السبت، 1 أغسطس 2015

"البولشوى" الروسى وصناعة العسكر القـــائد "الهَشَــكة"..فيديو



مراحــل صناعــة القـــائد "الهَشَــكة"


السيسى لن يكون آخر " هَشَكَه " يحكم مصر
 فقد أتقنت قواتنا المسلحة - بأيدٍ مصريةٍ وخبرةٍ روسيةٍ
 طريقة صناعة وإعداد الهشكة .
 وأصبح لديها كوادر الهشكة المؤهلةِ لإدارة البلاد .
 ربما يصل - قريبًا - الجندى أحمد " هَشَكَه " إلى قصر الإتحادية ، ولمَ لا ؟ إنه " هشكه " أصلى موهوب بالفطرة .

فى تمام الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبرعام 2000 م استأذن أحد الجنود فى الدخول إلى ميس ( مطعم ) الضباط  بكتيبة استطلاع الفرقة 18 مشاة ميكانيكى التابعة لقيادة الجيش الثانى الميدانى ، وتوجه نحوى - على الفور - أثناء تناولى طعام الغداء ، كنت وقتها ضابط احتياطٍ بجهاز الاستطلاع التابع لإدارة المخابرات الحربية وفى ذات الوقت أحتفظ بوظيفتى المدنية كوكيلٍ للنائب العام . بمجرد أن وصل الجندىُّ إلى حيث أجلس بادر بأداء التحية العسكرية وسلمنى نص إشارةٍ  وردت من قيادة الفرقة وهو يقول لى : إن قائد الكتيبة قد أحالها إليكم - يا أفندم - لتنفيذ ما ورد بها من أوامر ، تركتُ الطعام وأمسكت بالإشارة وأنا أدعو الله ألا تكون المأمورية مجرد حماقةٍ جديدةٍ تضاف إلى سلسلة حماقاتِ مراسم الكهنوت العسكرى ، وهذا سيكون - فيما بعد - مجال حديثنا  ،  وقبل أن أقرأ نص الإشارة وقع نظرى على لوحةٍ أمامى كٌتب فيها  " من أقوال القائد الأعلى : إن العسكرية المصرية هى المدرسة العليا للوطنية ومصنع الرجال وعرين الأبطال فى كل الأزمنة والعصور  " .
كان فحوى ماورد بالإشارة يخلص فى أن أندفع بخمسةِ جنودٍ إلى مقر قيادة الفرقة فى تمام الساعة الخامسة عصر ذلك اليوم ، وعلى الفور أمرت الجندىَّ حامل الإشارة بالانصراف لاستدعاء مساعد ( صول ) الكتيبة لشئون الأفراد ، وقبل أن أتم طعامى كان المطلوب ماثلًا أمامى فأمرته بتجهيز خمسة جنودٍ من غير المدرجين بكشوب الخدمة والحراسة على ألا يكون من بينهم الجندىُّ أحمد " هَشَكَه  " وشدَّدتُ عليه أن يتأكد  بنفسه من مراعاة هؤلاء الجنودِ لكافةِ اللوائح والأوامر والتعليمات المستديمة الواردة بالنشرات العسكرية للقوات المسلحة فيما يتعلق بالمظهر والهندام العسكرى ، وأمرته أن يصطفَّ الجنود رفقة سائق السيارة التى ستنقلنا إلى نقطة التجمع بالفرقة فى غضون ساعةٍ من وقت تلقيه الأمر على أن يعطينى قبل انتهاء الساعة إشعارًا بتمام التنفيذ  .
وفى الوقت المحدد كان كلُّ شيئٍ على ما يرام ، فتوجهت إلى قائد الكتيبة لأخبره أننى خارجٌ لتنفيذ المأمورية ، وكعادتى دلفتُ إلى مكتبه دون أن أؤدى التحية العسكرية الواجبة له ، و السبب تحمله أحداث قصةٍ  سأتناولها لاحقًا ، وقبل انصرافى سألته عن كنه تلك المأمورية فأجابنى : إنه لا يعرف أكثر مما ورد بالإشارة ، تركته وانصرفت ، ولدى وصولى إلى مكان السيارة كان الجندىُّ أحمد " هَشَكَه " واقفًا - بانتظارى - رفقة الجنود المُختارين لتنفيذ المأمورية ، لم يكن اسم " هَشَكَه " هذا هو اسمه الحقيقى بل إنه الاسم الذى  اشتُهِر به بين زملائه من الجنود نظرًا لصوته الأنثوىِّ الناعم وحركاته اللينة التى تشبه - إلى حدٍّ بعيدٍ - حركات النساء .
