الأربعاء، 15 يوليو 2015

لعبـــة الخــداع الأمريكيـــة .. بالشرق الأوسط



إدماج الكيـــان الصهيوني
 ... في منطــقة الشــرق الأوســط ... 
وتحويلهـا من دولة صغيرة منبـوذة
 إلى دولـة قــائدة
 تلعب دورًا فــي أزمــات المنطـقة


لأشعال فتيل الأزمات والصراعات الداخلية 
والإقليميـة لاستنزاف ثروات المنطقـة وخيراتهـا

 .. لصالح القوى الغربية المهيمنة على المنطقة والعالم ..

يعتقد بعض المتابعين لتطورات السياسة الخارجية الأمريكية، أن رؤية الرئيس أوباما لحل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، هي التي دفعته للتقارب مع إيران على حساب مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فالولايات المتحدة تخدع الانظمة الخليجية، وتحاول أن تسوق تقاربها مع إيران على أنه سياسة خاصة بالرئيس أوباما يرفضها الكونجرس الأمريكي، وينتقد منطلقاتها وأهدافها، ويعتبرها تضر بالمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
لكن المتتبع للمواقف الأمريكية منذ اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979، يلحظ أن الدور الأمريكي لم يغب عن تقديم الدعم لإيران، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا يملك أي رئيس أن يغير من التوجهات الاستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، إلا إذا كان ذلك بالتوافق مع مؤسسات الدولة المختلفة المسؤولة عن رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وحسب العديد من الخبراء، لم يكن لإيران أن تتمدد في المنطقة لولا المباركة الأمريكية لهذا التمدد، وغض الطرف عنه في العراق وسوريا واليمن، وقد وضح ذلك التعاون بعد أن قامت طائرات أمريكية دون طيار بمساعدة ميليشيا الحوثي ضد العشائر اليمنية، بزعم قيامها بقصف مواقع لتنظيم «القاعدة»، وتهديد أوباما للكونغرس الأمريكي أنه على استعداد لاستخدام حق النقض في حال فرض عقوبات جديدة على إيران.
وفي هذا الصدد أكدت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يدعم الموقف الإيراني بخصوص اليمن، فيما يدعي أنه يدعم السعودية في حربها على الحوثيين، إذ كتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "لا تنخدع، أوباما يدعم موقف إيران في اليمن"، أن أوباما يرى إيران باعتبارها من أصحاب المصلحة الرئيسيين، ولذلك قام بالضغط على قادة دول الخليج، خاصة على المملكة العربية السعودية، لوقف غارات التحالف على الحوثيين.
ولقد وصل الأمر لدرجة تحذير موقع «ديفنس وان» الأمريكي من أن تعهدات رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، بالدفاع عن الخليج من تهديدات إيران، مجرد خداع يهدف من ورائه إلى كسب الوقت حتى توقيع الاتفاق النووي، أملًا في الخروج المشرف من السلطة العام المقبل.
ويشير العديد من الخبراء والمحللون إلى أنه رغم أن الساسة الأمريكيين يتجنبون أي حديث عن علاقات تعاون مع إيران، بعيدًا عن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، بأن أمريكا ستتصدى للتمدد الإيراني في المنطقة، لكن الشواهد والمجريات تدل على عكس ذلك، إلى درجة تتناقض فيها الأقوال بالأفعال والتصريحات.
والواقع أن اليمن، سوريا، العراق، أصبحت دولًا تئن تحت وطأة النفوذ والسيطرة الإيرانية، بواجهاته المختلفة، وما يؤكد ذلك ما قاله مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي، من أن بلاده أصبحت إمبراطورية، وأن بغداد عاصمتها، معتبراً أن كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية، بل ووصل به الأمر للدعوة لقيام اتحاد إيراني، بحسب وكالة أنباء «ايسنا» للطلبة الإيرانيين.
وبالنظر إلى ما وراء المواقف الأمريكية تجاه التقارب مع إيران يلحظ أنها تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، سواء فيما يتعلق بدول الخليج أو حتى بإيران التي تحاول استغلالها، لإضعاف القوى العربية وتأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي على رأس تلك الأهداف على الصعيد الخليجي استنزاف ثروات دول الخليج، من خلال مبيعات الأسلحة التي زادت بوتيرة غير مسبوقة خلال الفترة الماضية، حيث وصلت رسالة للأنظمة الخليجية بأن الحماية الأمريكية السابقة قد أصبحت محل شك، وأن على تلك الأنظمة الاعتماد على نفسها لتوفير الحماية لنفسها ولشعوبها، وهو ما لن يتحقق سوى بالحصول على مزيد من الأسلحة والمعدات الحديثة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وهو ما يكلف دول الخليج العربي مبالغ طائلة من احتياطياتها النقدية لدى الغرب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تهدف الولايات المتحدة إلى إضعاف الدول الخليجية واستنزاف قدراتها العسكرية، لزيادة اعتمادها على الغرب، مما يساعده في تمرير مخططاته ومشاريعه الخاصة بإعادة ترتيب وتقسيم المنطقة، فيما يعرف باتفاقية "سايكس بيكو الجديدة"، التي تضمن بقاء دول المنطقة تحت الهيمنة الأمريكية والغربية لفترة طويلة قادمة.
أما أخطر تلك الأهداف فتتمثل في إدماج الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط، وتحويلها من دولة صغيرة منبوذة تعاني حالة من عدم الاستقرار، إلى دولة قائدة تلعب دورًا في أزمات المنطقة.
وعلى الصعيد الإيراني، تسعى الإدارة الأمريكية إلى توريط إيران في صراعات المنطقة بالشكل الذي قد يؤدي إلى إضعافها، والقضاء على مشاريع الهيمنة الخاصة بها، والتي تضر بالمشاريع الأمريكية والغربية في المنطقة، وبحيث تبقى الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة المسيطرة والمهيمنة على مقدرات المنطقة لأطول فترة ممكنة.
كما تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على وضع نهايةــــ ولو مؤقتًاـــ للصداع الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني للغرب والكيان الصهيوني، من خلال الضغط عليها للقبول بوقف برنامجها النووي.
فالاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه يحد من قدرات إيران في تطوير منشآتها و تقنياتها النووية، قصد منعها من الوصول إلى صنع القنبلة النووية. حيث ينص الاتفاق الإطاري على أن تقوم إيران بتدمير قلب مفاعلها النووي في موقع فوردو المستخدم لصناعة الماء الثقيل، وكذلك قلب مفاعل موقع ناتانز لصنع البلوتونيوم ونقل محتواه خارج البلاد. وأن تتعهد إيران بعدم صنع أي مفاعل جديد لصنع اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم والماء الثقيل لمدة 15 سنة.
وبالفعل وافقت إيران على تخفيض عدد آلات التخصيب بنسبة الثلثين، لتصل من 19000 حاليًا إلى 6104 يكون لإيران الحق في استخدام 5060 منها لإنتاج اليورانيوم المخصب، بنسبة لا تفوق 67،3 %، و ذلك لمدة عشر سنوات. أما فيما يتعلق بمخزون اليورانيوم فتقرر أن تخفض إيران من 10000 كلغ إلى 300 كلغ بنسبة 67،3 %، وذلك لمدة 15 سنة. وما تبقى من المخزون يتم وضعه تحت الرقابة الدولية، ويمكن استعماله كتعويض للمواد التي تحتاجها إيران.
وبذلك تكون الولايات المتحدة والقوى الغربية هي الكاسب الأوحد في تلك المفاوضات والخدع التي تستهدف مستقبل المنطقة، وتعمل على إشعال فتيل الأزمات والصراعات الداخلية والإقليمية، لاستنزاف ثرواتها وخيراتها لصالح القوى الغربية المهيمنة على المنطقة والعالم.


▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ●●●ஜ۩۞۩ஜ●●● ▬▬▬▬▬▬▬▬▬


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: