السبت، 5 سبتمبر 2015

السيسي يقترب من الدائرة الخطرة


معركة السيسى مع ديناصورات عصر مبارك
 الصراع سيضع السيسي وجها لوجه 
 مع أصحاب مصالح كبيرة ، تمتلك أذرعا إعلامية مهمة 
 هل ينجح السيسي في سحق تلك الرؤوس العصية والمراوغة والمتمرسة 
 أم ينجحون في ترويضه أو إنهاء تجربته .؟


يواج السيسي منذ اليوم الأول لحكمه تحديات كبيرة بسبب المعارضة التي تقودها جماعة الإخوان والتي تخوض صراعها معه على خلفية التنازع الشرعية ، ويعتبره السيسي صراع وجود ، كما عبر عن ذلك في أكث من خطاب له ، أيضا يخوض السيسي معركة مهمة ومقلقة مع التنظيمات الإرهابية والعمليات المفاجئة والعنيفة التي يقوم بها تنظيم داعش في شمال سيناء أو في بعض المناطق الأخرى داخل البلاد ، وهي عمليات تنال من هيبة الدولة وتربك سياساتها الأمنية بدون شك ، غير أن الأحداث التي عشناها ـ أو عشنا جزءا منها ـ خلال الأيام القليلة الماضية تكشف عن أن السيسي بدأ يقترب من معركة أخرى بالغة الصعوبة والخطورة أيضا ، وهي معركة مع ديناصورات عصر مبارك ، ويبدو أنها معركة فرضت نفسها فرضا عليه ، لأني لا أتصور أنه ذهب إليها بنفسه ، بقدر ما أن الظروف والضغوط والحاجة للمال جعلته وجها لوجه معها .
القضية التي عرفت بفساد إحدى الوزارات المهمة ، أو قضية الفساد الكبرى ، والتي قرر القائم بأعمال النائب العام حظر النشر في تحقيقاتها ، ليست مقصورة على فساد قيادات تلك الوزارة فقط ، وإنما هي قضية متشعبة الآن ، وتشمل شخصيات إعلامية كبيرة وشخصيات سياسية ورجال أعمال ، وأعتقد أنها ستهز المجتمع المصري عندما تكشف النيابة العامة عن تفاصيلها بعد أن يزال حظر النشر .
هناك تسريبات أخرى عن قضية لا تقل خطورة عن تلك القضية ، ومتورط فيها مسؤولون في الحكومة الحالية من العيار الثقيل يجري تجهيزها حاليا ، ويتردد أنها بانتظار عودة السيسي من رحلته الآسيوية لاتخاذ القرار ، بالنظر إلى حساسيتها وحساسية الشخصيات المتورطة فيها والتي تؤثر على كيان الحكومة ومجلس الوزراء .
مثل هذه القضايا الكبرى ستضع السيسي وجها لوجه مع أصحاب مصالح كبيرة ، تمتلك أذرعا إعلامية مهمة ، من صحف وفضائيات ومواقع الكترونية كبيرة ، كما تمتلك قدرات مالية ضخمة يمكن أن تؤثر على الأوضاع الاقتصادية "الضعيفة" في البلد وربما تهزها هزا ، وقد لاحظ مراقبون لأحوال الإعلام أن هناك بوادر معارضة طارئة واستثنائية للسيسي في بعض الفضائيات الخاصة المفترض أنها موالية له ، وبعض مقدمي البرامج بدأوا يغمزون في سياسات السيسي الاقتصادية الأمنية ، وهو أمر غير معهود في الإعلام الخاص ، والبعض يحاول أن يربط ذلك بخلفيات ملفات قضايا فساد كبيرة ستطال كثيرا من ملاك تلك المنابر الإعلامية


التحدي السياسي والأمني للسيسي ونظامه خطير بلا شك 
 وهو الأكثر سخونة وبروزا ، ولكن التحدي الاقتصادي هو الآخر تحدي "وجودي" ، لأن بقاء تجربة السيسي مرتهنة بنجاحه في إنقاذ اقتصاد الدولة ووقف الانهيار ، وبالتالي فإن أي تحد يواجهه في تلك المنطقة هو تحدي شديد الخطورة ، مهما بدا هادئا أو باردا أو بعيدا عن الجعجعة والضجيج الإعلامي ، والديناصورات المستهدفة هي الأخرى تنظر إلى تلك المواجهة كمعركة مصير ووجود ، لأنه ميراث عمرها وعائلات بكاملها ، ولذلك لن تكون سهلة على الطرفين ، والثمن فيها ، من الدولة واقتصادها ومن رجال الأعمال أيضا ، قد يكون فادحا ، والقدر المتيقن الآن ، أن الفترة القادمة ستشهد صداما كبيرا في هذه الساحة ، وسنراقب ، مع الرأي العام كله ، من يحسم الجولة ، وهل ينجح السيسي في سحق تلك الرؤوس العصية والمراوغة والمتمرسة ، أم ينجحون في ترويضه أو إنهاء تجربته .







ليست هناك تعليقات: