ألفية حديثة في عصور ما قبل التكنولوجيا، هكذا قيَّم الكثيرون حال «صعيد أم الدنيا» في الآونة الأخيرة، ففي ظل الإهمال الحكومي والتنموي الذي يضرب محافظات الصعيد، أراد قاطنو الجنوب أن يصيبوا أنفسهم بسرطان قديم يتجدد.
سرطان الصعيد، في هذا الحال، لا يصيب الجسد ويمرضه كما كثير الأمراض، بل يودي بحياة المواطنين على الفور بما يعرف بـ «نيران الثأر»، الذي لا يتماشى مع الدين أو الأعراف، في مشهد يودي بحياة الصغار قبل الكبار، الأمر الذي تعجز الدولة عن مواجهته، لصبح الثأر هو «سي السيد» الصعيد. «بوابة القاهرة» رصدت آراءً لعدد من أهالي الصعيد، حيث قال حمدي عبد الله، طبيب: «الصعيد توارث تلك العادات منذ تاريخ طويل، وتغلغلت داخل أركان البيت الصعيدي الذي يتأثر بعادة الثأر التي تعود جذورها القبلية إلى الفتح الإسلامي لمصر، وعلى الحكومة البحث عن حل أمني وثقافي»...
"عن قرب".. الثــأر في صعيــد مصـــر
الشيخ محمد عبد القادر، يضيف: «القانون العرفي ارتضاه أهل الصعيد حقنًا للدماء، حيث يقوم أهل القاتل بتقديم الكفن إلى أهل القتيل، واختلفت طرق تقديم الكفن من قبيلة إلى أخرى في طريقة التنفيذ وفي درجة القسوة، حيث تعد الطريقة العبابدية وهى نسبة إلى قبائل العبابدة أشد الطرق، وهي مدرسة تجبر القاتل على أن يذهب عاريًا من ملابسه وملفوفًا بالكفن الأبيض وحافي القدمين حليق الرأس ومجرورًا من رقبته».
وتابع: «هذه هي أكثر المدارس شيوعًا في الصعيد من الأربعينيات حتى نهاية الستينيات من القرن الماضي، وكانت تجبر على أن يسير الشخص مسافة ثلاثة كيلو مترات على الأقدام دون أن تراعي الوضع الإنساني للقاتل حتى وصولة إلى ديوان بيت القتيل، وفى حالة قبوله تجبره على التخلي عن قبيلته والانضمام إلى قبيلة القتيل لأنه هو الذي تسبب في إخلاء القبيلة من ولدها يجبرونه على الزواج منهم ويعطونه ما يتعايش منه، ويصبح هذا الشخص ملكهم وإذا مات يتم دفنه في مقابرهم، ويقيمون له سرادق العزاء، بل إذا قتل يؤخذ بثأره». واستطرد: «في إحدى القبائل التي تعود جذورها إلى بلاد النوبة تجبر القاتل على أن يرتدي الجلباب الأسود القصير أي فوق الركبة ويكون حافي القدمين حليق الرأس مجرور الرقبة وهي مدرسة لا يوجد فيها زواج للقاتل من أهل القتيل نظرًا لأنها مدرسة أخذت حيز مكاني لقبائل لا تسمح لبناتها للزواج من غريب ولكن توجد فيها إقامة للقاتل عند أهل القتيل ولكن دون اختلاط بهم».
وتابع: «هذه هي أكثر المدارس شيوعًا في الصعيد من الأربعينيات حتى نهاية الستينيات من القرن الماضي، وكانت تجبر على أن يسير الشخص مسافة ثلاثة كيلو مترات على الأقدام دون أن تراعي الوضع الإنساني للقاتل حتى وصولة إلى ديوان بيت القتيل، وفى حالة قبوله تجبره على التخلي عن قبيلته والانضمام إلى قبيلة القتيل لأنه هو الذي تسبب في إخلاء القبيلة من ولدها يجبرونه على الزواج منهم ويعطونه ما يتعايش منه، ويصبح هذا الشخص ملكهم وإذا مات يتم دفنه في مقابرهم، ويقيمون له سرادق العزاء، بل إذا قتل يؤخذ بثأره». واستطرد: «في إحدى القبائل التي تعود جذورها إلى بلاد النوبة تجبر القاتل على أن يرتدي الجلباب الأسود القصير أي فوق الركبة ويكون حافي القدمين حليق الرأس مجرور الرقبة وهي مدرسة لا يوجد فيها زواج للقاتل من أهل القتيل نظرًا لأنها مدرسة أخذت حيز مكاني لقبائل لا تسمح لبناتها للزواج من غريب ولكن توجد فيها إقامة للقاتل عند أهل القتيل ولكن دون اختلاط بهم».
الشيخ عبد القادر أوضح: «الأسرة الدندراوية وهي التي أرساها الأمير العباس الدندراوي تجبر القاتل على أن يرتدي جلباب أسود مقلوب وأن يكون مجرورًا من رقبته وحافي القدمين وتقوم بإعادة الجلباب الأسود للقاتل حين يقف أمام أهل القتيل، وفلسفة هذه المدرسة تقوم على أساس أن إعدال الجلباب للقاتل نوع من إعدال هيئة وحالة من الممات الذي كان ينتظره إلى الحياة والأمل في البقاء بالدنيا».
الدكتورة إيمان محمد، باحثة، أكدت أن المرأة هي الأكثر تمسكًا بعادات الثأر، حيث تجبر أبناءها على الأخذ بالثأر، مضيفة: «في بعض قرى الصعيد تظل حافية القدمين، حتى يتم الأخذ بالثأر، وكانت هناك واقعة شهيرة لسيدة في إحدى القرى بأنها ظلت على مدار سنوات لا تأكل اللحوم ولا تتمتع بأي مظاهر الحياة الطبيعية كإنسان وظلت ترتدي الأسود، وتعيش على ضوء الشموع وتربط على خصرها حبل من ليف النخيل».
اللواء محمد كمال، مدير أمن قنا، يقول: «استطعنا خلال الستة أشهر الماضية إنهاء 21 خصومة ثأرية، ونسعى في الفترات المقبلة إلى إنهاء المزيد من الخصومات الثأرية في مدينة فرشوط بين السالحوة والمخالفة، وأيضًا في مدينة قوص وغيرها من الوقائع».
صعيدى بجد مع طونى خليفة فى اجرأ الكلام (الثــأر).