برقةِ وحياء العذارى وجه " هَشَكَه " الحديث إلىَّ قائلًا :
ـ يا أفندم كنت - بعد إذن حضرتك - أريد أن أشارك مع زملائى فى تلك المأمورية ،
ـ أى مأمورية يا عسكرى ؟
ـ المأمورية التى تخرجون الآن لتنفيذها  .
ـ وهل تعرف ما هية تلك المأمورية ؟
ـ لا ، ولكن أريد أن أرى الشارع فمنذ أكثر من خمسين يومًا لم أقم بأجازتى القانونية .
ـ وما الذى أدراك أنها ستكون مأموريةً سهلةً ، أنا لا أعرف ما هيتها للأن ، ربما تنطوى على أعمالٍ شاقةٍ لا تناسبك ، لذلك أمرت باستبعادك منها .
انطلقت السيارة بنا حتى وصلنا إلى نقطة التجمع بقيادة الفرقة قبيل الساعة الرابعة بقليلٍ ، وما إن وصلنا حتى تركتُ الجنود تحت قيادة أقدمهم وتوجهت إلى فرع القضاء العسكرى لمقابلة صديقى القديم ضابط  التحقيقات بالفرقة لأسأله : أولًا عن كنه تلك المأمورية ، ولأعرف منه - ثانيًا - آخر ما لديه من أخبارِ وفضائح القوم مما ترد أنباؤه إليه بحكم عمله ، وبمجرد أن رآنى بادرنى بالسوال :
ـ هل جئت لتنضم إلى قوة الفرقة التى ستتوجه إلى مدينة الإسماعيلية  للمشاركة فى احتفالات أكتوبر بمقر قيادة الجيش الثانى بمعسكر الجلاء ؟
ـ نعم ، وهل ستأتى أنت أيَضا معنا ؟
ـ نعم ، وإن لم أكن من ضمن المشاركين لقررتُ الذهاب كى أكون فى صحبتك .
بدأ صديقى يُلقى - كالعادة - بكل ما فى جعبته من مصائب وفضائح وجرائم وحماقاتٍ تُشعِر من يسمعها أن شهريار هو قائد ذلك الجيش وأننا مازلنا نعيش عصر ألف ليلةٍ وليلةٍ ، كان دائمًا ما يُشبِّه القضاء العسكرى بصندوق القمامة الذى تضع به القوات المسلحةِ كل مخلفاتها النتنة ، ربما قريبًا أفتح أمامكم ذلك الصندوق فاغفروا لى إن تأذيتم برائحة ما فيه ، كان الحديث قد أخذنا لدرجة أننا لم نشعر بانتهائنا من احتساء كوبين من الشاى الميرى عديم المذاق، وسرعان ما حان وقت التجمع فاضطررنا لاستكملنا حديثنا أثناء الطريق من القنطرة إلى الإسماعيلية .
دلفنا إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بعد أن سلمَّ كلانا جنوده إلى مسئولى المراسم لتسكينهم فى المقاعد المخصصة للجنود ، وجلسنا فى مقعدين من مقاعد الضباط ذوى الرتب الصغيرة ، وسرعان ما بدأتْ مراسم الاحتفال بدخول قائد الجيش الثانى - وقتها - اللواء صبرى العدوى ومِنْ خلفه رئيس أركانه اللواء عبد الجليل الفخرانى ثم باقى القادة - تباعًا - حسب أقدميتهم كلٌ رفقة زوجته ، وأثناء ذلك كانت فرقة موسيقى الجيش تعزف السلام الوطنى وقد هب الحضور واقفين لأداء التحية العسكرية لقادتهم وهم ينشدون : بلادى بلادى بلادى لكِ حبى وفؤادى .
انتهت مراسم الاستقبال العسكرىِّ بجلوس القائد فى المكان المخصص له ، وبعد أن نزع القبعة العسكرية من على رأسه قمنا – بدورنا  ...
- بنزع قبعاتنا العسكرية ووضعناها فوق أرجلنا ، وبدأ العرض بفرقة البولشوى الروسى ، فنظرتُ إلى صديقى وهمستُ له :
ـ منذ متى وفن الباليه يستهوى المصريين ؟
ـ أى باليه يا عماد بيك ألا ترى ؟
(بالمناسبة أعضاء القضاء العسكرى فيما بينهم لا يستخدمون الألقاب العسكرية ويكتفون -  كأقرانهم فى القضاء العادى - بلقبى بيك وباشا )
 وجهتُ نظرى إلى المسرح فوجدتُ الراقصاتِ كأنهن اليواقيت ، يتمايلن كالفراشات فى أداءٍ حركىٍّ يتبلور فى حركتين اثنتين تشكلان العمود الفقرىَّ للعرض برمته ، كانت ملابسهن الشفافة التى تشبه شكل الزهرة المقلوبة تكشف عن سيقانهن العارية حتى عن السراويل الداخلية حين يقفن على ساقٍ ويرفعن الأخرى إلى الأمام بزاويةٍ قائمةٍ قبالة القائد ، وكن حين يستدرن وينحنين قدر استطاعتهن يدفعن بمؤخراتهن فى مواجهة سيادته .
 يفعلن ذلك ويكررنه وكأنهن يعلمن - مسبقًا - عن أىِّ شيئ فى جسد المرأة ٍ تبحث عيون قادة العسكر المصريين ، نظرت إلى صديقى وأنا أقول :
ـ يا نهار أسود ، معك حق ، إنه عرض " Srtiptease " .
ـ نحن فى كباريه " Cabaret "  ميرى .
- لماذا لم يستعينوا بفيفى عبده مباشرةً ؟
- وهل تستطيع فيفى عبده ياعماد بيك أن تفعل مثل هؤلاء أو أن تكشف ما يكشفن عنه ؟
ـ لا أظنها تفعل ، ناهيك عن الفضيحة إذا عُرِف أن فيفى عبده فى قيادة الجيش الثانى تحيي احتفالات أكتوبر .
استمر عرض " البولشوى " الروسى ولاشئ سوى هاتين الحركتين التى أشرت إليهما آنفًا ، بينما الرؤوس التى احتل أصحابها من القادة مقدمة الصفوف تتحرك إلى أعلى وإلى أسفل - على مستوى القاعدة - بالتزامن مع كل حركةٍ تؤديها الراقصات وكأنها ترقص على الإيقاع معهن ، ولا شك أن القلوب والأعصاب هى الأخرى كانت ترقص على ذات الإيفاع ، لقد  تجلت - ولأول مرةٍ فى تاريخ العسكرية المصرية -  ظاهرة التوحد الكونىِّ بين أفرادٍ من الجيش وبين صفات الجمال الكونىِّ التى يعكسها الفن الروسى من خلال سيقان الراقصات العارية تمامًا كسنابل القمح .
بالقطع فإن الدب الروسى قد أدرك مدى إمكاناته البشرية والتى لا تقل - البتة - عن حجم إمكاناته العسكرية ، فإذا كانت الأسلحة الكيميائية والبيولوجية من الخطورة بمكانٍ فى قائمة أسلحة الدمار الشامل فإن الأسلحة العاطفية هى الأخطر على الإطلاق ، وقد يتجاوز تأثيرها فى بلدٍ من بلاد الأجواء الحارة كمصر حدود المتوقع والمعقول  .
قادنى الخيال فى رحلةٍ عبر الزمان والمكان إلى أكثر من مائتى سنةٍ مضت عندما دعا إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت قيصر روسيا أليكسندر رومانوف للدخول معه فى حلفٍ ضد بريطانيا من أجل الهيمنة على كامل أوروبا ، وأثناء ذلك وقع الإمبراطور الفرنسى  فى غرام القيصر الروسى ، ذلك الغرام الذى دفع بنابليون عام 1812 إلى غزو روسيا بسبب غضبه الشديد من خيانة معشوقه أليكسندر الأول بالإتجار سرًّا مع بريطانيا فصمم على تأديبه واستعادته إلى أحضانه رغمًا عنه ، وقد انتهت تلك الحرب بهزيمة فرنسا وإنهاء الحقبة النابليونية على النحو الدرامىِّ المذكور فى كتب التاريخ ، فهل يكرر الدب الروسىُّ ذات السيناريو مع الفرعون المصرىِّ ؟ كلُّ شئٍ جائزٌ فى تلك الأيام ، فإذا كان للرجال الروس كل تلك الفتنة والجاذبية فما بالنا بتأثير الجميلات من نسائهم  ؟   قطعًا لهن تأثير السحر ولاسيما فى بلدٍ كمصر .
ـ هل تقول شيئًا يا باشا ؟
ـ نعم ، بدأ تأثير الفن الروسىِّ على القادة بشكلٍ كبيرٍ .
ـ أنتظرذلك اليوم الذى أصبح فيه مديرًا لإدارة القضاء العسكرى أتدرى لماذا ؟
ـ لماذا يا كومندان ؟ هكذا كنت أمازحه  .
ـ لكى أجلس فى الصف الأول وأرى التفاصيل التى لا أراها من مكانى هذا .
ـ ألا ترى رؤوس القادة فى الصف الأول كم هى كبيرة بينما رأسك ضغيرٌ ؟
ـ وما علاقة ذلك بالترقية ؟
ـ يبدو أنه لا يُرقى فى مؤسستكم العسكرية إلى الرتب العليا إلا أصحاب الرؤوس الكبيرة .
ـ نعم ، لأن مبارك ذو رأسٍ كبيرٍ ، لكن سيتغير ذلك الشرط إذا جاء رئيسٌ صغير الرأس .
ـ هل تعتقد ذلك ؟
ـ ولمَ لا ؟
ـ  حتى إن جلست - يومًا - فى الصف الأول فسيكون ذلك بعد أن تكون قد اكتسبت وصف الرجل البركة .ـ عندما يأتى ذلك اليوم سيكون قضاؤنا العسكرى أفضل من قضائكم العادى  .
ـ فى المشمش .
كان صديقى على حق ، وكأنه كان على موعدٍ مع القدر ، فقد أصبح القضاء العسكرى - بالفعل - هو القضاء الرسمى للدولة وتمتع قضاته بسلطات الحق الإلهى المطلق ، وأصبح القضاء العادى مجرد ديكورٍ فحسب .
ـ لا تغضب فقد كنتُ أمازحك ، أنتم الأفضل يا مستشار .
ـ لم أغضب منك بعد .
- إذن قل لى : لماذ أحضر القادة زوجاتهم فى تلك الليلة الحمراء .
ـ ربما كان ذلك  من باب جلد وتعذيب الذات ، وأنتَ أدرى منى بزملائك .
تذكرت العسكرى أحمد " هَشَكَه " ، لقد ظلمته حين حرمته من الحضور معنا إلى ذلك الحفل ، إنه منذ فترةٍ طويلةٍ وهومحرومٌ من القيام بأجازته القانونية ، ربما لو أتحتُ له تلك الفرصة لخفف ذلك عنه بعض الشيئ ، لكن ماذا عساى أن أفعل ولم أكن أعرف شيئًا عن تلك المهمة لأحدد من يصلح لها ممن لا يصلح ؟ 
وماذا لوكانت من المهام التى تحتاج إلى مجهودٍ وأخفق " هشكه " فى القيام بواجبه العسكرى المقدس وأصبح عبئًا علىَّ وعلى زملائه ؟ أيقظنى صديقى عن شرودى المتكرر قائلًا :
ـ فيمَ تفكر ؟
ـ أفكر فى مراحل صناعة القائد  " الهشكه "
ـ دعك من هذا وانظر " إجلى بصرك "
ـ القادة جميعهم " هَشَكَه " ، هذا هو الشرف العسكرى الحقيقى .
ـ  لا تقلب السهرة إلى دراما كعادتك يا مستشار وأخبرنى : هل تلك النسوة يمشين فى الشوارع ويأكلن ويشربن كباقى خلق الله ؟
ـ قطعًا لا .
ـ ومن أين جاؤوا بهن إذن ؟
ـ باصطيادهن من غابات سيبريا .
أحسست بالقلق الشديد ، إذ كيف بقادة الجيش وأركانه الذين يُفتَرض بهم أن يرسموا القدوة والمثل الأعلى ليس لجنودهم فحسب بل للعامة أيضًا أن يكونوا على تلك الشاكلة ؟
وكيف يتمحور المجهود الرئيسىُّ لاهتماماتهم العسكرية والحربية  فى رسم خرائط ذهنيةٍ لأجساد العارايات الروس حين يرفعن سيقانهن لتُظهِر كل واحدةٍ منهن للحظاتٍ ما بين فخذيها أو حين يستدرن وينحنين للخلف فتظهر أردافهن كما ولدتهن أمهاتهن ، تأكدتُ يومها أننا فى زمن " الهشكه " وأن  القادة الهشكة سيحكمون مصر قريبًا .
ـ أكنت تمزح حين قلت أنهن صُدْن من غابات سيبريا ؟
ـ ولماذا تسأل ؟ أتنوى القيام برحلة صيدٍ عسكريةٍ فى جبال سيبريا ؟
ـ إن كان الأمر حقًا كما تقول أستطيع إقناع قادتى بذلك .
ـ حذارِ أن تفعل يا كومندان وإلا تسببت فى انفراض ذلك النوع بأساليب الصيد الجائر التى غالبًا ما ستستخدمها أنت وقادتك .
انتهت فقرة الرقص الروسى ، واعتلت - بعدها - خشبة المسرح العسكرى الفنانة أنوشكا ، وكان وقتها  قد ظهر ما يُعرف بأسلوب الأغنية الشبابية الذى يمزج بين الرقص والغناء ، فبدأت أنوشكا تغنى وترقص وقادة الجيش يصفقون لها بأيديهم على إيقاع " الدربوكة " التى اشتُهرت بها أغانى ذلك الوقت ، وما بين رقصٍ وغناءٍ وتصفيقٍ استمر الحفل العسكرىُّ الذى ضم كوكبةً من نجمات الطرب حتى الختام حيث عُزفَت موسيقى السلام الوطنى وانصرف القادة بعد أن أدى الحضور التحية العسكرية لهم ، وعاد الجميع من حيث أتوا .
فى طابور صباح اليوم التالى ، وبعد تلاوة الأوامر وتوزيع الخدمات وأخذ التمام ،  استدعيتُ الجندى مجند أحمد " هشكه " صحبة مساعد الأفراد وأمرتُ الأخير أن يضع اسمه أول قائمة الجنود التى ستحضر احتفالات أكتوبر العام القادم فابتسم قائلًا : تمام يا افندم ، غير أن " هشكه " انفجر قائلًا وقد حكى له زملاؤه ما كان بالأمس فى مدينة الأحلام ( معسكر الجلاء ) :   يا أفندم الفرص لا تأتى إلا مرة واحدة  .  
لقد أردتُ ألا أترك شيئًا من مشاعر الغضب والحنق فى نفس " هشتكه " تجاهى بعد أن  حرمته من حفل الأمس الأسطورىِّ وذلك لسببين :
 الأول : أننى ظلمته حين حرمته تلك الفرصة التى ربما لن تتكرر ثانيةً فى حياته وكان هو الأجدر بها بحسبان أنه سيكون الهشكه المناسب فى المكان المناسب ..
والثانى : أننى أدركت أن المستقبل لن يفتح ذراعيه إلا لأمثاله  ، وربما يكون لقائى الثانى به وقد صارًا قائدًا أو وزيرًا أو سفيرًا أو ربما رئيسًا ، ولمَ لا ؟ فقد أصبح قائد الجيش الثانى الميدانى  اللواء صبرى العدوى - فيما بعد - محافظًا للإسماعيلية ثم خلفه  رئيس أركانه اللواء عبد الجليل الفخرانى حيث أصبح - بعده - قائدًا للجيش الثانى ثم محافظًا للإسماعيلية .
لقد تأكد صدق حدسى بوصول الفريق عبد الفتاح السيسى إلى كرسىِّ الحكم فى مصر ، وعلينا أن نهيئ أنفسنا للتعايش مع حقيقة أن السيسى لن يكون آخر " هَشَكَه "  يحكم مصر ، فقد أتقنت  قواتنا المسلحة - بأيدٍ مصريةٍ وخبرةٍ روسيةٍ - طريقة صناعة وإعداد الهشكة  ، وأصبح لديها كوادر الهشكة المؤهلةِ لإدارة البلاد ، ربما يصل -  قريبًا - الجندى أحمد " هَشَكَه "   إلى قصر الإتحادية  ، ولمَ لا ؟ إنه " هشكه " أصلى موهوب بالفطرة .
أمرتُ مساعد الكتيبة والعسكرى " هشكه " بالإنصراف كلٌ إلى عمله ، وتوجهت إلى ميس الضباط - كالعادة - لاحتساء فنجان القهوة الصباحىِّ ، وجلستُ فى ذات المكان الذى اعتدت أن أجلس فيه ،  كان العسكرى سيد "مكرونة " بمجرد دخولى الميس يضع القهوة فورًا على النار ، وفى لحظاتٍ كنت أرشف من فنجان القهوة أول رشفة وإذ بى أرفع رأسى لأرى ذات اللوحة التى كُتب عليها :  " من أقوال القائد الأعلى : إن العسكرية المصرية هى المدرسة العليا للوطنية ومصنع الرجال وعرين الأبطال فى كل الأزمنة والعصور " .
المستشار عماد أبو هاشم

" هَشَـــكَه "


"البولشوى" الروسى






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: