من يفتقد الشرعية دائما ما يسعى للشرعنة
وهذا هو حال الانقلابات العسكرية والأنظمة الإستبدادية
قسيس من داخل الكنيسة :
العسكر ظلمة حرامية قاعدين على كراسى
وهذا هو حال الانقلابات العسكرية والأنظمة الإستبدادية
قسيس من داخل الكنيسة :
العسكر ظلمة حرامية قاعدين على كراسى
ويهاجم القضاء والاعلام ويشكر الاخوان
كثيرا ما سخر بعض المدعين من قضية الشرعية والمدافعين عنها بدافع الكره لفصيل أو تيار بعينه، وهم بذلك يهدرون مبدأ مركزيا في تأسيس أى نظام سياسي مستقر، فالشرعية مبدأ لا شخص، وبدونها يتفقد معيار الحكم على الأشياء والظواهر فى عالم السياسة، وهب الخط الفاصل بين النظم الديموقراطية والنظم الانقلابية، فلا يمكنك الحديث عن الديموقراطية إلا إذا كنت تستبطن قضية الشرعية كمبدأ مركزب ومن ثم لا يمكنك الحديث أيضا عن الانقلاب إلا إذا كنت تستبطن نفس المفهوم حتى لو لم تصرح به لحساسية في نفسك أو لكره في خصمك، ولعل هذا هو ما جعل البعض – ومنهم أساتذة علوم سياسية للأسف – يهللون لما حدث في 3 يوليو ويزورن توصيفه الحقيقي الذي لا يمكن لأي طالب حر أن يصفه إلا بوصفه.
ولا تكتسب قضية الشرعية مركزيتها في النظم الديموقراطية فقط بل حتى في أذهان المنقلبين المغتصبين للسلطة، فمن يفتقد الشرعية دائما ما يسعى للشرعنة، وهذا هو حال معظم الانقلابات العسكرية والأنظمة الإستبدادية التي تدرك إلى أن استمرار وجوده يحتاج لحالة من حالات الشرعية ولو كانت زائفة، ومن ثم تلجأ مثل هذه النظم إلى إجراء انتخابات شكلية تصنع على أعينهم وتكون نتيجتها معروفة قبل إجراؤها، إنها عادة المنقلبين والمستبدين دائما، السعى لشرعنة وجودهم بأي شكل كان حتى لو كان ذلك بطريقة تزوير فجة، المهم لدى المغتصب أن يصدر اللقطة الانتخابية لحلافائه في العالم بعد اتفاق مسبق بينهما على إجراء عملية تجميل لانقلابه القبيح بما يرفع عنهم الحرج في دعمه فى العلن بدلًا من الخفاء.
حاول المنقلب المصري أن يصنع هذه اللقطة بطريقة احترافية يظهر فيها الجماهير كما فعل في 30 يونيو ،ففشل فشلًا ذريعًا، فالجميع أدرك ما فعله في 3 يوليو وما تلاه من مجازر إنسانية هي الأولى في تاريخ مصر المعاصر (مجزرة رابعة وأخواتها كمثال)، كما أن الجنرال سبق وقطع عهدا على نفسه أمام الشعب بعدم الدخول على السلطة حالفا بالأيمان المغلظة “أقسم بالله ما لينا طمع فى حكم مصر “وبكرة تشوفوا “، “لا والله ما حكم عسكر”.
لم تدخل هذه الأيمان المغلظة على ذوي العقول التي أبت استبدالها بالبيادة، فالمنقلب لا يمكن أن يكون إلا منقلبا كاذبا مخادعا منافقا غادرا خائنا للعهود بطبعه وطبيعته وتطبعه، ولما لا وقد انقلب على مطلب الجماهير التي ادعى زورار وبهتانا انحيازه لها خوفا على البلاد من حرب أهلية. لقد كان مطلبهم الوحيد والحصري انتخابات رئاسية مبكرة ولم يكن الانقلاب العسكري ولا تصدر الجيش للمشهد، لكنه لم يعبأ بهذا وفرض خارطة طريق لا علاقة لها من قربب أو من بعيد بمطلب الانتخابات المبكرة، كما رفض في نفس الوقت كل المبادرات الداعية لاجراء استفتاء شعبي لحل الأزمة.
ولا تكتسب قضية الشرعية مركزيتها في النظم الديموقراطية فقط بل حتى في أذهان المنقلبين المغتصبين للسلطة، فمن يفتقد الشرعية دائما ما يسعى للشرعنة، وهذا هو حال معظم الانقلابات العسكرية والأنظمة الإستبدادية التي تدرك إلى أن استمرار وجوده يحتاج لحالة من حالات الشرعية ولو كانت زائفة، ومن ثم تلجأ مثل هذه النظم إلى إجراء انتخابات شكلية تصنع على أعينهم وتكون نتيجتها معروفة قبل إجراؤها، إنها عادة المنقلبين والمستبدين دائما، السعى لشرعنة وجودهم بأي شكل كان حتى لو كان ذلك بطريقة تزوير فجة، المهم لدى المغتصب أن يصدر اللقطة الانتخابية لحلافائه في العالم بعد اتفاق مسبق بينهما على إجراء عملية تجميل لانقلابه القبيح بما يرفع عنهم الحرج في دعمه فى العلن بدلًا من الخفاء.
حاول المنقلب المصري أن يصنع هذه اللقطة بطريقة احترافية يظهر فيها الجماهير كما فعل في 30 يونيو ،ففشل فشلًا ذريعًا، فالجميع أدرك ما فعله في 3 يوليو وما تلاه من مجازر إنسانية هي الأولى في تاريخ مصر المعاصر (مجزرة رابعة وأخواتها كمثال)، كما أن الجنرال سبق وقطع عهدا على نفسه أمام الشعب بعدم الدخول على السلطة حالفا بالأيمان المغلظة “أقسم بالله ما لينا طمع فى حكم مصر “وبكرة تشوفوا “، “لا والله ما حكم عسكر”.
لم تدخل هذه الأيمان المغلظة على ذوي العقول التي أبت استبدالها بالبيادة، فالمنقلب لا يمكن أن يكون إلا منقلبا كاذبا مخادعا منافقا غادرا خائنا للعهود بطبعه وطبيعته وتطبعه، ولما لا وقد انقلب على مطلب الجماهير التي ادعى زورار وبهتانا انحيازه لها خوفا على البلاد من حرب أهلية. لقد كان مطلبهم الوحيد والحصري انتخابات رئاسية مبكرة ولم يكن الانقلاب العسكري ولا تصدر الجيش للمشهد، لكنه لم يعبأ بهذا وفرض خارطة طريق لا علاقة لها من قربب أو من بعيد بمطلب الانتخابات المبكرة، كما رفض في نفس الوقت كل المبادرات الداعية لاجراء استفتاء شعبي لحل الأزمة.
كان واضحا أن رجلا مثل هذا يخشى إجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء شعبي في عز ما يصفه بالثورة الشعبية والأعداد الغفيرة التى ادعى تظاهرها في ذلك اليوم لتصل إلى 33 مليون و45 مليون وفقا لما روجوا فى أبواقهم الاعلامية وطائراتهم العسكرية الهوليودية.
كان واضحا أن رجلا مثل هذا لا يمكن أن يلجأ إلى الشعب فى أى عملية احتكام، فقوته لا يستمدها منه بل من السلاح، وربما لو عاد للشعب لخذله وأذله، وبالمناسبة هذه هي عادة العسكرى دائما لا يأمن للناس ولا يأمن الناس له.
قرر الجنرال العودة مرة أخرى لخداع الشعب مرة أخرى عبر مسرحية إعلامية تروج لمقولة “الشعب هو اللي طالب” “الشعب هو اللي بيتحايل عليه”، فيقرر الرجل بعض تردد مصطنع أقرب مايكون إلى التمثيل وتلبيس العمة أن ينزل على رغبة الجمهور بل ينزل على رغبته هو شخصيا، في مشهد قريب من مشاهد الأفلام الهندية التي يستمتع المشاهدون بفائض خيالها.
لم تدخل هذه المسرحية على الشعب من كثرة مشاهدته لها خلال عقود من الحكم العسكري المباشر وغير المباشر، حتى تداول الشعب جيلا عن جيل بعض النكات الخاصة بهذه المسرحية المتكررة، يحكى مثلا أن رجلا ذهب للادلاء بصوته في إحدى الاستفتاءات في عهد مبارك، وصوت بلا وحينما عاد للمنزل سألته زوجته فأخبرها، فانهارت من الخوف، وطلبت منه الرجوع لتعديل صوته بنعم حتى لا يحدث له مكروه فيما بعد، فذهب لمقر اللجنة الانتخابية فوجدها خاوية على عروشها، فسأله أحد الضباط ماذا تريد، فحكى له ما فعل ورغبته في تصويب ما فعل صباحا، فرد على الضابط قائلا: “روح.. احنا غيرناه ومتعملش كده تاني المرة الجاية”.
كما يحكى أيضا أن جمع من الناس تجمع أمام قصر حاكما عربيا يحتضر على فراش الموت، فسأل عن ذلك حراسه فقيل له إن الشعب جاء ليودعك، فقال “ليه هو الشعب رايح فين”.
هذا النكات وغيرها لم يطلقها الشعب من فراغ، ولكن من هول الفجر الذى مارسه الحكام المستبدين في تزوير إرداة الشعب عبر عقود. حاول المنقلب استنتساخ تجربة سابقيه ولكنه لم يدرك أن زمانه مختلف عن زمان رفاقه المستبدين، وأن هذا الشعب قد ذاق طعم الحرية فعلا ومارسها لأول مرة فى حياته وعبر عن إرداته في خمس استحقاقات انتخابية تنافسية نزيهة متتالية بعد الثورة خرج فيها بالملايين في شكل حضاري غير مسبوق.
أبى الشعب إلا أن يلقن المنقلب درسا في عدم نسيان طعم الحرية ونسيمها الذي مرره المنقلب ولوثه بانقلابه الغادر، فكانت المفاجأة مدوية من عموم الناس في أول استحقاق شكلي في قاطعة طريقم، وهو الاستفتاء على تعديلات الدستور المعطل، إذ قرروا المقاطعة شبه الشاملة، فصارت اللجان خاوية على عروشها، وهو ما اعترف به النظام وأبواقه وراح بعضهم يلطم في وسائل الإعلام ويحايل ويتحايل على الشباب ويتودد إليهم ليشاركوا، ثم عرض بعضهم على رئيسهم المؤقت بأن يجري لقاء مع الشباب، ليبحث معهم أسباب عزوفهم ويطمئنهم على المستقبل، واضطروا في النهاية إلى تزوير أرقام ونسب المشاركة، فزعموا بأن عشرين مليونًا من المواطنين ذهبوا وأدلوا بأصواتهم في الاستفتاء الذي قاطعه كثير من الناس.
وهو ما يستدعي إلى الذاكرة استفتاء 2012 على الدستور والذى شارك فيه جمع كبير ولم يعلن مقاطعته أحد وكانت محصلته 17 مليونا ناخبا فقط، 64% لنعم وأكثر من 30% لا، وكأنهم بذلك أرادو أن يرسلوا رسالة مفادها أن الاستفتاء الذي تتم مقاطعته يكون المصوتين فيه أكبر عددا من الاستفتاء الذى يشارك فيه الجميع، وهو قمة الإعجاز الافتائي والاستفتائي، على حد قول عبد العاطي.
ثم جاء الاستحقاق الشكلي الثاني في قاطعة الطريق، وهو الانتخابات الرئاسية..
وكانت الرسالة أقوى في المقاطعة والعزوف، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، وشهدوا أنفسهم أيضًا بذلك، ولكن بصورة أكثر بكائية تحولت إلى وصلة ردح وشتائم بالجملة للشعب، أين أنتم؟ أين الناس؟ أين الشعب؟
هما راحوا فين؟ شعب لا يستحق، شعب ذليل، وخاطبتهم إحدى الإعلاميات فى قناة الفراعين زاجرة:
“ما ينفعش نعمل الطبخة اللي فاتت دي كلها وتيجوا تبوظوها عشان شوية ملح”، في إشارة بليغة إلى طبيعة ما حدث في 3 يوليو حتى الآن، وكأن هناك من طبخ ويحتاج للشعب حتى تكتمل الطبخة، لأن طبخة بدون ملح لن تؤكل، ولن يقتنع بها الضيوف (الخارج) الذين ما برحوا يشترطون وجود الملح (الشعب) ليقبلوا عزومته التي يترددون في قبولها علنيا أمام شعبهم منذ 3 يوليو وإن كانوا يقبلونها من تحت الطاولة، ومن فرط سذاجتهم فقد ظنوا أن الشعب يحتاج إلى إغراء، فقدموا له إجازة من العمل، فقدم لهم إجازة من التصويت، فأفرطوا في سذاجتهم، فقرروا ترهيبه، تارة بالغرامة وتارة بالحبس والتحويل للنيابة وقرروا مد التصويت ليوم ثالث في سابقة ربما لم تحدث في جمهوريات الموز، فكان الرد أننا سندفع الـ500 جنيه على الحذاء ولن نذهب، فقد ظهرتم على حقيقتكم وفهمنا اللعبة، واضطروا في النهاية (كما اضطروا في الاستفتاء) إلى تزوير أرقام ونسب المشاركة، فزعموا بأن 25 مليونا قد صوتوا في هذه المسرحية الخاوية من الجماهير، في رسالة أيضًا بأن الانتخابات التي تقاطع تعادل الانتخابات التي يشارك فيها الجميع (انتخابات 2012 ذهب إليها 26 مليون ناخب)، وهذا هو قمة الإعجاز في انتخابات الإنجاز.
كانت رسالة المقاطعة صادمة لهم، وأثبتت بالدليل القاطع أن استخدام كلمة الشعب خلال الفترة الماضية لم يكن إلا عملية ممنهجة للعب بالشعب من خلال الشعب، وهو من ساعتها يخاف أن يواجه شعب أو جمهور بل يصنع جمهوره الخاص ،إنها لعبة الشعب ومحاولة التلاعب به ، فهل يجيدها مثله. الغادر مفضوح في لعبة الشعب.
قسيس من داخل الكنيسة :
العسـكر ظلمة حـرامية قاعــدين على كراسـى
ويهاجم القضاء والاعلام ويشكر الاخوان
العسـكر ظلمة حـرامية قاعــدين على كراسـى
ويهاجم القضاء والاعلام ويشكر الاخوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق