الثلاثاء، 20 مايو 2014

عريس وعيل ودواء .. خدمات بوابة المتولي. فيديو


خدمات بوابة المتولي للزائرين


 "شبيك لبيك علاجنا بين أيديك"
 إذا كنتِ تعانين العنوسة ..العقم أو المرض
، فعليك بزيارة "المتولي" أو "جامع البنات"،
 فبين جنباتهم وجدرانهم سحر الدواء، هكذا يظن سكان قاهرة المعز، الذين لا يعرفون من الأثرين إلا كرامات أصحابهما، إلا من رحم ربي ونال معرفة مختصرة عن التاريخ الحقيقي.
عند دخولك شارع المعز لدين الله تقابلك بوابة ضخمة عتيقة ، يعلوها برجان، عليها عُلقت رؤوس رسل هولاكو قائد التتار وأُعدم السلطان طومان باي، الآلاف لاقوا حتفهم من فوقها بعضهم من أفراد الشعب المغلوب على أمره وآخرون ارتكبوا جرائم وأمراء متمردون إنها "بوابة المتولي". هنا أتت النساء محملات بالأمنيات، يعلقن أحلامهن بخيوط وقطعة قماش تُعقد بين لوحات البوابة، ترهن الواحدة تحقيق غايتها بفك الخيط أو ذوبانه، ولديهن اعتقاد أن روحًا تسمى المتولي تسكن المصراع الشرقي للبوابة، وأن "المتولي" ولي من أولياء الله الصالحين، يعالج النساء من العقم و "يفك عقدة البنت العانس" . "المتولي " رجل يقال إنه أقام خلف باب زويلة ليتولى جمع الضرائب في عهد الدولة العثمانية، فيعفي عمن تقدم له بطلب ويطبق الضربية على الآخرين، ومن هنا ترك أثرًا طيبا بين الناس، فظلوا يحكون مشاكلهم حتي بعد مماته، ليصبح المكان مباركًا من حينها. 
خرافات المتولي
حكايات وأساطير المتولي توارثتها الأجيال وتناقلتها الألسن، بمجرد أن تسأل أيًا من ساكني المنطقة عن حكاية المتولي تنهال على مسامعك عشرات القصص لنساء قصدن بابه لتحبل إحداهن بطفلٍ يكن لها أنيسًا، وفتيات فاتهن قطر الزواج، وأخرى تزوج زوجها بغيرها فأرادت إحباط عمل"ضرتها". كريم زغلول، 57 عامًا، ساعده جلوسه الدائم بمحله الصغير بجوار باب زويلة، في سماع حكايات كثيرة عن كرامات المتولي منها أن النساء اللاتي تأخرت بناتهن في الزواج تحضر شعرة من رأس ابنتها وتربطها بمسامير بأحد ألواح البوابة، وفي حال نزع أي شخص للمسمار" تتفك عقدة بنتها وتتجوز". أما المصابون بوجع الأسنان يخلعون سنا ويولجونها فى أحد الشقوق آملا في الشفاء، أسطورة أخرى لمريدي المتولي يرويها زغلول 
   نتائج الثورة
قبل ثورة 25 يناير، داومت النساء على بعض العادات كوضع نقود بين الألواح الخشبية وفاءً بالنذر، ولكن بعد الثورة تفتحت العقول وتوقفت هذه الممارسات، هكذا يقول محمد النبوي، أحد مجاوري المتولي. يتابع النبوي:"كانت فعلا بتتحقق بعض الحاجات ولكن ده كله بتاع ربنا هي بس كانت بتصادف والناس من قلة الوعي بتفتكر إن المتولي هو السبب " . على يسار البوابة صندوق من الزجاج، حفظ به قطعة ورق مهلهلة مكتوب عليها "ياقطب يامتولي بالله عليك أن تشفي عبد الواحد ابن ساكرة وترفع عنه مرضه "، بقايا الأسنان التي وضعت بين الألواح الخشبية والنقود والأحجبة، وعلى جانبي البوابة بقيت الأقشمة والخيوط ومعها أمنيات أصحابها. 
  بركة يا جامع
في الزمن الحالي إذا فاتك قطار الزواج، أو تبحثين عن شريك العمر فعليك الاتصال على الرقم الموضح أسفل الشاشة لتجدي نصيبك، ولكن تداولت النساء في زمن سابق حل أفضل من الاتصال، حل كل تكلفته زيارة إلى جامع البنات. وهو المسجد الذي بناه الأمير المملوكي "عبد الغني الفخري" منذ ما يزيد على 600 عام بشارع بورسعيد بباب الخلق، وسماه بجامع البنات نسبة إلى بناته السبع. 
شبح العنوسة
عم سيد عبدالله جار للمسجد منذ 60 عام يروي لنا قصة المسجد فيقول:"المسجد سموه جامع البنات لأن صاحبه مكنش بيخلف غير بنات بس, والستات كانوا بيجوا هنا ببناتهم كل يوم جمعة عشان يصلوا هنا وبعد الصلاة, يلفوا المأذنة سبع مرات، وكانوا بيصدقوا إنه بعد سبع أسابيع هيتجوزوا، وطبعا الله ورسوله أعلم بحقيقة الموضوع ده". الشيخ فراج حسن، إمام وخطيب مسجد البنات، يرى أن زيارة المسجد من أجل الزواج ما هي إلا عادات قديمة للسيدات كبقية التقاليد المروثة قائلًأ:"هي عادات قديمة عند الستات بأن المسجد له كرامة فالزائرة إذا زارت المسجد مرتين فبركة المسجد تجلب العريس لمن لحقتها العنوسة والمرأة العاقر كانت تعتقد أن من تزور المسجد تنجب، ولكن هذا كله خرافات لأن كل هذه الأمور تتعلق بمشيئة الله ولكن هذا لا يمنع أن للمسجد روحًا طيبة ويتمتع بهدوء وهذا يدلل على نية من بنى هذا المكان وأنه بناه من مال حلال وبصفو نية".
 شاهد الفيديو






ليست هناك تعليقات: