الأحد، 29 مارس 2015

صدق أو لا تصدق: هذا الكلام لا يخص عاصمة السيسي المزعومة...



العاصمة الجديدة ليست إلا 
مسعى لتدشين شرعية نظام العسكر الحالي
 من خلال تنفيذ مشروعات تنموية عبر البلاد


 صدق أو لا تصدق
العاصمة الجديدة ليست إلا مسعى لتدشين شرعية نظام العسكر الحالي من خلال تنفيذ مشروعات تنموية عبر البلاد..
تمت طمأنة الشعب أن التخطيط جرى وفقًا لأحدث نظريات تخطيط المدن»..التصميم عبارة عن «أحياء فاخرة» يتكون كل منها من شقق باهظة الثمن بالنسبة للفقراء والسواد الأعظم من الطبقة المتوسطة..
من المزمع بناء سلسلة من المباني الإدارية لاستضافة الوزارات الجديدة ونقل أخرى من منطقة وسط البلد. وقد قُصد لها أن تكون مدينة حديثة تعكس تقدم فكر القائمين على البلاد..
يفترض أن تكون المدينة التي ستبنى في الصحراء مستقلة تضم مبانٍ حكومية وستاد رياضي ومركزاً للمؤتمرات..
الهدف هو تقديم نموذج حضري جديد لتنمية الصحراء، والتخفيف من أزمة الإسكان والكثافة السكانية في قلب القاهرة، وتوفير مقرات جديدة للحكومة، وتوفير مساكن للعاملين في الحكومة، وتوفير مناطق سكنية مزودة بالخدمات للإيجار والتملك، ولتوسيع البنى التحتية إلى داخل الصحراء بغية بيعها بسعر معقول للتطوير من قبل القطاع الخاص...

صدق أو لا تصدق:
هذا الكلام لا يخص عاصمة السيسي المزعومة...
ولكنه وارد سنة 1958...منذ 57 سنة بالتمام والكمال...
الوصف أعلاه أيها الأعزاء يخص مدينة نصر..😆
فمــــاذا حـــدث ؟

- وقوع مدينة نصر على مقربة من القاهرة جعلها مجرد امتداد لها..ولا تزال تعتمد في تنميتها على ارتباطها بالعاصمة التاريخية..
- على الرغم من أنه قد جرى نقل بعض المكاتب الحكومية إلى مدينة نصر، فقد ظلت معالم سلطة الدولة الرئيسية، مثل البرلمان، في منطقة وسط المدينة.
- تتسم مدينة نصر اليوم بالفوضوية وسوء الإدارة (مثل بقية المدن المصرية)، وهي غارقة في الزحام بسبب غياب شبكة نقل عام فعالة، وزيادة الكثافة السكانية بعدما اختفت البنايات منخفضة الارتفاع وحلت محلها أبراج شاهقة...
- خلا تصميم وتنفيذ وإدارة مدينة الثورة الجديدة في الخمسينيات من أي مظهر من مظاهر مشاركة الشعب أو الساكنين المستقبليين. لقد كان مشروعًا تنمويًا تقليديًا بُني باسم الشعب، الذين هم مجرد متلقين للحداثة التي تقرها الدولة..
- سار بناء المدينة/الضاحية الجديدة ببطء. في العام 1966، بعد سبع سنوات من المرسوم الرئاسي بإنشاء مدينة نصر، فقد كان يجري الحديث عنها في الإعلام كخطة وليس كواقع.
- بالإضافة إلى البطء في بنائها، كانت العائلات والعمال مترددين في الانتقال إليها بسبب بعدها عن مركز المدينة، وغياب شبكة مواصلات فعالة.
- حرم غياب مشاريع إنشاء مساكن لمحدودي الدخل الأغلبية ممن هم في حاجة إلى سكن من الانتقال إلى هناك.
وبحلول أواخر السبعينيات، كانت لا تزال مدينة نصر قيد الإنشاء مع معدلات سكن منخفضة.
فقد فشلت في خلق المحيط الحضري الثوري الذي وعدت به...
- هكذا ظهر عجز الدولة عن تنظيم مساحة تمثل توسعًا لسلطتها.
كما أنها فشلت في التعامل مع أزمة السكن الملحة التي عانى منها المجتمع المصري على مدى عقدين.
- تواصل تعيين المحافظين، وفشلت البلديات في تقديم أبسط الخدمات مثل جمع القمامة وصيانة المتنزهات والأشجار.

إن الهدف من الإعلان عن المشاريع الحضرية العملاقة مثل مدينة نصر (أو العاصمة الجديدة المزمع إنشاؤها) هو استخدامها كعنصر لإضفاء الشرعية وتوفير دليل ملموس عن حالة التنمية ردًا على المطالب الشعبية بالتغيير...إلا أنه وبدون مؤسسات عامة فعالة تقدر رفاهية كل سكان المدينة، فإن عمليات التنمية بهذه الطريقة مقدر لها الفشل كما حدث بالفعل في مصر. ويمكن القول إن فشل جعل مدينة نصر عاصمة لا يعزى فقط إلى التصاميم التي قدمها المهندسون المعماريون والمخططون للرؤية الأصلية.
فشل المشروع القديم الخاص ببناء مدينة المستقبل (وإدارة المدينة الحالية) يعود إلى رفض السلطات السياسية في مصر السماح للمجتمع بالمشاركة في التحكم في الحاضر الحضري ووضع تصور للمستقبل.



ليست هناك تعليقات: