السبت، 7 نوفمبر 2015

تشويه مصر وقتل أهلها وولعه بحكمها."السيسى" أحدب برمنجهام.!!



الشعب المصرىَّ لن يعترف بممارسات الانقلاب 
الدوبلوماسية البريطانية أرادت أن توصل رسالةً للعالم 
 بأن نظام السيسى لا يحقق الاستقرار لمصر.



فى زيارته الأخيرة إلى المملكة المتحدة بات واضحًا للعيان قائد الانقلاب فى مصر عبد الفتاح السيسى وقد ازداد جسده تحدبًا حتى صار أشبه ما يكون بأحدب نوتردام و إن كان ذلك الشبه بينهما ينحصر فى المواصفات الجسدية والظروف الاجتماعية فحسب، لقد صاغ الشاعر والأديب الفرنسى فيكتور هوجو شخصية الأحدب دميم الخلقة وضيع الأصل رفيع الأخلاق الذى وقع فى حب إحدى الجميلات وعرَّض من أجلها حياته للخطر مراتٍ عدة؛ ليجسد مؤلفُ الرواية بذلك جمال الروح الإنسانية وقدرتها على الحب والعطاء بمعزلٍ عن الجسد الذى ربما يكون دميماً أو مشوهًا، فأحدب نوتردام طفلٌ لقيطٌ من أصولٍ غجريةٍ كان أشبه بمسخٍ شيطانىٍّ رباه أحد القساوسة بكنيسة نوتردام بباريس وعمل بها قارعًا للأجراس، آثر على نفسه ـ من خلال حبهـ أن يحافظ للإنسانية على جمال من يحبها ولو كان ثمن ذلك التضحيةَ بحياته، بينما يحاول السيسى ( أحدب برمنجهام ) تشويه مصر وقتل أهلها من أجل رغبته الجنونية وولعه بحكمها.
 تُظهِر المشاهد التى التقتطتها كاميرات التلفاز خلال استقبال رئيس الحكومة البريطانية له أن تحدبه وتقوقعه على جسده جعله كحيوان القنفذ، إن لغة الجسد التى تكشف هوية صاحبه وحالته النفسية قلما تخطئ فى فضح مكنون نفسه وأفكاره، و إذا كان السيسى يمتلك ـ فى الأساس جسدًا أحدب بطبيعته إلا أن ازدياد تحدبه فضلًا عن ابتسامته الصفراء وخطواته المترنحة المرتبكة لا تنم ـ البتة ـ عن أن زيارته للملكة المتحدة تحمل بشائر خيرٍ بالنسبة له، ويزداد ذلك الطرح وضوحًا من خلال تصريحات رئيس لجنة الشئون الخارجية البرلمانية ببريطانيا ( كريسن بلانت ) بأن "استقرار مصر يتعلق بالمصلحة العليا للملكة المتحدة" وهو مايعنى أن مايهم بلاده ويحقق مصالحها العليا هو استقرار مصر وليس بقاء نظام بعينه فى سدة الحكم ، ويفيد ـ بمفهوم المخالفة ـ أن نظام السيسى إن كان لن يحقق الاستقرار لمصر فإنه سيعرض مصالح بلاده العليا للخطر، فإذا أخذنا فى الحسبان قرار الحكومة البريطانية تعليق رحلاتها الجوية من وإلى مطار شرم الشيخ فى أولى أيام زيارة السيسى على أثر تزايد الاحتمالات القائمة بأن سقوط الطائرة الروسية فى سيناء كان نتيجةً لعملٍ إرهابىٍّ استهدفها فإن الدوبلوماسية البريطانية أرادت أن توصل ـ من بين السطور رسالةً للعالم بأن نظام السيسى لا يحقق الاستقرار لمصر.
 ومن وجهة النظر القانونية فإن استقبال الحكومة البريطانية لقائد الانقلاب فى مصر والوفد المرافق له لا يُعد اعترافًا بشرعية نظامه؛ لأن ذلك الأمر يتطلب إعلانًا رسميًّا صريحًا يصدر عن السلطة المختصة فى الدولة البريطانية يحمل ذلك المعنى وهو ما لم يحدث حتى الآن، كل ما هنالك أنها تتعامل مع سلطة الأمر الواقع، والدليل على ذلك أن دولًا كتركيا وقطر ممن أعلنت صراحةً رفضها نظام الانقلاب فى مصر تتعامل مع البعثات الدبلوماسية التى تمثل حكومة الانقلاب دون أن يكون ذلك التصرف منها محمولًا على القول باعتراف تلك الدول بأية شرعيةٍ لنظامه، هذا بالإضافة إلى أن صفة التأقيت التى أسبغتها الحكومة البريطانية على الحصانة التى منحتها لمن لا يتمتع بالحصانة وفقًا لقواعد القانون الدولىٍّ من الوفد المرافق للسيسى تدل ـبطريق اللزومـ على أن الأمر لا يعدوا أن يكون تعاملًا مع ظرفٍ طارئٍ لا يتسم بالدوام بل إنه يَحمِل فى طياته إقرارًا ضمنيًّا برفضها إضفاء الشرعية على السيسى ونظامه. أما عن السبب الخفىِّ وراء زيارة قائد الانقلاب فى مصر للملكة المتحدة فلا يمكن أن يُحمَل على سعيه لزيادة التعاون الاقتصادىِّ بين البلدين أو جذب فرصٍ لاستثمار رأس المال البريطانىِّ فى مصر، فالمناخ السياسىُّ فى مصر لا يمكن أن يشجع على استثمارٍ أو تعاونٍ اقتصادىٍّ من أىِّ نوعٍ على الإطلاق فى ظلٍّ نظامٍ قمعىٍّ قاطَعَ شعبه انتخاباته الأخيرة وعجز عن بسط مظلة الأمن والاستقرار على إقليم دولته، فضلًا عن أنه بات معلومًا للكافة أن الشعب المصرىَّ لن يعترف بممارسات الانقلاب على الصعيدين : الداخلىِّ والخارجىِّ ولا سيما الاقتصادية منها ولن يتحمل تبعاتها ، كل هذه الأمور وغيرها تجعل من أىِّ تعاونٍ اقتصادىٍّ مع حكومة الانقلاب مخاطرة كبرى لا تُحمد عواقبها.
 - إذًا، ما سر تلك الزيارة التى تَحَمَّلت من أجلها الحكومة البريطانية انتقاداتٍ عنيفةٍ من الداخل والخارج طالما أنه بلغة المصالح يمكن القول: إن تلك الزيارة قد تسببت فى خسائر لها على الأقل من الناحيتين: السياسية والأخلاقية كقوةٍ عظمى يتحتم عليها ألا تسلك طرق الدول المارقة؟
بالقطع هناك أسبابٌ كثيرةٌ حَمَلَت الحكومة البريطانية على ذلك المسلك، فمصالحها العليا التى تحدث عنها رئيس لجنة الشئون الخارجية البرلمانية وقرر إنها ترتبط باستقرار مصر تتمثل فى قناة السويس شريان الحياة لبلاده التى قد تتضرر أو تتوقف الملاحة فيها إذا استمر ذلك النظام الأخرق فى التردى بمصر إلى حافة الهاوية، ساعتها سينقطع ذلك الشريان الذى يحمل النفط والمواد الخام من مناطق انتاجها فى الشرق إلى الشعب الإنجليزىِّ ويعود بها سلعًا مصنعةً تُباع بأضعاف ثمن تكلفة انتاجها، ونظرًا لزيادة تكلفة ومخاطر ومدة نقل السلع عبر طريق رأس الرجاء الصالح سترتفع الأسعارُ بشكلٍ كبيرٍ ولا سيما أسعار النفط ومشتقاته مما قد يؤدى إلى كسادٍ فى تجارة بريطانيا الداخلية والخارجية ولا سيما فى السلع التى يكون عليها الطلب غير مرنٍ، ذلك الكساد سيجبر حتمًا العديد من الشركات والمصانع الإنجليزية على التوقف عن الانتاج تفاديًّا للخسائر التى سُتمنى بها، فترتفع بذلك معدلات البطالة والتضخم التى قد تصيب الاقتصاد البريطانى برمته بالانهيار.
 لكن السؤال الذى يطرح نفسه:
ما الذى يمكن أن يقدمه قائد النظام الأخرق إلى الشعب الإنجليزى تفاديًا لمسلسل الانهيار الذى قد تتعرض له بلادهم؟
الإجابة سهلةٌ وبسيطةٌ، يمكنه أن يتنحى إنقاذًا للموقف، لكن هل سيقبل السيسى ذلك؟
لا أستبعد أن يقبل أو يرضخ للضغوط الدولية التى ترمى إلى تنحيته عن الحكم إذا ما وفرت له بريطانيا ملاذًا آمنًا يأوى إليه ليفر بجسده من مصيرٍ جعله بيديه مصيرًا أسود فيستمتع بالمليارات التى سرقها من أموال المصريين، هل يُعقَل هذا ؟
كل شيئٍ جائز، فالسيسى رجلٌ أخرق مجنون يتسم بالجبن والخسة، إذا ما شعر يومًا بالخطر سيلوذ دون ترددٍ بالفرار، ربما يكون السيسى فى تلك الزيارة يتفقد مثواه الأخير فى بلاد الإنجليز، وقد يسكن مدينة برمنجهام ليكون أحدب برمنجهام.
 المستشار عماد أبو هاشم



ليست هناك تعليقات: