... في سيارة للترحيلات..
والقــاتل ..براءة ، فمـا الجــديد؟!
والقــاتل ..براءة ، فمـا الجــديد؟!
حاجة وعشرين واحد من المصريين قتلوا أمام بوابات إستاد الدفاع الجوي، بعضهم بالرصاص الحي والبعض الآخر بالخرطوش وبعضهم خنقا بالغاز وآخرون دهسا تحت الأرجل،
الفيديوهات والصور تظهر الجماهير محبوسة في أقفاص حديدية وبين اسلاك شائكة، بينما رجال الأمن والداخلية يطلقون الغاز والخرطوش بكثافة عليهم، شهادات الأهالي وصور الضحايا تؤكد عدد من الإصابات بالرصاص الحي، الداخلية تنفي مسئوليتها، والمشرحة تجبر المواطنين على توقيع شهادات تفيد مقتل ابنائهم نتيجة التدافع إن أرادوا دفن قتلاهم؟!
النيابة ستحقق، والقضية ستنتقل إلى المحاكم،
القاضي يأتيه اتصال تليفوني
مبروك، المحكمة حكمت ببراءة المتهمين!!
ما الجديد؟!! ولا شئ...
يتفنن المصريون في حكاية المحكي ، وتكرار المكرر ،القصة المعادة، والمسلسل المخيف، بنفس الابطال ،ونفس الاحداث ونفس النهاية..والعجيب انهم كل مرة يتفاجئون!!!
● حاجة وثلاثين واحد قتلوا حرقا وخنقا في سيارة للترحيلات..والقاتل ..براءة
● وقبلها حاجة وثلاثة آلاف واحد قتلوا واحرقت جثث بعضهم وجرفت بالجرافات،لم يحقق في مقتلهم من الاساس، على فكرة ..القاتل :تولى رئاسة البلاد.
● قبلها حاجة وسبعين واحد قتلوا وهم سجود اثناء صلاة الفجر في الحرس الجمهوري..
● وقبلها حاجة وستين واحد قتلوا والقيت جثامينهم الطاهرة في صفائح القمامة في شارع محمد محمود..
● ومن قبل حاجة وعشرين واحد قتلوا على أرصفة شارع مجلس الوزراء..
● وقبلها حاجة وعشرين واحد قتلوا بالرصاص الحي ودهسا تحت عجلات المدرعات في شارع ماسبيرو وحول مبنى التليفزيون..
● وقبلها حاجة وسبعين واحد ذبحوا بالاسلحة البيضاء فوق الكراسي، والبعض تم إلقائه من أعلى مكان في مدرجات ستاد بورسعيد..
● ومن قبل ..حاجة وثمانمائة متظاهر قتلوا في أنحاء متفرقة من الجمهورية أثناء احداث ثورة يناير، وقضت المحكمة ببراءة مبارك من تهمة القتل ووزير داخليته وجميع مساعديه ..
... ليست هذه أول الحكاية...
كان هناك ألف وحاجة وثلاثين قتلوا غرقا
في عبارة تدعى السلام 98، في عام 2006،
وقبلها حاجة واربعمائة مصري ماتوا متفحمين في عربات قطار متوجه من القاهرة إلى اسوان في أول أيام عيد الاضحى عام 2002،في عبارة تدعى السلام 98، في عام 2006،
ملحوظة : هذا هو الرقم الذي تجرأت الحكومة على إعلانه، بينما تقارير حقوقية وشهادات لمراسلين أجانب وبعض الصحف المصرية يرفع الرقم الحقيقي لما فوق الألف وخمسمائة ضحية، لم يبق منهم سوى هياكلهم العظمية ،بعد أن انفجرت جماجمهم نتيجة الحرارة الشديدة..
بينما الحكم الصادر من قضائنا الشامخ :
كان هو براءة 11 مسؤولا بهيئة السكك الحديدية بعد محاكمتهم بتهمة الإهمال،والملفت في منطوق الحكم ،أن المحكمة قالت إن المتهم الحقيقي لا يزال طليقا.
وكان الأولى بهيئة المحكمة الشامخة أن تقول في حيثياتها ان المتهم الحقيقي لايزال فوق كرسي الحكم،
... طبقا للموسوعة العلمية ويكيبيديا ...
فــإن عــدد قتـلى إسرائيل في حـرب 73
ثمانية آلاف وخمسمائة وثمانية وعشرين من المصريين
☜ بينما قتلى المصريين في حرب اليمن بلغ اكثر من عشرين ألف جندي، بخلاف آلاف الجرحى والمعوقين والمشوهين، وخسارة مصر لأكثر من خمسة مليار جنيه(بقيمة هذه الفترة)،ونصف الإحتياطي الذي تملكه مصر من الذهب لرشوة القبائل اليمنية، بل وتدهور العملة المصرية لما يقرب من النصف.
... لمن لا يعرف حرب اليمن ...
هي الحرب التي تورطت فيها مصر منذ عام 1962 إلى عام 1967،وهي إحدى أكبر شطحات جمال عبدالناصر ، والذي قرر إرسال نصف الجيش المصري ،ليس لتحرير الجنوب اليمني من الإستعمار البريطاني، بل لنصرة الإنقلابيين في الشمال بقيادة المشير "عبد الله السلال" الذي أعلن عن قيام الجمهورية، بعد خلع الملك اليمني الإمام "محمد البدر" ، والمضحك والمبكي في نفس الوقت؛ أن المشير "السلال" الذي أنفقت مصر على حكمه عشرين ألف قتيل لم يدم حكمه سوى خمس سنوات فقط منذ عام 1962 إلى ان تم الإنقلاب عليه في نوفمبر 1967 ،هرب بعدها إلى القاهرة!!!
عشرات الآلاف وأكثر قضوا نحبهم منذ قررت مجموعة من ضباط الجيش المصري على رأسها بكباشي مجنون بالزعامة،تربى ونشأ في حارة اليهود بالجمالية اسمه "جمال عبدالناصر" ورفاقه أن يحكموا البلاد في العام 1954.
تراجعت مصر بعدها في كل شئ ،في التنمية في العلم في الصناعة في الزراعة في السياحة في التجارة،كل شئ تراجع، وبقي وحده عداد الدماء يحرز التقدم،
... يموت عبدالناصر مسموما ...
بعد أن ضيع من المملكة المصرية التي استلمها ارض السودان بكاملها، وغزة وشبه جزيرة سيناء، والإحتياطي المصري من الذهب،
فمصر التي استلمها جنة الله في ارضه تركها ارضا محتلة منهوبة منهكة ينخر الفساد في اساسها.
... يموت السادات مقتولا بين جنوده ...
بعد أن فرط في السيادة الوطنية لمصر علي جزء عزيز من أرضها وهي شبه جزيرة سيناء ،بموجب اتفاقية العار والشنار كامب ديفيد" والتي فرضت على مصر تحويل مطاراتها العسكرية في سيناء إلي مطارات مدنية محظور عليها استخدمها في الأغراض العسكرية.
بل وفرضت عليها ترك مناطق شاسعة من سيناء خالية من السلاح ومناطق أخري لايسمح فيها بأي تواجد عسكري مصري ،مما جعل ثلثي سيناء منزوع السلاح تراقبه إسرائيل ،وبالتالي يصعب الدفاع عنها إذا أرادت الأخيرة إعادة احتلالها ثانية كما هددت بذلك أكثر من مرة.ثم يأتي مبارك ليقدم لإسرائيل وشعبها خدمات جليلة
ومواقف عظيمة جعلتهم يخلعون عليه لقب
"كنز إسرائيل الإستراتيجي"
،ثم يترك بلاده بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 بعد أن نهب خيراتها وجرف ثرواتها ،وأسس منظمات للفساد تحكم كل شبر على أرضها،وقتل الآلاف من ابنائها مابين غرقى في عبارات ومتفحمين في قطارات، وأشلاء على طرق خربة، وترك مصر وهي مديونة بتريليون و١٧٢ مليار جنيه، ديون داخلية وخارجية.لم يتنحى مبارك عن الحكم لسواد عيون الشعب، بل تنحى تاركا الحكم لرفاقه من عصابة الجيش ليكملوا المسيرة، مسيرة حكم فاسد وغاشم، حكم محتل من بني جلدتنا، ينهب ثرواتنا ويسرق خيراتنا ،ويقتل ابنائنا ويسجن ويسحل ويهتك أعراض مخالفيه..
وعندما يتجرأ هذا الشعب "الجعان والمتنيل بنيلة في نظرهم" على انتخاب رجل مدني منهم، كان لابد أن تخرج الدبابات له في الشوارع، وتقف المدرعات أمامه، من اجل عودة الجنرالات للحكم.
ويأتينا بعدها الجنرال القزم أسود الوجه ابن حارة اليهود،ليطلب من داعميه في الخليج ثلاثين مليار جنيه لحساب الشركة المسلحة التي يديرها ،أو ما يطلق عليها زورا جيش مصر، وقرشين لتقفيل ميزانية "الشعب المتنيل بنيلة"،
ثم يتولى هو رئاسة البلاد..وتستمر حلقات المسلسل المصري، مسلسل القتل والسحل والنهب والتخريب...
فما الجديد؟!!
شرين عرفة
كاتبة مصرية
كاتبة مصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق