الخميس، 8 أكتوبر 2015

من أجل سوريا.. الرز السعودي يتدفق في أمعاء السيسي



لا شيء مستحيل في عالم السياسة




لا شيء مستحيل في عالم السياسة، فعدو الأمس قد يصبح في يوم وليلة صديقاً وحليفاً إذا اقتضت الظروف، والمصلحة المشتركة وهو ما جعل الكاتب الصحفي المقرب من دوائر الحكم في السعودية "جمال خاشقجي" ، يبشر بتغيير قادم في موقف الجنرال عبد الفتاح السيسي، المؤيد للضربات الوحشية التي يقوم بها الاحتلال الروسي في سوريا.
 قال "خاشقجي" بنبرة العليم ببواطن الأمور: "موقف الأشقاء في مصر من العدوان الروسي في سوريا قد يتغير بإذن الله"، ذلك يعني أن السيسي استطاع ضرب عصفورين بحجر واحد، فقد ظهر أمام المجتمع الدولي في صورة الرجل الذي يحارب الإرهاب، ونعني بالإرهاب هنا ثورات الربيع العربي، فكما أخرج طائرات جيشه التي أكلها الصدأ لضرب الثوار في ليبيا، اخرج أذرعه الإعلامية لتواصل الهجوم على الثوار في سوريا، وتشيد وتمدح السكين الروسي الذي يحز رقاب المسلمين المستضعفين.
- العصفور الثاني الذي اصطاده السيسي هو "الرز" السعودي، الذي توقف برحيل الملك "عبد الله" وتولي شقيقه الملك "سلمان" محابس الرز، فهو يعلم جيدا موقف السعودية من الحكم النصيري العلوي الذي يمثله الأسد، المتحالف مع نظام الملالي الطائفي في إيران، وجاءت تصريحات إيران التي هددت فيها السعودية صراحة هذا الأسبوع، بضربة جوية وصاروخية إن هي لم تنشر الأسباب الحقيقية وراء مقتل حجيجها في منى.
 وكانت طهران قد طالبت صراحة وضع الأماكن المقدسة في السعودية تحت إدارة دولية، فيما تستمر إيران في التضييق على النظام الحاكم في السعودية، عبر ذراعها الحوثي في اليمن، وذراعها حزب الله في لبنان، واذرعها في البحرين وعمان والإمارات.
 حيال ذلك الهجوم الإيراني المسموح به أمريكيا ضد العربية السعودية، وجدت الرياض مصلحتها تقتضي أن تكسر حلقة التقارب بين العسكر في مصر وبين طهران، ذلك التقارب الذي ظهر جليا في الأسلحة المصرية التي وصلت إلى الحوثيين في اليمن، وتخاذل السيسي في مساعدة الحكومة الشرعية والرئيس هادي ضد حليفه في الانقلاب على عبد الله صالح. السعوديَّةُ التي دعمت الانقِلاب في مصر، في 3 يوليو2013، الذي أدّى إلى الإطاحة بالرئيس المنتخَب محمد مرسي الإسلاميِّ، وأتى إلى سُدَّةِ الحكم بوزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، تغير موقفها واستقبلت وفوداً من حركتي حماس الفلسطينية والنهضة التونسيّة وحزب الإصلاح اليمني، وهي تنظيمات مُرتبِطةٌ بالإخوان، كما أنَّ خطابَ وسائلِ الإعلام السعوديّة، على عكسِ نظيراتِها في الإمارات، بدأ يتعامَل بطريقةٍ أكثرَ مفارَقَةً وذكاءً مع مسألةِ "الإخوان".
 ويرتبط هذا التحول في موقفِ المملكةِ بالجغرافيا السياسيّةِ، ونظرةِ الرياض إلى الوضعِ الإقليمي، وقد سبقَ وتعرّضت العلاقاتُ مع الإخوان المسلمين للتقلُّبات في الماضي القريبِ، في الخمسينيّات والستينيّات، كانت المملكةُ ملجأً لكَوادرِ الحركةِ الذين كانوا مُلاحقينَ في مصرَ وسورية والعراق.
 وتظاهر السيسي بدعم التدخُّل السعوديَّ "ظاهراً" في اليمن، مع رفضِه إرسالَ وحدات عسكريّة على الأرض،وأطلق إعلامه ينهش في إدارة "سلمان" حتى ان الجريدةُ الحكوميّةُ، الأهرام، نشرَت في 9 سبتمبر الماضي مقال للرئيس السابق لنقابة الصحفيّين، مكرّم محمد مكرم، يَشجُب فيه كلَّ من يدَعَم الثورة ضد بشار الأسد ، وحيّا جيشَ النظام الذي يحرق المدنيين بالبراميل الروسية المتفجرة. ويضيفُ السيسي على لسان مكرم :"أنَّ اللاجئين لا يهرُبون من بشار الأسد، بلْ منَ "الدولةِ الإسلاميّة"، ويدينُ من يدعم الجيشَ الحرّ المكوَّن من الإخوان المسلمين، وفي خلاصةُ المقال يقول السيسي – على لسان مكرم- للسعودية :"مهما كانت الجرائم التي ارتكَبها الأسد، فهيَ قليلةٌ بالنسبةِ للَّتي ارتكَبَها الإرهابيّون"، في إشارة للإخوان المسلمين..




ليست هناك تعليقات: