الخميس، 25 سبتمبر 2014

الحرب من أجل السيطرة على شبكات المعلومات في العالم.


الإنترنت قد ينتهي في ديسمبر



تفتيت الإنترنت بدافع الرغبة بالسيطرة الوطنية 
سيسرع في قدوم نهاية الحقبة الثانية من العولمة.

نهاية العولمة، المنطقة صفر، البلقنة، الشرذمة، ونهاية الإنترنت… كلّها طرق مختلفة لوصف نهاية نصف قرن من سعي الكثير من دول العالم إلى التكامل. عملية التكامل تلك كانت مركزية بالنسبة للسلام والازدهار خلال الـ 70 عامًا التالية للحرب العالمية الثانية. أنظمة التجارة الأكثر انفتاحًا، والخدمات اللوجستية عالية السرعة، والاتصالات الحديثة مثل الإنترنت، وخدمات الطيران الأرخص، زادت إلى حد كبير من حرية حركة الناس ومن الكفاءة والنمو الاقتصادي. وكان هذا، بالطبع، العصر الثاني من العولمة. العصر الأول مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أنهته الحرب العالمية الأولى. وكان المفتاح لتحقيق التكامل في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هو تأسيس إطار من المؤسسات والاتفاقات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والاتحاد الأوروبي، واتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة. ولكن كان هناك قوتان تمزقان هذا الإطار إربًا. أولًا، بدأت الولايات المتحدة في ظل رونالد ريغان بالابتعاد عن العولمة، ونظر هو وأتباعه إليها على أنها تهدد سيادة الولايات المتحدة. وكان امتناع مجلس الشيوخ الأمريكي عن التصديق على قانون البحار الخطوة الأولى ربما في ابتعاد الولايات المتحدة عن العولمة. ومنذ ذلك الحين، أفشلت واشنطن تقريبًا أي معاهدة متعددة الأطراف، بما في ذلك المعاهدات التي كتبتها أمريكا بنفسها.
 والقوة الأخرى هي صعود قوى اقتصادية جديدة، مثل الصين والهند والبرازيل وحتى روسيا. من وجهة نظر هذه الدول الصاعدة، تشكلت قواعد النظام العالمي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، لصالح الغرب. والآن، تريد تلك البلدان إعادة كتابة القواعد من جديد، ولكن في صالحها هذه المرة. ومن بين أهم ساحات القتال في هذه المعركة هي الحرب من أجل السيطرة على شبكات المعلومات في العالم، وخاصة الإنترنت. تم تصميم الإنترنت لتسهيل حركة المعلومات، وقد نجح ببراعة.

أيّ شخص لديه حق بالوصول إلى الشبكة العنكبوتية اليوم، والإنترنت يجعل كمًّا هائلًا من المعرفة متاحًا في جميع أنحاء العالم. المال يتمّ تداوله في سوق متكاملة عالميًّا، وأصبح الإنترنت جزءًا من المعاملات اليومية في السوق. ولكن، وبالنسبة لواشنطن، وبعد تزايد المخاوف بسرعة حول الخصوصية والتجسس الحكومي والقرصنة، أصبح هناك تحدٍّ قد لا يمكن إيقافه مكون من تحالف كل من أصدقاء أمريكا ومنافسيها. المعركة المقبلة سيتم خوضها في بوسان، كوريا، في غضون بضعة أسابيع، خلال اجتماع الاتحاد الدولي للاتصالات. في هذا الاجتماع، سوف تحاول الدول المنافسة مرة أخرى انتزاع السيطرة على الإنترنت بموجب عقد مع حكومة الولايات المتحدة، وهو ما حاولت هذه الدول فعله في ديسمبر الماضي في دبي. وإذا نجحوا في ذلك، فإن هذا قد يؤدي إلى نهاية العالم كما نعرفه. لن يكون هناك إنترنت. سيكون هناك العديد من الشبكات الوطنية والمحلية فقط. تم إنشاء شبكة الإنترنت لتجاوز الحدود في الاتصالات الرقمية، سواء كانت تلك الحدود حدودًا وطنية أو ثقافية. ومع بدء الحدود الرقمية في الارتفاع، سوف تبدأ تكلفة ممارسة كل شيء في النمو، وسوف تبدأ دول العالم مرة أخرى بالتباعد. مع قطع الاتصال بالإنترنت، من المرجح أن تنمو القومية من جديد. وسنكون في عالم فيه احتكاك عالٍ بين الدول، وفرص متنامية بسرعة لحدوث الصراعات. هذه وصفة للفقر والحرب، وتفتيت الإنترنت بدافع الرغبة بالسيطرة الوطنية سيسرع في قدوم نهاية الحقبة الثانية من العولمة. بيتر شوارتز – هافينغتون بوست

 


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



ليست هناك تعليقات: