إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة
يكفـــل إنهــاء أزمــة الكهربــاء في مصـــر
لمن ستكون الغلبة في موسم الصيف المقبل،
للنور أم للظلام؟
تتوالي الحكومات وأستمرار أزمة الكهرباء في مصر
عدالة اجتماعية" هتاف شق حناجر المصريين في ثورة 25 يناير، إلا أن الحكومات المتعاقبة تناسته، ولم تطبقه سوى وزارة الكهرباء بصورة عكسية، لم تفرّق في "ظلامها" بين أحياء مصر الفقيرة وتلك الأكثر ثراء. منبهر من أداء قيادات وزارة الكهرباء، والخطط الدقيقة التي وضعوها للقطاع" كانت تلك العبارة هي التصريح الأول للدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء المصري الجديد متجاهلا اضطرار مصر لأول مرة في تاريخها إلى قطع الكهرباء بسبب زيادة الاستهلاك ونقص الوقود لأكثر من ست ساعات يوميا -طبقا للتقارير الرسمية- خلال أشهر الشتاء، الأمر الذي دفع المراقبين إلى توقع "إظلام حقيقي" لمصر، خلال أشهر الصيف.
زيادة نسبة الأعطال في وحدات التوليد لأكثر من 22% من إجمالي قدرات التوليد في مصر
الوزير الجديد الذي كان يمتلك، قبل توليه منصبه، ثالث أكبر شركة تتعامل معها وزارة الكهرباء، وهي شركة "شاكر للاستشارات الهندسية الكهربائية" للإشراف على بناء وتشغيل عدد من محطات توليد الكهرباء مثل محطة شمال الجيزة والنوبارية، تجاهل زيادة نسبة الأعطال في وحدات التوليد لأكثر من 22%من إجمالي قدرات التوليد في مصر، أي أكثر من ضعف النسبة العالمية المتعارف عليها والتي تبلغ من سبعة إلى عشرة في المئة، فضلا عن نقص كميات الغاز والسولار وحتى المازوت الذي يعتبر بديلا عن الغاز رغم مساوئ استخدامه، وكذلك انتشار الفساد داخل أركان وزارته، الأمر الذي تسبب في زيادة العجز المالي للوزارة لتصل، حسب تصريحات المهندس أحمد إمام، وزير الكهرباء السابق، لنحو 20 مليار جنيه (ثلاثة مليارات دولار تقريبا) على الرغم من أنها كانت الوزارة الأكثر ثراء منذ سنوات قليلة.
*أحلام معلقة على مشنقة الكهرباء
استثمارات الوزير الخاصة يبدو أنها لم تتأثر، وهو ما جعله يشعر بحالة الانبهار من دقة التخطيط التي يمتلكها قادة الوزارة، وهو ما لم يشعر به أحمد، الشهير بـ"كتالونيا"، صاحب أحد المحلات التي تعمل في مجال ألعاب البلاي ستيشن والإكس بوكس، يقول "لا أعلم كيف سأتمكن من الحياة بهذا الشكل، مصدر رزقي أصبح مهددا بالانقطاع بشكل كامل إذا استمر انقطاع التيار طويلا"، مشيرا إلى أن الانقطاعات الكهربائية هي عدو عمله الأول والتي قد تقضي على حلمه في استقرار مصدر دخله، قائلا "عندما تنقطع الكهرباء ينصرف الزبائن، ولا يدفعون أجر ما لعبوه، لأنهم لم يستكملوا اللعب، وهذا حقهم، مما سيضطرني لتغيير نشاطي خلال الصيف والبحث عن عمل آخر، لأن الألعاب الإلكترونية ستكون مصدرا للخسارة" .
المولد الكهربائي أصبح عنصرا مهما لأصحاب النشاطات التي لا تتحمل انقطاع التيار الكهربائي المولد الكهربائي أصبح عنصرا مهما لأصحاب النشاطات التي لا تتحمل انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما يصفه ممدوح يس، صاحب محل جزارة، بالضروري، قائلا "اضطررت لشراء المولد بعد خسارتي قرابة 7000 جنيه مصري (قرابة ألف دولار) وفساد اللحوم داخل الثلاجات خلال انقطاع التيار الكهربائي ليوم كامل".
"العربي الجديد" حصلت على تقرير صادر عن مركز التحكم القومي بالكهرباء، حول أداء محطات التوليد في مصر، سواء كانت غازية أو بخارية أو طاقة جديدة ومتجددة، في بداية شهر مارس/آذار 2014 حيث يشير التقرير إلى أن حجم قدرات التوليد التي يفترض أن تكون متاحة تصل إلى 29 ألفا و975 ميغاوات، بينما انخفضت في التقرير إلى 22 ألفا و550 ميغاوات، بسبب الأعطال المتزايدة التي تتعرض لها المحطات في الوقت الذي تنخفض فيها قدرات التوليد التي يتم توليدها فعليا إلى 18 ألفا و960 ميغاوات بسبب نقص كميات الوقود، حيث يتسبب نقص الغاز والمازوت في عجز إضافي يصل في هذه الفترة إلى 3590 ميغاوات. ويشير التقرير إلى أزمة أخرى متزامنة، حيث لا يقتصر قطع التيار عن المشتركين في القطاعين المنزلي أو التجاري بل امتدت إلى المصانع، حيث يتم تخفيف الأحمال الكهربائية بقدرات توليد وصلت إلى 340 ميغاوات، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور حاد في نسب التنمية والتسبب في خسائر فادحة للمستثمرين وعمال تلك المصانع. وبمقارنة قدرات التوليد التي يتم توليدها حاليا مع القدرات التي كان يتم توليدها الصيف الماضي، فيتوقع أن تتصاعد موجة الانقطاعات الكهربائية بشكل غير مسبوق، لتزيد عن سبعة آلاف ميغاوات عجزا يوميا، ما يعد الأسوأ في تاريخ قطاع الكهرباء المصري.
* للفساد تيار لا ينقطع .
من جهة أخرى، فإن التيار الوحيد المنتظم في وزارة الكهرباء، منذ قرابة عقد من الزمان، يزيد أو يقل قليلا، هو تيار الفساد الذي وصفه المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بقوله إن وزارة الكهرباء تعد "الأكثر فسادا" داخل القطاع الحكومي للدولة المصرية. القضاء على الفساد في وزارة الكهرباء، رغم أنه سيوفر دخلا لمواجهة العجز المالي البالغ 18 مليار جنيه، في ظل انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، إلا أن الأيسر لحل الأزمة، كما ترى الحكومة الحالية هو دراستها رفع أسعار الكهرباء، رغم وصول قيمة فواتير الاستهلاك المتأخرة على المواطنين إلى نحو أربعة مليارات جنيه (قرابة 600 مليون دولار) نتيجة دعوات المقاطعة وعدم كفاية المحصلين، وهو ما صرح به المهندس أحمد إمام وزير الكهرباء في تصريحات صحافية في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. انقطاع الكهرباء عن المصانع سيؤدي الى تدهور حاد في نسب التنمية وخسائر فادحة للمستثمرين وعمال المصانع. في السياق ذاته، يؤكد "ائتلاف مهندسي محطات الكهرباء" عدم وجود حلول فورية لمشكلة الطاقة الكهربائية، مشيرين إلى أن أولى خطوات حل المشكلة هي مكافحة الفساد، وهو ما أشار إليه عدد من مهندسي محطات الكهرباء طلبوا عدم ذكر أسمائهم، مؤكدين أن وحدات التوليد الكهربائي تعاني منذ سنوات من نقص إمدادات الغاز الطبيعي بشكل متكرر، الأمر الذي يؤدي إلى عمل تلك الوحدات بنصف طاقتها أو توقفها في بعض الحالات، وعلى الرغم من اعتراض وزارة الكهرباء المتكرر، وقيام وزارة البترول بالتأكيد على توفير الوقود للمحطات، فإن الواقع يثبت عكس ذلك، وهو ما جعل بعض التصريحات تخرج من الوزارتين أخيرا، تؤكد وجود الأزمة، وعدم وجود حل لها خلال هذا العام، وهو ما أكده المهندس محمد موسى عمران، وكيل أول وزارة الكهرباء والمشرف على الهيئات في الوزارة، بالقول "إنه لا وقت لدى الحكومة لاستيراد الغاز وذلك بغض النظر عن وجود اعتمادات مالية أو دول يمكن الاستيراد منها" مضيفا "أن الحل يأتي في الترشيد فقط". لقد كان انقطاع التيار الكهربائي، أحد أسباب تأجيج الشارع المصري ضد الرئيس محمد مرسي، بدعوى أنه يقوم بتصدير الوقود إلى غزة.
هذا الادعاء يرد عليه المهندس جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، خلال أحد التصريحات الصحافية موضحا، أن مقدار الطاقة المصدرة إلى غزة، يكفي فقط لإنارة شارع واحد من شوارع القاهرة.
هذا الادعاء يرد عليه المهندس جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، خلال أحد التصريحات الصحافية موضحا، أن مقدار الطاقة المصدرة إلى غزة، يكفي فقط لإنارة شارع واحد من شوارع القاهرة.
ليبقى السؤال لمن ستكون الغلبة في موسم الصيف
... للنور أم للظلام؟...
إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة يكفل إنهاء أزمة الكهرباء في مصر أعلنت الهيئة القومية للطاقة الجديدة والمتجددة في مصر أن أزمة الكهرباء ستنتهي في غضون ثلاث سنوات بعد إنشاء تجمعات كبيرة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة، يأتي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه الخبراء الحكومة المصرية بوضع استراتيجية واضحة ومتكاملة لمنظومة الطاقة. المزيد حول هذا الموضوع في هذه الحلقة من برنامج "بالأخضر"، وتتابعون أيضاً:
- السعودية تقيم مشروع استزراع 30 ألف من الطحالب البحرية على شواطئ البحر الأحمر في 2014
- دبي تنفق 100 مليون دولار على مشاريع الطاقة الشمسية
- الصين تضاعف جهودها لتوفير الطاقة والتقليل من الانبعاثات
- استثمار القمامة مشروع قومي في مصر - بابا نويل "اخضر" في فنلندا للتعريف بأهمية الغابات وضرورة المحافظة على الأشجار..