الأحد، 11 يناير 2015

الانقلابيون يخشون أن تصيبهم دائرة.. من تزايد المتعاطفين مع الشرعية



فزع ورعب فى قلوب الأنقلابيين الدمويين 
من المد الإسلامى 

 ومن أعداد المتعاطفين مع الشرعية


حالة السعادة و(الانشكاح) التى أبداها قائد الانقلاب أثناء زيارته للكنيسة، فى مقابل حالة الهم والغم والكرب و(سواد الوجه) عندما كان يزور الأزهر.. تنبئ عن فزع ورعب فى قلوب هؤلاء الدمويين من المد الإسلامى  ومن أعداد المتعاطفين مع الشرعية، ومن ثم تهديد مصالحهم وإفشال خططهم.
وهذه الحالة الشعورية معروفة فى التاريخ الإسلامى، وهى حالة انفعالية تتلبس المنافقين والذين فى قلوبهم مرض؛ إذ رغم ما يبدون من إسلام فإنهم يبطنون البغضاء والكره للمسلمين، ومع أول صدام بين مصالحهم ومصالح الدين، يظهرون هذه البغضاء، ويقدمون مصالحهم على مصالح المسلمين (ويَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إنَّهُمْ لَمِنكُمْ ومَا هُم مِّنكُمْ ولَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ . لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئًا أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إلَيْهِ وهُمْ يَجْمَحُونَ) [سورة التوبة: 56، 57].
وقد كان عبد الله بن أبى بن سلول -عليه لعنة الله - هو أول وأوضح مثال لتلك الحالة، كان هذا الملعون -قبل ظهور نفاقه وكفره- يعقب على عظات النبى للمسلمين، يقول: «أيها الناس اتبعوا هذا الرجل فإنه على الحق».. وعقب حصار النبى لليهود فى بنى قينقاع -وكان حليفًا لهم- بدت البغضاء من فيه، بل سلك سبيل الكافرين بإلحاق الأذى بأهل التوحيد، والإساءة إلى نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم.. فقد جاء إلى النبى فقال: يا محمد أحسن فى موالى، فأعرض عنه النبى صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده فى جيبه فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقال: ويحك أرسلنى، فقال: لا أرسلك حتى تحسن إلى موالى، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعونى الأحمر والأسود تحصدهم فى غداة واحدة، إنى لأخشى الدوائر.
ولم يكتف هذا المجرم - كما هو معلوم من كتب السيرة- بهذا الموقف، بل كانت له مواقف أخرى ضد الإسلام والمسلمين مجللة بالخزى والعار، لأن محمدًا -فى نظره- هو من سلبه ملكه، ومنعه الإمارة فى المدينة بعدما قدم إليها وأسس فيها دولته، وقد كان المنافق تعقد له عاقلته الخرز ليتوجوه، وقد قرأنا ما فعله فى غزوة بنى المصطلق (ماء المريسيع) متهمًا عائشة زوج النبى فى عرضها، ومهددًا النبى بقوله: «لئن عدنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»، طاعنًا فى شرف الصحابة بقوله: «والله ما عدنا وهم إلا كما يقول المثل: سمن كلبك يأكلك»..
هذا مثل مضى، لكن الأمثلة باقية حتى تتعطل الشمس عن مسيرها فى الشروق والغروب، ولقد تحدث القرآن  الكريم عن هؤلاء المنافقين حديثًا مستفيضًا، وقد سمى سورة باسمهم (المنافقون)، وهناك عشرات الآيات تفضحهم وتعرى صفاتهم القميئة احتوتها سور أخرى على رأسها الفاضحة (التوبة) التى جسدت نفسياتهم المعقدة وفطرهم المنكسة.
ومن بين صفات هؤلاء الفساق الذين نصح الله النبى فيهم بقوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [سورة التوبة: 80].. أنهم يسارعون فى الذين كفروا، أى يسرعون إليهم لعقد  التحالفات وتهيئة الصفقات، والاتحاد معهم ضد المسلمين، وهم على استعداد للانبطاح إلى درجة كبيرة، باتهام الإسلام بتهم ليست فيه، وبتشويه صورته وصورة دعاته والمنتمين إليه، من أجل كسب رضا هؤلاء الكفار أو المعادين لدين التوحيد، خوفًا من الفقر أو ضياع المصلحة أو تحولهم من الملك والسلطان إلى الملاحقة والقصاص، يقول الله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [سورة المائدة: 52]، وهم يفعلون ذلك لعدم ثقتهم فى الله، وثقتهم -فى المقابل- فى هؤلاء الكفار، ولو كانوا يحملون الإيمان لسلكوا طريق أصحابه بالتوكل على الخالق والصبر على ما أصابهم حتى يغير الله حالهم المعسرة إلى حال اليسر والفرج.. فضلا عن أن الله قذف فى قلوبهم الرعب جزاء ما فعلوه، فهم يحسبون كل صيحة عليهم، فليس أمامهم سوى أن يكونوا أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين، لما يجدونه من ضعف مؤقت عند المؤمنين، وقوة وصولجانًا -مؤقتًا أيضًا- لدى الكافرين.
ما جرى -إذًا- أمر معهود، عهدناه فى أصحاب القلوب السوداء، الذين إذا ذكر الله وحده اشمأزت تلك القلوب، وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون، فهم فى حضرة المسلمين كمن تلبسه جان وكتم أنفاسه وفى حضرة الكافرين تراه منشرح الصدر باسم الثغر فرحًا مسرورًا، فهم شياطين الإنس الذين يضيقون بالذكر ويفرون من آيات الله إذا تليت عليهم، يحيون حياة طيبة إذا ترددت على مسامعهم أدعية الكفر وحديث إبليس وتابعيه.
يدرك المسلمون الفاهمون العالمون بمقاصد دينهم أنما وليهم الله، فلا يخشون اجتماع الأحزاب، ولا يخافون لومة لائم، موقنين أن لهم الغلبة ولو جيشت ضدهم الجيوش، شعارهم: (إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعُونَ) [سورة المائدة: 55].
أما المنافقون فلن نزيد على قول  الله فيهم: (بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [سورة النساء: 138، 139].




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: