الاثنين، 1 ديسمبر 2014

بعد براءة مبارك ودعوات التوافق لا شرعية وعودة مرسي فيديو



الصـــادقون 
بعد براءة مبارك ودعوات التوافق الثوري 
لا لشعارات الشرعية وعودة مرسي.
عــودوا إلى مقـاعدكم  
ثوار السنة ونصف الماضية .. رفقاء المحن



هكذا أطلقها شباب 6 أبريل وشباب التيار الاشتراكي الشيوعي الذين نزلوا ثائرين غاضبين بعبد المنعم رياض بجوار التحرير أمس ليلاً في أعقاب الحكم (المنتظر – المتوقع) ببراءة المخلوع مبارك الهزلية والتي كانت أقرب لفيلم هندي منتج في بوليود (مركز صناعة السينما الهندية) ، وشهد ألفاظاً كوميدية حق للتاريخ أن يقف معها من مثل قول القاضي للمتهمين: (عودوا إلى مقاعدكم ) .
هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للتحرير ليلاً ، أرادوا احتكار الميدان وطالبوا كل من رفع صور الرئيس مرسي أو نادى بعودة الشرعية أن يكف عن ذلك ، وكأن التحرير ملكاً لهم ، وكأنهم اشتروه بمالهم أو مال أبيهم .
ولم يقف الأمر عند الشباب ، بل امتد لبعض الشيوخ العاقلين من أمثال الدكتور محسوب ، ومن أمثال الليبرالي أيمن نور ، بل بعض شباب الثورة المحسوبين على الإسلاميين والذين ظهروا في بعض الفضائيات ، وبعض الحسابات الشخصية على السوشيال ميديا لمن قالوا أنهم يقفون مع الشرعية من قبل ويرفعون شعارات رابعة ...
كلهم يطالب بالتوحد والتوافق على شعارات الثورة وأن الثورة رجعت تاني للتحرير وأن الثورة تبدأ من نقطة الصفر المشتركة ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية ) ، وأن على الجميع أن ينسى خلافات الماضي ولا يطالب إلا بالمتفق عليه من شعارات ثورة يناير !
أنا أرى ذلك كله خطأً وغير موفقٍ من البعض ، وأراه خبيثة وتآمرياً من البعض الآخر ، وذلك للأسباب الآتية :
 من إعترض على القرارات الثورية
هؤلاء الشباب الذين يعترضون الآن على براءة مبارك ومن معه من المجرمين الآثمين ، والذين اكتشفوا فجأة أنهم غرر بهم من عبد المجيد محمود النائب العام لمبارك والذي قدم قضية للمحاكمة تفتقد كل أركان إثبات الجريمة ، وهي قضية غير التي ينبغى أن يحاكم بها ...
هؤلاء أنفسهم هم الذين اعترضوا على الرئيس مرسي لما مارس صلاحيات ثورية وأقال ذلك النائب العام الفاسد وأتى بآخر ثورياً نزيهاً حرصاً على ضمانة تقديم المجرمين للعدالة الناجزة .
واعتراضهم كان لأن مرسي ديكتاتور ويفتئت على القانون ، هذا هو القانون - أيها الشباب وأيها السادة - الذي طالبتم مرسي باحترامه ، إنه قانون زليخة الذي سجن يوسف بعد اليقين من براءته ، وهو نفسه الذي سجن الثائر مرسي بحجة التخابر مع العرب ضد إسرائيل ، وهو نفسه الذي حرر الطاغية الحرامي الفاسد مبارك الذي ثرتم عليه ... ( اشربوا هذا القانون قبل الأكل وبعده ثلاث مرات يومياً لمدة عشر سنين قد يشفيكم الله بعدها من الداء الذي ابتلاكم به ) . 
 من هدم تجربة الديمقراطية
نفس هؤلاء الشباب هم الذين وقفوا مع العسكر والانقلاب وهدموا أول تجربة ديمقراطية عاشتها البلاد – بغبائهم وخيبتهم – الآن يقولون لنا لا ترفعوا شعارات ولا تنادوا بما ظللتم عاماً ونصف - في الشوارع والمعتقلات والمقابر والمنفى - تنادون به من مبادئ الحق والحرية والديمقراطية ، وضد العسكر وضد أدواتها المجرمة الآثمة من داخلية وقضاء وإعلام ... آلآن تثورون ؟ وحين تريدون الثورة تشترطون على ثوار الشارع الذين حفروا بدمائهم وأجسادهم أرض البلاد ثورة ضد الظلم والعسف أن يتركوا هوياتهم ويتركوا ما عاشوا لأجله سنين عمرهم ورسخوه بدمهم في ملحمة عطاء سرمدية سيسطرها التاريخ ضمن أهم محطات النضال والتضحية في العالم كله ، في الوقت الذي أمنتم أنتم فيه في بيوتكم وفي قاعاتكم المكيفة وجلستم تشاهدون ما يحدث وأنتم تضحكون وتباركون ! .. أي قسمة ضيزى هذه ؟! وأي حمق وغباء يمكن أن نقع فيه بقبول مثل هذه الترهات ؟! 
 من لم يغضب للدم المصري بل وشمت فيه
هؤلاء الشباب الذين يغضبون الآن ، من أجل براءة مبارك لأنه قتل ثوار 25 يناير ، لا يهمني أن تمتد يدي لأيديهم لأنهم نسخة ممجوجة مكررة من العسكر ، بل حين اختلفت معهم في المسار الديمقراطي مدوا أيديهم للعسكر ضدي ، ورضوا بأن يكونوا مطيته ودابته التي ركبها لتوطيد دعائم أركانه ( ولو توطيداً ظاهرياً ) .
هؤلاء لم يفهموا أصلاً لم ثاروا على مبارك ولم حاكموه ؟ ولم يفهموا أن الثورة عليه كانت لفساد ثلاثين سنة وأكثر ، ولم يفهموا أن الرئيس مرسي أراد أن يحاكمه على جرائم عهده كلها وليس على جريمة قتل ثوار 25 يناير ، هم فقط عبدوا عجلاً اسمه " الثورة " وقدسوه ، فلما اختلفوا مع الحر الديمقراطي النزيه – مجرد اختلاف في قرارات ووسائل وليس في فساد وقتل وجرائم - ثاروا عليه هو أيضاً ، والآن يشترطون ألا ننادي بعودته !
ثم إن هؤلاء لم تتمعر وجوههم ولا قلوبهم لأجل الدم الحر الأبي الذي سال نتيجة وقوفهم مع العسكري في الاتحادية ( على أيديهم ) والحرس والمنصة ورابعة والنهضة وما بعد ذلك ، بل وشمتوا فيه ، وبعضهم نادى بذلك وشارك فيه ، آلآن تريدون أن نضع أيدينا في أيديهم ، ( لأ وإيه ؟ نترك مطالبنا العادلة الحرة الديمقراطية لأجلهم ) ... يا سيدي على الثورة !
أي خير ننتظره من هؤلاء الذين غابت عنهم حقائق الأشياء وأصولها ؟ وأي مصير حق وعدل ننتظره - ونحن ورثة النبوة ودعاة الناس إلى الحق وممهدي الطريق لخلافة على منهاج النبوة الراشدة - حين نمارس ميكيافيللية غير أخلاقية فنضع أيدينا في يد من نتيقن حمقه وغبائه وطيشه وعدم فهمه لنكثر سواد الثوار ونتخلص من آخر ظالم غبي ، لا أظن أن هذا هو ما نادى به محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا حتى هذه هي الأحلاف التي دعا إليها أو قال أنه إذا دعي إلى مثلها سيجيب .
 ما حدث في الماضي بين رفقاء الثورة لم يكن خلافاً عابراً
إن ما حدث في الماضي من خلاف مع هذه الفصائل المؤدلجة ( 6 أبريل – التيار الشعبي والاشتراكي – ساويرس وممدوح حمزة ومن على شاكلتهم – نوارة نجم وبلال فضل وأسماء محفوظ ووائل غنيم وأشباههم ... ) ، أقول أن الخلاف مع هؤلاء لم يكن خلافاً هامشياً عابراً ، أو ترفاً فكرياً ، أو على مسألة فرعية مما يسعنا أن نختلف ونتغافر ونتسامح فيه .
إنه خلاف عقائدي حقيقي يشمل الغايات العظمى والأهداف الكلية والمسارات الموصلة لهذه الغايات والأهداف ، وكذلك الوسائل التي نسير بها في هذه المسارات ، إن الخلاف بيننا وبينهم يشمل منهج الحياة كلها .
والقاسم المشترك بيننا وبينهم هو مجرد عناوين عامة تكاد تصير في نهايتها إلى مجرد شعارات مطاطة ، ( عيش – حرية –  كرامة إنسانية - عدالة اجتماعية ) ، هي شعارات عامة ليس تحتها أي تفاصيل من أي نوع ، فكان لابد من الاختلاف ، وسيصير الأمر - إن قبلنا بمثل هذه الشعارات مبدءاً للتجمع – إلى خلاف آخر وآخر وآخر بلا نهاية .
 ثوار السنة ونصف الماضية .. رفقاء المحنة الصادقون
أما الذين أزعم أنه مهما اختلفت معهم فإنه من الوارد جداً أن نلتقي على قواسم مشتركة عديدة ، بل ويمكن أن نصل معهم لاتفاق على تفصيلات داخل التفصيلات ، فهم الإسلاميون الذي قدموا من أنفسهم ومالهم ودمهم وعرضهم كل غالٍ ونفيس مسترخصينه عذباً زلالاً صافياً في سبيل الله.
هؤلاء الذين يحملون نفس غايتي الواحدة ( مرضاة الله ) ، ونفس أهدافي الكلية ( حرية منضبطة وعزة وكرامة تحت راية شريعة الله العادلة المنصفة الحقة ) ، وكثير من مساراتي ووسائلي التي ارتضيتها لتحقيق أهدافي هي نفس مساراتهم ووسائلهم .
هؤلاء هم جلدي وعظمي ولحمي ودمي ، وهؤلاء هم دثاري الذي أتدفأ به بعد الله في المحنة ، وهؤلاء هم الذين كانوا نعم العون والظهير والوزير ، فكيف أتحول عنهم إلى أولئك الأدعياء مدعي الثورة ؟! بئس العبس والتولي حينها.
هؤلاء الذين ثاروا طيلة حياتهم ومنذ أن بصرهم الله بهذا الطريق ، وهم في السجون الساداتية أو المباركية طيلة أعمارهم ، ثم هم أنفسهم الذين دعموا الرئيس مرسي طيلة حكمه ، وهم الذين ظاهروه ليس بمجرد كلمة أو وقفة بل بعطاءات على حساب حرياتهم ودمائهم وأولادهم وبيوتهم وأموالهم ، هؤلاء هم الثوار الحقيقيون الذين يمكن لي أن أتنازل عن أي ما من شأنه أن يجعل بيني وبينهم هوة أو خلاف ، وهؤلاء الذين يمكن أن أسعى وراء ما يكون قاسماً مشتركاً بيني وبينهم .. أما الآخرون الذين باعوني بمبادئي بأهدافي بمنهجي في أول محطة فهيهات هيهات .. ولو فعلناها سنكون كمن لا يتعلم من دروس التاريخ ، وكمن لم تفده المحنة من دروسها ، وأنا أحسب أن الله سبحانه ابتلانا بما ابتلانا به لنصحح مثل هذه المفاهيم ونغير من الوسائل والإعدادات ما يؤهلنا لاستحقاق نصر الله سبحانه والتمكين .
طـــريق النصــر
وأما النصر على الانقلاب ومن وراءه من التحالف الصليبي الصهيوني الرأسمالي العالمي فكلي ثقة منه شرط أن نعذر إلى الله بالتماس كل الوسائل والأسباب المؤدية إليه وبعد استفراغ كل وسعنا وطاقتنا ، وهو سيتحقق بأعاجيب يخالها الناظر الآن وهماً وسراباً ، ولكنها ستتحقق ، ومن حيث لا نحتسب ، وثقتي في ربي سبحانه ، وهو المولى وهو النصير .
ولابد للنصر من إعداد واضح وقوي ، من ضمنه ما اختاره إمامنا البنا كشعار للجماعة منذ أسسها ( مصحف وسيفين ) ، فلابد للحق من قوة تحميه ، فأما القوة وإعدادها فلها تفاصيل ربما أسوقها في المقالة القادمة التي ستكون خاتمة السلسلة التي أكتب هذه المقالة ضمنها وأختمها – إن شاء الله - بالقادمة ، وهي السلسلة التي أردت أن أناقش فيها مفاهيم طالما ترسخت معنا ، وطالما رددها الإعلام ورددناها وراءه وهي في أغلبها تحتاج إلى إعادة نظر ، ومن بينها ما أعتزم أن أختم به السلسلة حول مفاهيم الإعداد والقوة واستخدامها ...
في النهاية أسأل الله سبحانه أن يعلمنا ويبصرنا ويرزقنا الفهم والتقوى واليقين .. اللهم لا ناصر لنا غيرك سبحانك فانصرنا وأيدنا بمدد من عندك ، وثبتنا على الحق والصراط المستقيم ... اللهم آمين .
كبســـولة :
 أحد إخواننا الذين لا تعجبهم بيانات الجماعة وهو يحتاج إلى تظبيط دماغ ، أو جهة مخابراتية ما تريد أن تحدث فتنة في الجماعة .... بدأ هذا المجهول بهوجة اسمها بيانات شباب جماعة الإخوان المسلمين ، يعارض فيها بيانات الجماعة أو يدعو إلى خطوات غير محسوبة أو مدروسة بحجة إنه من شباب الجماعة.
والذي لا يعلمه هؤلاء أن مثلي ممن يجالس المئات والآلاف من شباب الجماعة ويستمع إليهم يعلم أن بوصلة من هم في سن الشباب لا تختلف عن بوصلة من هم في سن الأساتذة والموجهين ، وأن الجميع على يدٍ واحدة ورؤية واحدة .. فأقول لهؤلاء الكيانات المجهولة التي تصدر مثل هذه البيانات : ليس عندنا في الجماعة حاجة اسمها شباب الإخوان ، كلنا اسمنا الإخوان المسلمون .. العبوا غيرها .
الذي جعلني أتطرق لهذا الموضوع ، أن يقع في هذا الفخ أفاضل من أمثال الأخ يحيى حامد فيكتب على أحد البيانات : هذا البيان يمثلني وينشره على صفحته ! وتقوم إحدى أكبر الصفحات المعبرة عن الإخوان بنشر بيان آخر موقع بصفة شباب الإخوان المسملين ، هو فيه إيه ؟ متعقلوا يا إخواننا ، جرالكم إيه ؟



ليست هناك تعليقات: