الاثنين، 17 فبراير 2014

هل ركبت مصر قطار التقسيم؟ - فيديو



مخطط لتقسيم مصر 
"الإخوانية أخطر من اليهودية والنصرانية"
 "يجب تطليق الزوجة الإخوانية"!!





ليس الصراع الطائفي بين المسلمين والنصاري
.. هو المقصود بذاته ..
 فالمقصود هو الصراع من أجل الانتهاء إلى التقسيم
 .. بغض النظر عن نكهة الصراع ..
.... دينية كانت أم سياسية ....
وهو ما يجري اليوم على أرض مصر..
ويتضمن المخطط تقسيم مصر إلى:أربع دويلات؛
  ،، واحدة تحت السيادة القبطية ،،
 ،، وأخرى تحت السيادة الإسلامية ،،
وثالثـــة للنوبـــة  ثم دولة تحت السيادة الفلسطينية في سيناء
.. بعـــد ضمها إلى غــــزة ..

بهذه النغمة الفاشية الاستئصالية التي تأجج مشاعر الكراهية والعداء بدا الخطاب الإعلامي في مصر في مرحلة ما بعد الانقلاب. فالإخوان الذين كانوا منذ شهور قليلة ملء السمع والبصر، بعد أن هيمنوا على المجالس المنتخبة كلها سواء كانت تشريعية أو نقابية، ثم توجوا تفوقهم السياسي والتنظيمي بالفوز بانتخابات الرئاسة، قد أصبحوا بين عشية وضحاها إرهابيين يجب استئصالهم وتطهير البلاد منهم استلهامًا لعبارة مفتي مبارك السابق: "إنهم لا يستحقون مصريتنا".
فتم تدشين حملات إعلامية يومية تصب كلها في خانة إقصاء الإخوان المسلمين ومعارضي الانقلاب، ليس فقط من الحياة السياسية، ولكن أيضًا من الحياة العامة، وربما من الحياة كلها عملًا بفتوى الضال المضل "اضرب في المليان، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم".
وبالفعل أتت حملات التحريض والكراهية أكلها، وأينعت ثمارها، في مشاهد غير مسبوقة في المجتمع المصري والإنساني عمومًا، أضفت على المجتمع المصري المعروف بطيبته وعاطفيته، وحشية وقسوة ونذالة غير مسبوقة، فهذه أم تبلغ السلطات عن ابنها لأنه بمنتهى البساطة ينتمي لحركة 6 أبريل الخائنة العميلة كما أفهمتها وسائل الإعلام وتسريباته، والأم تحسب أنها تحسن صنعًا، وتؤدي مهمة وطنية، تستحق بها نوط الشجاعة أو نجمة سيناء!!.
 وهذه أم تصر على فسخ خطوبة ولدها من فتاة بحجة أنها إخوانية، والسبب أنها لم تذهب للتصويت على الدستور!!، وهذا رجل أحرق متجر جاره الذي يجاوره منذ سنوات طويلة لأنه فقط كان يعتصم في "رابعة"، والأمثلة تخرج عن الحصر كلها تدمي القلب وتؤجج الفتن وتمزق النسيج المجتمعي تمزيقًا يستعصي على الراقع، إن هو أراد الرقع في الأساس.
العجيب أن مدبري مشهد الانقلاب قد بنوا حسبتهم السياسية على فكرة إنقاذ مصر من الانقسام الذي روجوا لفكرة حتمية وقوعه إذا استمر الإخوان في الحكم، وما أن تم المراد واحتشد الماكرون والموتورن ومن خلفهم الحمقى والمغفلون، حتى أسفر الطامعون عن حقيقة أطماعهم، ونواياهم الحقيقية، انقلاب عسكري كامل الأركان بقشرة شعبية خفيفة لتمريره من تحت مقصلة العقوبات الدولية، والهدف؛ الاستيلاء على السلطة من أول قيادة مدنية منتخبة، وإجهاض أول تجربة ديمقراطية سليمة في المنطقة بأسرها.
يجادل البعض بأن مصر كانت ولا تزال وستظل عصية على فكرة التقسيم، فالتقسيم لم يقع إلا في المجتمعات ذات الاثنية العرقية أو الدينية، وهذا الأمر غير موجود في مصر، والاثنية الدينية في مصر غير حالة لتكرار تجارب التقسيم، فاختلال التوازن بين الجانيين يمنع من وقوع التقسيم.
وهذا الكلام على المستوى النظري قد يكون محفوظًا أكثر منه مقبولًا؛ لأن الوقائع والأحداث هي التي تصنع ردود الأفعال والتداعيات، ولا شيء يستحيل حدوثه في زمان أصبح فيه كل شيء قابلًا للتصديق بسبب الحرب الإعلامية الشرسة التي تشن على عقول الشعوب.
فمخطط تقسيم المنطقة عامة ومصر خاصة كان مطروحًا على مائدة التآمر الصهيوني الغربي العالمي منذ عشرات السنين، وتنفيذه جار على قدم وساق لإضعاف وإسقاط أكبر وأهم الدول العربية والإسلامية "مصر" في مستنقع الفرقة والتشرذم والتقسيم. فالوثائق والمقالات والخطط لا حصر لها، وقد أشار إليها وعلق عليها كبار المفكرين منهم الدكتور محمد عمارة، والدكتور حامد ربيع، والدكتور جمال حمدان، والمفكر الفرنسى روجيه جارودي، والدكتور عبد الوهاب المسيري وغيرهم، ومنها وثيقة نشرها الكاتب الصحافي الهندي "ر. ك .
كارنجيا" عام 1957م في كتابه "خنجر إسرائيل"، وعرفت باسم "وثيقة كارنجيا" وفيها المخطط "الإسرائيلي" لتقسيم مصر إلى دولتين قبطية وإسلامية. ومنها الوثيقة التي نشرتها المنظمة اليهودية العالمية بالقدس في عدد 14 فبراير عام 1982م لمجلة "كيفونيم" (اتجاهات)، وهي عبارة عن دراسة مستقبلية وضعها الكاتب "الإسرائيلي" "عوديد ينون" تحت عنوان ..
 "خطط إسرائيل الإستراتيجية"، وفيها يتنبأ باستمرار حالة الاحتقان الطائفي في مصر وأن استمرار بث الفرقة والنزاع بين المسلمين و"المسيحيين" وإثارة الاقتتال بين فئات الشعب المصري مع تردي الأوضاع الاقتصادية سوف يدفع بمصر نحو التقسيم، ومنها محاضرة مسئول الأمن الداخلي "الإسرائيلي" الأسبق "آفي دختر" عام 2008م، بالاضافة لتصريحات الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" مستعرضًا نشاطاته الهدامة والتخريبية في الواقع السوداني والمصري خلال رئاسته لهذا الجهاز، وفيها يقول عن إنجازاته في مصر:
 "أما في مصر الملعب الأكبر لنشاطاتنا فإن العمل قد تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979م، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائمًا ومنقسمة إلى أكثر من شطر؛ في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل المجتمع والدولة المصرية".
ومنها الدراسة التي نشرها المؤرخ الصهيوني برنارد لويس في يونيو عام 2003م، وفيها تصوُّر إستراتيجي مدعوم بالصور والخرائط لتقسيم الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة على أساس طائفي وعرقي لشل هذه الكيانات بالخلافات والنزاعات الطائفية والمذهبية والصراع على الثروات والمياه والحدود، لحماية الكيان الصهيوني وتأمين مستقبله لخمسين سنة قادمة، ولحماية المصالح الأمريكية.
ويتضمن المخطط تقسيم مصر إلى أربع دويلات؛ واحدة تحت السيادة القبطية وأخرى تحت السيادة الإسلامية، وثالثة للنوبة، ثم دولة تحت السيادة الفلسطينية في سيناء بعد ضمها إلى غزة.
المرأة التي هزت عرش إسرائيل
 زعماء عرب باعوا أوهام الحرب مع إسرائيل



كل هذه المخططات تقوم في الأساس على فكرة تقسيم البلاد بتفجير الخلافات والنزاعات الداخلية باستغلال الصراع الطائفي، فالهدف هو التقسيم، والوسيلة هي إثارة الصراعات والنزاعات المجتمعية، والسبب هو الخلاف الديني، وبالتالي فليس الصراع الطائفي بين المسلمين والنصاري هو المقصود بذاته، فالمقصود هو الصراع من أجل الانتهاء إلى التقسيم، بغض النظر عن نكهة الصراع، دينية كانت أم سياسية، وهو ما يجري اليوم على أرض مصر.
 فالصراع السياسي الذي تشهده مصر والذي جرجر إلى حلبته كل مكونات الشعب المصري وأطيافه المختلفة قد بلغ حدًّا مرعبًا يجعل كل العقلاء يستشرفون مصيرًا مؤلمًا ومستقبلًا مظلمًا إذا ظلت الأوضاع على ما هي عليه الآن في مصر.
>  فهل يظن اللاعبون بالنار في وسائل إعلام الانقلاب أن التحريض اليومي المستمر ضد التيار الإسلامي سوف يقود البلاد إلى الاستقرار؟
هل ستهدأ البلاد وتزدهر وتتقدم إذا استطاع الانقلابيون استئصال فصيل مجتمعي ضخم بكل ما يملكه من إمكانات وملكات وقدرات وكوادر؟!
وهل الفتاوى الضالة المضللة من علي جمعة وشاهين وسعاد وكريمة وغيرهم من فلول مبارك سوف تجعل الوطن ملاذًا آمنًا لأحد؟
وهل القمع الأمني والقضائي البشع سيئد روح المقاومة والمعارضة للانقلاب؟
إن كل ما يحدث الآن في بر مصر يقود لنتيجة حتمية وهي التقسيم والشرخ المجتمعي، والتقسيم المجتمعي هو أول لبنات التقسيم الفعلي للوطن. لتكون مصر أول دولة يتم تقسيمها على أساس سياسي، فمصر فعلًا قد حجزت مقعدها على قطار التقسيم. .


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