.. عزيزي مؤيد الرئيس الجنرال ..
هل تعلم لماذا أُصر على أن أفضحك أمام نفسك
لكن مــاذا يفيد الندم .... ونحن على مشارف الهــاوية
رسائل محزنة إلى مؤيدي الجنرال
عزيزي مؤيد الرئيس الجنرال..
يا من رقصت طربًا و"تقصعت" فرحًا وهززت وسطك ابتهالًا أمام اللجان الانتخابية دعمًا لسيادة الجنرال، للأسف أنا أحمل لك أخبار سيئة للغاية، أخبار قد تبدو صادمة لك.
عزيزي مؤيد الجنرال.. مصر مش أم الدنيا.. انصدمت؟
أعي جيدًا أنك لم تتعافَ من صدمتك الأولى لكن دعني أصدمك مرة أخرى،
مصر مش أم الدنيا ولا عمرها هاتبقى قد الدنيا.
هل هذا الخبر شكل صدمة بالنسبة لك؟
بمجرد أن تقرأ تلك السطور سيعمل عقلك اللاواعي على تكذيب هذا الحديث والسخرية منه ومن كاتبه، وعلى الفور سيتبادر لذهنك أن الكاتب ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، حتى وإن كان اسمه يشي بالعكس تمامًا، وحتى لو تغاضيت عن نوايا الكاتب لن تستطيع أيضًا تصديق حرفًا مما أقول.
هل تعرف لماذا؟
أحد أصدقائي الذي يعمل كطبيب بشري، حكى لي عن أحد مرضاه المصاب بسرطان النخاع،
ليست المشكلة في كون المريض مصابًا بالسرطان، المشكلة تكمن أن المريض نفسه ينكر أنه مريض، ويبرر الأعراض التي يشعر بها بتبريرات مضحكة بالرغم من عشرات التقارير والإشاعات الطبية
والتي تؤكد خبر إصابته بالسرطان.
يفسر صديقي الطبيب هذا التصرف أن عقل المريض اللاواعي يرفض أن يصدق مرضه ويستنكر كل الأعراض التي يشعر بها بحثًا عن راحة نفسية مؤقتة، ظنًّا منه أن إنكار المرض قد يعفيه من ألم العلاج. بعد أشهر قلائل أخبرني صديقي أن مريضه قد توفي، وأنه قد أعلن في اللحظات الأخيرة ندمه عن عدم اعترافه بحقيقة مرضه ورفضه للعلاج، لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الأوان؟
ليست المشكلة في كون المريض مصابًا بالسرطان، المشكلة تكمن أن المريض نفسه ينكر أنه مريض، ويبرر الأعراض التي يشعر بها بتبريرات مضحكة بالرغم من عشرات التقارير والإشاعات الطبية
والتي تؤكد خبر إصابته بالسرطان.
يفسر صديقي الطبيب هذا التصرف أن عقل المريض اللاواعي يرفض أن يصدق مرضه ويستنكر كل الأعراض التي يشعر بها بحثًا عن راحة نفسية مؤقتة، ظنًّا منه أن إنكار المرض قد يعفيه من ألم العلاج. بعد أشهر قلائل أخبرني صديقي أن مريضه قد توفي، وأنه قد أعلن في اللحظات الأخيرة ندمه عن عدم اعترافه بحقيقة مرضه ورفضه للعلاج، لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الأوان؟
هكــذا هـــم مؤيـــدو الجنـــرال
مؤيدو الجنرال نوعان:
النوع الأول : يستنكر أعراض المرض أصلًا ويصر على أنه لا يراها، مع أنها واضحة وضوح الشمس، هو في الحقيقة يراها بوضوح، لكن العقل اللا واعي يتدخل لإنقاذ الموقف ولتخفيف الألم النفسي المحتمل من جراء التفكير الذي قد يصيب العقل، ومن ثم فهو يتناقض مع ثوابت التأييد، فقد يبدأ مع هذا التناقض صراع قد ينتهي في النهاية بإعلان الندم والانضمام للمعسكر المعارض، وهو ما يحاول العقل اللاواعي تجنبه منذ اللحظة الأولى.
النوع الثاني : وهو الأكثر خطورة، فالمريض يرى أعراض المرض بوضوح لكنه يلجأ لتبريرها بتبريرات واهية، طفولية في معظم الأحيان، تجده يلجأ طوال الوقت للنقاش مع المعارضين، ليس بحثًا عن الحقيقة وإنما بحثًا عن المزيد من المعارضين الذين لا يستطيعون إقناعه بمنطقهم،
فيزداد هو إصرارًا على منطقه، هو بالفعل قد دخل إلى دائرة الحيرة المؤلمة للنفس وبدأ بالفعل في مرحلة التفكير، لكن العقل اللاواعي يتدخل في اللحظات الأخيرة محاولًا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بسيل متدفق من التبريرات، قد تكون طفولية، قد تكون وهمية، قد تكون غير مقنعة، كل ذلك لا يهم، سيجبر اللاواعي الجزء الواعي من العقل بتصديقها.
فيزداد هو إصرارًا على منطقه، هو بالفعل قد دخل إلى دائرة الحيرة المؤلمة للنفس وبدأ بالفعل في مرحلة التفكير، لكن العقل اللاواعي يتدخل في اللحظات الأخيرة محاولًا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بسيل متدفق من التبريرات، قد تكون طفولية، قد تكون وهمية، قد تكون غير مقنعة، كل ذلك لا يهم، سيجبر اللاواعي الجزء الواعي من العقل بتصديقها.
عزيزي مؤيد الرئيس الجنرال..
يا من تشدقت بمبررات مضحكة وأنت تدافع عن الرئيس الجنرال في فشله في الوفاء بأي من وعوده التي قطعها على نفسه قبيل الترشح للرئاسة.
هل تعلم كم صار شكلك قبيحًا وأنت تتمادى في تبرير المزيد من الفشل؟
ألا تخجل من تبريراتك المضحكة لفضيحة جهاز الكفتة؟
ألا تخجل من دفاعك المستمر عن فشل الرئيس الجنرال في عودة الأمن والأمان إلى الشوارع؟
هل تعي أن شوارع المحروسة قد صارت غابة في عهده؟
ألا تخجل من تسريبات رئيس مكتبه الفاضحة؟
هل تدري بالحال والمستوى المتردي الذي وصلت إليه مصر بعد مؤتمر الشحاتة والاسترزاق المسمى زورًا بالمؤتمر الاقتصادي؟
هل تدرك أن الأرز الملقى إليك من دول الخليج لن يصل إلى مستحقيه بل سيبتلعه آخرون لديهم نهم شديد بأرز الخليج ولا يشبعون منه مطلقًا؟
كيف صدقت من جديد أكذوبة العاصمة الجديدة مثلما صدقت العديد من الأكاذيب السابقة؟ هناك ألف سؤال أود أن أسألك إياهم ولكني أثق أنك تعيهم جميعًا.
عزيزي مؤيد الرئيس الجنرال..
هل تعلم لماذا أصر على أن أفضحك أمام نفسك
وأكشف لك حقيقة الأوهام التي تحيا فيها؟
ببساطة لأننا في مركب واحدة، وتلك المركب تسير بقوة وبسرعة ناحية الجرف الذي سيؤدي بنا جميعًا للهلاك، يزيد تلك المركب سرعة رعونتك وضحالة تفكيرك في تأييد الفشل والقائمين عليه، ويزيد تلك المركب اندفاعًا تأييدك الساذج للزج بنا في حروب لا ناقة لنا بها ولا جمل، دفعًا لفاتورة أرز لم ننل منه حبة واحدة ولن ننال.
عزيزي مؤيد الرئيس الجنرال..
استمر في تأييدك الأعمى، وصدق كل ما يقال لك من أكاذيب حتى النفس الأخير في حياتك،
واستمر في تأييدك الأعمى للرئيس الجنرال، فالهاوية صارت أقرب مما تتصور،
وقتها فقط أنا أثق أنك ستعود إلى صوابك، وستبكي دمًا بدل الدموع حزنًا على جهلك الذي قادنا إلى مصيرنا المظلم، وستتمنى لو عاد بك الزمن مثل مريض السرطان كي تعترف بحقيقة المرض، لكن ماذا يفيد الندم ونحن على مشارف الهاوية؟
واستمر في تأييدك الأعمى للرئيس الجنرال، فالهاوية صارت أقرب مما تتصور،
وقتها فقط أنا أثق أنك ستعود إلى صوابك، وستبكي دمًا بدل الدموع حزنًا على جهلك الذي قادنا إلى مصيرنا المظلم، وستتمنى لو عاد بك الزمن مثل مريض السرطان كي تعترف بحقيقة المرض، لكن ماذا يفيد الندم ونحن على مشارف الهاوية؟
بيشوي القمص
نقلاً عن: موقع "ساسة بوست"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق