العُنصُرِيَّةِ المُعَاديَةِ للإسلامِ
فى مِصرَ – أرض العَلمَانيَّةِ المُستَتِرةِ –
دفعَ المِصرِيونَ بالإسلاميينَ دَفعًا إلى السُّلطةِ
دفعَ المِصرِيونَ بالإسلاميينَ دَفعًا إلى السُّلطةِ
ولا زَالَ الشَّعبُ بعد انقلابِ العَسكرِ على شَرعِيَّتِهم
مُتَحَدِّيًا الموتَ فى سَبِيلِ عودَتِهم
صانِعًا أطولَ نَفَسٍ ثَورىٍ عَرِفَهُ تَارِيخُ الثَّورَاتِ فى العَالَمِ
مُتَحَدِّيًا الموتَ فى سَبِيلِ عودَتِهم
صانِعًا أطولَ نَفَسٍ ثَورىٍ عَرِفَهُ تَارِيخُ الثَّورَاتِ فى العَالَمِ
رُبَّما طَافَ بالنَّاسِ طَائفٌ مِنَ الغَبَاءِ مَسَّ عُقُولَهم بعدما زَيَّن لَهم غرورُهم أنَّهم لا يُخطِئُونَ أبدًا ، ففى الوقتِ الذى يَعبُرُونَ فيهِ إلى حَلِّ طَلاسِمِ قَوانينِ الطَّبيعةِ وفَكِّ شِفَارِ الحَياةِ يُخطِئُونَ فى فَهمِ أبْسطِ صُوَرِ التَّعَامُلِ الإِنْسَانِىِّ فى تَعَايُشِهم جَنبًا إلى جَنْبٍ ، هَذا الخَلَلُ البَيِّنُ فى الفَهْمِ والتَّفَاوتُ الواضحُ فى الإدراكِ على الصَعِيدينِ المَعرِفىِّ والمُجتَمَعِىِّ يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ نَذِيرَ شُؤْمٍ بنُشُوبِ حُرُوبٍ طاحِنَةٍ ، تُقّوِّضُ ما بَنَاه الإنسَانُ – على مَرِّ التَّاريْخِ الإنسَانىِّ – مِنْ حضارَةٍ بَلغَتْ أوْجَ تَقَدُّمِها ورُقيِّها ، بل تَعصِفُ بالإنسانيَّةِ فى كَينونَةِ وجُودِها على الأرضِ .
تَسْتَطِيعُ التَّجَمُّعَاتُ الإنسَانيَّةُ التَّعَايُشَ مَعَ بَعضِها البَعضِ بِشَكلٍ سِلمىٍّ بَنَّاءٍ مَهمَا اختلفتْ – فيما بينها – عَقَائديًّا وأيْدُلُوجِيًّا وحَيَاتِيًّا ، بل إنَّ ذلك الإختِلافَ – فى كثيرٍ مِنْ جّوّانِبِه – رُبّمَا أثرى الحَيَاةَ الإنسانيَّةَ ودّفعَها إلى التَّقَدُّمِ دَفْعًا ، وقَد نَزلَ القُرآنُ الكَرِيْمُ بذلك المَعنَى فى قَوْلَهِ تَعَالَىْ فى الآيةِ 13 مِنْ سُورةِ الحُجُرَاتِ :
” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” ، إذَنْ فإنَّ للإختلافِ وظيفةً قَدَّرَهَا الخَالِقُ جَلَّ وعَلا ، فقد جَعَلَهُ نَامُوسًا بهِ يَتَعَارَفُ الخَلْقِ ، فَيَتَقَارَبُونَ فيما بينَهم ولا يَتَنَازَعُونَ أمرَهم ، ويَأتَلِفُونَ ولا يَتَخَاصَمُونَ ، ويَتَعَاوَنُونَ على الخَيْرِ ولا يَتَحَارَبُونَ ، أمَّا إنْ تَحَوَّلَ الإختِلَافُ إلى خِلَافٍ نَتِيَجةَ التَّعّصُّبِ الأعمَى والعُنصُريَّةِ الجَاهِلَةِ غيرِ المَسؤولَةِ ، فإنَّ الأرضَ تَكُونُ مُمَهَّدَةً لكُلِّ أنواعِ الشُّرورِ والفِتَنِ والمَصَائِبِ ، والقَاعِدَةُ أنَّ رَدَّ الفِعلِ على التَّعَصُّبِ والعُنصُرِيَّةِ دَائمًا مَا يَأتِى بصُورَةٍ أعنَفَ فى الإتِّجَاهِ المُضَادِ ولاسِيَّمَا إنْ كانَ الصِّرَاعُ يَتَعَلَّقُ بأيْدُلُوجِيَّةٍ عقائدِيَّةٍ راسِخَةٍ .
فمثلًا عندما فَرَضَ الغَرْبُ – بِشَكْلٍ أو بآخَرَ – العلمانيَّةَ : الظاهرَةَ فى تُركِيا المُسْتَتِرَةَ فى مِصرَ ، كانَ رَدُّ الفِعلِ الشَّعبىِّ فيهما هو تَوَغُّلُ المُسلِمينَ بِقُوَّةٍ صَوبَ الإسلامِ صانعينَ ما يُعرَفُ بتيَّارِ الإسلامِ السَّياسىِّ – ليس فيهما فحسب – بل امتَدَّ خَارجَ دَولَتَيْهِما ليُكَوِّنَ ظَاهِرةً عَالَمِيَّةً فَريدَةً مِنْ نَوعِها ، ففى تُركِيا – بينَ الحِينِ والآخَرَ – تَخرُجُ السِّياسَةُ التُركيَّةُ عنِ المَألوفِ فى عِلمِ السِياسَةِ للتَّعبيرِ عن غَضَبِها شَعبًا وحُكُومَةً مما يُمَارِسُهُ الغربُ ضدَّ الإسلامِ مِنْ عداءٍ بَيِّنً ، ودَاخِليًّا أدارَ الإسلاميُونَ آلةَ التَغييرِ لِتَطَالَ كلَّ شيئٍ يُخالِفُ الإسلام حتى وَصَلَ الأمرُ إلى توَافُدِ النَّاسِ إلى المَعَاهِدِ التى أَنْشَأتها الحُكُومَةُ التُّركيَّةُ لتَعَلُّمِ التُّركيَّةِ بالرَّسمِ العُثمَانِىِّ الذى يَسْتَخدِمُ الأبْجَديّةَ العربيَّةَ بَدَلًا مِنَ الأبجَدِيَّةِ الَّلاتينيَّةِ أَحَلَّهَا أتاتورك ، ليس هذا فحسب ، بل زَادَ الإقبَالُ على حِفظِ القُرآنِ الكَرِيمِ وتَعَلُّمِ اللُّغَةِ العَربيَّةِ فى مَدَارِسِ الأئِمَّةِ والوُعّاظِ التى أنشَأها أربكانُ رَحِمَهُ الله فى كلِّ أنحَاءِ تُركيَا لتَكونَ مُوازِيَةً للتَّعْليمِ العَادىِّ على غِرارِ التَّعليمِ الأزهرِىِّ فى مِصرَ ، ومِنْها تخرَّجَ رئيسُ الجمهوريَّةِ أردوغان الذى كانَ دَفْعُ الإسلاميينَ بِهِ لرئاسَة الجُمهُوريَّةِ التُّركيَّةِ تأكيدًا لنظريَّةِ أنَّ الحقبَةَ القادمةَ هى حِقبَةُ الإسلامِ السِّياسىِّ ، وفى مِصرَ – أرض العَلمَانيَّةِ المُستَتِرةِ – دفعَ المِصرِيونَ بالإسلاميينَ دَفعًا إلى السُّلطةِ ولا زَالَ الشَّعبُ بعد انقلابِ العَسكرِ على شَرعِيَّتِهم مُتَحَدِّيًا الموتَ فى سَبِيلِ عودَتِهم ، صانِعًا أطولَ نَفَسٍ ثَورىٍ عَرِفَهُ تَارِيخُ الثَّورَاتِ فى العَالَمِ ، ولا يَخفَى على أحدٍ أنَّ نَجَاحَ الثَّورَةِ المِصريَّةِ سَيُؤدِّى إلى تَغييرٍ جِذرىٍّ عَنيفٍ فى تَوَازُنَاتِ القُوى فى الشَّرقِ الأوسطِ على المستوى الإقلِيمىِّ ، وسَيُؤِّى إلى تَطهِيرِ الأرضِ العربيَّةِ مِنَ نُفُوذِ الكيانِ الصَّهيُوأمريكىِّ كَردِّ فِعْلٍ لسِياسَتِه العُنصُرِيَّةِ المُعَاديَةِ للإسلامِ وحَمَلاتِه التَّخريبِيَّةِ على أرضِهِ .
إنَّ التّاريخَ الإِسلامِىَّ ليَزخرُ بالكَثيرِ مِنَ الأمثِلَةِ الحَيَّةِ على تلك النَّظَرِيَّةِ ، بما يُثبِتُ خَسَارةَ العُنصُريَّةِ والبَربَريَّةِ المُوجَّهَةِ للإسلامِ مِن أعدائِهِ دائمًا وأبدًا , وهَا تلك قصةُ إسلامِ حمزةَ بن عبدِ المُطَّلِبِ عمِّ النَّبىِّ عليه الصّلاةُ والسلامُ تَقفُ شَاهِدًا على أنً الضَّرَبَاتِ المُوجَّهةَ للإسلامِ لا تُزِيدُهُ إلا صلابةً وقوَّةً ، فعندما أخبَرُوا حَمزةَ – وكان لا يَزَالُ على كُفْرِهِ – أنَّ أبَا جَهلٍ سَبَّ ابنَ أخيهِ مُحَمَّدًا وآذاهُ ، توجَّهَ إليهِ حيثُ يَجلِسُ بينَ قومِهِ ، ثمَّ هَوَى بقوسِهِ على رأسِهِ فَشَجَّها وأسَالَ الدِّماءَ مِنها ، وقالَ قَولَتَهُ المَشهورَةَ : ” أتَشتُمُهُ وأنا على دِينِهِ أَقُولُ ما يَقُولُ؟! فَرُدَّ عليَّ ذَلك إِن استَطَعتَ” ، كانَ اعتداءُ أبى جَهْلٍ على رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبَبًا فى اعتناقِ أحبِّ أعمامِهِ إلى قَلبِه حمزةَ بن عبد المُطَّلِبِ الإسلامَ ليُصبِحَ مِنْ أكثرِ المُسلِمينَ عَطاءً له و يُلَقَّبَ – فيما بعدُ – بأسدِ الله ، ويَلقَى الشَّهادةَ فى سبيلِ الله مُدَافِعًا عنِ دينِهِ ، مِنْ هُنا يجبُ أنْ يُدرِك الغربُ غباءَهُ الشديد فى التَّعامُلِ مع الإسلامِ ، وعليه أنْ يَعرِفَ أنَّ مُحَاوَلَاتِه المُستَمِّرَّةِ للقَضَاءِ عليهِ هى عَيْنُ المُستَحِيلِ و سَتَبُوءُ بالفشَلِ الذَّريعِ ، ولنْ تُزيدَ الإسلامَ – كما قُلتُ أنِفًا – إلا صَلابَةً وقُوَّةً ، لكنْ – إنْ آثَرَ الإستمرارَ فى عَدَائِهِ للإسلامِ – فَيَجِبُ أنْ يَسْتَعِدَّ لمُلاقَاةِ مَارِدِ الغَضَبَ الذى صَنَعَهُ فى صُدُورِ المُسلِمينَ ، ذلك المَاردُ لنْ يُوقِفَ غَضَبَهُ شيئٌ حتى سلاحِ الغربِ النَّوَوِىِّ ، أرَى أنَّ الفُرصَةَ مَازَالتْ مُوَاتِيَةً لإيقافِ ذلك الماردِ ، وإلا فإنَّ الغربَ يَضَعُ نِهَايَتَهُ بيدِه ، ونهايتُه هى نِهَايةُ إسرائيلَ .
المستشار عماد أبوهاشم رئيس محكمة المنصورة الإبتدائية
المستشار عماد أبو هاشم
تَسْتَطِيعُ التَّجَمُّعَاتُ الإنسَانيَّةُ التَّعَايُشَ مَعَ بَعضِها البَعضِ بِشَكلٍ سِلمىٍّ بَنَّاءٍ مَهمَا اختلفتْ – فيما بينها – عَقَائديًّا وأيْدُلُوجِيًّا وحَيَاتِيًّا ، بل إنَّ ذلك الإختِلافَ – فى كثيرٍ مِنْ جّوّانِبِه – رُبّمَا أثرى الحَيَاةَ الإنسانيَّةَ ودّفعَها إلى التَّقَدُّمِ دَفْعًا ، وقَد نَزلَ القُرآنُ الكَرِيْمُ بذلك المَعنَى فى قَوْلَهِ تَعَالَىْ فى الآيةِ 13 مِنْ سُورةِ الحُجُرَاتِ :
” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” ، إذَنْ فإنَّ للإختلافِ وظيفةً قَدَّرَهَا الخَالِقُ جَلَّ وعَلا ، فقد جَعَلَهُ نَامُوسًا بهِ يَتَعَارَفُ الخَلْقِ ، فَيَتَقَارَبُونَ فيما بينَهم ولا يَتَنَازَعُونَ أمرَهم ، ويَأتَلِفُونَ ولا يَتَخَاصَمُونَ ، ويَتَعَاوَنُونَ على الخَيْرِ ولا يَتَحَارَبُونَ ، أمَّا إنْ تَحَوَّلَ الإختِلَافُ إلى خِلَافٍ نَتِيَجةَ التَّعّصُّبِ الأعمَى والعُنصُريَّةِ الجَاهِلَةِ غيرِ المَسؤولَةِ ، فإنَّ الأرضَ تَكُونُ مُمَهَّدَةً لكُلِّ أنواعِ الشُّرورِ والفِتَنِ والمَصَائِبِ ، والقَاعِدَةُ أنَّ رَدَّ الفِعلِ على التَّعَصُّبِ والعُنصُرِيَّةِ دَائمًا مَا يَأتِى بصُورَةٍ أعنَفَ فى الإتِّجَاهِ المُضَادِ ولاسِيَّمَا إنْ كانَ الصِّرَاعُ يَتَعَلَّقُ بأيْدُلُوجِيَّةٍ عقائدِيَّةٍ راسِخَةٍ .
فمثلًا عندما فَرَضَ الغَرْبُ – بِشَكْلٍ أو بآخَرَ – العلمانيَّةَ : الظاهرَةَ فى تُركِيا المُسْتَتِرَةَ فى مِصرَ ، كانَ رَدُّ الفِعلِ الشَّعبىِّ فيهما هو تَوَغُّلُ المُسلِمينَ بِقُوَّةٍ صَوبَ الإسلامِ صانعينَ ما يُعرَفُ بتيَّارِ الإسلامِ السَّياسىِّ – ليس فيهما فحسب – بل امتَدَّ خَارجَ دَولَتَيْهِما ليُكَوِّنَ ظَاهِرةً عَالَمِيَّةً فَريدَةً مِنْ نَوعِها ، ففى تُركِيا – بينَ الحِينِ والآخَرَ – تَخرُجُ السِّياسَةُ التُركيَّةُ عنِ المَألوفِ فى عِلمِ السِياسَةِ للتَّعبيرِ عن غَضَبِها شَعبًا وحُكُومَةً مما يُمَارِسُهُ الغربُ ضدَّ الإسلامِ مِنْ عداءٍ بَيِّنً ، ودَاخِليًّا أدارَ الإسلاميُونَ آلةَ التَغييرِ لِتَطَالَ كلَّ شيئٍ يُخالِفُ الإسلام حتى وَصَلَ الأمرُ إلى توَافُدِ النَّاسِ إلى المَعَاهِدِ التى أَنْشَأتها الحُكُومَةُ التُّركيَّةُ لتَعَلُّمِ التُّركيَّةِ بالرَّسمِ العُثمَانِىِّ الذى يَسْتَخدِمُ الأبْجَديّةَ العربيَّةَ بَدَلًا مِنَ الأبجَدِيَّةِ الَّلاتينيَّةِ أَحَلَّهَا أتاتورك ، ليس هذا فحسب ، بل زَادَ الإقبَالُ على حِفظِ القُرآنِ الكَرِيمِ وتَعَلُّمِ اللُّغَةِ العَربيَّةِ فى مَدَارِسِ الأئِمَّةِ والوُعّاظِ التى أنشَأها أربكانُ رَحِمَهُ الله فى كلِّ أنحَاءِ تُركيَا لتَكونَ مُوازِيَةً للتَّعْليمِ العَادىِّ على غِرارِ التَّعليمِ الأزهرِىِّ فى مِصرَ ، ومِنْها تخرَّجَ رئيسُ الجمهوريَّةِ أردوغان الذى كانَ دَفْعُ الإسلاميينَ بِهِ لرئاسَة الجُمهُوريَّةِ التُّركيَّةِ تأكيدًا لنظريَّةِ أنَّ الحقبَةَ القادمةَ هى حِقبَةُ الإسلامِ السِّياسىِّ ، وفى مِصرَ – أرض العَلمَانيَّةِ المُستَتِرةِ – دفعَ المِصرِيونَ بالإسلاميينَ دَفعًا إلى السُّلطةِ ولا زَالَ الشَّعبُ بعد انقلابِ العَسكرِ على شَرعِيَّتِهم مُتَحَدِّيًا الموتَ فى سَبِيلِ عودَتِهم ، صانِعًا أطولَ نَفَسٍ ثَورىٍ عَرِفَهُ تَارِيخُ الثَّورَاتِ فى العَالَمِ ، ولا يَخفَى على أحدٍ أنَّ نَجَاحَ الثَّورَةِ المِصريَّةِ سَيُؤدِّى إلى تَغييرٍ جِذرىٍّ عَنيفٍ فى تَوَازُنَاتِ القُوى فى الشَّرقِ الأوسطِ على المستوى الإقلِيمىِّ ، وسَيُؤِّى إلى تَطهِيرِ الأرضِ العربيَّةِ مِنَ نُفُوذِ الكيانِ الصَّهيُوأمريكىِّ كَردِّ فِعْلٍ لسِياسَتِه العُنصُرِيَّةِ المُعَاديَةِ للإسلامِ وحَمَلاتِه التَّخريبِيَّةِ على أرضِهِ .
إنَّ التّاريخَ الإِسلامِىَّ ليَزخرُ بالكَثيرِ مِنَ الأمثِلَةِ الحَيَّةِ على تلك النَّظَرِيَّةِ ، بما يُثبِتُ خَسَارةَ العُنصُريَّةِ والبَربَريَّةِ المُوجَّهَةِ للإسلامِ مِن أعدائِهِ دائمًا وأبدًا , وهَا تلك قصةُ إسلامِ حمزةَ بن عبدِ المُطَّلِبِ عمِّ النَّبىِّ عليه الصّلاةُ والسلامُ تَقفُ شَاهِدًا على أنً الضَّرَبَاتِ المُوجَّهةَ للإسلامِ لا تُزِيدُهُ إلا صلابةً وقوَّةً ، فعندما أخبَرُوا حَمزةَ – وكان لا يَزَالُ على كُفْرِهِ – أنَّ أبَا جَهلٍ سَبَّ ابنَ أخيهِ مُحَمَّدًا وآذاهُ ، توجَّهَ إليهِ حيثُ يَجلِسُ بينَ قومِهِ ، ثمَّ هَوَى بقوسِهِ على رأسِهِ فَشَجَّها وأسَالَ الدِّماءَ مِنها ، وقالَ قَولَتَهُ المَشهورَةَ : ” أتَشتُمُهُ وأنا على دِينِهِ أَقُولُ ما يَقُولُ؟! فَرُدَّ عليَّ ذَلك إِن استَطَعتَ” ، كانَ اعتداءُ أبى جَهْلٍ على رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبَبًا فى اعتناقِ أحبِّ أعمامِهِ إلى قَلبِه حمزةَ بن عبد المُطَّلِبِ الإسلامَ ليُصبِحَ مِنْ أكثرِ المُسلِمينَ عَطاءً له و يُلَقَّبَ – فيما بعدُ – بأسدِ الله ، ويَلقَى الشَّهادةَ فى سبيلِ الله مُدَافِعًا عنِ دينِهِ ، مِنْ هُنا يجبُ أنْ يُدرِك الغربُ غباءَهُ الشديد فى التَّعامُلِ مع الإسلامِ ، وعليه أنْ يَعرِفَ أنَّ مُحَاوَلَاتِه المُستَمِّرَّةِ للقَضَاءِ عليهِ هى عَيْنُ المُستَحِيلِ و سَتَبُوءُ بالفشَلِ الذَّريعِ ، ولنْ تُزيدَ الإسلامَ – كما قُلتُ أنِفًا – إلا صَلابَةً وقُوَّةً ، لكنْ – إنْ آثَرَ الإستمرارَ فى عَدَائِهِ للإسلامِ – فَيَجِبُ أنْ يَسْتَعِدَّ لمُلاقَاةِ مَارِدِ الغَضَبَ الذى صَنَعَهُ فى صُدُورِ المُسلِمينَ ، ذلك المَاردُ لنْ يُوقِفَ غَضَبَهُ شيئٌ حتى سلاحِ الغربِ النَّوَوِىِّ ، أرَى أنَّ الفُرصَةَ مَازَالتْ مُوَاتِيَةً لإيقافِ ذلك الماردِ ، وإلا فإنَّ الغربَ يَضَعُ نِهَايَتَهُ بيدِه ، ونهايتُه هى نِهَايةُ إسرائيلَ .
المستشار عماد أبوهاشم رئيس محكمة المنصورة الإبتدائية
المستشار عماد أبو هاشم
قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق