقض المعاهدة الدولية التي تنظم توزيع مياه النيل، واعتبر أن الأمر يأتي في إطار الاستراتيجية الصهيونية.

السادات علم بأن إسرائيل تتلاعب بمياه النيل
 وقال ستكون بيننا وبينهم حرب
 اعلان جنوب السودان بناء سدين جديدين 



اعلان الكونغو بناء اكبر سد بالعالم 
وتطاول اثيوبيا ع السيسي



▬▬▬▬▬▬▬●●●●







ليست هناك تعليقات: