الجمعة، 4 أبريل 2014

الأزمة الأوكرانية تهدِّد باشتعال الشرق الأوسط.



موقف أوباما من أوكرانيا يؤثر على موقفه مع إسرائيل



الأزمة الأوكرانية تهدِّد باشتعال الشرق الأوسط 
الحرب الغربية على سورية ستتراجـع
وذلك لاستحالة تأزيم الوضع عسكريًا فى سورية واوكرانيا
... فــي الوقت نفســـه ...


رصدت صحيفة (جلوبال بوست) الأمريكية 3 محاور رئيسية لتداعيات تصاعد طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتسببها في إشعال فتيل أزمة بين روسيا من جانب وبين أمريكا وحلفائها الغربيين من جانب آخر، مما يُهدِّد باشتعال الأوضاع في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة: "إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تعول بشدة على الجانب الروسي لتسوية العديد من الملفات الشائكة على مستوى العالم، وأبرزها الصراع السوري والملف النووي الإيراني وقضية محادثات السلام في المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن تزايد التوتر بين موسكو وواشنطن أثر سلبًا على جهود تسوية الأزمة السورية التي تشارك بها روسيا الحليف الوثيق لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
هذا إضافة إلى تداعيات التوتر على ملف محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية التي تشرف عليه واشنطن من خلال وزير خارجيتها جون كيري، ولاسيما المحاولات الأمريكية للتوصل لاتفاق نهائي مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتي تلعب به روسيا دورًا بارزًا أيضًا. 
ونوَّهت الصحيفة إلى أن المواجهات بين موسكو وواشنطن تتطورت في وقت سابق من اليوم إلى إعلان الأخيرة تعليق التعاون العسكري والتجاري وتلويحها بفرض عقوبات على مسؤولين روس. 
ورصدت الصحيفة ثلاثة محاور رئيسية عن كيفية تأثير الوضع في أوكرانيا على الشرق الأوسط.
أولاً: موقف أوباما من أوكرانيا يؤثر على موقفه مع إسرائيل 
 قالت الصحيفة الأمريكية إن موقف الرئيس الأمريكي الصارم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن دفع عملية السلام ووقف بناء المستوطنات، قد تعتبره إسرائيل موقفًا متناقضًا من جانب واشنطن في ظل الضعيف مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية. ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين يمكنه إذا أراد أن يصعب الأمور أكثر على إسرائيل وهذا يفسر الصمت العلني الإسرائيلي بشأن الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن إسرائيل لا ترغب في التورط في هذه الأزمة حيث إنها لم تصدر أي تصريحات حول الوضع في شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وتابعت الصحيفة: "ليس فقط أن إسرائيل ليس لديها أية مصلحة في هذا الصراع بالرغم من أن هناك مخاوف واضحة على اليهود المتواجدين هناك لكن أي شيء قد تقوله إسرائيل إزاء هذا الشأن ليس له صلة حقيقية فالرئيس الأمريكي، على سبيل المثال من غير المرجح أن يلتفت إلى نتنياهو ويسأله عن بعض التصريحات الواضحة والجلية بهذا الشأن، ولذلك فإن مثل هذه التصريحات إذا صدرت لن تعني شيئًا لأحد".

  ثانيًا: كييف ودمشق 
 من الواضح أن خيار التدخل المحدود هو خيار يكاد يكون إيجابيًا مائة بالمائة وبدون أي خسائر أو تكاليف تقع على عاتق موسكو على عكس خيار التدخل الشامل. 
وهذا الخيار يعني أيضًا أن موسكو باتت تدرك تمامًا قواعد العالم الدولي الجديد ولم يعد من الممكن توريطها أو أخذها على حين غرة كما حصل في حالتي العراق وليبيا، الكلام حول العراق وليبيا يقودنا إلى التساؤل المنطقي التالي: 
كيف ستؤثر الأزمة الأوكرانية على الأزمة السورية؟ 
سيكون هناك بكل تأكيد تأثيرات تنعكس على الواقع السوري، ففي البداية إن أي تحدٍ روسي للمحور الغربي يعني أن أي إمكانية لفرض إرادة غربية وحيدة على سورية تصبح شبه معدومة وأن الصراع مع وحول سورية هو صراع عالمي بكل معنى الكلمة لا يمكن أن تؤثر فيه نزوات قوى إقليمية مثل السعودية أو تركيا أو إسرائيل.
ومن ناحية أخرى: "إن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا – سواء أكان محدودًا أم شاملًا – يعني أن على الغرب أن يرد ولكن الرد الغربي إن حصل في أوكرانيا نفسها فهو يعني أن زخم الحرب الغربية على سورية سيتراجع وذلك لاستحالة تأزيم الوضع عسكريًا في سورية وأوكرانيا في الوقت نفسه".
أما إن قرر الغرب الرد على التدخل الروسي في أوكرانيا من خلال تأزيم الوضع في سورية فهذا يعني تحويل سورية إلى ساحة صريحة للصراع الروسي الغربي ويعني أيضًا – بطبيعة الحال – أن روسيا ستقدم دعمًا أكبر للحكومة السورية والجيش السوري وتنخرط أكبر في الصراع الجاري. هناك طبعًا احتمال ضئيل – ولكنه موجود – وهو أن تمضي الأمور في أوكرانيا وسورية إلى تسوية سريعة لعدم رغبة الغرب بتأزيم الأوضاع أكثر.

ثالثا وأخيرًا: كييف والملف النووي الإيراني
 أشارت الصحيفة إلى أن روسيا تقف جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وليس ضدها بشأن الأزمة النووية الإيرانية، مشددة على أن تأزم العلاقات بين واشنطن وموسكو سيكون له عواقب سلبية على الملف النووي الإيراني.
ورأت أن روسيا لم تكن حساسة مثل أمريكا فيما يتعلق باحتمال أن تصبح إيران دولة على العتبة النووية، معيدة إلى الأذهان أن إيران سوف تبرم صفقة مع الولايات المتحدة بشأن القضية النووية، إذا حصلت على الشروط التي تريدها، بغض النظر عما يعتقد بوتين. ولكن نظرًا للخلاف الطويل بشأن الاتفاق الشامل، الذي يمكن أن يفشل المسار الدبلوماسي، فإنه يبدو أن بإمكان طهران الاعتماد على روسيا لمنع الإجراءات العقابية في مجلس الأمن الدولي.