من وراء القاتل الحقيقي لجنود مصر بسيناء
في دولة ( الأسياد والعبيد ) .. دولة العسكر ..
مواطن يسجد لضابط شرطة.. ويردد: "أنا خدام البيادة"
مواطن يسجد لضابط شرطة.. ويردد: "أنا خدام البيادة"
مديريات الأمن، وأقسام الشرطة، مبنى المحافظة، البنوك، مجالس المدينة، السفارات، وحتى العمارات الهامة، وأخيرًا بجوار المظاهرات، ستجد هناك شخصًا، لم يكمل أو حتى لم يبدأ تعليمه يأتمر بأوامر الباشا، يقضي 3 سنوات من عمره بزي واحد، ينفذ الأوامر إن كانت قتلًا أو ضربًا أو اعتقالًا ، أو تعذيبًا ، إنه مجند الأمن بوزارة الداخلية أو ما يعرفه المصريين بـ"أحمد سبع الليل".
مواطن يسجد لضابط شرطة.. ويردد: "أنا خدام البيادة"
مقطع فيديو لمواطن مصري
يسجد أمام ضابط في ميدان التحرير، أمس الأحد، في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
يظهر في مقطع الفيديو المتداول، رجل يسجد أمام ضابط شرطة، محاولًا تقبيل قدميه، قائلاً: "انا خدام البيادة ..الراجل اللي بيحميني لواء شرطة أو جيش ..هما دول عمود الخيمة".
"سبع الليل" ذلك المجند الذي جسد شخصيته الفنان الراحل أحمد ذكي في فيلم "البرئ" للمؤلف وحيد حامد ويتناول حياة أحد مجندي الأمن، أوهمه قادته أن من يأتي إلى معتقلهم هم أعداء الوطن ليقابل بعدها أحد شباب قريته الذين يعرفهم عن قرب ليتحول إلى شخص آخر.
يقول لنا الفيلم إن أحمد سبع الليل أدرك الخديعة التي وقع ضحية لها بعدما أنار له صديقه وهدان الطريق قبل أن يُتوفى متأثرًا بلدغة ثعبان، حيث قال له: " إن أعداء الوطن الحقيقيون ليسوا من يعذبهم في المعتقل، أما المعتقلون لقد اعتُقلوا فقط "لأنهم فهموا"، فانتفض سبع الليل مطلقًا صرخة مدوية في نهاية الفيلم اعتراضًا منه على الحقيقة المرة وإحساسًا منه بالعار. هذه هي النهاية كما رأيناها على الشاشات، والتي اعتقد الكثير ممن رآها إنها نهاية مبتورة لفيلم مليء بالأحداث الساخنة والرسائل.
نهاية الفيلم الأصلية لم تكن على هذا النحو الذي يعرض على الشاشات، فالنهاية الحقيقية تمضي وتصور لنا أحمد سبع الليل، وهو يرى من موقعه على برج مراقبة المعتقل مجموعة سيارات قادمة تحمل مزيدًا ومزيدًا من "أعداء الوطن"، فلا يشعر سبع الليل إلا وهو يخرج سلاحه وينهال بالرصاص على جميع قياداته وجميع الذين خدعوه واستعبدوه وأوهموه بأن أبناء جلدته هم أعداؤه، فأخذ يملأ السلاح بالرصاص مرة تلو الأخرى حتى قضى عليهم دون أن يرتعش له جفن.
وبينما هو ذاهل مما فعل التقط نايه القديم وعزف عليه لحنًا حزينًا ليسقط هو أيضًا فجأة برصاصة في صدره أطلقها عليه عسكري آخر يبدو عليه إنه لا يكاد يفقه شيئًا مما رأى، ويظن أنه أيضًا خلص البلد من عدو الوطن!
هذه النهاية تم حذفها بقرار من لجنة رقابة ثلاثية شكلها مجلس الوزراء سنة 1986من 3 وزراء هم وزير الدفاع السابق المشير عبد الحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية السابق أحمد رشدي، ووزير الثقافة السابق أحمد هيكل، وكان سبب حذف هذه النهاية هو أن: "الزمن لا يتناسب مع عرضها."
عندما سجن الإمام أحمد ابن حنبل سأله سجّانه يا إمام هل أنا من أعوان الظالمين، قال: لا بل أنت من الظالمين أنفسهم، إنما أعوان الظالمين من خاط لهم ثوبًا أو صنع لهم طعامًا.
ثورة الأمن المركزي
اللواء أحمد رشدي كان قد مر على توليه مسئولية وزارة الداخلية عام واحد وسبعة شهور فقط قبل الأحداث التي أطلق عليها أحداث الآمن المركزي فقد تولى الوزارة يوم 17 يوليو 1984.
واستهل عمله في الوزارة بالإعلان بأن استراتيجية عمل وزارته تستند على ركيزتين أساسيتين، هما: مكافحة الرشوة واستغلال النفود والقضاء على تجارة المخدرات كما أعلن عزمه إعادة الانضباط إلى الشارع المصري، وأجبر كافة قيادات الشرطة من مختلف الرتب على النزول إلى الشارع لتحقيق ذلك الانضباط
بينما لم يرد النظام في هذا الوقت لهذه الخطة أن تتم ، حيث تم الدفع بمجندي الأمن المركزي إلى الشارع بخطة دبرها عدة أشخاص هم "صفوت الشريف ويوسف والي والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق".
ووقعت أحداث الأمن المركزي في أواخر شهر فبراير سنة 1986، وكانت المرة الأولى التي تقوم فيها قوات نظامية مهمتها حفظ الأمن، بالخروج على الأمن، حيث هُرع جنود الأمن المركزي إلى الشوارع في عشر محافظات مصرية في وقت واحد، وقاموا بتدمير كل ما طالته أيديهم من ممتلكات خاصة وعامة في أكبر حوادث تخريب وفوضى تشهدها مصر في تاريخها الحديث.
وخرج الإعلام ليقول إنها ثورة للأمن المركزي للمطالبة بتحسين وضعهم ، إلا أن الحقيقة أنه قد تم دفعهم إليها بأوامر قيادتهم ، فليس من طبيعتهم الاعتراض.
سبع الليل والسيسي
قطار منكوب، وانقلاب سيارة ، وتفجير لمعسكر، كلمات مختلفة تؤدي إلى نتيجة واحدة هي الموت بدم بارد في عهد السيسي.
وسافرت وحدة من الشرطة إلى «الفاشر» بإقليم دارفور السوداني، من ضباط وأفراد الأمن المركزي، لتتولى العمل في مهام حفظ السلام لمدة 6 أشهر، ويتم تجديدها لمدة عام.
وغادر مطار القاهرة الدولي، 140 ضابطًا وفردًا من قوات حفظ السلام المصرية متجهين إلى «الفاشر» بدارفور السودانية، وقال مصدر أمني رفيع المستوى بالمطار إنه تم إنهاء إجراءات سفر قوات حفظ السلام على طائرة أردنية خاصة أقلعت من مطار القاهرة.
وأشار المصدر إلى أن القوات ستبدأ عملها هناك بدلاً من قوات مصرية أخرى ستعود على الطائرة نفسها، ويصل عددهم لحوالي 123 ضابطًا وفردًا، وذلك بعد انتهاء فترة عملهم هناك.
وقد قتل العشرات من قوات الأمن منذ الانقلاب العسكري، ودائمًا ما تتهم قوات أمن الانقلاب جماعة أنصار بيت المقدس.
بدورها نفت «جماعة أنصار بيت المقدس» قتلها للجنود المصريين في مذبحة رفح الثانية، قائلة: «رغم اتهامات الداخلية للإخوة والمجاهدين بأنهم قتلوا الجنود في مذبحة رفح الثانية، وتزييفها للحقائق إلا أن كل وقت وله أذان».
وقالت الجماعة، في عدد من التدوينات على حساب منسوب لأنصار بيت المقدس على «تويتر»، السبت، إن «وحدات من القوات الخاصة بوزارة الداخلية، هي من قتلت الجنود في مذبحة رفح الثانية».
وأضافت الجماعة، أنها تمتلك دليلا على تورط الداخلية في قتل الجنود قائلا: «إن التصوير بالصوت والصورة كان بيد ضابط من الذين قتلهم، وسنقدم الدليل على ذلك، في الوقت المناسب قائلة: «أين هو التصوير وما الدليل على ذلك؟ سنجعلها مفاجأة لفضح وزارة الداخلية المصرية المجرمة. متى سيتم نشره؟ إنها مفاجأة (وكل وقت وله أذان) انتظرونا».
ودائمًا ما يتجاهل السيسي أنباء مقتل الجنود بشكل لافت للنظر؛ وأنه اقتصر على نغمة ما يسمى بـ"الإرهاب الأسود"، ولم يقتصر "السيسي" فقط على الصمت بل وصل الصمت إلى الأجهزة الأمنية والإعلامية التي لم تحمل الرئيس مسئوليته عن الحادث كما كانت تفعل أيام "مرسي"، بل بادرت إلى اتهام ما تسميها بـ"الجماعات الإرهابية" و"أنصار بيت المقدس" التي لا وجود لها على أرض الواقع، وكذلك صمت القضاء عن البحث والتحقيق لمعرفة من وراء القاتل الحقيقي لجنود مصر بسيناء.
يقول لنا الفيلم إن أحمد سبع الليل أدرك الخديعة التي وقع ضحية لها بعدما أنار له صديقه وهدان الطريق قبل أن يُتوفى متأثرًا بلدغة ثعبان، حيث قال له: " إن أعداء الوطن الحقيقيون ليسوا من يعذبهم في المعتقل، أما المعتقلون لقد اعتُقلوا فقط "لأنهم فهموا"، فانتفض سبع الليل مطلقًا صرخة مدوية في نهاية الفيلم اعتراضًا منه على الحقيقة المرة وإحساسًا منه بالعار. هذه هي النهاية كما رأيناها على الشاشات، والتي اعتقد الكثير ممن رآها إنها نهاية مبتورة لفيلم مليء بالأحداث الساخنة والرسائل.
نهاية الفيلم الأصلية لم تكن على هذا النحو الذي يعرض على الشاشات، فالنهاية الحقيقية تمضي وتصور لنا أحمد سبع الليل، وهو يرى من موقعه على برج مراقبة المعتقل مجموعة سيارات قادمة تحمل مزيدًا ومزيدًا من "أعداء الوطن"، فلا يشعر سبع الليل إلا وهو يخرج سلاحه وينهال بالرصاص على جميع قياداته وجميع الذين خدعوه واستعبدوه وأوهموه بأن أبناء جلدته هم أعداؤه، فأخذ يملأ السلاح بالرصاص مرة تلو الأخرى حتى قضى عليهم دون أن يرتعش له جفن.
وبينما هو ذاهل مما فعل التقط نايه القديم وعزف عليه لحنًا حزينًا ليسقط هو أيضًا فجأة برصاصة في صدره أطلقها عليه عسكري آخر يبدو عليه إنه لا يكاد يفقه شيئًا مما رأى، ويظن أنه أيضًا خلص البلد من عدو الوطن!
هذه النهاية تم حذفها بقرار من لجنة رقابة ثلاثية شكلها مجلس الوزراء سنة 1986من 3 وزراء هم وزير الدفاع السابق المشير عبد الحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية السابق أحمد رشدي، ووزير الثقافة السابق أحمد هيكل، وكان سبب حذف هذه النهاية هو أن: "الزمن لا يتناسب مع عرضها."
عندما سجن الإمام أحمد ابن حنبل سأله سجّانه يا إمام هل أنا من أعوان الظالمين، قال: لا بل أنت من الظالمين أنفسهم، إنما أعوان الظالمين من خاط لهم ثوبًا أو صنع لهم طعامًا.
ثورة الأمن المركزي
اللواء أحمد رشدي كان قد مر على توليه مسئولية وزارة الداخلية عام واحد وسبعة شهور فقط قبل الأحداث التي أطلق عليها أحداث الآمن المركزي فقد تولى الوزارة يوم 17 يوليو 1984.
واستهل عمله في الوزارة بالإعلان بأن استراتيجية عمل وزارته تستند على ركيزتين أساسيتين، هما: مكافحة الرشوة واستغلال النفود والقضاء على تجارة المخدرات كما أعلن عزمه إعادة الانضباط إلى الشارع المصري، وأجبر كافة قيادات الشرطة من مختلف الرتب على النزول إلى الشارع لتحقيق ذلك الانضباط
بينما لم يرد النظام في هذا الوقت لهذه الخطة أن تتم ، حيث تم الدفع بمجندي الأمن المركزي إلى الشارع بخطة دبرها عدة أشخاص هم "صفوت الشريف ويوسف والي والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق".
ووقعت أحداث الأمن المركزي في أواخر شهر فبراير سنة 1986، وكانت المرة الأولى التي تقوم فيها قوات نظامية مهمتها حفظ الأمن، بالخروج على الأمن، حيث هُرع جنود الأمن المركزي إلى الشوارع في عشر محافظات مصرية في وقت واحد، وقاموا بتدمير كل ما طالته أيديهم من ممتلكات خاصة وعامة في أكبر حوادث تخريب وفوضى تشهدها مصر في تاريخها الحديث.
وخرج الإعلام ليقول إنها ثورة للأمن المركزي للمطالبة بتحسين وضعهم ، إلا أن الحقيقة أنه قد تم دفعهم إليها بأوامر قيادتهم ، فليس من طبيعتهم الاعتراض.
سبع الليل والسيسي
قطار منكوب، وانقلاب سيارة ، وتفجير لمعسكر، كلمات مختلفة تؤدي إلى نتيجة واحدة هي الموت بدم بارد في عهد السيسي.
وسافرت وحدة من الشرطة إلى «الفاشر» بإقليم دارفور السوداني، من ضباط وأفراد الأمن المركزي، لتتولى العمل في مهام حفظ السلام لمدة 6 أشهر، ويتم تجديدها لمدة عام.
وغادر مطار القاهرة الدولي، 140 ضابطًا وفردًا من قوات حفظ السلام المصرية متجهين إلى «الفاشر» بدارفور السودانية، وقال مصدر أمني رفيع المستوى بالمطار إنه تم إنهاء إجراءات سفر قوات حفظ السلام على طائرة أردنية خاصة أقلعت من مطار القاهرة.
وأشار المصدر إلى أن القوات ستبدأ عملها هناك بدلاً من قوات مصرية أخرى ستعود على الطائرة نفسها، ويصل عددهم لحوالي 123 ضابطًا وفردًا، وذلك بعد انتهاء فترة عملهم هناك.
وقد قتل العشرات من قوات الأمن منذ الانقلاب العسكري، ودائمًا ما تتهم قوات أمن الانقلاب جماعة أنصار بيت المقدس.
بدورها نفت «جماعة أنصار بيت المقدس» قتلها للجنود المصريين في مذبحة رفح الثانية، قائلة: «رغم اتهامات الداخلية للإخوة والمجاهدين بأنهم قتلوا الجنود في مذبحة رفح الثانية، وتزييفها للحقائق إلا أن كل وقت وله أذان».
وقالت الجماعة، في عدد من التدوينات على حساب منسوب لأنصار بيت المقدس على «تويتر»، السبت، إن «وحدات من القوات الخاصة بوزارة الداخلية، هي من قتلت الجنود في مذبحة رفح الثانية».
وأضافت الجماعة، أنها تمتلك دليلا على تورط الداخلية في قتل الجنود قائلا: «إن التصوير بالصوت والصورة كان بيد ضابط من الذين قتلهم، وسنقدم الدليل على ذلك، في الوقت المناسب قائلة: «أين هو التصوير وما الدليل على ذلك؟ سنجعلها مفاجأة لفضح وزارة الداخلية المصرية المجرمة. متى سيتم نشره؟ إنها مفاجأة (وكل وقت وله أذان) انتظرونا».
ودائمًا ما يتجاهل السيسي أنباء مقتل الجنود بشكل لافت للنظر؛ وأنه اقتصر على نغمة ما يسمى بـ"الإرهاب الأسود"، ولم يقتصر "السيسي" فقط على الصمت بل وصل الصمت إلى الأجهزة الأمنية والإعلامية التي لم تحمل الرئيس مسئوليته عن الحادث كما كانت تفعل أيام "مرسي"، بل بادرت إلى اتهام ما تسميها بـ"الجماعات الإرهابية" و"أنصار بيت المقدس" التي لا وجود لها على أرض الواقع، وكذلك صمت القضاء عن البحث والتحقيق لمعرفة من وراء القاتل الحقيقي لجنود مصر بسيناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق