السبت، 1 أغسطس 2015

ماذا استفاد الإخوان بعد كل هذه التضحيات؟..



أما آن للإخوان أن يستسلموا؟ 
لو كانت مصلحة الإخوان هى المعيار لاستراحوا من هذا الجهد الجهيد منذ ثمانين سنة تقريباً 
 و لم يتعرضوا للتعذيب و السجون و القتل و الإعدام 
 و لكنهم آثروا طريقهم إرضاً لله و حباً فى هذا الوطن.


تختلف أو تتفق مع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر ، إلا أنك لا تستطيع أن تخفى احترامك لصمودهم و ثباتهم طول المدة السابقة ، فضلاً عن تلك التضحيات الجسيمة التى ضحوا بها ، و التى  لا يستطيع تحملها أحدٌ من البشر.
ولكن  يمكنك أن تتراجع فى تفكيرك خطوةً إلى الوراء ، فتتساءل مع نفسك ، و ماذا استفاد الإخوان المسلمون بعد كل هذه التضحيات؟.
هل انكسر النظام الذى انقلب عليهم و على رئيسهم؟ ، فمازال النظام ينعم بحكم المصريين ، أيدوا أم اعترضوا ، و الحياة تسير و الأيام تمر ، و كل مصرى فى همه الجاد أو الهزلى مشغول ، فلا شئ قد تغير.
وعليه ربما ترى أن من الأصلح للإخوان أن يتراجعوا عن موقفهم فتهدأ الأمور ، و تعود الحياة إلى سيرتها الأولى.
لاحظ (الأصلح للإخوان) ، و كأن من ينتقدهم و لو بموضوعية يختزل  كل ماقاموا به و يقومون ، فى مجرد مصلحتهم ، و ليس مصلحة الوطن.
نعم مصلحتهم ينبغى أن تكون محل اعتبار، و لكن   ينبغى أن ترجع إلى أدبياتهم قبل حركة 30 يونية ، بل قبل ترشيح مرسى للرئاسة ، لا ، بل من أواخر عشرينات القرن الماضى.
سترى أنهم يضعون الله هو الغاية ، أى أن عملهم يجب أن يكون خالصاً لله ، وأن مصلحة الأمة مقدمة على مصلحتهم ، و أن الحق فوق القوة ، وأنهم مستعدون أن يجوعوا ليشبع الناس ، وأن يموتوا لتحيا الأمة ، و أنهم يتزاحمون عند المغارم ، و يقلون عند المغانم ، و قد تجلى ذلك لكل من تعاطف معهم و لكل من عاداهم.
فلا تجد من ينكر جهادهم لليهود فى حرب فلسطين فى الأربعينات ، وقتما ضعف الناس أو تخاذلواعن الدفاع عنها ، و فى مساندتهم للحركة المباركة التى أُطلق عليها فيما بعد ثورة 23 يوليو، الأمر الذى لم يستطع أحد قادتها إنكاره فيما بعد ، و لكنهم حاولوا طمسه بعد سيطرتهم على الحكم ، و فى حرب القناة لم يقاوم الإنجليز مثل ما قاومهم الإخوان فى الخمسينات من القرن الماضى ، و فى أعمال الخير و فى النقابات لم يستطع أحد أن ينافسهم ، لا من الحكومة و لا من المعارضة ، فاستطاعوا أن يحوزوا على ثقة الناس ، مقابل فقدان الثقة  فى الحكومة و فى غيرها من الاتجاهات الأخرى.
لو كانت مصلحة الإخوان هى المعيار لاستراحوا من هذا الجهد الجهيد منذ ثمانين سنة تقريباً ، و لم يتعرضوا للتعذيب و السجون و القتل و الإعدام ، و لكنهم آثروا طريقهم إرضاً لله و حباً فى هذا الوطن.
ولو فكر الإخوان  فى الانسحاب من المشهد فى ظل الأحداث الآنية ، لسقطت دعوتهم فى نظر المتعاطفين معهم قبل المعادين و المحايدين ، بحُجة أنهم لوأرادوا الانسحاب فكان ذلك من البداية هو الأولى ، و لو افترضت جدلاً  أنهم قد انسحبوا من المشهد ، فمن ذا الذى سيتبنى مبدأ السلمية ، و من سيقف أمام النظام بالأساليب الموضوعية و الحُجج القوية ، فلا عشوائية و لا فوضى ، و لكن الحكمة هى السبيل.
يرى المراقبون أن النظام قد راهن منذ 3|7|2013 على الوقت ، أملاً فى الاستقرار ، و مساندة دول العرب و العجم ، فإذا بالوقت كلما يمر يكون لصالح الإخوان ، ففى الخارج تزداد مساحة دائرة المنتقدين للنظام و ممارساته القمعية و أحكام الإعدام  الصادرة ضد الإخوان ، مع تراجع العديد من قادة الدول عن الصدع بتأييد النظام. و فى الداخل طالما تراجع الكثير من مؤيديه ، بل وانضمامهم مع الإخوان ، مما يعنى أن الإخوان لم يفشلوا حتى تاريخه فى تحقيق أهدافهم ، ولم ينجح النظام فى الاستقرار و نشر الأمن و الأمان فى ربوع البلاد.
و من أبرز المعايير الجوهرية لنجاح أو فشل نظام ( الاقتصاد ، الاستقرار ، الاستثمار ، الأمن و الأمان ، السياحة ، الروح المعنوية للمواطنين ، علاقة مؤسسات الدولة مع مواطنيها ن علاقة النظام بدول و شعوب دول الجوار) ، و غيرها .
فإذا رأيت بمنظورٍ موضوعى أن النجاح فى هذه المجالات السابقة قد حققه النظام فاطلب من الإخوان التراجع و الاستسلام ، و لكن  ربما تسمع  منهم رداً مُفحماً : بدلاً من مطالبتنا بالتراجع تعاطفاً مع النظام ، فاصدع فى  وجه العسكر مطالباً إياهم بالرجوع إلى ثكناتهم ، حتى يعيش المصريون فى حريةٍ و أمن ٍ و أمان .......









ليست هناك تعليقات: