الأربعاء، 30 أبريل 2014

"سيف" شيخ العرب همام .. وحلم السيف الاحمر فى يد اللئام



لقاء السيسي مع وفــد الـ "14+ آثار الحكيم"
ماذا قال لهم ليبتهجوا؟!



السيسي: من يقف معنا 
على أرضية 25 يناير و 30 يونيه فهو معنا.!!!!! 

 لا أعرف علاقة السيسي بثورة يناير؟ 
 اليسار المصري هو النموذج الحي على الكفاح الفاشل.
 "حميمية" اللقاء، تغني عن شح العطاء!


 على قاعدة مقابلته السابقة، مع ممثلي القبائل، التقى عبد الفتاح السيسي، وفد اليسار المصري، من اشتراكيين، وناصريين، فضلاً عن الفنانة آثار الحكيم، التي كانت حاضرة في هذا اللقاء التاريخي، وكانت فرصة لمثلي أن يعلم أنها يسارية، وهذا اكتشاف، لا يقل في أهميته عن وقوفي على أن من بين الحاضرين والحاضرات (الأحياء منهم والأموات)، من هتفنا معاً قبل ثورة يناير بسقوط حكم العسكر!. السيسي اخترعوا له، فكرة التأييد القبلي، فشحنوا البعض إليه لتأييده، ليسوا ممثلين لرأي سياسي، أو لتوجه أيديولوجي، ولكن كان حضوره نيابة عن العائلة والقبيلة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الرئاسية في مصر.
ومن تم شحنهم إليه حيث يوجد، هم أفراد قلائل، سواء الذين تم تصويرهم تلفزيونيا على أنهم يمثلون النوبة، أو من جاءوا ليسلموه "سيف جدهم" شيخ العرب همام، أو هؤلاء الذين يعبرون عن كيان ليس أكثر من لافتة، هو تجمع "القبائل العربية" .
 وفد اليسار المصري، لم يضم سوى خمسة عشر شخصاً، بمن فيهم الفنانة آثار الحكيم، وهم ليسوا تعبيراً عن هذا التيار، فبعضهم لا يمثل إلا نفسه بالكاد وليس له قيمة "دفترية" في تياره. وقد اختفى رموز لليسار ونجومه، وظهر آحاد هذا التيار. وهو أمر ليس له إلا معنى واحد، وهو أنهم من جماعة يشكلها عبد الحليم قنديل، الذي انتقل بفضل الانقلاب، من مجرد فرد تربى وترعرع في مجموعة كفيلها حمدين صباحي، ليتصدر المشهد، وينتقل إلى طور "مقاول الأنفار اليساريين" .
وهو مؤيد للسيسي منذ اللحظة الأولى، ووجد فيه فرصته، ليتخلى عن كفيله القديم صباحي، ويصبح هو كفيلاً، له أتباع. ولأنه شخصية ليست جامعة، فقد دعا من يبحثون عن حضور شخصي، في أي بلاط، وإن لم يكونوا معه!. كانت علاقة عبد الحليم قنديل بحمدين صباحي غريبة، فالأخير سياسي محترف، يناور، ولا يقطع علاقة بسلطة مبارك، وبينه وبينها شعرة إن شدُّوها أرخاها، وإن أرخوها شدَّها. في حين أن عبد الحليم كان من معارضي الحد الأقصى، على نحو دفع نظام مبارك لاختطافه. وقد قام حمدين بإقالته من رئاسة تحرير صحيفة "الكرامة" التي يترأسها، تنفيذاً لأمر من نظام مبارك، وهو ما قاله عبد الحليم نفسه في لحظة غضب.

 لكن في الانتخابات الرئاسية الماضية، وعندما كتبنا نطالب عبد الحليم بإعادة رواية ما قاله، وهو المنحاز للمرشح الرئاسي حمدين صباحي، نقل لنا صديقٌ نفيَ قنديل، لأن يكون صباحي أقاله بتعليمات من جهات حكومية. الآن لم يعد عبد الحليم مع حمدين، فقد صار مع المرشح المحظوظ السيسي، ويشارك في إعداد برنامجه الانتخابي، وهو من كان في السابق يعد كل البرامج والبيانات التي يكلفه بها حمدين. فليس سراً أن صاحبنا هو من أعد كل البرامج التي تقدم بها حزب "الكرامة" إلى لجنة شؤون الأحزاب في مراحل مختلفة.
وليس سراً أن عبد الحليم هو من كتب البرنامج الانتخابي لحمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية الماضية، ما عدا الجانب الاقتصادي الذي كتبه عبد الخالق فاروق. الآن، انتقل قنديل ليكون كفيلاً، بعد أن كان مكفولاً، ولم يعد حمدين بالنسبة له كما كتب هو بيمينه من قبل "غاندي هذا الزمان" ، فحمدين الآن في نظر عبد الحليم له تطلعات موسمية، مع أنه كان يزكي نعرة هذه التطلعات في مراحل سابقة، ولم يكن آخرها عندما تم الطلب من المرشح المؤهل بأصوات الناخبين لخوض جولة الإعادة الدكتور محمد مرسي، أن يتنازل لحمدين صباحي ليقوم بالإعادة مع مرشح النظام القديم أحمد شفيق، وذلك ليثبت مرسي انحيازه لثورة يناير، وباعتبار أن حمدين صباحي هو ولي أمر هذه الثورة. ما علينا، فالمقابلة التي تمت بين السيسي ووفد الخمسة عشر فرداً بمن فيهم آثار الحكيم استغرقت ساعتين، لا نعرف ما الذي دار فيهما، ولا نعرف كيف دغدغ عبد الفتاح السيسي العواطف الجياشة لأهل اليسار الحاضرين، ومعهم آثار الحكيم، فيتخلوا عن مبدأ قديم هو رفض حكم العسكر، ليبتهجوا في حضرته، وترتسم الضحكات على وجوههم، وتلتقط لهم الصور بجواره، فإذا بهم في حالة "ابتهاج فطري" ، بهذه اللحظة التاريخية الفارقة في تاريخ المنطقة!.

 ليتهم نقلوا لنا رأي السيسي، الذي لم يعلنه في عبد الناصر، وماذا يمثل له، وكيف يقال عنه أنه امتداد لعبد الناصر في حين أنه من الاختيار الحر المباشر لمبارك، الذي كان يعارضه "الجمع الكريم" ومن أول عبد الحليم قنديل، إلى نور الهدي زكي، إلى شاهندة مقلد ربما، إلى المهندس محمد الأشقر المنسق العام لحركة كفاية، ما عدا الفنانة آثار الحكيم التي لم أعرف لها موقفاً من حكم مبارك قبل الثورة، وأيضاً عبد الحكيم جمال عبد الناصر، الذي لم ينزل عليه الاهتمام السياسي إلا بعد ثورة يناير، وكان قبله يعيش في كنف مبارك وأبنائه، ويستمتع بنعيمه المقيم. "الجمع الكريم" كان في حركة "كفاية" التي تأسست لرفض نظام مبارك، ورفض توريث الحكم، والسيسي جزء من هذا النظام. هذا إذا استثنينا عبد الحكيم نجل الرئيس عبد الناصر، والفنانة آثار الحكيم. وللدقة فقد كان يجلس على يسار السيسي أحد الأشخاص " قبل الأخير" لم أتعرف عليه، لأعرف انحيازاته السياسية قبل ثورة يناير، وهو الشخص الذي كان جاداً بينما القوم في حالة استغراق في الضحك كما لو كان مرشحهم المختار يلقي عليهم بالنكات في هذا "اللقاء الطيب المبارك" .

 لم يقولوا لنا هل أفصح لهم عبد الفتاح السيسي عن رأيه في اتفاقية كامب ديفيد، وموقفه من قضية الصراع العربي- الإسرائيلي وهي التي تشكل محور اهتمام اليسار بتنويعاته؟.
والسيسي لم يتفوه ببنت شفة في هذا الموضوع. وبالمرة ماذا قال لهم رداً على الاحتفاء الإسرائيلي به، على نحو يجعل قادة إسرائيل يعتبرونه الأفضل بالنسبة لهم من مبارك كنزهم الاستراتيجي؟!.
 لا نعرف ماذا قال السيسي لوفد الـ "14 + أثار الحكيم" عن موقفه من الفقراء، وهو المتحالف مع رجال الأعمال الذين نهبوا مقدرات الوطن في عهد مبارك، وهو صاحب شعار الخدمة بثمنها علي النحو الذي فضحته التسريبات!. لم يقل لنا الوفد ما الذي دار في هذا اللقاء التاريخي؟..


 بالبحث عثرت على تصريح لمنسق حركة "كفاية" حالياً وهو المهندس محمد الأشقر، طمأن قلوبنا بأن اللقاء "كان حميما جداً" . يبدو أن "الحميمية" صارت لغة الانقلاب، الذي يمتلك قائده فائضاً من العواطف. الأشقر أضاف أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الداخلية والخارجية (المحكمة نوَّرت). وأن السيسي قال إن من يقف معنا على أرضية 25 يناير و 30 يونيه فهو معنا. 
 لا أعرف علاقة السيسي بثورة يناير؟ ، وهو الذي لم يرد على ما ذكره الدكتور محمد البلتاجي، ويدفع ثمنه الآن، سجناً وتنكيلاً، من أن اللواء عبد الفتاح السيسي جاء إلى ميدان التحرير قبل وقوع معركة الجمل مبشراً، وطالباً إخلاء الميدان لرجال الحزب الوطني ليعربوا عن تأييدهم لمبارك.
وبعد قليل كانت الخيل في الميدان والشبيحة يغارون عليه ويحيطون به من كل جانب.
 لا بأس ثورة 25 يناير هتفت منذ اللحظة الأولى بسقوط حكم العسكر.. فما هو قولكم دام فضلكم؟!
 البأس الشديد أن اليسار المصري هو النموذج الحي على الكفاح الفاشل، وتبدو قضية رموزه في تزاحمه لأن يكون "في الصورة" ، وعندما تلوح لهم الفرصة يغتنموها بدون حديث عن المبادئ، فـ "حميمية" اللقاء، تغني عن شح العطاء!
 وأزمة القوم مع نظام مبارك أنه كان عنده حد الكفاية في بلاطه من اليساريين. فناضلوا ضده، وعندما جاء للمشهد عبد الفتاح السيسي الاختيار الحر المباشر لمبارك، هرولوا إليه محلقين ومقصرين ليكونوا "في الصورة" .
وليحتل عبد الحليم قنديل موقع رفعت السعيد في نظام مبارك. ليتضح أن هجومه على السعيد كان غيرة وحسداً.
 قولوا لنا أوجه الخلاف بين السيسي ومبارك.. يرحمكم الله.




ليست هناك تعليقات: