الثلاثاء، 31 مارس 2015

وضربت عليه الذلة والمسكنة . هل رأيت سيسي؟



سبحان من ألبس الطغاة ثوب الذلة والمسكنة
 سبحان من أخزى الظلمة وجعل تدميرهم في تدبيرهم 
 {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}




هل فكرت من قبل ،كيف يمكن للذلة والمسكنة أن تكون عقابا من الله يضرب بها على قلوب الظالمين والطغاة؟!
ليست محاضرة دينية هي ،ولا درسا من دروس التاريخ. بل واقع مرئي، يحتاج فقط أن نعيد ترتيب أحداثه؛ ليراه المبصر، ويدركه من له عقل ،أو ألقى السمع وهو شهيد.
هل رأيت سيسي وهو يجري مهرولا وراء الملك سلمان ، حين انسحب الأخير مع أول كلمة نطق بها رئيس الجامعة العربية في إجتماعها الأخير، شاهدته وهو يصافح الملك ويعانقه ويقبله من وجنتيه، رأيته وهو يهمس له بود؟ فماذا يا ترى قد قال له؟
هل سأله مثلا : هل أنت راض عني؟
هل استفسر منه : هل يعني إنسحاب جلالتك، أن في صدرك شئ علي؟
بدا سيسي خائفا يترقب من الملك الرضا والسماح.
ويبدو أن نظرات الملك قد طمأنته ، وأوشت ابتسامته بالكثير ،ولربما قال له الأخير ساخرا : لا يمكن لمثلك أن يغضبني يا سيسي!!
فلاش باك!
•عاد الجميع بمخيلتهم إلى الوراء ، يبدو مشهد سيسي وهو يصعد للملك عبدالله في طائرته الخاصة ،من المشاهد التي حفرت بالخناجر في ذاكرة المصريين. حين أبى الأخير أن يعفر قدميه بتراب مصر، فصعد له سيسي مقبلا رأسه مبالغا في الحفاوة به، ثم جلس منزويا على كرسي جانبي، مقدما له فروض الولاء والطاعة مستمتعا بمناداته يا كبير العرب ، يا حكيم العرب، لم تدم زيارته اكثر من نصف ساعة، عاد سيسي أدراجه ،يجر معه كرامة مصر سحلا فوق سلالم الطائرة.
يتعمدون إهانته: -
لم يفهم المصريون بعد سر "سيسي" وهو يرتدي معطف حراس بوتين الشخصيين ذو النجمة الحمراء رمز الشيوعية ،بدا الأمر كلغز عجيب، وهو يقف مرتديا إياه في المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين بوتين، يتساءلون في حيرة : كيف أجبره بوتين على إرتداء الهدية في نفس وقت الزيارة، بل والتصدر بها عدسات الكاميرات ؟!
كيف قبل سيسي بذلك؟! -ولماذا استهزأ به رئيس وزراء إيطاليا، وتجاهله اثناء الكلمة المشتركة بينهم ،تارة ينظر خلفه حيث لا يوجد شئ، وتارة يعبث بجواله ، وتارة يمسك بسماعات الترجمة في لا مبالاة ليعرف الجميع أنه لا يهتم اصلا بمعرفة ما يقوله سيسي. -ثم لماذا تعمد إحراجه ولي العهد السعودي الأمير "مقرن بن عبد العزيز" في المؤتمر الإقتصادي، حين عاد للجلوس في مقعده بعد ان أنهى كلمة بلاده ، والجميع جلوس ،لم يقم أحد من مكانه سوى سيسي الذي وقف متهللا ، وخلفه عدد من الوزراء المصريين، فتركه ولي العهد مادا يده ،مطأطئ رأسه ،بينما بادر هو ولي العهد الإماراتي بالسلام ،ثم رق قلبه للسيسي فادار رأسه وسلم عليه.
ويتعمد هو إهانة نفسه:
•يستقبل "سيسي" ولي عهد ابوظبي ، ينتظره في المطار،يرحب به أيما ترحيب، يقيم له في القصر الرئاسي حفلة كبرى بمناسبة عيد ميلاده،كعكعة ضخمة عليها صورة العروسين ،أقصد ولي العهد وعلم الإمارات ، تلتقط لهم عدسات الكاميرات صورا تذكارية بالمناسبة السعيدة ، يتجاوران بحب عجيب ،وضحكة تعلو وجهيهما ،و هما يقطعان كعكة الاحتفال ويد ولي العهد تعانق يد سيسي في مشهد حميمي بديع،
•عجزت مخيلة كتاب الأفلام في العالم العربي عن صنع مثل هذا الهراء.
التســول هوايتــه المفضلـــة: -
 لا يجد السيسي حرجا في أن يتسول من العالم أجمع ، القاصي منه والداني ،دولا ومؤسسات ، أفرادا وجماعات. يسأله الصحفي الامريكي "تشارلي رو" من شبكة "سي بي اس" الإخبارية : هل سيحارب الجيش المصري معنا تنظيم داعش ،فالرئيس اوباما لا يريد أن يقال :أنه يحارب المسلمين وحده! يرد السيسي بضحكته العجيبة : "بس أدونا الأباتشي الأول" ليست للصحفي اي سلطة على حكومته كي يرجوه سيسي بإعطاءه الطائرات!! فهل ظن مثلا أن بتوسله للطائرات المحتجزة على صفحات الجرائد الأمريكية ،سيبكي أعضاء الكونجرس شفقة عليه ويطالبوا حكومتهم بإعادتها له؟!!


● يذهب سيسي إلى أثيوبيا راضخا مذعنا لسدهم المجحف لحق مصر في مياه النيل ،موقعا لهم رسميا بالإعتراف به كي يحصلوا هم على التمويل اللازم لبناء باقي السدود ،
ولا ينسى عادته الأثيرة في التسول والإستجداء، قائلا لمسئولي أثيوبيا ورجال أعمالها :"ماتنسوناش في اللحمة"
- إنه التواضع إذن يردد على مسامعك الإعلام،
يتساءل المصريون في حسرة: وما بال التواضع قد بلغ به حد المذلة، والرضوخ بلغ حد الإنبطاح ، والتنازل حد الإنسحاق.
ينبح الإعلاميون ثانية : لا تنسوا أن "سيسي" هو الذي أعاد كرامة مصر ،بعد أن اهدرها مرسي بالنظر إلى ساعته في حضور المستشارة "ميركل".

لا تخرج قبل أن تقول : سبحان الله !!
سبحان من  ألبس الطغاة ثوب الذلة والمسكنة،
 سبحان من أخزى الظلمة وجعل تدميرهم في تدبيرهم، 
سبحان من جعل كل اتهاماتهم للرئيس بالكذب والزور ،في حقهم 
واقعا وصدقا،حقا وعدلا ، وردت إليهم بضاعتهم أضعافا مضاعفة.
وبالطبع..لا تحتاج مني أن أذكرك بالقول :
 ألا لعنة الله على إعلام النظام.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: