السبت، 11 أبريل 2015

من الآخر.. الانتخابات البرلمانية مسرحية هزلية سيساوية


... مسرحية إخراج مبررات ...
. لتأجيل الانتخابات التشريعة للوقت المناسب للسيسى .
"الملعوب" يريدون أن يقولوا للمواطن بوضوح : 
تفهم أو لا تفهم ، هي كده ، واخبطوا راسكم في أعرض حيط 



لن تكون هناك انتخابات برلمانية هذا العام لحين ان ينتهى السيسى من اعداد قوانين ثبت اركان انقلابة حينها يدعو لانتخابات برلمانية يترشح لها مجموعة مختارة لتنفيذ تلك المهمة خلال ثلاثة اشهر ثم يحل السيسى المجلس بعد اقرارة لقوانين السيسى..
لن تكون هناك انتخابات برلمانية هذا العام
 تتضح الصورة تدريجيا إلى درجة أصبح يصعب حتى على أشد المؤيدين للسيسي تجاهلها ، وأعني الرغبة الرسمية في إلغاء وجود البرلمان هذا العام ، والعمل على تسويف موضوعه لأطول فترة ممكنة ، وإدخاله في دوامة من اللت والعجن والافتكاسات والاختراعات والحوارات من أجل ضمان وجود ساتر شكلي لعملية تأجيل الاستحقاق الدستوري الأكثر أهمية وخطورة ، وكانت النكتة الأخيرة هي تكليف المهندس إبراهيم محلب بالتواصل مع الأحزاب بدعوى عقد مؤتمرات حوار حول القوانين الأفضل للانتخابات وكيف نخرج من الخطأ الدستوري الذي كشفت عنه المحكمة الدستورية العليا ، وقد حرصوا على أن يوسعوا الدائرة كثيرا في هذا الحوار لدرجة وجود أحزاب لا وجود لها أصلا ، وأخرى تحت التأسيس حسب الكلام المنشور ، وذلك لكي يزيد وقت "المكلمة" وأيضا لكي يتم من خلال بعض الوافدين إضعاف الأحزاب الرئيسية ووجودها وكلمتها في الحوار ، بل وإهانتها أيضا ، حيث تحولت الجلسات في الأيام الأخيرة إلى مشتمة ومسخرة واستهزاء واستفزاز ونكات ، وصلت إلى حد أن رئيس الوزراء نفسه يخاطب رئيس حزب مشارك في حواره بقوله : اهدا شويه واشرب ميه وتعالى تاني !! ، وأن يقول وزير ما يسمى بالعدالة الانتقالية : خلونا حلوين يا جماعة ، وهذا هو المستوى الذي يراد أن تناقش في أجوائه قضية البرلمان المصري الجديد . وتكليف إبراهيم محلب بالحوار في حد ذاته مضيعة للوقت واستهتار شديد ، فمحلب بالأساس لا صلة له بالسياسة ولا بالقانون ولا بالانتخابات بأنواعها ، هو رجل مجتهد لكنه مهندس مدني بمكون مقاول إنشاءات ، غير مهتم بالسياسة بالكلية ، ولكن الظروف المفاجئة والغريبة هي التي جعلته في هذا المكان ، فكيف لشخصية بهذه الخبرات المهنية الخاصة والبعيدة كليا عن السياسة والقانون والانتخابات أن تكون هي مديرة حوار شديد الحساسية بهذه الصورة ، أيضا ، إبراهيم محلب لا يملك القرار ، هو يتلقى توجيهات محددة وينفذ ، والنقاش في هذا الموضوع يفترض أن تديره رئاسة الجمهورية مباشرة ، لأن السيسى هو صاحب القرار التنفيذي والتشريعي أيضا حتى الآن ، فإن غاب أو انشغل ينوب عنه شخصية رفيعة ممثلة لرئاسة الجمهورية ، صاحبة القرار ، ولكن السيسي أراد أن يتخفف من هذه "المكلمة" المقصودة ، لأنه يعتبرها موضوعا هامشيا تم حسمه بالتأجيل ، ولا يليق أن يضيع وقته في مسرحية إخراج مبررات هذا التأجيل رئاسة وزراء الانقلاب أعلنت اليوم أن المشاركين في الاجتماع رأوا أن الانتخابات لا يصح أن تتم في أيام الامتحانات ، ولا أن تكون في شهر رمضان ، وهذا يعني تمهيدا أوليا بسيطا لتأجيلها أربعة أشهر تقريبا ، وبعدها بأسابيع سنكون باستقبال الأيام العشر وعيد الأضحى وهذه مناسبة لا يصح أن نغرق الناس فيها في نزاعات انتخابات وصراعات ، وبعدها قد تكون البلاد في مواجهة مع إرهاب داخلي أو تحديات إقليمية أو حتى مشاركة في حرب ، وهي ظروف "حرجة" لا مكان فيها "للدلع" والحديث عن انتخابات وبرلمان وإضعاف همة الرئيس وهو يواجه كل هذا التحديات المهددة "للأمن القومي" ، وبدأت بعض الأجهزة في الدفع بأصواتها الإعلامية والسياسية في الآونة الأخيرة للترويج للفكرة ، وأن البلاد غير مؤهلة للانتخابات ، وأن الرئيس في حاجة للدعم والاصطفاف خلفه .!!
لا أتصور أن أصحاب "الملعوب" يرون أنهم ـ بتلك الألاعيب ـ يبيعون للناس الوهم ويشترون الوقت ، فالناس الآن تفهم وتدرك وتميز ، وأيام يناير غيرت الكثير في وعي المصريين وخبراتهم ، ولكن الأقرب للتصور أن أصحاب "الملعوب" يريدون أن يقولوا للمواطن بوضوح : تفهم أو لا تفهم ، هي كده ، واخبطوا راسكم في أعرض حيط .



ليست هناك تعليقات: