بعد أحداث السفارة الصهيونية"... طنطاوى رجل المرحلة"
من يرى أفعال قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى وقراراته الغريبة يعرف جيداً أن هناك من هو أعلى من منه وأنه ينفذ أجندة خاصة معروفة لكل المتابعين بأنها "التبعية" التى جعلت من بلادنا ساحة لتنفيذ المخططات الصهيو أمريكية لضمان وجود الكيان.
وظهر ذالك بوضوح عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير واعتلاء المجلس العسكرى بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى الحكم بعد تنحى المخلوع محمد حسنى مبارك، وأعلنت السلطة حينها عن انتخابات رئاسية بعد تكاتف أبناء الشعب واختيار رئيس مدنى منتخب، وهذا ما حدث بالفعل واختار الشعب "محمد مرسى العياط" رئيسًا للبلاد.
ولكن كل ذالك كان معروفًا للمتابعين أنه ضد مصالح العسكر والإمبراطورية الكبيرة للعسكر مهدداً بزوال دولة الفساد والمصالح المشتركة بين الكبار، وجاء الانقلاب العسكرى بقيادة "عبدالفتاح السيسى" وبأجندة طنطاوى رجل مبارك وأمريكا، فبقاء الأوضاع كما هى بعد انتخاب الرئيس الشرعى والحرب الشرسة التى خرجت ضده من رجال مبارك والمجلس العسكرى وأموال الإمارات جلعت من أى انجاز لا يخرج للنور، وكذالك الحال بعد الانقلاب العسكرى فرغم سيطرته على الإعلام المأجور إلا أن هناك حرب خفية وصراعات لا تتوقف بين رجال مبارك والسيسى ورجاله، الذى اعترف فى احدى تسريباته بإن كل ما عليه البلاد اليوم قبل وبعد الانقلاب العسكرى هو من تخطيط المشير طنطاوى، وهو ما تنشره "الشعب" فى الفيديو الموجود ادناه)
"جمال ريان" يكشف المستور
وكان الإعلامى الفلسطينى والمذيع بفضائية الجزيرة "جمال ريان" قد لفت مراراً وتكراراً أن طنطاوى هو الحاكم الفعلى للبلاد رغم وجود السيسى ورجاله فى الحكم، ولكن شهادة ريان والأدلة التى قدمها تثبت عكس ذالك، وأن الحكم بيد طنطاوى.
وقال ريان فى احدى تغريداته،: إلى متى يحكم المشير طنطاوي مصر بالقوة بدل رئيس شرعي انتخبه الشعب في خمسة استحقاقات انتخابية والسيسي رئيس الضباط يصول يجول دون تفويض من الشعب".
وأضاف: "السيسي هو من فضح طنطاوي بانه وراء الانقلاب على مرسي حينما قال في التسجيل “كل حاجه انا بنعملها طنطاوي هو صاحبها".
وتوجه "ريان" إلى الشعب المصري; قائلًا: "اصحو يا مصريين حاكمكم الفعلي الآن هو المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ورئيسكم الشرعي المنتخب في المعتقل".
رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق يعترف:
طنطـــاوى كان رجــل المهـــام الصعبة لإســـرائيل
قال "ليون بانيتا" مدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق فى الفترة التى اندلعت فيها ثورة يناير، والذى تولى فيما بعد منصب وزير الدفاع الأمريكى فى فترة حكم المجلس العسكرى، منذ أبريل 2011، ان طنطاوى كان رجل على غير المتوقع فقد أنقذ رجال إسرائيل فى مصر فى الأحداث المعروفة إعلامياً بأحداث السفارة الإسرائيلية، وأضاف رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق، فى تعامله مع طنطاوى قائلاً: بدأ التعامل معه عند أحداث السفارة الإسرائيلية، عندما قامت مجموعة من المتظاهرين بحصار واقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة.
يحكى "ليون بانيتا" عن الاتصال الذى تلقاه بصفته وزيراً للدفاع الأمريكى من نظيره الصهيونى "إيهود باراك"، يطالبه فيه بالتدخل لدى مصر لحل الأزمة، خاصة أنه يكشف عن معلومة لم يعرفها كثيرون وقتها، وهى وجود ستة إسرائيليين محتجزين فى السفارة خلال حصارها، الأمر الذى كان يعنى حدوث أزمة عنيفة بين مصر وإسرائيل لو كانت الأوضاع قد خرجت أكثر عن السيطرة.
يقول "بانيتا" فى مذكراته: قال لى "إيهود باراك" وصوته يحمل قلقاً واضحاً: "عندنا مشكلة فى مصر، هناك حشد من المصريين يحاصرون سفارتنا وهاجموها، وحطموا أسوارها، وهم يشقون طريقهم الآن داخل المبنى. لقد أخرجنا بالفعل معظم رجالنا من هناك، لكن ما زال هناك ستة من الإسرائيليين محتجزين وراء آخر باب. لا بد أن نخرجهم".
استغرقت لحظات حتى أستوعب ما كان يخبرنى به. كنت قد نسيت أن إسرائيل تحتفظ بسفارة صغيرة مؤمَّنة جيداً فى القاهرة كتجسيد ظاهر لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية. ذكرتنى مكالمة "باراك" بهذه الحقيقة، لكننى لم أكن واثقاً ما الذى يمكننى عمله. سألته: ماذا تريد منى أن أفعل؟ ورد "باراك" بحدة: أريد منك أن تتصل بـ"طنطاوى" (المشير حسين طنطاوى الذى كان وزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس العسكرى وقتها)، وأن تطلب منه أن يرسل قواته الأمنية إلى الساحة، وأن يطلق سراح رجالنا. ويتابع "بانيتا": كان المشير حسين طنطاوى وقتها يرأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى الحكم إثر سقوط "مبارك"، وكان هو الحاكم الفعلى لمصر بكل المقاييس، على الأقل، حتى يتم إجراء انتخابات. كان "طنطاوى" يعد رسمياً نظيرى كوزير للدفاع فى الجانب المصرى. أنا لم يكن فى مقدورى أن أفرق حشداً فى القاهرة، لكن "طنطاوى" كان يستطيع.
وواصلنا الاتصال به للتأكيد على هذه النقطة التى تتلخص بتجنب أى صراع أو مشاكل مع إسرائيل. ويواصل: "وأخيراً.. رد طنطاوى على اتصالاتنا. أمسكت بالهاتف ولم أضيع الوقت فى اللف والدوران. قلت له: سيادة المشير، هناك الآن أزمة فى شوارع بلدك. إن السفارة الإسرائيلية تتعرض لهجوم. وهناك ستة أشخاص أبرياء هناك.
أنا بحاجة لتأكيد وضمانة شخصية منك بأنك ستفعل كل ما فى وسعك لإخراجهم من هناك أحياء.. الواقع أننى لم أكن قد تحدثت إلى الرجل من قبل، لكننى كنت أبدو وكأننى أوجه إليه الأوامر باسم أمريكا. لم تكن هذه هى الطريقة التى أفضلها لإدارة وسير الأمور، لكننى لم أكن أملك خياراً آخر". ويتابع "بانيتا": لكن الواقع، أن هدوء "طنطاوى" كان يفوق حدتى. بادرنى وزير الدفاع المصرى بالقول، كأنه لم يسمع كلمة واحدة مما قلت: سيادة الوزير "بانيتا"، إنه لشرف كبير لى أن أتحدث إليك.
"إننى أتطلع لمقابلتك ولقائك فى مصر، إن بلدنا العظيم، وبلدكم العظيم يحافظان على علاقة شديدة التميز بينهما".
"إننى أتطلع لمقابلتك ولقائك فى مصر، إن بلدنا العظيم، وبلدكم العظيم يحافظان على علاقة شديدة التميز بينهما".
ويواصل "بانيتا": "كانت حدة غضبى تتزايد وهو يواصل الكلام متجنباً الخوض فى سبب مناقشتنا من الأساس. لقد كنت أحتاج وأنتظر منه ضمانات وتأكيدات بأن الموقف تحت السيطرة، ولم أكن أنتظر منه دعوة لزيارة القاهرة. وأخيراً، وصل إلى الموضوع، وقال لى إن قواته الأمنية موجودة الآن على الساحة، وإن إنقاذ الإسرائيليين قد تم بالفعل .
(وقامت حينها القوات العسكرية الخاصة بمهاجمة المتظاهرين بمحيط السفارة مما أوقع العديد من القتلى والجرحى واعتقال البعض الأخر معللين بأنهم تعدو على أفرد الأمن المتواجدين هناك وهو (ما أثبتت شهادة الشهود صحته.
"واختتم وزير الدفاع الأمريكى الأسبق حديثه بإنه وفى مساء ذلك اليوم، شقَّت قوات الأمن المصرية طريقها إلى داخل مبنى السفارة الإسرائيلية، وأحبطت الهجوم عليها. وأوقفت المهاجمين، وقامت بإطلاق سراح الإسرائيليين. وهكذا، بمجرد أن انتهت تلك الأزمة، قبلت دعوة "طنطاوى" التى وجهها إلىَّ فى هذا اليوم، وقمت بزيارته فى مصر. وصرنا نعمل معاً عن قرب منذ تلك اللحظة.
وهو ما يستدل على تعاون طنطاوى الكامل مع كافة الجهات الأمريكية التى كانت تتوسط بينه وبين الكيان الصهيونى لتحقيق مستويات آمنه له حسب هواه فى مصر، وهو ما تكرره أفعال قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى بإن أمن الكيان الصهيونى أهم أولوياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق