الثلاثاء، 10 مارس 2015

لماذا تجاهل السيسي السعودية والكويت لأول مرة في خطابه؟.



مؤتمــر بيــع مصــر وتقسيم الكعكــة


واصل الجنرال عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر مغازلته لدول مجلس التعاون الخليجي قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في الفترة من 13 وحتى 15 مارس الجاري، والذي تخشى سلطات الانقلاب من فشله خاصة بعد تقارير صحفية دولية تؤكد عزم دول عربية وأوربية مقاطعته.
 ووجه قائد الانقلاب العسكري، اليوم الاثنين، الشكر لدولة "الإمارات" ومن وصفهم بـ "الأشقاء العرب" على ما قدموه لمصر من دعم خلال الفترة الماضية، وسط تأكيدات خبراء أن حكومة السيسي فشلت  فى الترويج الدعائى لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى "مستقبل مصر" طيلة الشهور الماضية .
 وفي كلمة متلفزة بمناسبة افتتاح عدة مشروعات اقتصادية، والتي نقلها التليفزيون الرسمي المصري مساء اليوم الاثنين،  قال السيسي: " في هذه المناسبة لا يفوتنا أن أوجه الشكر والتقدير لدولة الإمارات (وسط تصفيق من الحضور)، لأن دولة الإمارات لم يقتصر دعمها علي تقديم مساعدات وكده (وغيرها) ".
ورغم أن السيسي اعتاد في أكثر من مناسبة سابقة أن يوجه الشكر عادة لدولتي الإمارات والسعودية بشكل صريح ومستمر لدعمها مصر، إلا أنه في خطابه اليوم خص بالذكر الإمارات وتجاهل السعودية وكذلك الكويت، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات الكثيرين وأثار جدال بين المراقبين للمشهد المصري، وحاول تبريره المتحدث  الرسمي باسم رئاسة الانقلاب العسكري بإن السيسي خص الإمارات بالشكر لتمويلها المشروعات التي افتتاحها السيسي اليوم.
واستمر السيسي  في تحية الإمارات قائلاً: " لا..ده تقديم حاجات كتير أنا كمان أعرفها كويس (لم يحددها) .. وأنا بسجلها النهاردة ليكم لكم وللتاريخ " وتابع قائلا " هما (يقصد الإمارات) والاشقاء العرب الحقيقة .. كل الشكر والتقدير أنهم وقفوا جنب  مصر في الظروف الصعبة اللي  احنا بنمر بيها".
ورغم تأكيدات دول خليجية حضورها المؤتمر كالكويت والسعودية، إلا أن مراقبين أكدوا أن الجنرال عبدالفتاح السيسي بات يخشى بشكل كبير وواضح من تغير السياسية الخارجية السعودية خاصة بعد وفاة الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم في البلاد.
74 دولة تتجاهل مؤتمر السيسي الاقتصادي
كشفت وثائق مسربة - نشرتها أمس الأحد صحف داعمه لانقلاب 3 يوليو- أنه من بين 119 دولة تم توجيه الدعوة إليها لحضور مؤتمر شرم الشيخ، لم تستجب لها سوى 42 دولة فقط، في حين تجاهلت 74 دولة الدعوة، واعتذرت 3 دول هن الحضور.
وذكرت المستندات أن كلا من: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ودول أوروبية عدة كهولندا وإيطاليا والسويد واليونان وقبرص، فضلا عن الأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الإفريقي وماليزيا واليابان، هي ضمن الدول والمنظمات التي لن تشارك في المؤتمر، فيما يمثل صدمة مدوية لنظام السيسي.
وإلى جانب مقاطعة العديد من دول العالم للمؤتمر الاقتصادي يعاني المؤتمر المرتقب انعقادة في 13، و14 و15 من مارس الجاري مشاكل وخيمة منها "تسريبات مكتب السيسي"، والتي تحدث فيها المشير السيسي ومدير مكتبه عباس كامل بشكل مهين عن الدول الخليجية، إلى جانب تدهور الحالة الأمنية التي تشهدها مصر، وتراجع أسعار النفط، فضلاً عن عدم وجود تخطيط جيد للمؤتمر، وتأجيل الانتخابات البرلمانية في مصر لأجل غير مسمى".
مؤتمر بيع مصر وتقسيم الكعكة
ويصف محللون وخبراء اقتصاديون، مؤتمر مارس بأنه مؤتمر "بيع مصر" حيث يؤكدون أن المؤتمر يستهدف تقسيم الكعكة الاقتصادية عن طريق العديد  من التنازلات التي يقدمها قائد الانقلاب العسكري لداعميه من دول الخليج العربي والتي تأتي في إطار عملية ممتدة لتسديد الفواتير ودفع الثمن بدأها مع انقلاب 3 يوليو وتستمر لتحصد الكثير من قوت وثروات وأراضي الشعب مقابل تثبيت أركان نظام السيسي.
وتعددت صور دفع ثمن دعم الانقلاب بين قوانين مجحفة مثل قانون الاستثمار الجديد، ونظام تخصيص الأراضي، وقانون تحصين عقود الاستثمار الذي ألغى الرقابة القضائية والدولة، وتخصيص لجنة لتسوية المنازعات "وديا"، وبين تسويات علنية وسرية وصفت بـ"المريبة" لأزمات لمستثمرين خليجيين، بلغت وبالقانون عدم مقاضاته جنائيًا، مع السماح بالتغلغل بمشروعات واسعة على أراضي بعضها بالمجان أو بأسعار زهيدة


ليست هناك تعليقات: